تجربة خاصة ....بقلم يوسف أبوسالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف أبوسالم
    أديب وكاتب
    • 08-06-2009
    • 2490

    تجربة خاصة ....بقلم يوسف أبوسالم

    تجربة خاصة



    أعددتُ العدة بكامل ما استطعتُ من فناجين القهوة المغلية جيداً ، ومدفأة كهربائية في ليل الشتاء البارد ، وبضعة أوراق بيضاء لم تُفََُّضُّ عذريتها بعدُ بأية مفردة .......!
    وعلى مكتبي الذي تعودت عليه منذ سنوات طويلة ، بدأت موسيقى كلاسيكية هادئة تمخر عباب الليل ، وقررتُ أن أبدأ بكتابة قصيدة جديدة ، متحدياً فيها ( أكذوبة الوحي والإلهام ) ...!!؟
    قلت في نفسي أعرف بحور الشعر على السماع ، دون حاجة للتقطيع العروضي ، وبجانبي مكتبة فيها عشرات الكتب والقواميس اللغوية ، ولدي ثراءٌ لا بأس به من المفردات والخبرة ....
    إذن سأحدد البحر الشعري ، وأجمع له القوافي مااستطعت ُ، حددت البحر البسيط لإمكانياته الشعرية في طول النفس واستيعاب أية جمل شعرية معقدة إن لزم الأمر ، ولموسيقاه الرشيقة ، وقررتُ أن تكون القافية على حرف النون المنتهي بياء حتى أستطيع المدّ كلما لزم ذلك
    وبدأت فناجين القهوة الواحد تلو الآخر ، ترافقها سيجارة مشتعلة دوما ...، وبدأت الساعات تمضي ولم أكتب حرفا بعد .....قلت لعله البرد ....فرفعت درجة اشتعال المدفأة وقربتها إليَّ ، ولكن بلا فائدة ، فقلت لعلها الموسيقى لا تناسبني ..فأسكتها .....وبدأت تلوح في الأفق بضعة كلمات ...
    أغفو ......وتوقفت .......أغفو على قلقٍ ........وسرحت ثم توقفت ، وبدأتُ أمشي داخل الغرفة وكانت ساعاتٌ قد مضتْ دون أن أدري واقتربت أولى ملامح الصباح ..وما زلتُ خالي الوفاض
    أغفو على قلقٍ والنارُ تكويني ........
    تفاءلت فهذا شطرٌ اكتمل ..وما عليَّ إلا إكمال الشطر الثاني ..فيكون لدي مطلع قصيدة ..جميلة ربما
    وحين أصحو ......وتوقفت .....وتراجعت ...
    أصحو على قلق والنار تكويني .....
    وحين أغفو .....ماذا ..!!! وتوقفت .........
    ورميت القلم واستهلكت مزيدا من فناجين القهوة ..المخلوطة بدخان عشرات السجائر وكانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحا ...وكنتُ في غاية الأرق ....عدتُ إلى المكتب وأمسكتُ القلم في محاولة أخرى لإكمال الشطر الثاني
    أغفو على قلقٍ والنارُ تكويني ..وحين أصحو ...
    يا إلهي
    أصحو على قلقٍ والنار تكويني ....وحين أغفو ...تنا ....
    وحين أغفو تناديني .....كوانيني ...
    كوانيني ...!!؟؟ وما كوانيني هذه
    أيقنت أنني لن أكتب شيئا ذا قيمة ....وحادثت نفسي أنني ربما خسرت التحدي ....
    أصحو على قلقٍ والنار تكويني ...وحين أغفو تناديني شيا...شيا ....شياطيني
    أصحو على قلقٍ والنار تكويني...... وحين أغفو تناديني شياطيني
    شياطيني ...!؟ معقول ...المعنى معقول والمطلع اكتمل بعد مشقة وجهد ...وتفاءلت ...وعلى نغمات موسيقى هادئة أدرتها مجددا ..حاولت أن أكمل
    وباءت كل محاولاتي بالفشل...!؟
    نضبت الحروف والمفردات ..وكأني لم أكتب قصيدة في حياتي أنا الذي كنت أمسك القلم وأكتب القصيدة على نَفَسٍ واحد ....وقررتُ الخروج ..بسيارتي لعلي أغير أجواء الدخان والقهوة والأرق ...وفي الطريق وعلى محطة السرفيس رأيتها
    يا ألله ...يا ألله ...قلبي يرفرف ....ومشاعري تتدفق ...وكأن ألف عصفور تزقزق فيها ..توقفت وناديتها ..فضحكت حين رأتني وسألتها
    -إلى أين ..!؟
    -إلى دائرة الجوازات لتجديد جواز سفري لأنني سأقدم طلبا لوظيفة خالية في إحدى الشركات...( ركبت بجانبي ...وكأن الكون كله كان بجانبي ...وتحدثنا ..وما أطيب حديثها وأرقه وأعذبه...لم أكن أسمع الحديث أو أحاول فهمه ..كنت فقط أسمع موسيقى النبرات ..وحركات الشفاه التي راقتني وتروقني دائما ..ولمعان العيون وهفهفات الشعر المرسل ....وتدفق الروح ....يا إلهي .... إنني فعلا أحبها .....!!!!؟)
    -نزلت من السيارة ..وأشارت لي بيدها ...وكانت نبضات قلبي ترفرف في ضحكتها
    عدت إلى غرفتي.....وأقلامي وأوراقي
    ومزقت أوراقي وكل ما كتبت وبدون أن أدري وكنت فرحا يملؤني الحبور ...وكان قلبي ما يزال يرفرف في ضحكتها وروحي تنعس في حكاياها أمسكتُ القلم ( نفس القلم ..!؟) وبدأت أكتب ...
    القلبُ .....( وكان قلبي يضحك فعلا )
    القلب في ضحكاتها يتنفسُ
    والروحُ ( وكانت روحي ....مخدرة في حكاياها ...وكأنها نعسانة جذلى )
    والروح في دفء الحكايا تنعسُ
    وأكملت القصيدة ....كاملة ....بلا توقف تقريبا .....


    القلـبُ فــي ضَحَكاتِهـــا يتنفَّـــــــسُ........والروحُ في دفْءِ الحَكايــا تنْعَـسُ
    والدارُ لمّا لامستْ وقْــعَ الخُطَـــــى........راحتْ ثُغورُ خُزَامِهـا تتكــــــدّـسُ
    ويسيلُ في الريحانِ لحنٌ أخضـــــرٌ....... والفجرُ يصحو والعنادلُ تَهْمِـــــسُ
    مَنْ منكمُ غَمَرَتْــهُ رَعْشَةُ غيمــــــةٍ.........حتى يبوح به الحريرُ الأطلـــــسُ
    فإذا تعانــقَ بوحـــهُ و حريرُهـــــا.........ألوانُ من قزحٍ غدتْ تتجسّــــــسُ
    ماذا يقول العاشقان وهل تُـــــــرى........فيض الغيوث من الصبابة يُسْلَـسُ
    خلعتْ على شمس الصباح ظلالها.........فتواترت أفـيـــاؤه تتهــــــــــامس
    وتنسّمَ الشفـقُ المُبِيـــــــنُ شَميمَهـا.......فتجـــرّدَتْ ألوانـه تتنَرجــــــــسُ
    أحببتُهــــا فتناهبتنــي رَجَــــــــــةٌ.........مجنونةٌ في أضلعــي تتغطْـــرسُ
    فأخذت أطلــــقُ أحرفـــي ملفوحةً..........ما أرهف الكلمات لما تَحـــــدِسُ
    ما للقوافـــــي بالمســـاء تعرْبَشتْ.........وبناتُ شِفَّتهـــا بلغــــــــوٍ تنْبِــسُ
    والليل يكتبهــــا على صهواتـــــهِ..........والصبح يقرأ والشموس تُعَرْنِسُ
    أحببتُها فتجمعــتْ في حجْـرَتـــي..........آهاتُ آمـــــادٍ وأفــــقٌ يهجــــسُ
    ماذا أقــــول أزهـــرةٌ بريّــــــــةٌ...........النهرُ يسقي والخريـــــرُ يُهنْـدِسُ
    أم مهــــــرةٌ عربيـــةٌ بجموحهــا.........باتتْ على صخبِ المنى تتمايسُ
    ماذا أقولُ تميمــةٌ...! جِنِّيــــةٌ.!!..........شيطانها في البالِ راح يوَسْـوِسُ
    أم طلقةٌ أرخى الزنــادُ .زمامها...........فتوسدتْ كبدي وطافتْ تَهْــــرُسُ
    أحببتها فغدتْ زنــودي شاطئــاً...........تغفو على حصبائــهِ تتشمّــــــسُ
    فإذا أفاقـتْ تستحــمُّ ببحــرهـــا...........فعروســـةٌ إكليلها يتنـــــــــورسُ
    ترتادني فجـراً وتنـأى عن غـدٍ...........وتعودُ في القلب المتيــــم تغطُـسُ

    وكانت هذه القصيدة ...التي ذهلتُ كيف بدأت وكيف انتهت ..والتي لم أرفع القلم أثناء كتابتها إلا قليلا جدا وكأنني أحفظها سابقاً ...
    عندها ألقيت القلم وأطفأت مدفأتي ونمت نوما عميقا ....!!!؟؟
    يقلم ...يوسف أبوسالم
    28-1-2010

  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    اشكرك استاذنا الفاضل ان شاركتنا مشاعرك واحاسيسك ومذكراتك

    جميلة جدا ومعبرة جدا هذه الخاطرة

    تسجيل اعجاب ولي عودة للقصيدة

    تحياتي
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • نجيةيوسف
      أديب وكاتب
      • 27-10-2008
      • 2682

      #3
      يا شاعرالشعر الجميل ،
      مثلك قبل أن يفكر فيما فعل كان يعلم أن الشعر ليس صناعة ولا كان لحظة بمسلم قياده لصف كلمات على وزن بارد بلا حياة .

      إنه النشوى لطارق ، وتلبية النداء لهزة ورعشة القلب بين الضلوع .

      شكري العظيم لهذه التي استطاعت أن تعيد الإلهام إلى صاحبه ، وتهدينا جمال شعره .

      كنت شاعرا حتى بروايتك تجربتك هذه . لغة وصور ولا أجمل .

      تحياتي الصادقة وتقديري لكاتبنا وشاعرنا الرائع

      سمحت لنفسي بتكبير حجم خط الجميلة التي أهديتنا في ملتقى الخاطرة ، فعذرا يا شاعرنا الكريم .

      النوار


      sigpic


      كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

      تعليق

      • وفاء الدوسري
        عضو الملتقى
        • 04-09-2008
        • 6136

        #4
        القلـبُ فــي ضَحَكاتِهـــا يتنفَّـــــــسُ........والروحُ في دفْءِ الحَكايــا تنْعَـسُ
        والدارُ لمّا لامستْ وقْــعَ الخُطَـــــى........راحتْ ثُغورُ خُزَامِهـا تتكــــــدّـسُ
        ويسيلُ في الريحانِ لحنٌ أخضـــــرٌ....... والفجرُ يصحو والعنادلُ تَهْمِـــــسُ
        مَنْ منكمُ غَمَرَتْــهُ رَعْشَةُ غيمــــــةٍ.........حتى يبوح به الحريرُ الأطلـــــسُ
        فإذا تعانــقَ بوحـــهُ و حريرُهـــــا.........ألوانُ من قزحٍ غدتْ تتجسّــــــسُ
        ماذا يقول العاشقان وهل تُـــــــرى........فيض الغيوث من الصبابة يُسْلَـسُ
        خلعتْ على شمس الصباح ظلالها.........فتواترت أفـيـــاؤه تتهــــــــــامس
        وتنسّمَ الشفـقُ المُبِيـــــــنُ شَميمَهـا.......فتجـــرّدَتْ ألوانـه تتنَرجــــــــسُ
        أحببتُهــــا فتناهبتنــي رَجَــــــــــةٌ.........مجنونةٌ في أضلعــي تتغطْـــرسُ
        فأخذت أطلــــقُ أحرفـــي ملفوحةً..........ما أرهف الكلمات لما تَحـــــدِسُ
        ما للقوافـــــي بالمســـاء تعرْبَشتْ.........وبناتُ شِفَّتهـــا بلغــــــــوٍ تنْبِــسُ
        والليل يكتبهــــا على صهواتـــــهِ..........والصبح يقرأ والشموس تُعَرْنِسُ
        أحببتُها فتجمعــتْ في حجْـرَتـــي..........آهاتُ آمـــــادٍ وأفــــقٌ يهجــــسُ
        ماذا أقــــول أزهـــرةٌ بريّــــــــةٌ...........النهرُ يسقي والخريـــــرُ يُهنْـدِسُ
        أم مهــــــرةٌ عربيـــةٌ بجموحهــا.........باتتْ على صخبِ المنى تتمايسُ
        ماذا أقولُ تميمــةٌ...! جِنِّيــــةٌ.!!..........شيطانها في البالِ راح يوَسْـوِسُ
        أم طلقةٌ أرخى الزنــادُ .زمامها...........فتوسدتْ كبدي وطافتْ تَهْــــرُسُ
        أحببتها فغدتْ زنــودي شاطئــاً...........تغفو على حصبائــهِ تتشمّــــــسُ
        فإذا أفاقـتْ تستحــمُّ ببحــرهـــا...........فعروســـةٌ إكليلها يتنـــــــــورسُ
        ترتادني فجـراً وتنـأى عن غـدٍ...........وتعودُ في القلب المتيــــم تغطُـسُ

        الأستاذ/يوسف أبو سالم
        قصيدة تتنفس الحسن في منتهى الروعة
        هكذا أينما يكون النجم يكون الضياء
        دمت بخير,مع أجمل وأطيب الأمنيات
        احترامي وتقديري,,,
        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 28-01-2010, 09:02.

        تعليق

        • يوسف أبوسالم
          أديب وكاتب
          • 08-06-2009
          • 2490

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
          اشكرك استاذنا الفاضل ان شاركتنا مشاعرك واحاسيسك ومذكراتك

          جميلة جدا ومعبرة جدا هذه الخاطرة

          تسجيل اعجاب ولي عودة للقصيدة

          تحياتي

          المبدع مصطفى الصالح

          أثمن لك أخي متابعتك الحثيثة لما أكتب
          وتواصلك الدائم معي
          وهذا المرور وتلك الكلمات
          هي وسام أعلقه دوما على هام القصيدة
          لتفخر به
          دمت مبدعا

          تعليق

          • يوسف أبوسالم
            أديب وكاتب
            • 08-06-2009
            • 2490

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
            يا شاعرالشعر الجميل ،
            مثلك قبل أن يفكر فيما فعل كان يعلم أن الشعر ليس صناعة ولا كان لحظة بمسلم قياده لصف كلمات على وزن بارد بلا حياة .

            إنه النشوى لطارق ، وتلبية النداء لهزة ورعشة القلب بين الضلوع .

            شكري العظيم لهذه التي استطاعت أن تعيد الإلهام إلى صاحبه ، وتهدينا جمال شعره .

            كنت شاعرا حتى بروايتك تجربتك هذه . لغة وصور ولا أجمل .

            تحياتي الصادقة وتقديري لكاتبنا وشاعرنا الرائع

            سمحت لنفسي بتكبير حجم خط الجميلة التي أهديتنا في ملتقى الخاطرة ، فعذرا يا شاعرنا الكريم .

            النوار
            المبدعة نجية يوسف

            بلا شك أيتها الأخت المبدعة
            فالشعر هو تلبية نداء القلب
            وإذعانا لرعشته وإلهام من يحب
            ولعل خاطرتي أجابت على هذا بامتياز
            إذ أكدت تماما على هذا المفهوم
            وكانت فكرة الخاطرة كلها تدور لتأكيد هذا المفهوم
            فلم أكن أعتقد أن الشعر نظم بارد
            بل على العكس إن مجريات الخاطرة تقول
            إن الشعر إلهام بلا شك
            ولا أدري كيف استنتجت أن أحداً أعاد لي هذا المفهوم
            القصة في الخاطرة رمزية
            وهدفها الأساسي
            طرح النقيض للوصول إلى الأصل
            وهذا ما أكدته الخاطرة
            ولا أنسى أن أشكر لك كلماتك الرقيقة بحقي
            ودمت مبدعة

            تعليق

            • يوسف أبوسالم
              أديب وكاتب
              • 08-06-2009
              • 2490

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
              القلـبُ فــي ضَحَكاتِهـــا يتنفَّـــــــسُ........والروحُ في دفْءِ الحَكايــا تنْعَـسُ

              والدارُ لمّا لامستْ وقْــعَ الخُطَـــــى........راحتْ ثُغورُ خُزَامِهـا تتكــــــدّـسُ
              ويسيلُ في الريحانِ لحنٌ أخضـــــرٌ....... والفجرُ يصحو والعنادلُ تَهْمِـــــسُ
              مَنْ منكمُ غَمَرَتْــهُ رَعْشَةُ غيمــــــةٍ.........حتى يبوح به الحريرُ الأطلـــــسُ
              فإذا تعانــقَ بوحـــهُ و حريرُهـــــا.........ألوانُ من قزحٍ غدتْ تتجسّــــــسُ
              ماذا يقول العاشقان وهل تُـــــــرى........فيض الغيوث من الصبابة يُسْلَـسُ
              خلعتْ على شمس الصباح ظلالها.........فتواترت أفـيـــاؤه تتهــــــــــامس
              وتنسّمَ الشفـقُ المُبِيـــــــنُ شَميمَهـا.......فتجـــرّدَتْ ألوانـه تتنَرجــــــــسُ
              أحببتُهــــا فتناهبتنــي رَجَــــــــــةٌ.........مجنونةٌ في أضلعــي تتغطْـــرسُ
              فأخذت أطلــــقُ أحرفـــي ملفوحةً..........ما أرهف الكلمات لما تَحـــــدِسُ
              ما للقوافـــــي بالمســـاء تعرْبَشتْ.........وبناتُ شِفَّتهـــا بلغــــــــوٍ تنْبِــسُ
              والليل يكتبهــــا على صهواتـــــهِ..........والصبح يقرأ والشموس تُعَرْنِسُ
              أحببتُها فتجمعــتْ في حجْـرَتـــي..........آهاتُ آمـــــادٍ وأفــــقٌ يهجــــسُ
              ماذا أقــــول أزهـــرةٌ بريّــــــــةٌ...........النهرُ يسقي والخريـــــرُ يُهنْـدِسُ
              أم مهــــــرةٌ عربيـــةٌ بجموحهــا.........باتتْ على صخبِ المنى تتمايسُ
              ماذا أقولُ تميمــةٌ...! جِنِّيــــةٌ.!!..........شيطانها في البالِ راح يوَسْـوِسُ
              أم طلقةٌ أرخى الزنــادُ .زمامها...........فتوسدتْ كبدي وطافتْ تَهْــــرُسُ
              أحببتها فغدتْ زنــودي شاطئــاً...........تغفو على حصبائــهِ تتشمّــــــسُ
              فإذا أفاقـتْ تستحــمُّ ببحــرهـــا...........فعروســـةٌ إكليلها يتنـــــــــورسُ
              ترتادني فجـراً وتنـأى عن غـدٍ...........وتعودُ في القلب المتيــــم تغطُـسُ

              الأستاذ/يوسف أبو سالم
              قصيدة تتنفس الحسن في منتهى الروعة
              هكذا أينما يكون النجم يكون الضياء
              دمت بخير,مع أجمل وأطيب الأمنيات

              احترامي وتقديري,,,
              الأخت المبدعة
              وفاء عرب

              أهلا بك للمرة الأولى في قصيدة من قصائدي
              ولو كنت أعلم أنني بنشر قصيدتي هذه ضمن خاطرة أدبية ستشرفين قصائدي بحضورك هذا
              لفعلت ذلك منذ زمن
              أسعدتني كلماتك الرشيقة الودية حول قصيدتي
              مثلما أسعدني تواجدك في متصفحي
              على أنني رغبت لو علقت على الخاطرة وفكرتها
              ضمن تعليقك الجميل على القصيدة
              كلي شكر لك ومودة
              وتحياتي

              تعليق

              • محمد ثلجي
                أديب وكاتب
                • 01-04-2008
                • 1607

                #8
                [align=right]
                تلعب الأقدار اللعبة المجانية إياها، رغم كوننا ننساق وراءها وتجرنا الظنون والأوهام كمن يشق طريقه في حفلة تنكرية يلتقي فيها بكل خيالاته وابتداعاته وتأويلاته بحرية وانتباهٍ شفيف آسر من دون أن يكشف الواحد للآخر عن نفسه وحقيقته. في هذا التضاد والغياب والحضور الجدلي. يكون المنتصر والمهزوم دائماً هو الكلمات.

                هذه الخاطرة والقصيدة التي ذيِّلت كتوقيعٍ أسفلها كانتا بمثابة حضور المشاعر وغياب الشاعر. الرقص الماتع على ضوء القمر الليلكي وهسيس الجداول المنبعث من عمق زجاجة الظلام.

                شيئ جميل وحضور بهي يأخذنا للحظات الكتابة وكيفية تعمير الروح والوجدان بنزعة تفضي للبوح والتخاطب الذهني المحسوس. ربما إذْ ذاك يحتاج الشاعر كي يدخل أنيقاً نحو الجسد الخشن لقصيدته ملء روحه وعقله وقلبه بالحقيقة الكامنة في رقعة شاسعة متخيلة.

                صديقي الغالي الشاعر الكبير يوسف أبو سالم طقوسك الفوضوية تلك جعلت للشعر نكهة ومذاقاً آخر يستحيل تكراره.
                [/align]
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 28-01-2010, 12:37.
                ***
                إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                يساوى قتيلاً بقابرهِ

                تعليق

                • أميمة عبد الحكيم
                  محرر مترجم
                  • 15-10-2009
                  • 555

                  #9
                  إذن .. خسرت التحدى...!!!

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    الأستاذ يوسف أبو سالم..
                    هذه أول مرّة أتشرّف فيها بدخول متصفحك و أعترف أن العنوان أثار فضولي..
                    ذكّرتني خاطرتك هذه بما يشبه النكتة قرأتها يوما ..قال أحدهم لصديقه : لقد قرّرتُ أن أكون شاعرا و أديبا . قال الصديق : صحيح ؟ و لكن أليس الأمر صعبا ؟ فأجابه صديقه: لا . أبدا . فكل الكلمات موجودة في القاموس !
                    إذا.. لا يكفي القاموس و لا أن نتقن العروض و البحور و نلمّ بالمفردات و الألفاظ و لا تنفع العدّة و لا العتاد..لابد من الإلهام ..لابد من رعشة تصيب القلب و تصيب عدواها القلم فينساب حبره على الورق بكل يسر و..جمال .و بعدها يستفيق الكاتب و يتساءل :هل أنا من كتب هذا ؟
                    هفهفات الشَعر المرسل جعلت شِعرك سيدي يسترسل !
                    أبدعت في وصف حالة القلق و التذبذب و الحيرة و المخاض الذي لم ينجب شيئا يذكر حتى كان اللقاء الذي جعل الروح تنتعش و القلم يتدفّق.
                    سعدت بالقراءة لك.
                    تحيّتي.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • يوسف أبوسالم
                      أديب وكاتب
                      • 08-06-2009
                      • 2490

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة
                      [align=right]
                      تلعب الأقدار اللعبة المجانية إياها، رغم كوننا ننساق وراءها وتجرنا الظنون والأوهام كمن يشق طريقه في حفلة تنكرية يلتقي فيها بكل خيالاته وابتداعاته وتأويلاته بحرية وانتباهٍ شفيف آسر من دون أن يكشف الواحد للآخر عن نفسه وحقيقته. في هذا التضاد والغياب والحضور الجدلي. يكون المنتصر والمهزوم دائماً هو الكلمات.

                      هذه الخاطرة والقصيدة التي ذيِّلت كتوقيعٍ أسفلها كانتا بمثابة حضور المشاعر وغياب الشاعر. الرقص الماتع على ضوء القمر الليلكي وهسيس الجداول المنبعث من عمق زجاجة الظلام.

                      شيئ جميل وحضور بهي يأخذنا للحظات الكتابة وكيفية تعمير الروح والوجدان بنزعة تفضي للبوح والتخاطب الذهني المحسوس. ربما إذْ ذاك يحتاج الشاعر كي يدخل أنيقاً نحو الجسد الخشن لقصيدته ملء روحه وعقله وقلبه بالحقيقة الكامنة في رقعة شاسعة متخيلة.

                      صديقي الغالي الشاعر الكبير يوسف أبو سالم طقوسك الفوضوية تلك جعلت للشعر نكهة ومذاقاً آخر يستحيل تكراره.
                      [/align]
                      المبدع الشاعر
                      محمد ثلجي

                      أصدقك القول
                      أن في تجربتي هذه صدق كثير
                      ولعلك كشاعر عانيت بمثل ما ورد فيها
                      فكم تمر بنا ليال عجاف نجدنا فيها وكأننا
                      لن نكتب حرفا واحدا
                      وعلى غير انتظار
                      وحين يدق جرس الميعاد
                      تهطل علينا الغيوث
                      ولكل شاعر تجربة ممائلة فيما أظن
                      وهكذا هو حالنا نحن الشعراء
                      نضىء ونحن نكتب القصيدة
                      رغم سواد الليل العميق
                      سرتني مداخلتك
                      ودمت مبدعا

                      تعليق

                      • يوسف أبوسالم
                        أديب وكاتب
                        • 08-06-2009
                        • 2490

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أميمة عبد الحكيم مشاهدة المشاركة
                        إذن .. خسرت التحدى...!!!
                        وهل يمكن لشاعر كيوسف أبوسالم
                        إلا أن يخسر رهانا كهذا يا أميمة
                        نعم وأبصم بالعشرة أنني خسرت الرهان والتحدي
                        ولكن من تعتقدين أنه كسب التحدي
                        الشاعر أم من يحب...!؟؟

                        مودتي

                        تعليق

                        • د. توفيق حلمي
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 864

                          #13
                          [align=right]
                          الشاعر الكبير والأديب / يوسف أبو سالم
                          فعلتها والله ! فقد جلست منذ عدة أيام عازماً كتابة قصيدة ، وقلت لنفسي ربما يكون الأستاذ يوسف أبو سالم عاتباً علىّض فلم أضع قصيدة في الديوان منذ وقت طويل ! وكانت ليلة شبيهة لم أخط فيها غير ثلاثة أبيات:
                          ياقلب تب وارجع إلى روضي أما = أضناك تشريد ببيداء الهوى
                          ياقلب عد وارحل إلي صدري كما = غادرته يوما لصدر قد غوى
                          ياقلب ثب لِلُبَاب عدلٍ منصفٍ = وارشد فما يجديك ماضٍ قد ثوى
                          وهنا توقفت فلم يعجبني ما كتبت ولم تجد قهوة ولا شراب العفريت في كتابة غيره.
                          فالشعر لا يُكتب ولكنه يَكتب المشاعر ويخط التجربة الشعرية الحقيقية ، وشيطانه ليس كذباً بل حقيقة واقعه.
                          وما أجمل التجربة الشعرية التي ذكرتها هنا وجعلتك تكتب هذه الدرة تنساب أبياتها كالماء الزلال الرقراق.
                          سعدت بقراء هذا الموضوع القيم بما حوى من فنون ادبية شتى وكان تاجها الشعر ، ولا غرو أن ينثر ذلك الجمال قلم أديب كبير مثلك .
                          تقدير واحترام بما يليق
                          [/align]

                          تعليق

                          • سهير الشريم
                            زهرة تشرين
                            • 21-11-2009
                            • 2142

                            #14
                            كنت أعلم أنك ستخسر التحدي من قبل أن أكمل قراءة السطور .. وذلك لأنني خسرته مرارا من قبلك ،ورغم ذلك تابعت السطور لعلي أجد عكس اعتقادي .
                            تعلمت أننا لسنا من نكتب بل قلوبنا وما نحن إلا أداه لهذا القلب المتعلق بشفافية الجمال
                            وأن لحظة نزف المداد هي لحظة وجب إقتناصها من فم الطير .

                            الكاتب القدير / يوسف ابو سالم

                            وقعت بشفافية مُعَنْوَنةُ بقصيدة نتاج حس راق من شاعر يجيد اقتناص الجمالي أينما وجد
                            تقبل مروري واحترامي

                            كنت هناا وزهر

                            تعليق

                            • يوسف أبوسالم
                              أديب وكاتب
                              • 08-06-2009
                              • 2490

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                              الأستاذ يوسف أبو سالم..
                              هذه أول مرّة أتشرّف فيها بدخول متصفحك و أعترف أن العنوان أثار فضولي..
                              ذكّرتني خاطرتك هذه بما يشبه النكتة قرأتها يوما ..قال أحدهم لصديقه : لقد قرّرتُ أن أكون شاعرا و أديبا . قال الصديق : صحيح ؟ و لكن أليس الأمر صعبا ؟ فأجابه صديقه: لا . أبدا . فكل الكلمات موجودة في القاموس !
                              إذا.. لا يكفي القاموس و لا أن نتقن العروض و البحور و نلمّ بالمفردات و الألفاظ و لا تنفع العدّة و لا العتاد..لابد من الإلهام ..لابد من رعشة تصيب القلب و تصيب عدواها القلم فينساب حبره على الورق بكل يسر و..جمال .و بعدها يستفيق الكاتب و يتساءل :هل أنا من كتب هذا ؟
                              هفهفات الشَعر المرسل جعلت شِعرك سيدي يسترسل !
                              أبدعت في وصف حالة القلق و التذبذب و الحيرة و المخاض الذي لم ينجب شيئا يذكر حتى كان اللقاء الذي جعل الروح تنتعش و القلم يتدفّق.
                              سعدت بالقراءة لك.
                              تحيّتي.
                              المبدعة
                              آسيا

                              كان لمداخلتك وقعها الخاص
                              ونكهتها المميزة
                              لأنها المرة الأولى التي تشرفين متصفحي
                              وللكيفية التي قرأت فيها
                              وحللت فيها ما دعوته بالمخاض الذي يسبق القصيدة
                              كانت قراءة واعية عميقة
                              وأنا سعدت حقا بقراءتك

                              كل الشكر والمودة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X