وتغفو فرحتي حينًا، فآتي محضُ أسمَعها
وأبكي فوقَ أحجارٍ، وأرجو صحوتي معَها
فذاكَ العقلُ لا ينسى، بأنَّ الظلمَ يسلبُهُ
حقوقًا لستُ أرجعُها...
وتلك الروحُ لا أدري بتاتًا كيفَ أُقنعها...
فنارُ الكرهِ قد أجَّتْ، وزادَ لهيبُ أوصالي
وسارَ قطارُ أحلامي بعيدًا غادرَ الميناءَ متَّجِهًا
لهاويةٍ... وسارَ لحتفِهِ المرفأ!!
وظلَّ العصفُ لا يجلو، غُبارًا دمَّرَ المينا
وباتَ الوهمُ أنْ أبْرأْ!
ظِلالٌ فوقَ أطلالٍ، وذُلٌّ لستُ أنساهُ
طيورٌ غادرتْ عُشًّا، فنالَ الموتَ مضجعُها!
وتدنو النارُ من قلبي
وتصلى الروحُ أحزاني، ويمضي الفكرُ عن ذهني
وأبقى مثلَ بركانٍ
أليسَ العيشُ قد يحلو، أليسَ العمرُ قد يجلو
عن الأكتافِ كُثباني؟!
أليسَ الراحُ قد يهوي إلى يومٍ إلى ساعٍ
فتبدو من ردى قهري
كصوتٍ من صدى دمعٍ
حياةٌ بعضُها فرحٌ
تضمِّدُ جرحَ أزماني!
أليسَ الحُزنُ مرحلةً؟ أليسَ السعدُ يلقاني؟!
وقالوا كيفَ توليها على عرشٍ وسُلطانِ؟
وقالوا كيفَ تدعوها إلى عشْقٍ إلى شوقٍ؟!
وما يدرونَ أنَّكِ أنتِ نبْضُ القلبِ، أوردتي
وشرياني!
وتبقى النارُ تُذكيها ملامحُ شغفِ أمطارٍ
إلى سيفٍ يعذِّبُني، ويطفي دفءَ أحضاني!
أرَدْتُ الحبَّ مُتَّكِئًا على سقفٍ وجدرانٍ
وليتَ السقفَ قد يهوي على عيشي
فيُدمي يأسَ إنساني
ويقطعُ عنهُ آمالاً، فأنساهُ...... وينساني!
وقالوا:" العامُ أروقةٌ
بهِ خيرٌ بهِ شرٌّ، وفصلٌ ليسَ كالثاني"..
وليتَ لمثليَ الدُّنيا تجودُ ببسمةٍ حتَّى!
فأيَّامي غدتْ موتا!
وآلامي غدتْ صمتًا، وإني أكرهُ الصمتا!
فضوء الشمسِ لا يحوي سمومًا تقتُل الذُلَّ الذي نحيا
وسيفُ الوقتِ يقطعنا، فكيف نسايرُ الوقتا!
سيوفُ الذُّلِّ أوهامٌ
فعلَّ الصحوَ يقطعها!
وليْسَ الدمعُ يُشفينا، فليسَ بُكًى يعافينا
سُباتُ العقلِ مطلوبٌ، ونومُ ضميرنا فينا!
إذا يصحو، أنا أصحو، وإن أصحو
أيادي الموتِ تُفنينا...
أجيءُ الصبحَ إن أشرقْ.. أجوبُ الكونَ لا أعرقْ
أجوبُ أجوبُ لا أدري، فكوني باتَ كالأحمقْ..
أنا حقًّا ... أحقًّا أنَّني إنسٌ
فحيوانٌ رأى أشفقْ!!
أنا إنسٌ فلا تُذهلْ...
أنا إنسٌ وأحلامي كأوراقٍ، فمنْ نارٍ إلى محرَقْ!
أنا إنسٌ يعيشُ ليرتوي ألمًا، بشُربِ الماءِ قد أخفقْ....
ويبقى أنَّ لي كونًا، إذا أصحو أنا ميتٌ
إذا أغفو أنا أحمقْ...
قرأتَ الآنَ لم تفهمْ، ففكري كلُّهُ وَهْيٌ
وسُفهٌ ليتهُ يُنطقْ....
فلا تقلق، جميلٌ كلُّ ما قلتَ
حقًّا أنني أحمقْ!!
وحمقي ليسَ يُرهقني، فحمقي بعضُ ثوراتٍ
وحمقي بعضُ لحظاتٍ، سنونَ إذا قضى ربِّي!
أخي باللهِ هل تدري؟!
أنا أنتَ الذي ينطقْ!
فقلْ لي أيُّنا أصدقْ!
وقلْ لي كيفَ أوطاني سلت عنها عيونُ الناسِ
والقلبُ الذي يخفقْ!
أخي! قدسٌ أتسمعُها، سيوفُ الصمتِ توجِعُها!
عدوٌّ هدَّها غزوًا، وأنتَ تراقبُ العادي، ولستَ اليومَ تردعُهُ..
عُيوني لستَ تخدعُها!
عدوِّي دمّرَ الماضي، بزيفِ القولِ أرداهُ!! وقومي ينظرُ المشهَدْ!
وقدسي بعثرتْ روحي، وليسَ العيشُ يجمعُها!
أخي باللهِ هل تدري
فهذا الكونُ مرحلةٌ ، بهِ نحيا للقيا ربِّنا يومًا
بهِ الأموالُ لن تنفعْ!
ويأتي يومَ إذ ترمي الإما رُضَّعْ!
أخي باللهِ لا تغفلْ، لجمعِ المالِ لا تركعْ!
حِمامُ الذلِّ يغمرنا، ألمْ نشبعْ؟!
ألنْ نشبعْ؟!
تدثَّر يا أخي وانعمْ بنومٍ هادئٍ
ممتعْ!
لنا ربٌّ لهُ ندعو، وهُو نرجو!
رسولٌ في غدٍ يشفعْ!
وحزنٌ في دنًا يمضي، نعيشُ الذلَّ نكرههُ
ويأسٌ يدفنُ اليأسَ
أموتُ اليومَ في يأسي
وأصحو في غدٍ أنسى!
وأنت تقارعُ اللومَ الذي يدنو، عذابًا ليتهُ يُنْسى!
وتسألُ ربَّ أكواني، خطاياكَ التي ذهبتْ بكلِّ صلاتكَ الأولى
متى جاءت متى حلَّتْ؟!
يقولُ: الصمتُ منبعُها!
يقولُ: النومُ منبعها!
يقول: القدسُ منبعُها!
نعمْ بغدادُ منبعُها، وأرضٌ لستَ تنفعُها
أيادي الظلمِ تُخضعُها
شرورٌ لستَ تدفعُها!
فقلْ لي أيُّنا أصدقْ! أنا أنتَ الذي ينطقْ
فقلْ لي أيُّنا أصدقْ؟!
تعليق