علي فرزات.. الفنان الكاريكاتيري السوري العالمي في حوار مفتوح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أماني محمد ناصر
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 389

    #16
    - قلتَ يوماً:
    "تجرأت في إحدى المرات ورسمت في مجلة الدومري السورية بعض الشخصيات المسؤولة، فقامت الدنيا ولم تقعد"
    ماذا تعني بــقامت الدنيا ولم تقعد؟

    نعم، رسمت رئيس الوزارة في هذه المرحلة كمنجم، وأمامه كرة سحرية، كان يتبصر أوضاع البلد من خلال الكرة السحرية التي تعمل على الكهرباء، فوزير الكهرباء سحب (الفيش) فظهرت عتمة، وكان جالساً يتبصر فيها.
    قيل له إنّ علي يتناولك بالكاريكاتير، فهاتفني وسألني ماذا أقصد به؟ قائلاً: قيل لي إنك رسمتني أنا، فسألته: أنت ماذا تقول؟ فطلب مني المرور لعنده، فاعتذرت بسبب انشغالي بالصحيفة حينها.

    هل خفت ؟


    لا أبداً. قلت له بعد ساعة أكون عندك، عاد وهاتفني وطلب مني الذهاب إليه، فذهبت. قال لي ما المشكلة بيننا فقلت له: نعم ما المشكلة؟
    قال الصورة واضحة لي، بكل الأحوال هذه الصفحة لن تصدر، (الصحيفة كانت بروفا) ووقفت ضدي إحدى الصحفيات والتي كنت أول من وظفها وعينها كمحررة في الجريدة.
    أوقفوا العدد وهو في المطبعة وطلبوا مني صفحة جديدة كتابة، فقلت لهم كيف وهي جاهزة للمطبعة، فأعلموني أنها لن تصدر بهذه الصورة، حينها رسمت صفحة كاريكاتير عبارة عن صفحة بيضاء كاملة وفي نهايتها كاريكاتير صغير هو قلم ممسكه شوك يدمي الأصابع، القلم الذي هو رمز الفكر والصحافة، ويخرج من الأصابع دماء.
    فهم الناس حينها أنها الرقابة. فأجبرنا على التوزيع الإجباري في ذلك العدد.
    أعود وأقول لك لست من اخترع هذه المشاكل بل هم،
    في إحدى الصحف السورية حينها، حينما طلبت منهم نشر رد على ما جاء من تشهير ضدي في الصحيفة نفسها ومن اتهامي بأنني عميل أمريكي وضد الشعب العراقي، عندها رفضوا نشر الرد!!! وأنا طلبت نشر الرد عملا بأحكام مادة في قانون المطبوعات لكنهم رفضوه، وبالرغم من أنّ الحكم في المحكمة كان لصالحنا لكنهم رفضوه مع أنه حكم قطعي...
    من يدخل داخل المشكلة يعرف حجمها وممكن أن يوضحها ويشرح كل شيء لكن من يراها من الخارج يراها إعلامية، سطوراً وعناوين فقط.
    كانت معركة شرسة للغاية وأنا وحدي، مع احترامي لكل المؤسسات والاتجاهات والأحزاب أنا لست بحزبي ولم أنتمِ لأي مؤسسة رسمية بل انتميت للشارع وإلى هذا الوطن فقط بكل أشكاله وأطيافه، وإن لم أكن كذلك لا أكون أنا الآن كما أنا. لكني أعشق الوطن بهوية رسمية ولا أدخل الباب باحتيال ومراكز ومن باب الخزينة. هناك معركة بين الخير والشر منذ الأزل.
    بعد إغلاق الصحيفة، قنوات (البي بي سي) و (الجزيرة) و(الــ سي إن إن) و(الحرية) أجرت معي لقاءات.


    ومنهم مكتب (البي بي سي) مرة في بيروت بعدما قرؤوا في إحدى الصحف الرسمية السورية على يومين متتاليين صفحتين عن علي فرزات هدر دم، (إي والله شارون لم يكتبوا عنه ربع صفحة). ماذا اختلفوا عن الأصوليين؟

    فجاؤوا ليجروا معي مقابلة حول هذا الموضوع ففوجئوا بمظاهرة ضدي في سورية، كانوا بموضوع عن علي فرزات فأصبحوا بموضوعين. سأل محرر بريطاني زعيم المظاهرة واسمه عماد، يا سيد عماد: نحن نعرف أنّ في سورية هناك قانون اسمه قانون الطوارئ والأحكام العرفية ويمنع التجمعات والتظاهرات، اشرح لي، أنت جئت مسافة 700 متر من ساحة المحافظة إلى شارع الباكستان دون أن يعترضك أحد، فهل أنت ضد هذا النظام وضد قانون الطوارئ وتعبر عن رأيك بحرية؟ هل تعلمين ماذا أجابه؟
    ((طوّل بالك يا أخي، نحن خرجنا بتوجيه أمني)). كتبتها النيويورك تايمز وعدة وكالات أنباء. كيف يقولون إنني أثير المشاكل وهم من يثيرها؟ رسوماتي طبعها هكذا لا تقف مع التزييف ولا مع الخطأ وليس لها مكان في النفاق، قدرها أن تكون هكذا. أنا هكذا وخلقت لأكون هكذا وإلى الآن لم أرسل لأي صحيفة في العالم بناء على توجيهات منهم لأفكار يريدونها، أنا أرسل رسوماتي ومن أعجبته ينشرها ومن لم تعجبه لا ينشرها.
    حتى في الكويت، رفعوا ضدي دعوة في صحيفة الوطن التي أرسم فيها، لأنني انتقدت أعضاء مجلس الأمة.

    أنا لا أساير أحداً، هل لأنني أرسم في صحيفة خليجية يجب أن أراعي الظروف وأساير الأمر وأحافظ على رزقي، لست هكذا. في كثير من الأحيان أرسم ضد قناعات بعض الناس لكن ليس للتشهير أو الاستعراض، بل ضمن قوانين أخلاقية واجتماعية ووثاق، لا أراعي ظروف أي مكان أنشر به، أنا هذا رأيي وهم يحترمونه.
    في مجلس الأمة الكويتية رفع علي أحد أعضاءها دعوة ضدي، لأنني انتقدته وكسب الدعوة بغرامة 4000 دينار مع إلقاء القبض علي في مطار الكويت إن ذهبت إليه، أما صاحب الجريدة، فقد دفع الغرامة وأزال اسمي من مطار الكويت دفاعاً عن محرر يرسل له من سورية وليس من الكويت...
    قلتُ مرة لأحد المدراء العامين في إحدى الصحف السورية الرسمية: جاء الأمن يسأل عني لأني رسمت كاريكاتيراً والتبس عليهم الأمر، فقال لي: اذهب لترى ما يريدون، فقلت له يا رجل يفترض أن تكون أنت في الواجهة وتدافع عن محرريك، فقال: إذا حصل شيئ معك أخبرني، فقلت هل ألحق أن أخبرك، لو حصل شيئا معي؟ فقارني أنتِ هنا...
    أنا لا أنافق، ولا أؤطر بمواضيع مسبقة، من تعجبه ملامحي هكذا أهلا به.

    أحبب أخاك بقلبك، واغفر له، حتى أثناء طعناته لك... فربما، وأنت تسقط مدمياً، تحتاج لأن تضع يدك على كتفه!!!


    تعليق

    • أماني محمد ناصر
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 389

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب مشاهدة المشاركة
      الاستاذه اماني الموقره
      تحياتي
      واحترامي
      وشمعة كمليون ضوء رسمها علي فرزات الفنان المبدع القدير
      الصديق اللامع في الوحدة الظبيانيه حيث كنت احرر صفحة الفن وانا اتلمس معه جلسات الابداع الفني
      كان يكتب الدراسة في كلمات قليله من رسم على مستطيل
      وكان الاكثر قيمة ومكانة بين الكتاب والادباء في المؤسسة الصحفيه قبل ثلاثين عام
      عرفته رغم سخريته من الساسه والسياسه قديرا ملتزم ومتزن خلوقا نبيلا
      اشكر لك هذه الحوارية مع انسان مبدع عرفته فنانا شامخا قبل ثلاثين عاما
      دمت متالقه
      دمت سالمه منعمه وغانمه مكرمه
      مع بالغ مودتي وتقديري لك ولفناننا الكبير علي فرزات
      وأنا أشكر اهتمامك ومتابعتك أستاذي الكريم.
      حقيقة كما وصفته فهو نبيل للغاية، وأخلاقه تدل على دواخله...
      بدوري سأنقل تحيتك للسيد علي فرزات، ولك أيضاً خالص مودتي وتقديري...
      أحبب أخاك بقلبك، واغفر له، حتى أثناء طعناته لك... فربما، وأنت تسقط مدمياً، تحتاج لأن تضع يدك على كتفه!!!


      تعليق

      • عمر ابوغريقانه
        عضو الملتقى
        • 12-02-2010
        • 33

        #18
        [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/align]

        قليل من يحمل رساله حقيقيه بين المثقفين العرب
        لا اعلم لما مكانهم مشغول في الاحداث الحاصله حولنا
        نعم قليلون هم امثال السيد علي فرزات
        الذين ذكرت اعمالهم بأنها نبض المظلوم الذي لا يستطيع حتى ان يعلو بصوته ليشتكي
        وكانت الكاشفه لحقيقة من أدعو وزعمو أنهم يحملون العروبه
        للاستاذ علي فرزات كل الاحترام
        اختي الكريمه
        جميل ان نذكر من برزو في عالم قلت فيه ابواب الادب والثقافه
        ليكون طريق الذين سبقونا هو طريقنا ان شاء الله
        وشكرا لك على ما قدم قلمك الرائع
        [FONT=Simplified Arabic][SIZE=6][align=center][FONT=Simplified Arabic][SIZE=6]كي تكون عظيماً عليك أن تبتسم عندما تكون [glint]دموعك على وشك الانهيار[/glint][/SIZE][/FONT][/align][/SIZE][/FONT]

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #19
          [align=justify]قرأت واستمعت وقبل كل شيء في صورة الأستاذ علي فرزات تأملت .. فهو ليس ابن مدينتي وابن حارتي بل فحسب، بل وابن الشارع الذي كنت أسكن فيه أيضا، حيث كانت تسكن أسرة آل فرزات الكريمة.

          شكرا جزيلا لك أستاذة أماني على هذا الحوار الماتع. في الغرب يرسمون الجميع في الكاريكاتير بما في ذلك الرؤساء والملوك، وفي هيئات منكرة! أما في بلاد المسؤولون فيها أنصاف آلهة والعياذ بالله، فثمة خطوط حمراء كثيرة. ولعل تلك الخطوط الحمراء الكثيرة أحد العناصر التي تصقل المواهب الفنية ومنها فن الكاريكتير، وهذا ما يميز فن الأستاذ علي فرزات لأن في بعضه ترمزيا وتشفيرا وتكويدا لا يستطيع المسؤولون تفكيكه وفهمه دون مساعدة مرتزقة الثقافة!

          شكرا ثانية وسلامي الحار إلى الأستاذ علي فرزات
          إذا رأيته - علما أنه قد لا يتذكرني فآخر عهدي بالحارة كان قبل ثلاثين سنة

          وهلا وغلا!
          [/align]
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          • ركاد حسن خليل
            أديب وكاتب
            • 18-05-2008
            • 5145

            #20
            ألف تحيّة للمبدع الكبير علي فرزات
            كان مع ناجي العلي يشكلان أعظم راسمين للكاريكاتير في الوطن العربي.
            رحم الله الأستاذ ناجي العلي.. وأطال الله في عمر الأستاذ علي فرزات مكملاً لنفس المسيرة..
            تحيّة للأستاذة أماني على هذا اللقاء الرائع..
            تقديري ومحبّتي
            ركاد أبو الحسن

            تعليق

            • ريمه الخاني
              مستشار أدبي
              • 16-05-2007
              • 4807

              #21
              حقيقة اهنؤك على مجهودك ولفنان كبير نحترمه وصدق فناننا في القول ان النيل من المشاهير او الاعلام هو سبيل للشهرة ايضا ولكن بطريق غير شرعية
              كل الشكر والتقدير لك وله

              تعليق

              • صادق حمزة منذر
                الأخطل الأخير
                مدير لجنة التنظيم والإدارة
                • 12-11-2009
                • 2944

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
                ألف تحيّة للمبدع الكبير علي فرزات

                كان مع ناجي العلي يشكلان أعظم راسمين للكاريكاتير في الوطن العربي.
                رحم الله الأستاذ ناجي العلي.. وأطال الله في عمر الأستاذ علي فرزات مكملاً لنفس المسيرة..
                تحيّة للأستاذة أماني على هذا اللقاء الرائع..
                تقديري ومحبّتي

                ركاد أبو الحسن

                الأستاذة أماني محمد ناصر

                تحياتنا الحارة لك ولضيفك الكبير علي فرزت ولم أتمالك نفسي عن اقتباس تعليق أخي الأستاذ ركاد أبو الحسن لشدة تعبيره عما جال في نفسي

                دعاؤنا لضيفك بالصحة والعافية لمزيد من العطاء
                ولك بمزيد من النجاح والتألق




                تعليق

                يعمل...
                X