لم يكن ثعلبا
1
الثعلب الذي استوطن حقل الذرة ،
المحاط بالمساكن من ثلاث جهات ،
وتسلى على دجاجات الحارة -
خلال أسبوعين -
لم يكن ثعلبا !!
2
عندما غزا أبو بكر الذرة ،
فى ظهيرة أحد الأيام ،
وأحس بقدميه تسوخان ،
فى بساط من ريش الدجاج ،
تأكد له أن الثعلب مازال هنا ،
فلم طرف جلبابه ، ووضعه بين أسنانه ،
وكاد يولى الأدبار ،
لولا نحلة قرصته أسفل ساقه ،
فالتوى ولطمها متألما ،
وعيناه تبحران رغما ؛ ليجدها هناك بين السيقان ،
فورا بال على نفسه ،
حيث كانت بأنيابها تمزق دجاجة حية !!
3
حين ساقتها نساء الحارة على الطريق ،
كانت تركض كدبة عجوز ، وجهها منقوش ،
بالدم ، و ملابسها كأنها لقصاب فى مسلخ .
خانتها قدماها ، فارتطمت بالإسفلت ،
وتعرى فخذاها ،
توقف الجميع أمام كم هائل من حروق ،
بساقيها مازالت تفرز سوائلها بقوة !!
4
وقت اقترب منها أحد الشبان ،
متأثرا باكيا ،
وبيديه يرفعها عن الأرض ،
همست : هات بوسة " .
لم يسمع الناس طلبها الغريب ،
إلا أنهم فوجئوا بالشاب يدنى وجه من وجهها ،
و قد فتحت فمها بطريقة تشي بفعل لئيم ،
بينما هو غارق فى حياء فطرى ،
فأسرعوا و طرحوها بقسوة ،
لترتطم بالإسفلت ،
فيتعرى لحمها ،
كاشفا الغطاء عن حكايا ..
وهواجس ما ؛ ربما كانت هى ،
وربما ظلت من الأسرار الذهبية !!
5
حين كبر بى الوقت ،
رحت أبحث خلف هذا السيدة ،
كل ما عرفت أنهم ذهبوا بها ،
إلى قسم الشرطة ،
و انتهى الأمر .
و حين حاولت الاقتراب من القسم ،
و النبش في أمرها ،
راعني أمر سيدة كانت تشبهها ،
كأنها هي .. هي ،
قتل اللصوص أولادها وهم نيام ،
وأشعلوا النار فى مسكنها وقت انتهائهم .
فزعت ، و عدت القهقرى بذاكرتي ،
إلى اليوم الذى اتضح فيه للناس ،
أنه لم يكن ثعلبا ؛
فقد كان يوما للحزن و الفجيعة ،
غير وجه النهار ، و كشف عن زيف طال ،
ودحرت آمال وطموحات ،
وعزة وطن ، وأحدث الكثير من ..
الخلل فى خريطة العالم !!

1
الثعلب الذي استوطن حقل الذرة ،
المحاط بالمساكن من ثلاث جهات ،
وتسلى على دجاجات الحارة -
خلال أسبوعين -
لم يكن ثعلبا !!
2
عندما غزا أبو بكر الذرة ،
فى ظهيرة أحد الأيام ،
وأحس بقدميه تسوخان ،
فى بساط من ريش الدجاج ،
تأكد له أن الثعلب مازال هنا ،
فلم طرف جلبابه ، ووضعه بين أسنانه ،
وكاد يولى الأدبار ،
لولا نحلة قرصته أسفل ساقه ،
فالتوى ولطمها متألما ،
وعيناه تبحران رغما ؛ ليجدها هناك بين السيقان ،
فورا بال على نفسه ،
حيث كانت بأنيابها تمزق دجاجة حية !!
3
حين ساقتها نساء الحارة على الطريق ،
كانت تركض كدبة عجوز ، وجهها منقوش ،
بالدم ، و ملابسها كأنها لقصاب فى مسلخ .
خانتها قدماها ، فارتطمت بالإسفلت ،
وتعرى فخذاها ،
توقف الجميع أمام كم هائل من حروق ،
بساقيها مازالت تفرز سوائلها بقوة !!
4
وقت اقترب منها أحد الشبان ،
متأثرا باكيا ،
وبيديه يرفعها عن الأرض ،
همست : هات بوسة " .
لم يسمع الناس طلبها الغريب ،
إلا أنهم فوجئوا بالشاب يدنى وجه من وجهها ،
و قد فتحت فمها بطريقة تشي بفعل لئيم ،
بينما هو غارق فى حياء فطرى ،
فأسرعوا و طرحوها بقسوة ،
لترتطم بالإسفلت ،
فيتعرى لحمها ،
كاشفا الغطاء عن حكايا ..
وهواجس ما ؛ ربما كانت هى ،
وربما ظلت من الأسرار الذهبية !!
5
حين كبر بى الوقت ،
رحت أبحث خلف هذا السيدة ،
كل ما عرفت أنهم ذهبوا بها ،
إلى قسم الشرطة ،
و انتهى الأمر .
و حين حاولت الاقتراب من القسم ،
و النبش في أمرها ،
راعني أمر سيدة كانت تشبهها ،
كأنها هي .. هي ،
قتل اللصوص أولادها وهم نيام ،
وأشعلوا النار فى مسكنها وقت انتهائهم .
فزعت ، و عدت القهقرى بذاكرتي ،
إلى اليوم الذى اتضح فيه للناس ،
أنه لم يكن ثعلبا ؛
فقد كان يوما للحزن و الفجيعة ،
غير وجه النهار ، و كشف عن زيف طال ،
ودحرت آمال وطموحات ،
وعزة وطن ، وأحدث الكثير من ..
الخلل فى خريطة العالم !!

تعليق