- قلتَ يوماً:
"تجرأت في إحدى المرات ورسمت في مجلة الدومري السورية بعض الشخصيات المسؤولة، فقامت الدنيا ولم تقعد"
ماذا تعني بــقامت الدنيا ولم تقعد؟
نعم، رسمت رئيس الوزارة في هذه المرحلة كمنجم، وأمامه كرة سحرية، كان يتبصر أوضاع البلد من خلال الكرة السحرية التي تعمل على الكهرباء، فوزير الكهرباء سحب (الفيش) فظهرت عتمة، وكان جالساً يتبصر فيها.
قيل له إنّ علي يتناولك بالكاريكاتير، فهاتفني وسألني ماذا أقصد به؟ قائلاً: قيل لي إنك رسمتني أنا، فسألته: أنت ماذا تقول؟ فطلب مني المرور لعنده، فاعتذرت بسبب انشغالي بالصحيفة حينها.
هل خفت ؟
لا أبداً. قلت له بعد ساعة أكون عندك، عاد وهاتفني وطلب مني الذهاب إليه، فذهبت. قال لي ما المشكلة بيننا فقلت له: نعم ما المشكلة؟
قال الصورة واضحة لي، بكل الأحوال هذه الصفحة لن تصدر، (الصحيفة كانت بروفا) ووقفت ضدي إحدى الصحفيات والتي كنت أول من وظفها وعينها كمحررة في الجريدة.
أوقفوا العدد وهو في المطبعة وطلبوا مني صفحة جديدة كتابة، فقلت لهم كيف وهي جاهزة للمطبعة، فأعلموني أنها لن تصدر بهذه الصورة، حينها رسمت صفحة كاريكاتير عبارة عن صفحة بيضاء كاملة وفي نهايتها كاريكاتير صغير هو قلم ممسكه شوك يدمي الأصابع، القلم الذي هو رمز الفكر والصحافة، ويخرج من الأصابع دماء.
فهم الناس حينها أنها الرقابة. فأجبرنا على التوزيع الإجباري في ذلك العدد.
أعود وأقول لك لست من اخترع هذه المشاكل بل هم، في إحدى الصحف السورية حينها، حينما طلبت منهم نشر رد على ما جاء من تشهير ضدي في الصحيفة نفسها ومن اتهامي بأنني عميل أمريكي وضد الشعب العراقي، عندها رفضوا نشر الرد!!! وأنا طلبت نشر الرد عملا بأحكام مادة في قانون المطبوعات لكنهم رفضوه، وبالرغم من أنّ الحكم في المحكمة كان لصالحنا لكنهم رفضوه مع أنه حكم قطعي...
من يدخل داخل المشكلة يعرف حجمها وممكن أن يوضحها ويشرح كل شيء لكن من يراها من الخارج يراها إعلامية، سطوراً وعناوين فقط.
كانت معركة شرسة للغاية وأنا وحدي، مع احترامي لكل المؤسسات والاتجاهات والأحزاب أنا لست بحزبي ولم أنتمِ لأي مؤسسة رسمية بل انتميت للشارع وإلى هذا الوطن فقط بكل أشكاله وأطيافه، وإن لم أكن كذلك لا أكون أنا الآن كما أنا. لكني أعشق الوطن بهوية رسمية ولا أدخل الباب باحتيال ومراكز ومن باب الخزينة. هناك معركة بين الخير والشر منذ الأزل.
بعد إغلاق الصحيفة، قنوات (البي بي سي) و (الجزيرة) و(الــ سي إن إن) و(الحرية) أجرت معي لقاءات.
ومنهم مكتب (البي بي سي) مرة في بيروت بعدما قرؤوا في إحدى الصحف الرسمية السورية على يومين متتاليين صفحتين عن علي فرزات هدر دم، (إي والله شارون لم يكتبوا عنه ربع صفحة). ماذا اختلفوا عن الأصوليين؟
فجاؤوا ليجروا معي مقابلة حول هذا الموضوع ففوجئوا بمظاهرة ضدي في سورية، كانوا بموضوع عن علي فرزات فأصبحوا بموضوعين. سأل محرر بريطاني زعيم المظاهرة واسمه عماد، يا سيد عماد: نحن نعرف أنّ في سورية هناك قانون اسمه قانون الطوارئ والأحكام العرفية ويمنع التجمعات والتظاهرات، اشرح لي، أنت جئت مسافة 700 متر من ساحة المحافظة إلى شارع الباكستان دون أن يعترضك أحد، فهل أنت ضد هذا النظام وضد قانون الطوارئ وتعبر عن رأيك بحرية؟ هل تعلمين ماذا أجابه؟
((طوّل بالك يا أخي، نحن خرجنا بتوجيه أمني)). كتبتها النيويورك تايمز وعدة وكالات أنباء. كيف يقولون إنني أثير المشاكل وهم من يثيرها؟ رسوماتي طبعها هكذا لا تقف مع التزييف ولا مع الخطأ وليس لها مكان في النفاق، قدرها أن تكون هكذا. أنا هكذا وخلقت لأكون هكذا وإلى الآن لم أرسل لأي صحيفة في العالم بناء على توجيهات منهم لأفكار يريدونها، أنا أرسل رسوماتي ومن أعجبته ينشرها ومن لم تعجبه لا ينشرها.
حتى في الكويت، رفعوا ضدي دعوة في صحيفة الوطن التي أرسم فيها، لأنني انتقدت أعضاء مجلس الأمة.
أنا لا أساير أحداً، هل لأنني أرسم في صحيفة خليجية يجب أن أراعي الظروف وأساير الأمر وأحافظ على رزقي، لست هكذا. في كثير من الأحيان أرسم ضد قناعات بعض الناس لكن ليس للتشهير أو الاستعراض، بل ضمن قوانين أخلاقية واجتماعية ووثاق، لا أراعي ظروف أي مكان أنشر به، أنا هذا رأيي وهم يحترمونه.
في مجلس الأمة الكويتية رفع علي أحد أعضاءها دعوة ضدي، لأنني انتقدته وكسب الدعوة بغرامة 4000 دينار مع إلقاء القبض علي في مطار الكويت إن ذهبت إليه، أما صاحب الجريدة، فقد دفع الغرامة وأزال اسمي من مطار الكويت دفاعاً عن محرر يرسل له من سورية وليس من الكويت...
قلتُ مرة لأحد المدراء العامين في إحدى الصحف السورية الرسمية: جاء الأمن يسأل عني لأني رسمت كاريكاتيراً والتبس عليهم الأمر، فقال لي: اذهب لترى ما يريدون، فقلت له يا رجل يفترض أن تكون أنت في الواجهة وتدافع عن محرريك، فقال: إذا حصل شيئ معك أخبرني، فقلت هل ألحق أن أخبرك، لو حصل شيئا معي؟ فقارني أنتِ هنا...
أنا لا أنافق، ولا أؤطر بمواضيع مسبقة، من تعجبه ملامحي هكذا أهلا به.
"تجرأت في إحدى المرات ورسمت في مجلة الدومري السورية بعض الشخصيات المسؤولة، فقامت الدنيا ولم تقعد"
ماذا تعني بــقامت الدنيا ولم تقعد؟
نعم، رسمت رئيس الوزارة في هذه المرحلة كمنجم، وأمامه كرة سحرية، كان يتبصر أوضاع البلد من خلال الكرة السحرية التي تعمل على الكهرباء، فوزير الكهرباء سحب (الفيش) فظهرت عتمة، وكان جالساً يتبصر فيها.
قيل له إنّ علي يتناولك بالكاريكاتير، فهاتفني وسألني ماذا أقصد به؟ قائلاً: قيل لي إنك رسمتني أنا، فسألته: أنت ماذا تقول؟ فطلب مني المرور لعنده، فاعتذرت بسبب انشغالي بالصحيفة حينها.
هل خفت ؟
لا أبداً. قلت له بعد ساعة أكون عندك، عاد وهاتفني وطلب مني الذهاب إليه، فذهبت. قال لي ما المشكلة بيننا فقلت له: نعم ما المشكلة؟
قال الصورة واضحة لي، بكل الأحوال هذه الصفحة لن تصدر، (الصحيفة كانت بروفا) ووقفت ضدي إحدى الصحفيات والتي كنت أول من وظفها وعينها كمحررة في الجريدة.
أوقفوا العدد وهو في المطبعة وطلبوا مني صفحة جديدة كتابة، فقلت لهم كيف وهي جاهزة للمطبعة، فأعلموني أنها لن تصدر بهذه الصورة، حينها رسمت صفحة كاريكاتير عبارة عن صفحة بيضاء كاملة وفي نهايتها كاريكاتير صغير هو قلم ممسكه شوك يدمي الأصابع، القلم الذي هو رمز الفكر والصحافة، ويخرج من الأصابع دماء.
فهم الناس حينها أنها الرقابة. فأجبرنا على التوزيع الإجباري في ذلك العدد.
أعود وأقول لك لست من اخترع هذه المشاكل بل هم، في إحدى الصحف السورية حينها، حينما طلبت منهم نشر رد على ما جاء من تشهير ضدي في الصحيفة نفسها ومن اتهامي بأنني عميل أمريكي وضد الشعب العراقي، عندها رفضوا نشر الرد!!! وأنا طلبت نشر الرد عملا بأحكام مادة في قانون المطبوعات لكنهم رفضوه، وبالرغم من أنّ الحكم في المحكمة كان لصالحنا لكنهم رفضوه مع أنه حكم قطعي...
من يدخل داخل المشكلة يعرف حجمها وممكن أن يوضحها ويشرح كل شيء لكن من يراها من الخارج يراها إعلامية، سطوراً وعناوين فقط.
كانت معركة شرسة للغاية وأنا وحدي، مع احترامي لكل المؤسسات والاتجاهات والأحزاب أنا لست بحزبي ولم أنتمِ لأي مؤسسة رسمية بل انتميت للشارع وإلى هذا الوطن فقط بكل أشكاله وأطيافه، وإن لم أكن كذلك لا أكون أنا الآن كما أنا. لكني أعشق الوطن بهوية رسمية ولا أدخل الباب باحتيال ومراكز ومن باب الخزينة. هناك معركة بين الخير والشر منذ الأزل.
بعد إغلاق الصحيفة، قنوات (البي بي سي) و (الجزيرة) و(الــ سي إن إن) و(الحرية) أجرت معي لقاءات.
ومنهم مكتب (البي بي سي) مرة في بيروت بعدما قرؤوا في إحدى الصحف الرسمية السورية على يومين متتاليين صفحتين عن علي فرزات هدر دم، (إي والله شارون لم يكتبوا عنه ربع صفحة). ماذا اختلفوا عن الأصوليين؟
فجاؤوا ليجروا معي مقابلة حول هذا الموضوع ففوجئوا بمظاهرة ضدي في سورية، كانوا بموضوع عن علي فرزات فأصبحوا بموضوعين. سأل محرر بريطاني زعيم المظاهرة واسمه عماد، يا سيد عماد: نحن نعرف أنّ في سورية هناك قانون اسمه قانون الطوارئ والأحكام العرفية ويمنع التجمعات والتظاهرات، اشرح لي، أنت جئت مسافة 700 متر من ساحة المحافظة إلى شارع الباكستان دون أن يعترضك أحد، فهل أنت ضد هذا النظام وضد قانون الطوارئ وتعبر عن رأيك بحرية؟ هل تعلمين ماذا أجابه؟
((طوّل بالك يا أخي، نحن خرجنا بتوجيه أمني)). كتبتها النيويورك تايمز وعدة وكالات أنباء. كيف يقولون إنني أثير المشاكل وهم من يثيرها؟ رسوماتي طبعها هكذا لا تقف مع التزييف ولا مع الخطأ وليس لها مكان في النفاق، قدرها أن تكون هكذا. أنا هكذا وخلقت لأكون هكذا وإلى الآن لم أرسل لأي صحيفة في العالم بناء على توجيهات منهم لأفكار يريدونها، أنا أرسل رسوماتي ومن أعجبته ينشرها ومن لم تعجبه لا ينشرها.
حتى في الكويت، رفعوا ضدي دعوة في صحيفة الوطن التي أرسم فيها، لأنني انتقدت أعضاء مجلس الأمة.
أنا لا أساير أحداً، هل لأنني أرسم في صحيفة خليجية يجب أن أراعي الظروف وأساير الأمر وأحافظ على رزقي، لست هكذا. في كثير من الأحيان أرسم ضد قناعات بعض الناس لكن ليس للتشهير أو الاستعراض، بل ضمن قوانين أخلاقية واجتماعية ووثاق، لا أراعي ظروف أي مكان أنشر به، أنا هذا رأيي وهم يحترمونه.
في مجلس الأمة الكويتية رفع علي أحد أعضاءها دعوة ضدي، لأنني انتقدته وكسب الدعوة بغرامة 4000 دينار مع إلقاء القبض علي في مطار الكويت إن ذهبت إليه، أما صاحب الجريدة، فقد دفع الغرامة وأزال اسمي من مطار الكويت دفاعاً عن محرر يرسل له من سورية وليس من الكويت...
قلتُ مرة لأحد المدراء العامين في إحدى الصحف السورية الرسمية: جاء الأمن يسأل عني لأني رسمت كاريكاتيراً والتبس عليهم الأمر، فقال لي: اذهب لترى ما يريدون، فقلت له يا رجل يفترض أن تكون أنت في الواجهة وتدافع عن محرريك، فقال: إذا حصل شيئ معك أخبرني، فقلت هل ألحق أن أخبرك، لو حصل شيئا معي؟ فقارني أنتِ هنا...
أنا لا أنافق، ولا أؤطر بمواضيع مسبقة، من تعجبه ملامحي هكذا أهلا به.
تعليق