لم يكن أمامه سوى أن يعتمد بيده على المقعد حتى لا يسقط على الأرض ، فقد باغتته المفاجأة بحيث لم تعد قدماه تقويان على حمله. وراح وهو يحاول الجلوس يجاهد صعوبة التنفس ، وكأن الهواء قد امتنع عليه ليخرجه من تلك الحياة بما فيها من غدر وغيله.
وليس يقتل الرجل قدر طعنة الظهر ، والتي تسددها يد كان قد ائتمنها ، ولم يحسب لغدرها حساباً ، أو التفت لاحتمالات الخيانة. وقد يحتمل ذلك من تعود عليه ؛ فتعينه الخبرة على الحدث ، أو من لديه القدرة على مواجهة مباغتة اللامنطق واللامعقول، وهو لا يشقى بمشاعر الغضب بقدر ما تختلط داخله مشاعر التساؤل والتعجب وعدم التصديق ، مما أقدمت عليه تلك النفس التي استهدفته وأعملت فيه خنجرها المسموم بالخسة والسقوط.
وربما استطاع أن يلملم شتات نفسه ، ويجمع ما تبقى منها ، ليفرغ بعد حين إلى العقل يحاوره ، فهل يضطره ما أصابه إلى أن يعيد النظر في منهجه في الحياة ، ويسلك سبيلاً غيره ، يسير فيه كما يسير الناس ، ويغض بصره عما التزم به من مُطلق لا يُغيره المردود ، فيبدل قطاره المنطلق بما تحدده له القضبان بثباتها ، بسيارة لها القدرة على المناورة في طرق متغيره الاتساع والانحناء والوجهة ؟!
لكن عقله لا يستسيغ ذلك ، ويضجر من مسألة طرح الحوار نفسه ، ويعاتب النفس عليه ، فكيف تهتز هكذا أمام التحديات إلى درجة أن تروادها فكرة الترجل عن كريم فرسها، فتهجره إلى المسير على الأرض، تتخبط في مسالكها، وتكبو في حفرها ، وتتصدع من وعورتها.
ويهدأ بعد قليل من الوقت رغم أنه لم يكن يظن ذلك ، ويقف على قدميه فتحملانه بقوة لم يعهدها فيها من قبل ، ويتجه إلى غرفة المكتبة ثابت الخطى ، ويمد يده إلى كتاب لم يزره منذ سنوات، ليقرأ فيه وحي القلم، يحاور الأستاذ.
وليس يقتل الرجل قدر طعنة الظهر ، والتي تسددها يد كان قد ائتمنها ، ولم يحسب لغدرها حساباً ، أو التفت لاحتمالات الخيانة. وقد يحتمل ذلك من تعود عليه ؛ فتعينه الخبرة على الحدث ، أو من لديه القدرة على مواجهة مباغتة اللامنطق واللامعقول، وهو لا يشقى بمشاعر الغضب بقدر ما تختلط داخله مشاعر التساؤل والتعجب وعدم التصديق ، مما أقدمت عليه تلك النفس التي استهدفته وأعملت فيه خنجرها المسموم بالخسة والسقوط.
وربما استطاع أن يلملم شتات نفسه ، ويجمع ما تبقى منها ، ليفرغ بعد حين إلى العقل يحاوره ، فهل يضطره ما أصابه إلى أن يعيد النظر في منهجه في الحياة ، ويسلك سبيلاً غيره ، يسير فيه كما يسير الناس ، ويغض بصره عما التزم به من مُطلق لا يُغيره المردود ، فيبدل قطاره المنطلق بما تحدده له القضبان بثباتها ، بسيارة لها القدرة على المناورة في طرق متغيره الاتساع والانحناء والوجهة ؟!
لكن عقله لا يستسيغ ذلك ، ويضجر من مسألة طرح الحوار نفسه ، ويعاتب النفس عليه ، فكيف تهتز هكذا أمام التحديات إلى درجة أن تروادها فكرة الترجل عن كريم فرسها، فتهجره إلى المسير على الأرض، تتخبط في مسالكها، وتكبو في حفرها ، وتتصدع من وعورتها.
ويهدأ بعد قليل من الوقت رغم أنه لم يكن يظن ذلك ، ويقف على قدميه فتحملانه بقوة لم يعهدها فيها من قبل ، ويتجه إلى غرفة المكتبة ثابت الخطى ، ويمد يده إلى كتاب لم يزره منذ سنوات، ليقرأ فيه وحي القلم، يحاور الأستاذ.
تعليق