[align=right]
أيتها الغاليةُ على قلبي
حملتُ أليكِ تذكارً
من بيت المقدس
ومن حيفا
ألي الكرمل
يحمل رائحتكِ العذبة
أقربها من انفى فاتعود بي الذكرى
وأرجع طفلاً
يلهو بالأمنيات يوماً
وتكبرُ في الأحلام
وإنا نائمُ على صدر أمي
أيتها الغالية على قلبي
زرعتكِ في سماء اوطانى غيومً
فاهطلي مطرا ..
وضُمي وجهى البرئ الذي لوثه الظلام
لأكتبَ الشعر في عينيكِ
ولينهظ في الليلةِ الظلماء القمرا
حملتُ إليكِالعشقَ من فلسطين
يلفظ أخر أنفاسه
فهل من قبل رأيتِ العشقَ ياامى يحتضرا ؟
تعود بي الذكرى
وأرجع طفلاً
يلهو ويلعب
ويعد الحصى في ليل العذبات
وينهظ من بين كفيه الفجرا
يتشاكل من ابناء الجيران في الصبحِ
ويعود يلهو في المساء مع ليلى
أرأيت ياأمى ماأصعب الفرقة على الولدِ
حينا يكون غريب الأمِ والوطنا
أحفر أسمكِ على حروف أسمى
وأوشم صورتكِ على جدران قلبي
وأرسم دمعاتكِ وهى تجرى على خدي
وأعود في المساء أبحث في أوراقَ جدي
على أجد من بين كومات الأوراق عنوانً لمنزلنا
رعشاتُ الحلُمَ تسرى في جسدي وأنا نائم
فانهظ عن السرير وألاقكِ جالسةُ بقربى
تمسحين على جبينى وتقرائى القرأن على مهدى
تمائمُ وترتيلَ من أيةٌ الكرسى
تمائمُ وترتيلَ من أيةٌ الكرسى
كنتِ قد علقتيها على عنقى لتحمينى من شر نفسي
آه كم أشتقتُ إليك ياامي
حملتُ أليكِ من الطفولةُِ
طوقاً كنتُ قد صنعته من
الياسمين والزهرِ لازين به عنقكِ
لانى كنت أعلم كم كنتِ تعشقينً الياسمين أطواقاً
معلقةُ على جياد الشمسِ
أياأمى كم حزناً طويلاً مضى بقلبى
وأنتى بعيدةُ عنى
أياأمى كم أنغاما طويلاتَ كنت أتمنى أن أعزفها
وتكونين انتِ اللحنَ والصوت في أذنىِ
أياأمى الحبيبةَ كيف احيا وأنام وأنتِ لستِ جالسةُ بقربى
خانتنى ذاكرتى أياماً
فاكونى أنتى ذاكرتى
وكونى اللحن فى صوتى
والسمع فى أذنى
والأغنيات التى تردد على شفتي
كونى فى ظلمات الليل قنديلى
وأرشدينى كما يرشد البصير الأعمى من ظلمات الليلِ
أعود وأتذكر عيد موالدى
وأتذكر كم كعكةُ كنتِ لي قد صنتيها
وبكحل العين والأهذاب قد زينتيها
حتى تسعدينى في ذكرى مولدي ياأمي
كلماتكِ الأولى مازلت عالقةُ في أذنىِ
أتذكر بدياتى الأولى وأحرفى الأولى
التي علمتني إياها وكيف ألفظ كلمة أمي
لا زلتُ أتذكر خطواتى الأولى نحوكِ
وكيف كانت بقايا الكدمات تسرقنى
فاتهبين جرياً ألي لترين ماحصل لي
وأذ كنت قد تعثرت بخطواتى
لتمسحي عنى خطا ألمي
أعيديني ..
كما كنتُ طفلاً
بريئًا منكل الألعيبِ والحماقاتى
أعيديني..
ألي فجرى الأول
وعمري الأول
وزمني الأول
فاكم أشتقتُ للمساتكِ الحنونة على جبيني
وقرأتكِ الحكايا لي قبل نومي
حين ولدتُ كم كنتِ خائفةُ علي من برد الليل
ومن قطرات الندى إن تناسب على شفتى
مازلتُ أذكر شالكِ الأخضر المستعار من الأرض بروعته المزركش بالأحمر
فكأنه الغروب الذي ينساب كالظل في وطني
ظلكِ ياأمي مازال يلاحقني وكيف يترك الظل صحابه
يحادثى الظل بان لكل عاشقً
أماً تحتضنه
وتخاف عليه
ومن لهفتها تسهر الليل
على راحته
ألا أنا ياأمي ليس لي ظلاً ألا أنتي
يرافقنى في غفوتى وأحتضارى
ويضل ساهراً علي طوال الدهرِ
وتحت رموش العينِ يحتظنى
ذراعاكِ وأحظانكِ ولمستكِ هي امتدادُالظلّ في مهدى
فاردينى بهاطفلاً
تعبتُ مناحتمالِ ألاما العمر يا عمري
فكوني ذلك الظل الذي يسرى في ليلى ولايتركنى
مهما طال الدهرُ ياامى ومهما أفترقنا وبعدت مابينا دولُ
سأشرب سركِ الباقى عي شفتى
وأحفر صورتكِ على كفنى
حتى لو جاء الموت لا يستطيع إن يمحيها
أيتها الغاليةُ على قلبي
حملت إليك صندوق تذكار
ووضعت فيه مسبحة
في كل حبة منها
حكاية من بعدى عنكِ ياأمي
علي في عيدكِ القادم
أستطيع إن أرسلها
عزيزة على قلبي انتى
تأبى الكلمات إن تتركنى
وكأني أصبحتُ روحُ بلا جسدً
وروحى معلقةٌ فيكِ ياأمي
[/align]
تعليق