توبة بطال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد تمار
    شاعر الجنوب
    • 30-01-2010
    • 1089

    توبة بطال


    توبة بطّال

    حدّثنا أحد الشباب البطّال قال:

    كنتُ عربيداً سارقاَ ، عن كلّ التقاليد والأعراف مارقاَ.. لا أحمل جِراباً ، ولا أملك

    حساباً.. أنام على الثّمالة ْ، وأصحو على البطالة ْ.. فما من بيت في قريتنا إلاّ وكانت لي

    فيه جولة ْ، وعلى أساور أهله صولة ْ..

    ومن أعجبِ صفقاتي وأغربِ مغامراتي ، أنّي سطوتُ يوما على حظيرة صغيرة..

    فاختطفت منها ديكا وديكاً ، فلمّا أكثر الصيّاحْ وخشيت الافتضاحْ ، أودعته حجرةَ

    عدّادِ كهرباءْ على أمل العودة له في المساءْ.. لكنّ التيّارْ انقطع على أهل الدّارْ لكثرة

    حركةِ الدّيك داخل الإطارْ.. فخرج ربّ البيت مذعوراً من الرقادْ ، مشمّرا ومسرعا

    نحو العدّادْ .. وما إن فتح بابهْ حتّى فقد صوابهْ ، وأغمي عليهِ حين طار الديك بين يديهِ..

    فقال قائل إنّه مارد من بني الأصفرْ وقال آخر بل عفريت من بني الأحمرْ.. فلمّا تعدّدت

    آراؤهمْ ْوتشعّبت أهواؤهمْ قلت: اقتلوه وحرّقوه وانصروا أباكمْ سدّد الله خطاكمْ.. وإن

    خفتم شرّهْ فقلّدوني أمرهْ .. فخرجت به على أعين النّاسْ بعد الحيطة والاحتراسْ..

    وخلوت به خارج القرية في كهف ككهف الفتية .. فأضرمت ناري ونصبت أحجاري..

    ثمّ شحذت سكّيني وأخذته بيميني ، وقلت باسم الله والله أكبرْ فقال : الويل لك من بني

    الأعورْ فانتابني رغم شجاعتي وبسالتي رعب شديد غير معهود ، وأسلمت

    ساقيّ للريحْ أسقط على كومة رمل تارة وأخرى على ضريحْ .. ومن يومها حرّمت

    السّرقة على نفسي وطويت صفحة أمسي..

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد تمار; الساعة 30-01-2010, 21:09.
    التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي
  • سهير الشريم
    زهرة تشرين
    • 21-11-2009
    • 2142

    #2
    تحدث الديك في زمن بُكمت به كل أفواه الجياع

    القدير / محمد تمار

    ليتهم يتحدثون وإن تحدثوا هل سيخافوهم.. ربما

    سرد رائع .. تقدير لقلمك

    كنت هناا وزهر

    تعليق

    • محمد تمار
      شاعر الجنوب
      • 30-01-2010
      • 1089

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم مشاهدة المشاركة
      تحدث الديك في زمن بُكمت به كل أفواه الجياع

      القدير / محمد تمار

      ليتهم يتحدثون وإن تحدثوا هل سيخافوهم.. ربما

      سرد رائع .. تقدير لقلمك

      كنت هناا وزهر
      أختي سهير...
      سررت بمرورك كثيرا ...
      تحياتي لك واحترامي
      التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

      تعليق

      • مصطفى شرقاوي
        أديب وكاتب
        • 09-05-2009
        • 2499

        #4
        ما هذا الغبار الذي أحدثه الديك يا تمار , في وجه الطيب هبَّ وطار وعلى عداد الكهرباء فالويل لمن أضحى سارقا وكذا الشنار , لك من كَلِم الحق قبسات ومن منظوم الصدق قد آلفت بين الكلمات فدعني في صمتي وعزِني على هذا السكات , وما اختلط من غبار الماضي يزيله نور الجديد ويخلع عنه ثوب الذل ويٌلبسه ردا العز السعيد , لما كان الفرار من الاخطار ومن سورٍ إلى سورٍ كان لصاحبك الإنتقال ولا يصح خلط الصدق بنظم الهزال فانتبه والتفت على كونه بطال وعليه أن ينتقل من حال إلى حال .

        جميله منك ......... شكراً لك

        تعليق

        • مهند حسن الشاوي
          عضو أساسي
          • 23-10-2009
          • 841

          #5
          [align=center]


          جميلة الفكرة، جلية العبرة، محببة الى القلوب، رائقة الوصف والأسلوب، تسير الى الهدف بإستقامة، لكنها أقرب الى القصة منها الى المقامة، لأن البطل والراوي لم يختلفا ولم يتقابلا ، وبالاسم والوصف لم يعرفا ولم يتجادلا، لكنها تنبأ بمقامة قادمة، تكون للفكر صادمة، وللمقامة في الوصف والعنوان ملائمة، ننتظر الجديد، أيها الكاتب الصنديد، لنستمتع ونستفيد

          تقبل خالص الود والإكبار، يا أخي العزيز محمد تمار






          [/align]
          [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

          تعليق

          يعمل...
          X