تجربة خاصة
أعددتُ العدة بكامل ما استطعتُ من فناجين القهوة المغلية جيداً ، ومدفأة كهربائية في ليل الشتاء البارد ، وبضعة أوراق بيضاء لم تُفََُّضُّ عذريتها بعدُ بأية مفردة .......!
وعلى مكتبي الذي تعودت عليه منذ سنوات طويلة ، بدأت موسيقى كلاسيكية هادئة تمخر عباب الليل ، وقررتُ أن أبدأ بكتابة قصيدة جديدة ، متحدياً فيها ( أكذوبة الوحي والإلهام ) ...!!؟
قلت في نفسي أعرف بحور الشعر على السماع ، دون حاجة للتقطيع العروضي ، وبجانبي مكتبة فيها عشرات الكتب والقواميس اللغوية ، ولدي ثراءٌ لا بأس به من المفردات والخبرة ....
إذن سأحدد البحر الشعري ، وأجمع له القوافي مااستطعت ُ، حددت البحر البسيط لإمكانياته الشعرية في طول النفس واستيعاب أية جمل شعرية معقدة إن لزم الأمر ، ولموسيقاه الرشيقة ، وقررتُ أن تكون القافية على حرف النون المنتهي بياء حتى أستطيع المدّ كلما لزم ذلك
وبدأت فناجين القهوة الواحد تلو الآخر ، ترافقها سيجارة مشتعلة دوما ...، وبدأت الساعات تمضي ولم أكتب حرفا بعد .....قلت لعله البرد ....فرفعت درجة اشتعال المدفأة وقربتها إليَّ ، ولكن بلا فائدة ، فقلت لعلها الموسيقى لا تناسبني ..فأسكتها .....وبدأت تلوح في الأفق بضعة كلمات ...
أغفو ......وتوقفت .......أغفو على قلقٍ ........وسرحت ثم توقفت ، وبدأتُ أمشي داخل الغرفة وكانت ساعاتٌ قد مضتْ دون أن أدري واقتربت أولى ملامح الصباح ..وما زلتُ خالي الوفاض
أغفو على قلقٍ والنارُ تكويني ........
تفاءلت فهذا شطرٌ اكتمل ..وما عليَّ إلا إكمال الشطر الثاني ..فيكون لدي مطلع قصيدة ..جميلة ربما
وحين أصحو ......وتوقفت .....وتراجعت ...
أصحو على قلق والنار تكويني .....
وحين أغفو .....ماذا ..!!! وتوقفت .........
ورميت القلم واستهلكت مزيدا من فناجين القهوة ..المخلوطة بدخان عشرات السجائر وكانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحا ...وكنتُ في غاية الأرق ....عدتُ إلى المكتب وأمسكتُ القلم في محاولة أخرى لإكمال الشطر الثاني
أغفو على قلقٍ والنارُ تكويني ..وحين أصحو ...
يا إلهي
أصحو على قلقٍ والنار تكويني ....وحين أغفو ...تنا ....
وحين أغفو تناديني .....كوانيني ...
كوانيني ...!!؟؟ وما كوانيني هذه
أيقنت أنني لن أكتب شيئا ذا قيمة ....وحادثت نفسي أنني ربما خسرت التحدي ....
أصحو على قلقٍ والنار تكويني ...وحين أغفو تناديني شيا...شيا ....شياطيني
أصحو على قلقٍ والنار تكويني...... وحين أغفو تناديني شياطيني
شياطيني ...!؟ معقول ...المعنى معقول والمطلع اكتمل بعد مشقة وجهد ...وتفاءلت ...وعلى نغمات موسيقى هادئة أدرتها مجددا ..حاولت أن أكمل
وباءت كل محاولاتي بالفشل...!؟
نضبت الحروف والمفردات ..وكأني لم أكتب قصيدة في حياتي أنا الذي كنت أمسك القلم وأكتب القصيدة على نَفَسٍ واحد ....وقررتُ الخروج ..بسيارتي لعلي أغير أجواء الدخان والقهوة والأرق ...وفي الطريق وعلى محطة السرفيس رأيتها
يا ألله ...يا ألله ...قلبي يرفرف ....ومشاعري تتدفق ...وكأن ألف عصفور تزقزق فيها ..توقفت وناديتها ..فضحكت حين رأتني وسألتها
-إلى أين ..!؟
-إلى دائرة الجوازات لتجديد جواز سفري لأنني سأقدم طلبا لوظيفة خالية في إحدى الشركات...( ركبت بجانبي ...وكأن الكون كله كان بجانبي ...وتحدثنا ..وما أطيب حديثها وأرقه وأعذبه...لم أكن أسمع الحديث أو أحاول فهمه ..كنت فقط أسمع موسيقى النبرات ..وحركات الشفاه التي راقتني وتروقني دائما ..ولمعان العيون وهفهفات الشعر المرسل ....وتدفق الروح ....يا إلهي .... إنني فعلا أحبها .....!!!!؟)
-نزلت من السيارة ..وأشارت لي بيدها ...وكانت نبضات قلبي ترفرف في ضحكتها
عدت إلى غرفتي.....وأقلامي وأوراقي
ومزقت أوراقي وكل ما كتبت وبدون أن أدري وكنت فرحا يملؤني الحبور ...وكان قلبي ما يزال يرفرف في ضحكتها وروحي تنعس في حكاياها أمسكتُ القلم ( نفس القلم ..!؟) وبدأت أكتب ...
القلبُ .....( وكان قلبي يضحك فعلا )
القلب في ضحكاتها يتنفسُ
والروحُ ( وكانت روحي ....مخدرة في حكاياها ...وكأنها نعسانة جذلى )
والروح في دفء الحكايا تنعسُ
وأكملت القصيدة ....كاملة ....بلا توقف تقريبا .....
وعلى مكتبي الذي تعودت عليه منذ سنوات طويلة ، بدأت موسيقى كلاسيكية هادئة تمخر عباب الليل ، وقررتُ أن أبدأ بكتابة قصيدة جديدة ، متحدياً فيها ( أكذوبة الوحي والإلهام ) ...!!؟
قلت في نفسي أعرف بحور الشعر على السماع ، دون حاجة للتقطيع العروضي ، وبجانبي مكتبة فيها عشرات الكتب والقواميس اللغوية ، ولدي ثراءٌ لا بأس به من المفردات والخبرة ....
إذن سأحدد البحر الشعري ، وأجمع له القوافي مااستطعت ُ، حددت البحر البسيط لإمكانياته الشعرية في طول النفس واستيعاب أية جمل شعرية معقدة إن لزم الأمر ، ولموسيقاه الرشيقة ، وقررتُ أن تكون القافية على حرف النون المنتهي بياء حتى أستطيع المدّ كلما لزم ذلك
وبدأت فناجين القهوة الواحد تلو الآخر ، ترافقها سيجارة مشتعلة دوما ...، وبدأت الساعات تمضي ولم أكتب حرفا بعد .....قلت لعله البرد ....فرفعت درجة اشتعال المدفأة وقربتها إليَّ ، ولكن بلا فائدة ، فقلت لعلها الموسيقى لا تناسبني ..فأسكتها .....وبدأت تلوح في الأفق بضعة كلمات ...
أغفو ......وتوقفت .......أغفو على قلقٍ ........وسرحت ثم توقفت ، وبدأتُ أمشي داخل الغرفة وكانت ساعاتٌ قد مضتْ دون أن أدري واقتربت أولى ملامح الصباح ..وما زلتُ خالي الوفاض
أغفو على قلقٍ والنارُ تكويني ........
تفاءلت فهذا شطرٌ اكتمل ..وما عليَّ إلا إكمال الشطر الثاني ..فيكون لدي مطلع قصيدة ..جميلة ربما
وحين أصحو ......وتوقفت .....وتراجعت ...
أصحو على قلق والنار تكويني .....
وحين أغفو .....ماذا ..!!! وتوقفت .........
ورميت القلم واستهلكت مزيدا من فناجين القهوة ..المخلوطة بدخان عشرات السجائر وكانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحا ...وكنتُ في غاية الأرق ....عدتُ إلى المكتب وأمسكتُ القلم في محاولة أخرى لإكمال الشطر الثاني
أغفو على قلقٍ والنارُ تكويني ..وحين أصحو ...
يا إلهي
أصحو على قلقٍ والنار تكويني ....وحين أغفو ...تنا ....
وحين أغفو تناديني .....كوانيني ...
كوانيني ...!!؟؟ وما كوانيني هذه
أيقنت أنني لن أكتب شيئا ذا قيمة ....وحادثت نفسي أنني ربما خسرت التحدي ....
أصحو على قلقٍ والنار تكويني ...وحين أغفو تناديني شيا...شيا ....شياطيني
أصحو على قلقٍ والنار تكويني...... وحين أغفو تناديني شياطيني
شياطيني ...!؟ معقول ...المعنى معقول والمطلع اكتمل بعد مشقة وجهد ...وتفاءلت ...وعلى نغمات موسيقى هادئة أدرتها مجددا ..حاولت أن أكمل
وباءت كل محاولاتي بالفشل...!؟
نضبت الحروف والمفردات ..وكأني لم أكتب قصيدة في حياتي أنا الذي كنت أمسك القلم وأكتب القصيدة على نَفَسٍ واحد ....وقررتُ الخروج ..بسيارتي لعلي أغير أجواء الدخان والقهوة والأرق ...وفي الطريق وعلى محطة السرفيس رأيتها
يا ألله ...يا ألله ...قلبي يرفرف ....ومشاعري تتدفق ...وكأن ألف عصفور تزقزق فيها ..توقفت وناديتها ..فضحكت حين رأتني وسألتها
-إلى أين ..!؟
-إلى دائرة الجوازات لتجديد جواز سفري لأنني سأقدم طلبا لوظيفة خالية في إحدى الشركات...( ركبت بجانبي ...وكأن الكون كله كان بجانبي ...وتحدثنا ..وما أطيب حديثها وأرقه وأعذبه...لم أكن أسمع الحديث أو أحاول فهمه ..كنت فقط أسمع موسيقى النبرات ..وحركات الشفاه التي راقتني وتروقني دائما ..ولمعان العيون وهفهفات الشعر المرسل ....وتدفق الروح ....يا إلهي .... إنني فعلا أحبها .....!!!!؟)
-نزلت من السيارة ..وأشارت لي بيدها ...وكانت نبضات قلبي ترفرف في ضحكتها
عدت إلى غرفتي.....وأقلامي وأوراقي
ومزقت أوراقي وكل ما كتبت وبدون أن أدري وكنت فرحا يملؤني الحبور ...وكان قلبي ما يزال يرفرف في ضحكتها وروحي تنعس في حكاياها أمسكتُ القلم ( نفس القلم ..!؟) وبدأت أكتب ...
القلبُ .....( وكان قلبي يضحك فعلا )
القلب في ضحكاتها يتنفسُ
والروحُ ( وكانت روحي ....مخدرة في حكاياها ...وكأنها نعسانة جذلى )
والروح في دفء الحكايا تنعسُ
وأكملت القصيدة ....كاملة ....بلا توقف تقريبا .....
القلـبُ فــي ضَحَكاتِهـــا يتنفَّـــــــسُ........والروحُ في دفْءِ الحَكايــا تنْعَـسُ
والدارُ لمّا لامستْ وقْــعَ الخُطَـــــى........راحتْ ثُغورُ خُزَامِهـا تتكــــــدّـسُ
ويسيلُ في الريحانِ لحنٌ أخضـــــرٌ....... والفجرُ يصحو والعنادلُ تَهْمِـــــسُ
مَنْ منكمُ غَمَرَتْــهُ رَعْشَةُ غيمــــــةٍ.........حتى يبوح به الحريرُ الأطلـــــسُ
فإذا تعانــقَ بوحـــهُ و حريرُهـــــا.........ألوانُ من قزحٍ غدتْ تتجسّــــــسُ
ماذا يقول العاشقان وهل تُـــــــرى........فيض الغيوث من الصبابة يُسْلَـسُ
خلعتْ على شمس الصباح ظلالها.........فتواترت أفـيـــاؤه تتهــــــــــامس
وتنسّمَ الشفـقُ المُبِيـــــــنُ شَميمَهـا.......فتجـــرّدَتْ ألوانـه تتنَرجــــــــسُ
أحببتُهــــا فتناهبتنــي رَجَــــــــــةٌ.........مجنونةٌ في أضلعــي تتغطْـــرسُ
فأخذت أطلــــقُ أحرفـــي ملفوحةً..........ما أرهف الكلمات لما تَحـــــدِسُ
ما للقوافـــــي بالمســـاء تعرْبَشتْ.........وبناتُ شِفَّتهـــا بلغــــــــوٍ تنْبِــسُ
والليل يكتبهــــا على صهواتـــــهِ..........والصبح يقرأ والشموس تُعَرْنِسُ
أحببتُها فتجمعــتْ في حجْـرَتـــي..........آهاتُ آمـــــادٍ وأفــــقٌ يهجــــسُ
ماذا أقــــول أزهـــرةٌ بريّــــــــةٌ...........النهرُ يسقي والخريـــــرُ يُهنْـدِسُ
أم مهــــــرةٌ عربيـــةٌ بجموحهــا.........باتتْ على صخبِ المنى تتمايسُ
ماذا أقولُ تميمــةٌ...! جِنِّيــــةٌ.!!..........شيطانها في البالِ راح يوَسْـوِسُ
أم طلقةٌ أرخى الزنــادُ .زمامها...........فتوسدتْ كبدي وطافتْ تَهْــــرُسُ
أحببتها فغدتْ زنــودي شاطئــاً...........تغفو على حصبائــهِ تتشمّــــــسُ
فإذا أفاقـتْ تستحــمُّ ببحــرهـــا...........فعروســـةٌ إكليلها يتنـــــــــورسُ
ترتادني فجـراً وتنـأى عن غـدٍ...........وتعودُ في القلب المتيــــم تغطُـسُ
والدارُ لمّا لامستْ وقْــعَ الخُطَـــــى........راحتْ ثُغورُ خُزَامِهـا تتكــــــدّـسُ
ويسيلُ في الريحانِ لحنٌ أخضـــــرٌ....... والفجرُ يصحو والعنادلُ تَهْمِـــــسُ
مَنْ منكمُ غَمَرَتْــهُ رَعْشَةُ غيمــــــةٍ.........حتى يبوح به الحريرُ الأطلـــــسُ
فإذا تعانــقَ بوحـــهُ و حريرُهـــــا.........ألوانُ من قزحٍ غدتْ تتجسّــــــسُ
ماذا يقول العاشقان وهل تُـــــــرى........فيض الغيوث من الصبابة يُسْلَـسُ
خلعتْ على شمس الصباح ظلالها.........فتواترت أفـيـــاؤه تتهــــــــــامس
وتنسّمَ الشفـقُ المُبِيـــــــنُ شَميمَهـا.......فتجـــرّدَتْ ألوانـه تتنَرجــــــــسُ
أحببتُهــــا فتناهبتنــي رَجَــــــــــةٌ.........مجنونةٌ في أضلعــي تتغطْـــرسُ
فأخذت أطلــــقُ أحرفـــي ملفوحةً..........ما أرهف الكلمات لما تَحـــــدِسُ
ما للقوافـــــي بالمســـاء تعرْبَشتْ.........وبناتُ شِفَّتهـــا بلغــــــــوٍ تنْبِــسُ
والليل يكتبهــــا على صهواتـــــهِ..........والصبح يقرأ والشموس تُعَرْنِسُ
أحببتُها فتجمعــتْ في حجْـرَتـــي..........آهاتُ آمـــــادٍ وأفــــقٌ يهجــــسُ
ماذا أقــــول أزهـــرةٌ بريّــــــــةٌ...........النهرُ يسقي والخريـــــرُ يُهنْـدِسُ
أم مهــــــرةٌ عربيـــةٌ بجموحهــا.........باتتْ على صخبِ المنى تتمايسُ
ماذا أقولُ تميمــةٌ...! جِنِّيــــةٌ.!!..........شيطانها في البالِ راح يوَسْـوِسُ
أم طلقةٌ أرخى الزنــادُ .زمامها...........فتوسدتْ كبدي وطافتْ تَهْــــرُسُ
أحببتها فغدتْ زنــودي شاطئــاً...........تغفو على حصبائــهِ تتشمّــــــسُ
فإذا أفاقـتْ تستحــمُّ ببحــرهـــا...........فعروســـةٌ إكليلها يتنـــــــــورسُ
ترتادني فجـراً وتنـأى عن غـدٍ...........وتعودُ في القلب المتيــــم تغطُـسُ
وكانت هذه القصيدة ...التي ذهلتُ كيف بدأت وكيف انتهت ..والتي لم أرفع القلم أثناء كتابتها إلا قليلا جدا وكأنني أحفظها سابقاً ...
عندها ألقيت القلم وأطفأت مدفأتي ونمت نوما عميقا ....!!!؟؟
يقلم ...يوسف أبوسالم
28-1-2010
عندها ألقيت القلم وأطفأت مدفأتي ونمت نوما عميقا ....!!!؟؟
يقلم ...يوسف أبوسالم
28-1-2010
تعليق