ثورة...3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    ثورة...3

    الجزء الثالث من عانس

    الاجزاء السابقة

    ولنا حديث آخر..(عانس 2)

    عانس..ولكن

    من اجل التذكير

    كانت نهاية الجزء الاول : وكم تملك من المال يابن عمي؟

    نهاية الجزء الثاني : أنا آسفة يا ابن عمي ، ولنا لقاء آخر ، وحديث آخر




    والآن الجزء الثالث

    كانت لطمة مشبعة بالذكريات أغرقته بشيء ما،
    ألقت أحمالها تحت أقدامها ، وضعت له الأمل أمامه على الطاولة، ابتسمت للذهول المتناسل في ملامحه، الذي أنجب حيرة في داخله، ومضت تاركة الدهشة تبلعه بتلذذ ربما تحصد نتائجه
    حلقت مع الطيور المغردة في زرقة السماء، رفرفت معها فوق السحب الربيعية الحالمة، المتناثرة هنا وهناك، تتآمر على ضوء الشمس فرادى وجماعات، تثرثر بهدوء مع البشر والظلال
    ابتلعت نظراته الارض من تحت خطواتها، وهي تبتعد بهمة عالية، تسير كظبي يستمتع بجمال الطبيعة في بساتين زهور خلابة ، ترفرف كقمري وجد نصفه الآخر
    لم يكن يرى وجهها من الخلف، لكنه كان أجمل وجه لبسته مذ عرفها، بصعوبة كانت تحاول إخفاء البريق المشع في عينيها، البريق الذي غزاهما في لحظة ضعف، إذ تعرضت أثناء هجومها لهجوم معاكس كاسح لا تدري من أين، فما كان لها غير الاستسلام الذي حول وجنتيها إلى بستان متلأليء من الجوري الندي ساعة الشفق العذري، مما لفت النظر إليها واثار استغراب أهلها في المنزل، لكنها فضلت الوحدة في غرفتها كي تعيد ترتيب مشاعرها ومستقبلها
    عيناه تزغردان من الفرحة وجسده ينتفض كطائر وجد دفء أحضان خيوط الشمس المتسللة رغم الغيوم التي تلاعبها، بعد أن اغتسل بماء السماء طول الشتاء

    كان قلبه يمده بالجرأة والقوة اللازمتين للإنطلاق خلفها وإنهاء تنمرد سنين الضياع، لكن عقله كان يئن تحت عبء الأمانة التي حمله إياها والده قبل وفاته، طالبا منه المحافظة عليها
    حملها قبل الفطام قبل ان يعرف غير ثدي امه وصوتها

    تنازع القلب والعقل السيطرة على الجسد الحائر ، وزادته التراشقات بينهما توترا ، التهمته عاصفة قطبية، فتجمد مراقبا ، منتظرا نهاية النزاع ، قلبه الذي يريد فك قيده والإنطلاق ، بدأ بدق الطبول وقرع كامل الجسد بأنهار متدفقة من الدم ، وعقله السجان الذي ضرب طوقا منيعا على كافة تصرفاته ردحا من الزمن، وما زال يثقله بالأغلال قديمها ويبتكر جديدها، وحوَّله الآن إلى تمثال قلق جالس على كرسي
    احكم القلب السيطرة على كامل الجسد المرتبك، مما جعل العقل يلبس ستائر الهذيان، تدخل الاطراف في رعشة مرتبكة ، والشفاه بتمتمات مرتعشة
    وما دخل أطفال بُرآء بكلامكم العبثي، الذي ألقيتموه مازحين مستهترين بمستقبلهم، ومع كثرة مضغه بسبب وبدون سبب، أحلتموه إلى التزام ووعد سررتم به ، لكنه نشر الليل على هذا العش خِيَما متتالية، لا يُرى لها سقف أو كوة تدخل خيطا من نور فرح ولو كان ضئيلا
    هل أنتما مسروران الآن في قبريكما؟ هل تشاهدان مأساتنا كفيلم سينمائي ممتع ؟
    أُراهن أنكما تضربان الاقداح فرحا بما أنجزتما؛ حاولتما مزج المتضادين في كوب واحد رغما عنهما، لا يمتزجان..
    موت أبواها في حادث بعد عشرين سنة من الاِغتراب، ليس سببا كافيا لإرغامنا – باختلافنا وخلافاتنا - على السير معا في دروب الحياة المتلاطمة ؟ هل أردت أن تمنح نفسك صك غفران عن وعدك لأبيها؟
    بالمناسبة ، هل تراه في عالم البرزخ؟ وهل أخبرته انك أنجزت وعدك له بتسويد حياة إبنيكما؟ وهل فرح أم حزن؟
    قرر القلب تفريغ كامل حمولته المرفوضة على نفس رصيف الزمان والمكان ، فطرحها أرضا وأغلق أبوابه
    لن أستطيع حمل وعدك أكثر من هذا ، سأُعيده لك ، فافعل به ما تشاء
    ستصلك رسالتي يا والدي ، فاقرأها على مهل ، إلى أن نلتقي...
    هناك خنجر يضربني في أنحاء جسدي، يناديني :

    انتبه يا سيدي!
    ...نعم.. وقد بدأ يخرج من الزوبعة
    سنقفل
    آه .. نعم.. وما هذا الصوت المزعج؟
    هاتفك يا سيدي ، إنه يرن منذ زمن
    دعني أرى .. أُمي.. ما بك ؟
    زوجتك..
    تكلمي بهدوء كي أفهمك
    وعادت ... أجنبي
    فسقط الهاتف من يده بعد أن ضمها إلى صدره
    .........

    النهاية
    مصطفى الصالح
    01\02\2010
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]
  • بلابل السلام
    بلابل السلام
    • 03-12-2009
    • 479

    #2
    [align=center]
    رائع جدا ما جادت به قريحتك في الجزء الثالث
    تصوير بديع للصراع الذي أرق البطل ..صراع بين مشاعره التي اضطر لوأدها منذ سنين..والتزامه بالحفاظ على " الأمانة" التي ألزمه الوالد بها.ونهاية كانت درامية وغير متوقعة.
    بوركت اخي الفاضل مصطفى الصالح على هذا الابداع المتزن
    دام لكم الق الابداع والامتاع
    تحيتي وتقديري
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة بلابل السلام; الساعة 03-02-2010, 12:01.

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      عاش ثورة داخلية حتى أخر الزوبعة التي ما خرج منها إلا في محاولة للسير على درب حياة لم تمنحه إلا حزن فرحه أيضا كانت على رصيف الزمان وما وجد غير باب مغلق خلف المكان ...
      الأستاذ/مصطفى
      دائما تكتب ما يجبر الفكر على التأمل والتجول في مملكة حرفك
      المشيدة من سطور تمتلئ بكل ما هو مفيد وجميل
      تقديري,,,
      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 03-02-2010, 17:19.

      تعليق

      • كريمة بوكرش
        أديب وكاتب
        • 12-07-2008
        • 435

        #4
        رائع جدا..
        النص شدني كثيرا و أحببته.
        أستاذ مصطفى
        لا حرمنا الله منك

        تعليق

        • العربي الثابت
          أديب وكاتب
          • 19-09-2009
          • 815

          #5
          أسعدني هذا النص واستمتعت بهذه اللغة الجميلة والمتزنة..والمضمون الجيد
          تقبل مروري المتواضع الأخ مصطفى...
          لروحك الجميلة باقة ورد عطرة...
          أخوك العربي
          اذا كان العبور الزاميا ....
          فمن الاجمل ان تعبر باسما....

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            الزميل القدير
            مصطفى الصالح
            أعتذر منك
            سأعود للأجزاء السابقة كي أكون متابعة
            أقترح لو أنك جمعت الأجزاء جميعا كي تسهل العملية أكثر على القراء
            أو ضع روابط الأجزاء
            دم بألف خير زميلي
            تحايا بعطر الود والورد لك
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • مصطفى الصالح
              لمسة شفق
              • 08-12-2009
              • 6443

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              الزميل القدير
              مصطفى الصالح
              أعتذر منك
              سأعود للأجزاء السابقة كي أكون متابعة
              أقترح لو أنك جمعت الأجزاء جميعا كي تسهل العملية أكثر على القراء
              أو ضع روابط الأجزاء
              دم بألف خير زميلي
              تحايا بعطر الود والورد لك
              استاذتي العزيزة

              اضعها لك وانا متاكد انك لن تتاثري بالاسلوب القديم

              لم احب ان اتعبك بقراءة ثلاثة قصص

              ...

              حسنا ساضعها لك في المقدمة

              امرك يا سيدتي

              تحياتي
              [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

              ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
              لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

              رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

              حديث الشمس
              مصطفى الصالح[/align]

              تعليق

              • مصطفى الصالح
                لمسة شفق
                • 08-12-2009
                • 6443

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة بلابل السلام مشاهدة المشاركة
                [align=center]
                رائع جدا ما جادت به قريحتك في الجزء الثالث
                تصوير بديع للصراع الذي أرق البطل ..صراع بين مشاعره التي اضطر لوأدها منذ سنين..والتزامه بالحفاظ على " الأمانة" التي ألزمه الوالد بها.ونهاية كانت درامية وغير متوقعة.
                بوركت اخي الفاضل مصطفى الصالح على هذا الابداع المتزن
                دام لكم الق الابداع والامتاع
                تحيتي وتقديري
                [/align]
                حياك الله اختي بلابل

                واشكر لك هذه المتابعة الحثيثة وقراءة ما بين السطور

                لكن النهاية بحاجة الى انتباه

                وحذر

                فهي ليست كما توقعت


                كل الورد لروحك الطيبة

                تحياتي
                [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                حديث الشمس
                مصطفى الصالح[/align]

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  [align=center]
                  وكما قلت لزميلنا زياد صيدم
                  ها أنا أكرر مطلبي بشأن القصة الطويلة والرواية ، ليكون لها منتدي خاص أو أن تُثَبّت

                  وتحياتي لك أخي العزيز مصطفى الصالح
                  فوزي بيترو
                  [/align]

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    فاجأتنى مصطفى بكلمة النهاية ،
                    بعد الزخم و الفيض الذى تناثر ،
                    فأكثرت .. و لكنى معك .. قلت
                    ربما هو ينشد روايته .. استمر ..
                    و أستمر معك ، حتى تأخذ بلحيتى إلى حيث تسير ،
                    مفعما معك بهذه اللغة ، و هذه الثورة ،
                    معك ، أكاد ألمس إلى أين تسير ، أو تود أن تصل
                    فإذا بك تلطمنى بكلمة النهاية !!
                    فهل انتهيت هنا ، ووصلت إلى حل أو حلول بخصوص مسألتك
                    ووجعك وهمك ؟
                    أم هى نهاية مؤقتة أردت ؟
                    لو كانت مؤقتة لا ضير ..
                    وإن كانت نهاية دامغة لا رجعة فيها ، فأنا أقول لك ...لا
                    لا تتوقف .. اكمل ما بدأت .. هذه ليست نواة لقصة قصيرة ، بل رواية فأكمل !!


                    تحية لك مصطفى الجميل ..
                    أعلم أن لديك الكثير لتقوله ، فلا تتوقف .. لا تتوقف

                    محبتى
                    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 04-02-2010, 03:27.
                    sigpic

                    تعليق

                    • مصطفى الصالح
                      لمسة شفق
                      • 08-12-2009
                      • 6443

                      #11
                      اشكرك ايها النجم

                      النجم الذي يهتدي به الركب في اللية الظلماء

                      النجم الذي ينير درب النجوم
                      [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                      ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                      لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                      رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                      حديث الشمس
                      مصطفى الصالح[/align]

                      تعليق

                      • مصطفى الصالح
                        لمسة شفق
                        • 08-12-2009
                        • 6443

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                        عاش ثورة داخلية حتى أخر الزوبعة التي ما خرج منها إلا في محاولة للسير على درب حياة لم تمنحه إلا حزن فرحه أيضا كانت على رصيف الزمان وما وجد غير باب مغلق خلف المكان ...
                        الأستاذ/مصطفى
                        دائما تكتب ما يجبر الفكر على التأمل والتجول في مملكة حرفك
                        المشيدة من سطور تمتلئ بكل ما هو مفيد وجميل
                        تقديري,,,

                        العزيزة وفاء

                        اشكر لك هذا البهاء الذي ضمخت به متصفحي

                        دمت بكل الخير والود

                        تحياتي
                        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                        حديث الشمس
                        مصطفى الصالح[/align]

                        تعليق

                        • مصطفى الصالح
                          لمسة شفق
                          • 08-12-2009
                          • 6443

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة كريمة بوكرش مشاهدة المشاركة
                          رائع جدا..
                          النص شدني كثيرا و أحببته.
                          أستاذ مصطفى
                          لا حرمنا الله منك

                          هلا وغلا كريمة

                          اشكرك ايتها العزيزة كريمة

                          انا مسرور ان النص شدك وما زلت محافظة على اتزانك

                          ههههههه


                          اتمنى ان اقدم الافضل والمشوق اكثر دائما

                          تحياتي لمرورك الجميل

                          دامت عيناك كالنجوم متلألئة

                          تحياتي
                          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                          حديث الشمس
                          مصطفى الصالح[/align]

                          تعليق

                          • آمنه الياسين
                            أديب وكاتب
                            • 25-10-2008
                            • 2017

                            #14
                            الاستاذ الفاضل

                            ؛؛ مصطفى الصالح ؛؛

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            كان هذا الجزء اروع الاجزاء حقيقة ...

                            وكان تصويرك لصراعه رائع جداً ...

                            إلا أن النهاية جاءت بسرعة كنت أحب ان اقرأ

                            اكثر فالنص مشوق هذه المرة ...

                            ننتظرك في الأجزاء القادمة ...

                            اعذر تآخري في الرد ووهن قلمي

                            ر
                            ووو
                            ح

                            تعليق

                            • إيمان عامر
                              أديب وكاتب
                              • 03-05-2008
                              • 1087

                              #15
                              تحياتي بعطر الزهور

                              الأستاذ القدير مصطفي الصالح

                              استمتعت جداً بين متصفحك الأكثر من رائع
                              سرد ممتع
                              لابد ان لحديث بقية أستاذي

                              فلا تتوقف عن السرد نحن هنا متابعين

                              دمت بكل خير

                              لك ارق تحياتي
                              "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X