نياحة على طلل
تهت في مفازة مفردات الضّياع، دون راحلة أو متاع .
ألهث من سراب لسراب باحثا عن سبيل النّجاة بين كلمات صواف ، فلم أجد غير معان عجاف ، تنعق في
وجهي كأسراب الغربان الجائعة… تنتظر محلّقة نهايتي ، لتنقضّ عليّ بمناقيرها القاطعة.
وبعد ركضي الطويل خلف المصطلحات الزائفة ، لاح لي نور مدينة تبهر النّاظر وتسرّ الخاطر.
فدخلتها على حين غفلة من أهلها ، فراعني ما رأيت فيها من الجور والفجور...
وألقي القبض عليّ بتهمة الإنتماء الى عالم النفوس المقلدة الخانعة ، التي
لا يحقّ لها العيش في عالم النفوس المبدعة الصّانعة .
وعُرضت للبيع في سوق النّخاسة ، فتجمّع الناس حولي من جند وساسة .
وبعد ركضي الطويل خلف المصطلحات الزائفة ، لاح لي نور مدينة تبهر النّاظر وتسرّ الخاطر.
فدخلتها على حين غفلة من أهلها ، فراعني ما رأيت فيها من الجور والفجور...
وألقي القبض عليّ بتهمة الإنتماء الى عالم النفوس المقلدة الخانعة ، التي
لا يحقّ لها العيش في عالم النفوس المبدعة الصّانعة .
وعُرضت للبيع في سوق النّخاسة ، فتجمّع الناس حولي من جند وساسة .
وفجأة نادى المنادي أن افسحوا الطريق لكبار تجار الرقيق.
فوصل موكبان لتاجرين ضخمين ، لكل منهما بطن كبيرة ، تتّسع لاحتواء عرب السّاحل والجزيرة..
وتقدّم نحوي سمسار أقرع يتكلم ولا يسمع ، وسألني أنفطيٌّ أم حنطيّ ؟
فقلت لا هذا ولا ذاك ، أنا شاعر رقيق المشاعر...فالتفت إليهما وقد لويا رأسيهما إعراضا ،
وجعلا أصبعيهما في أذنيهما امتعاضا..فقال لفتيته خذوه الى سوق التّرف علّنا نبيعه بثمن
بخس لتاجر تحف.. وقبل أن ينصرف سألته من يكون فقال:
أنا كبير سماسرة يهود مختصّ في تجارة النّفط والبارود ، وسفك الدم العربي خاصّة ما
حمل منه جينات العصر الذّهبي.
وتمكنت وسط الزحام من الإفلات من عواقب الويلات . وخرجت خائفا أترقّب ، واردا ماء مدين لأشرب.
فقلت لا هذا ولا ذاك ، أنا شاعر رقيق المشاعر...فالتفت إليهما وقد لويا رأسيهما إعراضا ،
وجعلا أصبعيهما في أذنيهما امتعاضا..فقال لفتيته خذوه الى سوق التّرف علّنا نبيعه بثمن
بخس لتاجر تحف.. وقبل أن ينصرف سألته من يكون فقال:
أنا كبير سماسرة يهود مختصّ في تجارة النّفط والبارود ، وسفك الدم العربي خاصّة ما
حمل منه جينات العصر الذّهبي.
وتمكنت وسط الزحام من الإفلات من عواقب الويلات . وخرجت خائفا أترقّب ، واردا ماء مدين لأشرب.
فإذا امرأة عجوز جلست تنوح على رمس تليد ، قد بليت عظام ساكنه،
فاقتربت منها أسألها شربة ماء . فقطعت النّوح وأذنت لسرّها الدّفين بالبوح وقالت:
وما جدوى الماء لجسد بال !!
فقلت: لا أقصد ساكن الرّمس ، إنّما طلبت الماء لنفسي .
قالت: وهل اعتقدت أنّي مجنونة...أنا هنا للنّواح عليك لا عليه ،
وما جدوى الماء لجسد بال !!
فقلت: لا أقصد ساكن الرّمس ، إنّما طلبت الماء لنفسي .
قالت: وهل اعتقدت أنّي مجنونة...أنا هنا للنّواح عليك لا عليه ،
لأنّه لو كان على قيد الحياة ما تنعّم في أرضك العداة ، وقدّموك للبيع كأيّ غرض من أغراض الرّيع.
فأصابتني حيرة ممّا أخبرتني به ، وانطلقت مخيّلتي تبحث في سالف أجدادي ، فلم أذكر أنّا دفنّا جدّا بعيدا عنّا .
فقلت: فمن أنت ومن صاحب هذا اللحد الذي يعرفني ولا أعرفه يا أمّاه ؟.
قالت: هذا أفضل أبنائي من بين ما حملت أحشائي ، إنه الإباء يا شاعر الصحراء فهل أخبرك من أكون؟
فقبّلت يدها وقلت لها: كلا يا أمّاه وأرجو منك الصّفح وعدم الملامة ، فمن فقد الإباء أنكر الكرامة.
فقلت: فمن أنت ومن صاحب هذا اللحد الذي يعرفني ولا أعرفه يا أمّاه ؟.
قالت: هذا أفضل أبنائي من بين ما حملت أحشائي ، إنه الإباء يا شاعر الصحراء فهل أخبرك من أكون؟
فقبّلت يدها وقلت لها: كلا يا أمّاه وأرجو منك الصّفح وعدم الملامة ، فمن فقد الإباء أنكر الكرامة.
تعليق