أوراق الخريف..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وضاح محمد فؤاد
    طبيب وكاتب
    • 31-10-2009
    • 198

    أوراق الخريف..

    ما السعادة..

    ربما هو تساؤل قديم.. يمر في الخاطر ثم يغيض...

    ما السعادة...

    سمعت هذه الكلمة مراراً لكنني كنت دوماً أسمع ثم أعبر موشحاً وجهي .. كمن يشاهد لوحة كبيرة يتذكر في ملامحها مواقف جميلة وأخرى عصيبة فلا يسمح لعينيه أن تبقى بل ينتقل للوحة أخرى متناسياً ما استقر في نفسه رغم رجع الصدى.. لكن الصدى لا يلبث أن يغيب


    ما السعادة... هل هي الحياة.. فإن لم تكن ، فما لنا نحرص على الحياة حتى أنها أغلى ما في الوجود....

    كانت السيارة تطوي الطريق الممهد الممتد الأسود.. أخرج ولدي كتابه الصغير يطلب مني كعادته أن أعينه على فهم القصيدة... وبدأ يقرأ...السعادة ليوسف القرضاوي... تتابعت الكلمات تصف السعادة ورحت أبحث معه عن المعاني خلف الكلمات... وبقيت الصور في نفسي وازدادت حتى رأيت أنني أبحث عن السعادة بعيداً.. أبعد من كلمات القصيدة وتساؤلات الشاعر الشيخ...

    هل بدأت أشيخ؟؟؟؟ أم هي لحظات سوداوية تبدأ ثم تشتد ثم تزول..
    جلست مع صديقي... سألته عنها.. نظر لي طويلاً وقال.. أتدري... هذا السؤال هو آخر الأسئلة... فهل وصلت لنهاية الطريق؟؟؟

    ومازلت أسأل نفسي... هل صرت في آخر الأسئلة وهل أنا في نهاية الطريق...
  • وضاح محمد فؤاد
    طبيب وكاتب
    • 31-10-2009
    • 198

    #2
    أيها القلب ،، متى تكف عن الخفقان،،،

    وماذا بعد أن مضى العمر وأنا أنتظر شيئاً أفعله ،، وتتوالى الأحداث ،، واحداً إثر الآخر ،، وأنا في مكاني لا أكاد أفعل ،،

    أرى إخوة استبقوا الخيرات فسبقوني ،، وبنوا بيوتهم الدائمة وعمروها وغرسوا الزروع المثمرة وتعهدوها ،، وأنا أتطفل على الدنيا بمأكل ومشرب وهواء ،، وأبقى أنتظر ،، أتلكأ في كل موقف وأتراجع في كل طلب وأختفي عند كل نداء ،،
    ماذا أنتظر بعد أن مضى الشباب واندفاعه وقوته وعزيمته
    ماذا بقي لي سوى أن أعد الساعات والأيام ،،

    لسنا مستعدين للقاء الله
    هذا ما نقول عند ذكر الرحلة الأخيرة ،، لكننا كالتلميذ الذي لم يدرس ،، يؤجل الامتحان فصلاً وراء فصل ،، لكنه يبقى كما هو ،، وهل يتذكر الكسول واجبه وكتابه ،، وهل للتأجيل إلا أن يكون زيادة في اللهو والضياع

    أيها القلب،،

    هل تقدر أن تحملني لأسعى فيما بقي لك من خفقان ،، لعلي أتزود شيئاً أقابل به من أعطاني الروح والهواء وخفقات مازالت تتوالى

    أيها القلب
    وكم من ميت بقلوب تخفق وجسد يمشي ،، وكم من حي يُرزق بجسد فانٍ ،،
    أيها القلب متى تكف عن الموت ،، حتى يصبح خفقانك حياة

    وإلا فتوقف ،، فليس فيك حياة،، ليس فيك حياة،،،

    تعليق

    • وضاح محمد فؤاد
      طبيب وكاتب
      • 31-10-2009
      • 198

      #3
      هذه المقالة كتبتها هنا لأضيفها على مقالات أوراق الخريف ،، مقالاتي تلك قديمة وهذه جديدة،، لكن ورق الخريف الأصفر الذي بدأ يقسو ويجف ثم يتساقط ويتفتت مازال كما هو ولم تزدد العينان بين أول مقالة وآخرها إلا اقتراباً من آخر ورقة تغادر ولا تعود



      وماذا بعد الخريف


      بضعة أسابيع وينتهي الخريف ،، تنتهي السماء الرمادية والأفق الأسود ،، ينتهي الرذاذ البارد الثقيل الذي تدفعه النسمات القاسية ليقع على الوجنات فتئن ،، تذهب الأغاني الحزينة للرياح البعيدة بعد أن أتت من وراء الدنيا تحمل كل ما في القلوب من آلام

      بضعة أسابيع وتسكن الأرض إلى شتاء نائم ،، يجثم على الشجر والبشر ،، تحتمي الأغصان فيه بعضها ببعض وتختفي الأزهار هاربة منه إلى مكان بعيد ويهرع الناس فيه لغرف تضم القلوب،، ولا يبقى إلا البائس الفقير ليس له في الدنيا غرفة ولا قلب ،، لا يدفئه إلا رحمة الله وصقيع الجليد

      بضعة أسابيع ،، أم بضع سنوات ،، وينتهي خريفي ،،،
      وماذا بعد خريفي ،،، شتاء وبرد قارس أشد إيلاماً من لسع النيران ؟؟ أم ربيع يأتي يتجاوز برد الشتاء،، ينتزع الخوف والحزن ليضع الأمن والأمان وابتسامة الورد الشامي والياسمين الأبيض

      بضع سنوات أو بضعة أسابيع ،، وهل عشرات السنين التي مضت إلا أسابيع

      بضع سنوات
      أرى الورقات على خميلة حلوة ظننت نفسي أمتلكها ،، ثم ورقة ورقة ،، وهنت ثم اختفت ،، ومع يومي وغدي ،، ومع كل يوم أرى فيه ما في الدنيا من أسى وحزن تتساقط الأوراق ،، لتترك الغصن يابساً حزيناً

      عدت للبيت اليوم ،، بعد أن انقضى يومي،، لا أدري كيف مر ولماذا ترك تلك المرارة والغصة،، عدت ،،

      ومع غياب شمس تحجبها الغيوم تطايرت أوراق صفراء,,,, واختفت معها بعض أوراق الخريف







      تعليق

      يعمل...
      X