آمِنَتيْ .. تَقرَؤُها العُيونْ !
د. نديم حسين
( مِن هُـنا )
يتكلَّمُ الرُّمـَّانُ ، يَذرِفُ رأيَهُ المأسورَ في كَفِّ الزِّحامِ
ويَسكُتُ الرُّمـَّانْ !
لا يَنزِلُ المَشنوقُ عن شَجَراتِها عِندَ الظَّهيرَةِ صارِخًا ،
لَو ناقَشَتْ آلامَها عِندَ التَّناديْ هَمسَتانْ !
لَن تَنتهي بسَعادَتَيْنِ قَصيدَتيْ وبِقَمْحَةٍ ،
إِلاَّ إِذا فَضَّتْ بَكارَةَ عَتمَتي في كوخِ قَلبيْ نَجمَتانْ !
وحَبيبَتي ، كانَتْ تُسَمَّى " آمِنَهْ " ،
يتقَمَّصُ الرُّمـَّانُ وَجهَ حَبيـبِها أَو يَسكُتُ الرُّمـَّانْ !
وحبيبتي ، ظَـلَّتْ تُسَمَّى " آمِنَهْ " ،
نَضَجَتْ ليَهويْ خَلْفَ ظِلِّ النارِ في حَدَقاتِها العُرسانْ !
يا قارِئًا هذي العُيونْ !
ماذا سيَفعَـلُ عاشِقٌ لَو يَستَقيلُ كأَصْغَرَيْها
مِنْ جَميعِ مَناصِبيْ البُستانْ ؟
يا قارِئًا هذي العُيونْ !
نَظَراتُها حِبْرُ المَدى ، والقَلبُ أَعمى القَلبِ
والأَوراقُ رُوحُ الزَّيزَفونْ !
قُـلْ ليْ برَبـِّكَ ،
كيفَ أَكتُبُ خَلْفَ بابِ حَنينِها المَوصودِ دَرْبًـا ؟
كَيفَ أَزرَعُ حارِسًـا ليَكونَ حارِسَها الأَمينْ ؟
يا " آمِنَهْ " !
ما زِلْتِ في هذا الفَضاءِ كنَجمَةٍ ، خَلفَ الأَشِعَّةِ تَلعَبينْ !
كوَميضِ أرواحِ التُّقاةِ الصَّالِحينْ !
تَحْتَ السَّماءِ وفَوقَ فَوقِكِ تَسبَحينَ ،
فَهَـلْ يَحُطُّ الطَّيرُ فَوقَ الغُصْنِ مِن حينٍ لِحينْ ؟
غُصْنٌ ذِراعُ التَّائِهينْ .
حِصْنٌ سُجودُ السَّاجِدينْ .
فمَتى تُراكِ كآيَةٍ عَن ظَهْرِ أَلفِ سَحابَةٍ تَتَرَجَّلينْ ؟!
ما خَلفَ هذا الخَلفِ إِلاَّ هَروَلاتُ الذَّاتِ عائِدَةً لِذاتيْ .
والبَرُّ يَرفَعُ عَن سُباتِ الرَّملِ أَلفَ شُجَيرَةٍ .
والبَحرُ يَغرَقُ في عُيونِ مِياهِها
والوَرْدُ يُدْبِرُ حينَ " تَزأَرُ " شاتيْ .
والعُمرُ يَعطَشُ حينَ يَشرَبُ من غِيابِ بُحَيرَةٍ .
وسفائِنٌ أَخَذَتْ بِلادي للبَعيدِ فأَطْرَقَتْ مِرْساتيْ .
والشَّرقُ يَنسى شَمسَها بَعْدَ الشُّروقِ بِحَيْرَةٍ .
كَبَتِ البِلادُ فقُلتُ :
أَركَبُ غَيمَةً أَو مَوجَةً أَو مِيْـتَةً تُحْييْ حَياتيْ .
يا " آمِنَهْ " !
قُوليْ لماذا حينَ أُبحِرُ في عُيونِكِ ،
أُصْبِحُ الرَّجُلَ الذي كَسَرَ الزُّجاجَ عنِ الجِّهاتِ ؟
وبَنى قِلاعًا مِنْ كَلامٍ دافِيءٍ للعَبْـدِ حتَّى يَنبَريْ
عَبْـدًا لَماهُ السَّيـِّدانْ ؟!
&&&&&&&&
يا قاريءَ العُيونْ !
يَهْوي على ريشاتِكَ المُبْتَلـَّةِ الإِقْلاعِ مِنْ نَصِّ النَّدى سَطْرانْ .
فاقرَأْ بِلادًا غادَرَتْ !
واقرَأْ دُروبًا حاوَرَتْ !
واكتُبْ حِواراتٍ كَبَتْ يُلقيْ بِها على لَما الخَرساءِ أَطرَشانْ !
نَهْرٌ مُسِنٌّ يَعتَري جَزيرَةً لا تُتقِنُ السِّباحَهْ .
وطِفلَةٌ تَلعَبُ خَلفَ أَعيُنِ المَساحَهْ .
وعاشِقٌ يَعيشُ كُلَّ حارَةٍ وشارِعٍ وقُرنَةٍ وساحَهْ .
هذا المُحالُ حالُها ،
فلتَقْتُلوا إِسْمَ الذي يُحِبُّها لكي يَموتَ أَو يَعيشَ عارِيًا ،
ولتَلكِزوا الرِّياحَ والثُّلوجَ فَوقَ روحِهِ ،
لكي تَصوغوا ثَوبَكُمْ من رَعشَةٍ فتَلبِسوا رِياحَهْ !
ليَهْنَـأَ العَبيدُ والقِيانْ !
يا " آمِنَهْ " !
قوليْ دُموعًا حُرَّةً بِجانِبيْ !
وَلتَلجئي لقارِبيْ ، يَمضي إِلَيكِ قارِبيْ !
سَيفُ الأَعادي مُشْرَعٌ ، فسالِميْ أَو حارِبيْ !
تَمَسَّكي بمَوجَةٍ ،
تُبْـقيْ على شَهيقِـكِ المُتعَبِ فَوقَ الماءِ حَتَّى حاجِبيْ !
تَنَفَّسينيْ حُرَّتيْ ، تَنَفَّسيْ !
روحيْ بَقايا غَيمَةٍ ،
تَنَفَّسيني واهطُلي دَمعًا على أَرضٍ خَبَتْ !
أَنا الذي يَغرَقُ فيكِ قانِعًا
وأَنتِ مَن تُحصي مَناقِبَ المِياهِ يا غَريقَتي ، تنفَّسي إِذًا ،
تنفَّسيْ روحيْ وبُوحيْ حُرَّتي بالكَرِّ
للخَيلِ التي في جُثَّةِ الوَقتِ كَبَتْ !
أَغرَقُ في نَهرِكِ يا مَنْ تَصِفُ النَّهرَ
لكي يُعَشِّشَ السُّمـَّانُ في ضِفافِها ويَرحَـلُ السُّـمَّانْ !
يَقولُ ما يَقولُهُ الرُّمـَّانُ يا حَبيبَتي ويَسكُتُ الرُّمـَّانْ !
أَغرَقُ يا سارِدَةً مَنافِعَ المِياهْ !!
أَغرَقُ يا جاهِلَةً بَعضَ الفُروقِ بينَ أَن نَحيا على مَوتٍ
عَزيزٍ ، أَو نَموتَ قانِعينَ إِنْ أَصابَتْكِ الحَياهْ !!
يَقولُ ما يُضْمِرُهُ الرُّمـَّانُ يا عَزيزَتي ويَصرُخُ الرُّمـَّانْ !!
&&&&&&&&
وآمِنَتي أَرادَتْ أَنْ تَذوقَ التُّوتَ عَن كَفَّيِّ شاعِرْ !
وما قَرَأَتْ عُيونَ ربيعِها وذِراعَ كافِرْ !
ومُنتَصَفُ الكَلامِ حُقولُ صَمْتٍ دامِسٍ قَدْ تُتقِنُ القَمحَ الذي
جاعَتْ سنابِلُهُ اليَتيمَةُ في الزَّمانِ وفي المَكانْ !
وبَينَهُما سيَرْفَعُ أَلفَ حُنجَرَةٍ على فَجْرِ الصَّلاةِ إِمامُها عِنْدَ الأَذانْ !
أَنامِلُ صائِغٍ ستُخَبِّيءُ الجُمَـلَ المُفيدَةَ في مَآقيكِ الحَبيبَةِ ،
تَنثُرُ الذَّهَبا !
وآمِنَتيْ إِذا ما اغرَورَقَتْ عَينا سَريرَتِها ،
فإِنَّكَ قَدْ تَرى مَـلَكًا على سَيفَيهِما انتَحَبا !
ومَوتًا عابِرًا خَسِرَ الرِّهانْ !!.
20/10/2008
د. نديم حسين
( مِن هُـنا )
يتكلَّمُ الرُّمـَّانُ ، يَذرِفُ رأيَهُ المأسورَ في كَفِّ الزِّحامِ
ويَسكُتُ الرُّمـَّانْ !
لا يَنزِلُ المَشنوقُ عن شَجَراتِها عِندَ الظَّهيرَةِ صارِخًا ،
لَو ناقَشَتْ آلامَها عِندَ التَّناديْ هَمسَتانْ !
لَن تَنتهي بسَعادَتَيْنِ قَصيدَتيْ وبِقَمْحَةٍ ،
إِلاَّ إِذا فَضَّتْ بَكارَةَ عَتمَتي في كوخِ قَلبيْ نَجمَتانْ !
وحَبيبَتي ، كانَتْ تُسَمَّى " آمِنَهْ " ،
يتقَمَّصُ الرُّمـَّانُ وَجهَ حَبيـبِها أَو يَسكُتُ الرُّمـَّانْ !
وحبيبتي ، ظَـلَّتْ تُسَمَّى " آمِنَهْ " ،
نَضَجَتْ ليَهويْ خَلْفَ ظِلِّ النارِ في حَدَقاتِها العُرسانْ !
يا قارِئًا هذي العُيونْ !
ماذا سيَفعَـلُ عاشِقٌ لَو يَستَقيلُ كأَصْغَرَيْها
مِنْ جَميعِ مَناصِبيْ البُستانْ ؟
يا قارِئًا هذي العُيونْ !
نَظَراتُها حِبْرُ المَدى ، والقَلبُ أَعمى القَلبِ
والأَوراقُ رُوحُ الزَّيزَفونْ !
قُـلْ ليْ برَبـِّكَ ،
كيفَ أَكتُبُ خَلْفَ بابِ حَنينِها المَوصودِ دَرْبًـا ؟
كَيفَ أَزرَعُ حارِسًـا ليَكونَ حارِسَها الأَمينْ ؟
يا " آمِنَهْ " !
ما زِلْتِ في هذا الفَضاءِ كنَجمَةٍ ، خَلفَ الأَشِعَّةِ تَلعَبينْ !
كوَميضِ أرواحِ التُّقاةِ الصَّالِحينْ !
تَحْتَ السَّماءِ وفَوقَ فَوقِكِ تَسبَحينَ ،
فَهَـلْ يَحُطُّ الطَّيرُ فَوقَ الغُصْنِ مِن حينٍ لِحينْ ؟
غُصْنٌ ذِراعُ التَّائِهينْ .
حِصْنٌ سُجودُ السَّاجِدينْ .
فمَتى تُراكِ كآيَةٍ عَن ظَهْرِ أَلفِ سَحابَةٍ تَتَرَجَّلينْ ؟!
ما خَلفَ هذا الخَلفِ إِلاَّ هَروَلاتُ الذَّاتِ عائِدَةً لِذاتيْ .
والبَرُّ يَرفَعُ عَن سُباتِ الرَّملِ أَلفَ شُجَيرَةٍ .
والبَحرُ يَغرَقُ في عُيونِ مِياهِها
والوَرْدُ يُدْبِرُ حينَ " تَزأَرُ " شاتيْ .
والعُمرُ يَعطَشُ حينَ يَشرَبُ من غِيابِ بُحَيرَةٍ .
وسفائِنٌ أَخَذَتْ بِلادي للبَعيدِ فأَطْرَقَتْ مِرْساتيْ .
والشَّرقُ يَنسى شَمسَها بَعْدَ الشُّروقِ بِحَيْرَةٍ .
كَبَتِ البِلادُ فقُلتُ :
أَركَبُ غَيمَةً أَو مَوجَةً أَو مِيْـتَةً تُحْييْ حَياتيْ .
يا " آمِنَهْ " !
قُوليْ لماذا حينَ أُبحِرُ في عُيونِكِ ،
أُصْبِحُ الرَّجُلَ الذي كَسَرَ الزُّجاجَ عنِ الجِّهاتِ ؟
وبَنى قِلاعًا مِنْ كَلامٍ دافِيءٍ للعَبْـدِ حتَّى يَنبَريْ
عَبْـدًا لَماهُ السَّيـِّدانْ ؟!
&&&&&&&&
يا قاريءَ العُيونْ !
يَهْوي على ريشاتِكَ المُبْتَلـَّةِ الإِقْلاعِ مِنْ نَصِّ النَّدى سَطْرانْ .
فاقرَأْ بِلادًا غادَرَتْ !
واقرَأْ دُروبًا حاوَرَتْ !
واكتُبْ حِواراتٍ كَبَتْ يُلقيْ بِها على لَما الخَرساءِ أَطرَشانْ !
نَهْرٌ مُسِنٌّ يَعتَري جَزيرَةً لا تُتقِنُ السِّباحَهْ .
وطِفلَةٌ تَلعَبُ خَلفَ أَعيُنِ المَساحَهْ .
وعاشِقٌ يَعيشُ كُلَّ حارَةٍ وشارِعٍ وقُرنَةٍ وساحَهْ .
هذا المُحالُ حالُها ،
فلتَقْتُلوا إِسْمَ الذي يُحِبُّها لكي يَموتَ أَو يَعيشَ عارِيًا ،
ولتَلكِزوا الرِّياحَ والثُّلوجَ فَوقَ روحِهِ ،
لكي تَصوغوا ثَوبَكُمْ من رَعشَةٍ فتَلبِسوا رِياحَهْ !
ليَهْنَـأَ العَبيدُ والقِيانْ !
يا " آمِنَهْ " !
قوليْ دُموعًا حُرَّةً بِجانِبيْ !
وَلتَلجئي لقارِبيْ ، يَمضي إِلَيكِ قارِبيْ !
سَيفُ الأَعادي مُشْرَعٌ ، فسالِميْ أَو حارِبيْ !
تَمَسَّكي بمَوجَةٍ ،
تُبْـقيْ على شَهيقِـكِ المُتعَبِ فَوقَ الماءِ حَتَّى حاجِبيْ !
تَنَفَّسينيْ حُرَّتيْ ، تَنَفَّسيْ !
روحيْ بَقايا غَيمَةٍ ،
تَنَفَّسيني واهطُلي دَمعًا على أَرضٍ خَبَتْ !
أَنا الذي يَغرَقُ فيكِ قانِعًا
وأَنتِ مَن تُحصي مَناقِبَ المِياهِ يا غَريقَتي ، تنفَّسي إِذًا ،
تنفَّسيْ روحيْ وبُوحيْ حُرَّتي بالكَرِّ
للخَيلِ التي في جُثَّةِ الوَقتِ كَبَتْ !
أَغرَقُ في نَهرِكِ يا مَنْ تَصِفُ النَّهرَ
لكي يُعَشِّشَ السُّمـَّانُ في ضِفافِها ويَرحَـلُ السُّـمَّانْ !
يَقولُ ما يَقولُهُ الرُّمـَّانُ يا حَبيبَتي ويَسكُتُ الرُّمـَّانْ !
أَغرَقُ يا سارِدَةً مَنافِعَ المِياهْ !!
أَغرَقُ يا جاهِلَةً بَعضَ الفُروقِ بينَ أَن نَحيا على مَوتٍ
عَزيزٍ ، أَو نَموتَ قانِعينَ إِنْ أَصابَتْكِ الحَياهْ !!
يَقولُ ما يُضْمِرُهُ الرُّمـَّانُ يا عَزيزَتي ويَصرُخُ الرُّمـَّانْ !!
&&&&&&&&
وآمِنَتي أَرادَتْ أَنْ تَذوقَ التُّوتَ عَن كَفَّيِّ شاعِرْ !
وما قَرَأَتْ عُيونَ ربيعِها وذِراعَ كافِرْ !
ومُنتَصَفُ الكَلامِ حُقولُ صَمْتٍ دامِسٍ قَدْ تُتقِنُ القَمحَ الذي
جاعَتْ سنابِلُهُ اليَتيمَةُ في الزَّمانِ وفي المَكانْ !
وبَينَهُما سيَرْفَعُ أَلفَ حُنجَرَةٍ على فَجْرِ الصَّلاةِ إِمامُها عِنْدَ الأَذانْ !
أَنامِلُ صائِغٍ ستُخَبِّيءُ الجُمَـلَ المُفيدَةَ في مَآقيكِ الحَبيبَةِ ،
تَنثُرُ الذَّهَبا !
وآمِنَتيْ إِذا ما اغرَورَقَتْ عَينا سَريرَتِها ،
فإِنَّكَ قَدْ تَرى مَـلَكًا على سَيفَيهِما انتَحَبا !
ومَوتًا عابِرًا خَسِرَ الرِّهانْ !!.
20/10/2008
تعليق