القطيعُ !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلاديولس المنسي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2010
    • 3432

    سيدي الرمز مالي ألمس بحروفك " الإرهاق والإستكانة من الأعماق "

    تعليق

    • اسماعيل الناطور
      مفكر اجتماعي
      • 23-12-2008
      • 7689

      المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
      سيدي الرمز مالي ألمس بحروفك " الإرهاق والإستكانة من الأعماق "
      الْإِرْهَاق ...............وَمَا الْإِرْهَاق
      إِلَا لِمَن إِحْتَفَظ بِضمِيْرا فِي الْأَعْمَاق
      لَا تَقْلَقِي
      الْضَّمِيْر لَدَيْنَا
      كَمَّالَة عَدَد
      وَفِكْرُنَا يَتَجَدَّد
      نَتَمَدَّد
      نَزِيْد الْعَدَد
      إِهْتِفُوا مَعَنَا مَدَد مَدَد
      فَحَتَّى الْهَوَاء
      هُنَا ...فَسَد


      توقيع
      الرمز

      تعليق

      • مصطفى شرقاوي
        أديب وكاتب
        • 09-05-2009
        • 2499

        المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
        الْإِرْهَاق ...............وَمَا الْإِرْهَاق
        إِلَا لِمَن إِحْتَفَظ بِضمِيْرا فِي الْأَعْمَاق
        لَا تَقْلَقِي
        الْضَّمِيْر لَدَيْنَا
        كَمَّالَة عَدَد
        وَفِكْرُنَا يَتَجَدَّد
        نَتَمَدَّد
        نَزِيْد الْعَدَد
        إِهْتِفُوا مَعَنَا مَدَد مَدَد
        فَحَتَّى الْهَوَاء
        هُنَا ...فَسَد


        توقيع
        الرمز
        المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
        الْإِرْهَاق ...............وَمَا الْإِرْهَاق
        إِلَا لِمَن إِحْتَفَظ بِضمِيْرا فِي الْأَعْمَاق
        لَا تَقْلَقِي
        الْضَّمِيْر لَدَيْنَا
        كَمَّالَة عَدَد
        وَفِكْرُنَا يَتَجَدَّد
        نَتَمَدَّد
        نَزِيْد الْعَدَد
        إِهْتِفُوا مَعَنَا مَدَد مَدَد
        فَحَتَّى الْهَوَاء
        هُنَا ...فَسَد


        توقيع
        الرمز
        [align=justify]
        مالي أرى زجلك محبوك
        على قُطَعِ الفراخ مع الديوك
        أظنك ... لا تريد جدولة الشكوك
        تطير في الفضاء بلا مكوك
        وتريد من القطعان أن يشاركوك
        مدد .. مدد
        يا سيد رمز القضية
        وحيد العصر فزُ البشرية
        تفضل من حروفنا تلك التحية
        وهات ما عندك وما تريد أن تقول بلا حميه
        مذ أن عرفتك والفحوص ربما تفصح عن عملية
        وما لي على العمليات جلدُ فمرارتي لا تتحمل وكذا اللحميه
        مدد .. مدد
        على خط السير والخط أعوج
        ولنا على المنهاج رسمٌ جميعنا له أحوج
        لن ينال المجد من سعى تجاهه أهوج
        وإنما ينال المجد من ظل يبحث عن حق المنهج
        مدد .. مدد
        وفي الحروف بلا تمثيل ولا تعطيل
        فجل المخاف من التشبيه أو التاويل
        ولكنا إذا شئنا فعلنا فكان الفعل كقولٍ جميل
        يسير نحو الجميع بلا تأثيلٍ ولا تمثيل
        مدد .. مدد
        سيدي رمز الخِراف
        من نادى بإسمك يصحو على مفترق المطاف
        والحذ من فكرك يا سيد الأفكار النِحاف
        والسمنة تأتي على التطبيل بالألطاف
        يناجي العليل بعلةِ المفزوع على الضفاف
        ..... مدد ..... مدد .......... فرِق تَسُد
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 03-06-2010, 07:22.

        تعليق

        • اسماعيل الناطور
          مفكر اجتماعي
          • 23-12-2008
          • 7689

          سنعرض المدد مدد
          على الحليف والولد
          وننادي يا أهل البلد
          غنوا مدد مدد
          لكل دجال له سند
          ولكل ضمير فسد

          توقيع
          الرمز
          التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 03-06-2010, 07:23.

          تعليق

          • اسماعيل الناطور
            مفكر اجتماعي
            • 23-12-2008
            • 7689

            المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
            سنعرض المدد مدد
            على الحليف والولد
            وننادي يا أهل البلد
            غنوا مدد مدد
            لكل دجال له سند
            ولكل ضمير فسد

            توقيع
            الرمز
            إلى من يهمه الأمر
            إتركو الغباء والإستهبال
            وإبحثوا عن الأفعال
            فلقد وقعنا في شر أعمالنا
            وتناسينا أن عمر الكذب قصير
            وأن الباطل مهما علا حقير
            عشرة شهداء فقط
            جردونا من المدد
            لقد وعدت الله لأمنعن خيره "لهم"
            فالصحوة قبل أن أقدمكم قربانا "لهم"

            توقيع
            الرمز الغضبان
            من أردوغان

            تعليق

            • اسماعيل الناطور
              مفكر اجتماعي
              • 23-12-2008
              • 7689

              وقد يسأل غشيم

              المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
              القذافي لأمير قطر
              المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
              لا نستطيع أن نلومك على عدم فعل شيئ طيلة العام الماضى فقد كنت رئيسا للقمة وبدون صلاحيات
              ولكنك قد ملأت الفراغ وربما كنت أفضل مني في ملئ الفراغ
              ننتظر أسطول القمة العربي المتجه إلى غزة (.... جوا.....)
              وننتظر مقالة تصف هذه الرحلة
              فرغم أن الرحلة الجوية ستقودها النخبة العربية
              إلا أن نخبة بني صهيون لن تسكت على هكذا تحدي
              وهنا ستكون روعة الحبكة " نخب مع بعضيها"
              يعني لا تقول نهائي كأس العالم ولا إنتخاب ملكة جمال الكون
              الكل حيشارك ويتفرج.......
              ******
              تذكرت نكتة ذكرها لي أخ سوداني وكنا على أحد جبال الدرع العربي المطل على السودان من الناحية الآسيوية
              ******
              خطفت مجموعة من المخابرات الأمريكية الرئيس النميري
              وطالبت السودان بفدية
              فلم يهتم أحد
              فأعلنوا إنهم سيقتلوه إن لم تدفع الفدية
              فلم يهتم أحد
              إستغرب القوم
              وسألوا أحد السودانين " ما الذي يجري لا أحد يهتم "
              فقال لهم السوداني المواطن
              إذا أردتم الفدية
              فلا تهددوا بالخطف أو القتل
              عليكم تهديد السودان بتركه حيا ليعود لهم رئيسا
              التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 23-08-2011, 22:30.

              تعليق

              • مصطفى شرقاوي
                أديب وكاتب
                • 09-05-2009
                • 2499

                وعلى هذا الأساس تتراص اللبنات ويكبر البنيان ..... حينما يكون التحدي نوعاً من المبارزة التي تساوى فيها الخصمين ...
                ولكن ماذا نفعل في حيةٍ بسمها وماذا نقول بعد أن ذُبح أسطول .... هل لو مر الثاني سنكون هكذا قد هدأنا وطاب خاطرنا .
                ربما لو نفذت هذه المعونة المشتركة من دول العالم إلى المنتهكين المذبوحين بأبرد السكاكين يكون من أعان قد عمل ما عليه ووصل إلى نهايته تجاه الشعوب هناك ............ أخشى أن تتدخل سياسة بني صهيون . ولكني أثق في حكمة الملك .

                تعليق

                • اسماعيل الناطور
                  مفكر اجتماعي
                  • 23-12-2008
                  • 7689

                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                  وعلى هذا الأساس تتراص اللبنات ويكبر البنيان ..... حينما يكون التحدي نوعاً من المبارزة التي تساوى فيها الخصمين ...
                  ولكن ماذا نفعل في حيةٍ بسمها وماذا نقول بعد أن ذُبح أسطول .... هل لو مر الثاني سنكون هكذا قد هدأنا وطاب خاطرنا .
                  ربما لو نفذت هذه المعونة المشتركة من دول العالم إلى المنتهكين المذبوحين بأبرد السكاكين يكون من أعان قد عمل ما عليه ووصل إلى نهايته تجاه الشعوب هناك ............ أخشى أن تتدخل سياسة بني صهيون . ولكني أثق في حكمة الملك .

                  أخي مصطفى
                  تقول : ولكني أثق في حكمة الملك
                  وأنا أقول :
                  أثق برقم ( 1 )
                  الأصل (واحد) والباقي (نسخ)

                  وقد يسأل غشيم
                  وما نوع الطائرة المناسبة ؟
                  طائرة عسكرية
                  طائرة مدنية
                  طائرة هليوكبتر
                  فلو كانت عسكرية قطعا سيتصدى لها باراك ونخبة الغباء ويتم إسقاطها
                  وهذا ليس في مصلحة أحد
                  ولو كانت طائرة مدنية قطعا لن يوافق عليها أحد لأنها لن تتحمل الوقوف جوا لعدة ساعات لزوم الإستعراض والمفاوضات والنقل المباشر
                  إذن من المناسب أن تكون هليوكبتر حتى تكون مناسبة لإستعراضات النخبة والتسلق على الحبال مع ضمان سلامة الركاب
                  وقد يسأل غشيم
                  هل طائرة خاصة لأحد رجال الأعمال أصحاب المكاتب الإقتصادية في مسقط وقطر ؟
                  أم طائرة عليها علم إحدى دول السفارات كمصر والأردن ؟
                  أم طائرة ترفع علما لدول الصمود والتصدي ؟
                  أم طائرة ترفع علما لدول الحياد السلبي ؟
                  أم طائرة ترفع علما لدول الحياد الإيجابي ؟
                  أم طائرة ترفع علما لجامعة الدول العربية ؟
                  أم طائرة لا ترفع علما " فلا داع للمظاهر الكاذبة "
                  أعتقد أن هذا أفضل
                  رغم إنك قد تسمع إجابة من " خبيث "
                  حين يقول :
                  يارب تكون طائرة ترفع علما لحماس
                  أو قد تسمع إجابة صريحة لأحد متحدثي بني صهيون على قناة الجزيرة .....
                  ترفع أي علم المهم لا ترفع علم حزب الله
                  لكي لا تسقطها النخبة خوفا من العلم

                  وقد يسأل غشيم
                  هل أسطول الحرية الجوي للقادة العرب هل سيأخذ إذن للطيران
                  في المجال الجوي العربي والذي يمتد بتواصل لا ينقطع من المحيط إلى الخليج
                  أم أن هناك إتفاقات دولية أو ثنائية خارج القانون الدولي
                  كما فهمنا أخيرا فيما يخص معابر الضفة مع الأردن
                  ومعبر رفح مع مصر

                  وقد يسأل غشيم
                  اسطول شريان الحياة البري حمل سيارات إسعاف
                  وأسطول الحرية البحري حمل الدقيق والسكر والدواء
                  فماذا سيحمل إسطول القادة الجوي.....؟؟؟؟
                  وهنا ستختلف الإجابات
                  وزراء الإعلام سيقولون .... أغنية الحلم العربي والضمير العربي
                  وزراء الخارجية سيقولون....المبادرة العربية وبيانات الشجب
                  وزراء الدفاع سيقولون .....لا نعلم
                  وزراء التربية والتعليم سيقولون .....شطب كل آيات الجهاد والإعداد والإكتفاء ...ب...وإن جنحوا للسلم ...وإن لم يجنحوا ....فحاول ...فالتكرار أستر من الفرار
                  ولكن قد يتقدم خبيث على فضائية الجزيرة
                  ويقول ....
                  الحمولة سيكون ""دعاء الستر """
                  التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 10-02-2011, 09:44.

                  تعليق

                  • اسماعيل الناطور
                    مفكر اجتماعي
                    • 23-12-2008
                    • 7689

                    المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
                    [align=center]
                    وقد يسأل غشيم
                    وما نوع الطائرة المناسبة ؟

                    طائرة عسكرية
                    طائرة مدنية
                    طائرة هليوكبتر
                    فلو كانت عسكرية قطعا سيتصدى لها باراك ونخبة الغباء ويتم إسقاطها
                    وهذا ليس في مصلحة أحد
                    ولو كانت طائرة مدنية قطعا لن يوافق عليها أحد لأنها لن تتحمل الوقوف جوا لعدة ساعات لزوم الإستعراض والمفاوضات والنقل المباشر
                    إذن من المناسب أن تكون هليوكبتر حتى تكون مناسبة لإستعراضات النخبة والتسلق على الحبال مع ضمان سلامة الركاب
                    وقد يسأل غشيم
                    هل طائرة خاصة لأحد رجال الأعمال أصحاب المكاتب الإقتصادية في مسقط وقطر ؟
                    أم طائرة عليها علم إحدى دول السفارات كمصر والأردن ؟
                    أم طائرة ترفع علما لدول الصمود والتصدي ؟
                    أم طائرة ترفع علما لدول الحياد السلبي ؟
                    أم طائرة ترفع علما لدول الحياد الإيجابي ؟
                    أم طائرة ترفع علما لجامعة الدول العربية ؟
                    أم طائرة لا ترفع علما " فلا داع للمظاهر الكاذبة "
                    أعتقد أن هذا أفضل


                    صراحة يا أستاذنا الهادىء الحكيم
                    شغلني سؤالك هنا عن نوعية الطائرة التي سيستخدمها المسطول...."خطأ مطبعي" يمكن التغاضي عنه
                    أسطول جوي، أسطول جوي ..!؟
                    " جملة أخذت أكررها مع حول طفيف بالعين ؛يناسب ضبابية رؤية منزوعة الثقة" وكالعادة لن أخفيك سراً يا سيدي
                    " نطت" بعيون رأسي على الفور صورة عمنا "عباس بن فرناس" ومحاولة الطيران الأولى
                    حينما إستخدم القماش والريش لتغطية الأجنحة
                    "آل يعني لو السحاب شافه هيفكره عصفور وهيعديها المرة دي ويسيبه يطير إحتراماً ؛لحرمة الريش"!؟
                    والغريب انه تجاهل أهمية وجود ذيل يضمن تحقيق التوازن للطائرة!
                    ثم ربط نفسه بخيوط حرير متينه، وأسقط نفسه متعمدا من فوق قمة؛ وخيل اليه حينما إرتفع 100 قدم "على ما أذكر" عن الأرض أنه نجح فصرخ فرحاً:
                    " هيييييييه هييييييه، صووصو صوصو، طزز،فشش "
                    بالمناسبة "طز ، مش" تمثل صوت رفرفة الأجنحة(موسيقي تصويرية)

                    ثم ما لبس وما إنفك أن وقع أرضاً ؛وهوى "والهوى غلاب" إثرتعرضه لجاذبية الأرض التى لا تقاوم لشدة جمالها وحلاوتها
                    فسقط "يا عين أمه" وطَب طباً مشتقة من" مطب" على مؤخرته!!"حقيقة مؤكدة"
                    ورأيت على إثر ذلك يا أستاذي العزيز الساخر الحكيم
                    أن الإختيار الأمثل لمسطول النخبة الجوى .. هو إتباع طريقة عباس بن فرناس مع تفادي أخطاءه وتوفير ذيل ؛ يناسب سقوط آمن بإتجاه الطين!
                    وطبعاً على غرار أستاذنا إسماعيل الناطور
                    قد يسألني هنا غشيم ويقول
                    ترى هل سيسقط الزعماء على مؤخراتهم أيضاً"مجاراة لتنفيذ الفشل العباسي الفرناسي الأول؟؟
                    أم على رؤوسهم "إحتمال أقرب لشخصياتهم" ؟؟
                    أم على "قفاهم" وهذا إحتمال آمن كونه على رأى المثل "قفا ومتعود على التلطيش"!؟
                    ام على كبدهم وهى أمنية شعبية غالبة "تبعا للإحصائيات"!؟

                    وترى لو سأل غشيم عن توقعات الغياب بفصل الطائرة، للطلبة الروؤساء
                    فمن منهم سيحصل على أكبر نسبة توقع غياب رئاسي "مفاجىء" ؟؟




                    يا ااالله ....والله تصلح مسرحية
                    تخيلوا طائرة تجمع رؤساء العرب برحلة لغزة!
                    هل يعقل أن عجزهم عن صناعة وحدة صف تكمن فى مقاومتهم للهبوط الطبيعي المعتاد "للأسفل" نتيجة الجاذبية
                    والله إذا كانت وحدة الصف تستلزم طيراناً
                    فستركب الشعوب العربية كلها اجنحة من الريش وتتعلق بأذيالهم

                    أقترح ان يحمل مسطول النخبة زجاجات فارغة تكفي سعتها لتعبئة"البصق الشعبي" بعيدا عن عيون الكاميرا



                    اتدري أستاذي.. اعجبني عمرو موسى منذ أيام برحلته التي قيل أنها مبادرة شخصية لغزة" ولو انها متاخرة"
                    ربما شىء عفوى وإنساني ومجرد إحساس يجعلني منذ كنت صغيرة أستشعر بهذا الرجل جزء كبير من الخير وإن كانت "ايد لوحدها متصقفش"
                    ما حيرني وآلمني خلفية التوقعات السوداوية إن صح التعبير والتي أقر فيها اهل غزة عن تخوفهم المؤكد من أن معبر رفح مفتوح اليوم لكنه حتما سيغلق غداً، رغم أن أحدا لم يصرح بذلك! لكن والله لهم حق بهذا "فصاحب الجرح أدرى بمواسم الوجع"

                    ربما سأضطر ان اقص عليك هنا قصة "الزجاجة والشليمووو"
                    الشليموو أستاذي تلك المفردة التى يستخدمها بعض الفرافير كناية عن "شفاطة العصير البلاستيكية التى تشبه السحاحة بمعامل الكمياء"
                    كثيراً ما يمنحنا البائع زجاجة عصير مثلجة لكنه غالبا ما ينسى منحنا شليمووو يكفي إتساعه لري عطش سنوات ويتركنا نعاني مع فوهة الزجاجة الضيقة حد تفضيل العطش
                    آل على قولتها جدتي..
                    ( عشمتني بالحلق؛ خرمت أنا وداني
                    لاشفت منك حلق ولا عرفت اسد الخرم تاني)

                    اظن أنسب ما يمكن ان اختم به صراع الأفكار برأسي هنا كلمة الحبيب المصطفى لأقولها
                    (أفلح؛ إن صدق)

                    ظن خاب..ظن صاب
                    كله مكتوب فى الحساب
                    سقط سهوا
                    سقط لهوا
                    سقط زهوا
                    بكل الأحوال .. مصاب
                    ولا اقولك..
                    الله خد..الله جاب
                    يعوض الله ؛صبرنا اللي شاب
                    [/align]

                    صباح الخير يا مصر
                    صباح الخير ياأم الدنيا الحنون

                    صباح الخير يا رشا أديبة الكلمة الصادقة بكل ما تحمل من خفة دم شعب مصر
                    أسطول القادة سيحدث يوما
                    طال الزمن أم قصر
                    أسطول رمسيس وقطز وصلاح الدين البري كان وصول آمن للعزة والنصر
                    وأسطول ما بعدهم من قادة لا زال يبحث عن
                    سقوط آمن بإتجاه الطين!
                    أو سقوط آمن بحضن الشعب

                    تعليق

                    • اسماعيل الناطور
                      مفكر اجتماعي
                      • 23-12-2008
                      • 7689

                      ظن خاب..ظن صاب
                      كله مكتوب فى الحساب
                      سقط سهوا
                      سقط لهوا
                      سقط زهوا
                      بكل الأحوال .. مصاب
                      ولا اقولك..
                      الله خد..الله جاب
                      يعوض الله ؛صبرنا اللي شاب

                      وقد يسأل غشيم
                      هل توجد شنطة إسعافات أولية وأدوية وطبيب عام
                      أم أن كل منهم يحمل من ضمن الملفات
                      دواء خاص وطبيب خاص؟
                      سؤال وجيه منك يا غشيم
                      وأعتقد أن الإجابة تحتاج لجلسة خاصة
                      التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 10-02-2011, 09:40.

                      تعليق

                      • اسماعيل الناطور
                        مفكر اجتماعي
                        • 23-12-2008
                        • 7689

                        يجب أن ترفع اليوم شعارا في وجه الأصنام أن اليوم يوم الشعوب .
                        التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 10-02-2011, 09:37.

                        تعليق

                        • اسماعيل الناطور
                          مفكر اجتماعي
                          • 23-12-2008
                          • 7689

                          المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
                          إعلان وظيفة


                          صحيفة الوقائع
                          لشعب واقع
                          ارتضى أن يعيش في بلاد القطيع



                          المواصفات التي يجب توافرها في من يرغب
                          واحدة أو أكثر مما يلي:

                          1-رجل مصدوم (أو باحث عن الدنيا ) تعلم و لديه شهادات عليا ولا يجد وظيفة ف جاع
                          2-موظف مصدوم (أو باحث عن الدنيا )لا يقبل رشاوي ولكنهم أدخلوه السجن بتهمة الرشوة ف كره الوطن وأدمن الرشوة
                          3-رومانسي مصدوم (أو باحث عن الدنيا ) أحب امرأته ف خانته وهربت مع عدوه
                          4-نرجسي مصدوم (أو باحث عن الدنيا ) يحب الشهرة وجدها في التدين وعندما انقلب الزمان وجدها في الإلحاد
                          5-سادي مصدوم (أو باحث عن الدنيا ) كان قاسيا بدعوى حب الوطن وعندما مات من يحميه ذاق ما كان يفعل
                          6-مصدوم (أو باحث عن الدنيا ) بشدة يكره ولا يحب حتى نفسه وعليه أن يتقدم بما يثبت ذلك

                          نوع الوظيفة والراتب والبدلات ومهام العمل

                          سيتم مناقشتها فقط وبسرية كاملة مع كل متقدم على حده
                          وزير الاسكان السابق حسب الله الكفراوي
                          يقول
                          أحمد عز ....اول مهنة كانت طبال
                          وأنس الفقي ...أول مهنة كانت راقص بفرقة رضا

                          وزير الاسكان السابق حسب الله الكفراوي يقول
                          كنت أريد مساكن للغلابة
                          والآخرون كانوا يريدون بناء المنتجعات
                          طالبوا برفع الفائدة على الاسكان من 4% إلى 9% بحجة ضغط البنك الدولي فرفضت
                          طالبت بخروج صفوت الشريف ولكن جمال مبارك رفض
                          لذلك خرجت
                          التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 23-08-2011, 22:34.

                          تعليق

                          • اسماعيل الناطور
                            مفكر اجتماعي
                            • 23-12-2008
                            • 7689

                            المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
                            يا سفيرة نوايانا
                            والقليل من يقرأ ليستوعب نوايانا
                            عدوي الصراط المستقيم
                            فهذا ما نذرت نفسي وذريتي من أجله
                            وهذا ما أطمح النجاح فيه
                            لأني عصيت ربي
                            ورفضت السجود لمن هو أقل
                            من يقتل ومن يسفك ومن يغتصب ومن ليس في قلبه ذرة ضمير
                            أعرف إنهم قلة من بني آدم
                            لذلك ما كان لي طريق
                            إلا تسليط هؤلاء القلة عليهم
                            فأنا لا أخاف إلا ممن إتقى ربه وإتخذ الإسلام منهج
                            عدوي كان الإسلام
                            بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية والتي قضيت فيها على ما بقى من دين المسيح
                            وإنتصرت كثيرا
                            وضربت الإسلام من داخله
                            فكان من ذريتي الرؤساء والوزراء
                            وما كان في إبريل
                            إلا إنذار


                            توقيع
                            الرمز
                            في 11 ابريل 2011م ...وبعد مظاهرات حركة 6 ابريل في مصر وقبل الثورة تقريبا بعام كتبتنا تلك المشاركة ...على تصور رسالة من إبليس إلى أعوانه ... كانت مجرد تصور

                            تعليق

                            • اسماعيل الناطور
                              مفكر اجتماعي
                              • 23-12-2008
                              • 7689

                              لغز رجل حكم مصر ثلاثين سنة .. آلاف الصور .. والحقيقة ضائعة
                              محمد حسنين هيكل يكتب: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان (الحلقة الأولي)
                              ملاحظة:

                              لم ألزم نفسى طوال هذه الصفحات بأوصاف للرئيس «حسنى مبارك» من نوع ما يرد على الألسنة والأقلام منذ أزيح عن قمة السلطة، وإنما استعملت الإشارات العادية طالما أن الرجل لم يُحاكَم، ولم يُحْكَم عليه.

                              ومع أن «مبارك» وصل إلى قاعة محكمة ــ ممددا على سرير طبى دخل به إلى زنزانة حديدية ــ فإن التهم التى وُجهَت إليه لم تكن هى التهم التى يلزم توجيهها، بل لعلها الأخيرة فيما يمكن أن يوجَّه إلى رئيس دولة ثار شعبه عليه، وأسقط حكمه وأزاحه.

                              والمنطق فى محاكمة أى رئيس دولة أن تكون محاكمته على التصرفات التى أخل فيها بالتزامه الوطنى والسياسى والأخلاقى، وأساء بها إلى شعبه، فتلك هى التهم التى أدت للثورة عليه.

                              ●●●

                              أى أن محاكمة رئيس الدولة ــ أى رئيس وأى دولة ــ يجب أن تكون سياسية تثبت عليه ــ أو تنفى عنه ــ مسئولية الإخلال بعهده ووعده وشرعيته، مما استوجب الثورة عليه، أما بدون ذلك فإن اختصار التهم فى التصدى للمظاهرات ــ قلب للأوضاع يستعجل الخاتمة قبل المقدمة، والنتائج قبل الأسباب، ذلك أنه إذا لم يظهر خروج «مبارك» على العهد والوعد والشرعية، إذن فقد كان تصديه للمظاهرات ممارسة لسلطته فى استعمال الوسائل الكفيلة بحفظ الأمن العام للناس، والمحافظة على النظام العام للدولة، وعليه يصبح التجاوز فى إصدار الأوامر أو تنفيذها ــ رغبة فى حسم سريع، ربما تغفره ضرورات أكبر منه، أو فى أسوأ الأحوال تزيدا فى استعمال السلطة قد تتشفع له مشروعية مقاصده!!

                              وكذلك فإنه بعد المحاكمة السياسية ــ وليس قبلها ــ يتسع المجال للمحاكمة الجنائية، ومعها القيد والقفص!!

                              ●●●

                              بمعنى أن المحاكمة السياسية هى الأساس الضرورى للمحاكمة الجنائية لرئيس الدولة، لأنها التصديق القانونى على موجبات الثورة ضده، وحينئذ يصبح أمره بإطلاق النار على المتظاهرين جريمة يكون تكييفها القانونى إصراره على استمرار عدوانه على الحق العام، وإصراره على استمرار خرقه المستبد لعهده الدستورى مع الأمة!!

                              ومن هذا المنطق فإننى لم أستعمل فى الإشارة إلى «مبارك» أوصافا مثل «المخلوع»، أو «المطرود»، أو حتى «السابق»، وإنما استعملت على طول سياق هذه الصفحات ما هو عادى من الإشارات.

                              وعلى أى حال فإنه من حق من يشاء ــ إذا شاء ــ أن ينزع إشارات استعملتها بمنطق ما قدمت، وأن يضع بدلها «المخلوع» و«المطرود» أو«السابق»!!

                              أردت بهذه الملاحظة أن أطرح مبكرا «وجهة نظر» ولا أكثر، وحتى لا يأخذ علىَّ أحد «تهمة أدب يتزيد»، أو «تمسك بأصول» أسقطتها الدواعى!!

                              ●●●



                              مقدمة :

                              بدأت التفكير فى هذه الصفحات باعتبارها مقدمة لكتاب تصورت أن أجمع داخل غلافه مجمل علاقتى بالرئيس «حسنى مبارك»، وقد كانت علاقة محدودة وفاترة، وفى كثير من الأحيان مشدودة ومتوترة، وربما كان أكثر ما فيها ــ طولا وعرضا ــ لقاء واحد تواصل لست ساعات كاملة، ما بين الثامنة صباحا إلى الثانية بعد الظهر يوم السبت 5 ديسمبر 1981 ــ أى بعد شهرين من بداية رئاسته ــ وأما الباقى فكان لقاءات عابرة، وأحاديث معظمها على التليفون، وكلها دون استثناء بمبادرة طيبة منه. لكن الواقع أن الحوار بيننا لم ينقطع، وكان صعبا أن ينقطع بطبائع الأمور طالما ظل الرجل مسيطرا على مصر، وظللت من جانبى مهتما بالشأن الجارى فيها، وعليه فقد كتبت وتحدثت عن سياساته وتصرفاته، كما أنه من جانبه رد بالتصريح أو بالتلميح، وبلسانه أو بلسان من اختار للتعبير عنه أو تطوع دون وكالة.

                              وقد تراكم من ذلك كثير مكتوب مطبوع، أو مرئى مسموع، وفكرت أن أجعله سجلا وافيا ــ بقدر الإمكان ــ لحوارات وطن فى زمن، ولعلاقة صحفى مع حاكم ومع سلطة فى الوطن وفى الزمن!!

                              لكنى رُحت أسأل نفسى عن الهدف من جمع هذا السجل، ثم ما هو النفع العام بعد جمعه؟!!

                              ــ وبداية فقد ورد على بالى أن تسجيل ما جرى فى حد ذاته قد يكون وسيلة إلى فهم مرحلة من التاريخ المصرى المعاصر ما زالت تعيش فينا، وما زلنا نعيش فيها!!

                              ــ ثم ورد على بالى أن كثيرا من قضايا ما جرى ما زالت مطروحة للحوار، وبالتالى فالتسجيل سند للوصل والاستمرار.

                              ــ ثم ورد على بالى أن بعض الملامح والإشارات فى سياق ذلك الحوار ربما تكون مفيدة فى التعرف أكثر على لغز رجل حكم مصر، وأمسك بالقمة فيها ثلاثين سنة لم يتزحزح، وتغيرت فيها الدنيا، وظل هو حيث هو، لا يتأثر.

                              وذلك لابد له من فحص ودرس!!

                              ●●●

                              وتركت خواطرى تطل على كل النواحى، ثم اكتشفت أن الاتجاهات تتفرع وتتمدد ــ لكن الطرق لا تصل إلى غاية يمكن اعتبارها نقطة تصل بالسؤال إلى جواب.

                              وعُدت إلى ملفاتى وأوراقى، ومذكراتى وذكرياتى، وبرغم آثار كثيرة وجدتها، ومشاهد عادت إلىَّ بأجوائها وتفاصيلها، فقد طالعنى من وسط الزحام سؤال آخر يصعب تفاديه ــ مجمله:

                              ــ ماذا أعرف حقيقة وأكيدا عن هذا الرجل الذى لقيته قليلا، واشتبكت معه ــ ومع نظامه ــ طويلا؟!!

                              والأهم من ذلك:

                              ــ ماذا يعرف غيرى حقيقة وأكيدا عن الرجل، وقد رأيت ــ ورأوا ــ صورا له من مواقع وزوايا بلا عدد، لكنها جميعا لم تكن كافية لتؤكد لنا اقتناعا بالرجل، ولا حتى انطباعا يسهل الاطمئنان إليه والتعرف عليه، أو الثقة فى قراره.

                              بل لعل الصور وقد زادت على الحد، ضاعفت من حيرة الحائرين، أو على الأقل أرهقتهم، وأضعفت قدرة معظمهم على اختيار أقربها صدقا فى التعبير عنه، وفى تقييم شخصيته، وبالتالى فى الاطمئنان لفعله؟!!

                              وإذا أخذنا الصورة الأولى للرجل كما شاعت أول ظهوره، وهى تشبهه بـ «البقرة الضاحكة» La vache qui rit ــ إذن فكيف استطاعت «بقرة ضاحكة» أن تحكم مصر ثلاثين سنة؟!!

                              وإذا أخذنا الصورة الأكثر بهاء، والتى قدمت الرجل إلى الساحة المصرية والعربية بعد حرب أكتوبر باعتباره قائدا لما أطلق عليه وصف «الضربة الجوية» ــ إذن فكيف تنازلت «الأسطورة» إلى تلك الصورة التى رأيناها فى المشهد الأخير له على الساحة، بظهوره ممددا على سرير طبى وراء جدران قفص فى محكمة جنايات مصرية، مبالغا فى إظهار ضعفه، يرخى جفنه بالوهن، ثم يعود إلى فتحه مرة ثانية يختلس نظرة بطرف عين إلى ما يجرى من حوله، ناسيا ــ أنه حتى الوهن له كبرياء من نوع ما، لأن إنسانية الإنسان ملك له فى جميع أحواله، واحترامه لهذه الإنسانية حق لا تستطيع سلطة أن تنزعه منه ــ إلا إذا تنازل عنه بالهوان، والوهن مختلف عن الهوان!!

                              وإذا أخذنا صورة الرجل كما حاول بنفسه وصف عصره، زاعما أنه زمن الإنجاز الأعظم فى التاريخ المصرى منذ «محمد على» ــ إذن فكيف يمكن تفسير الأحوال التى ترك مصر عليها، وهى أحوال تفريط وانفراط للموارد والرجال، وتجريف كامل للثقافة والفكر، حتى إنه حين أراد أن ينفى عزمه على توريث حكمه لابنه، رد بحدة على أحد سائليه وهو أمير سعودى تواصل معه من قديم، قائلا بالنص تقريبا:

                              ــ «يا راجل حرام عليك»، ماذا أورِّث ابنى ــ أورثه «خرابة»؟!!

                              ولم يسأله سامعه متى وكيف تحولت مصر إلى «خرابة» حسب وصفه!!

                              وهل تولى حكمها وهى على هذا الحال، وإذا كان ذلك فماذا فعل لإعادة تعميرها طوال ثلاثين سنة، وهذه فترة تزيد مرتين عما أخذته بلاد مثل الصين والهند والملايو لكى تنهض وتتقدم!!

                              ثم إذا كان قد حقق ما لم يستطعه غيره منذ عصر «محمد على» ــ إذن فأين ذهب هذا الإنجاز؟!! ــ وكيف تحول ــ تحت نظامه إلى «خرابة»؟!! ــ ثم لماذا كان هذا الجهد كله من أجل توريث «خرابة»، خصوصا أن الإلحاح عليه كان حقل الألغام الذى تفجر فى وسطه نظام «الأب» حطاما وركاما، ما زال يتساقط حتى هذه اللحظة بعد قرابة سنة من بداية تصدعه وتهاويه!!

                              وكيف؟!! ــ وكيف؟!! ــ وكيف؟!!

                              وهنا فإن التساؤل لا يعود عن الصور، وإنما ينتقل إلى البحث عن الرجل ذاته!!

                              ●●●

                              وعلى امتداد هذه الصفحات فقد حاولت البحث عن الرجل ذاته قبل النظر فى ألبوم صوره، وعُدت إلى ملفاتى وأوراقى، ومذكراتى وذكرياتى عن «حسنى مبارك»، ثم وقع بمحض مصادفة أننى لمحت قصاصة من صحيفة لا أعرف الآن بالتحديد ما دعانى إلى الاحتفاظ بها ثلاثين سنة، لكنى حين نزعتها من حيث كانت وسط المحفوظات ــ رُحت أقرؤها وأعيد قراءتها ــ متفكرا!!

                              وكانت القصاصة مقالا منشورا فى جريدة «الواشنطن بوست» فى يوم 7 أكتوبر 1981، وفى بداية المقال جملة توقفت عندها، وفى الغالب بنفس الشعور الذى جعلنى أحتفظ بها قبل ثلاثين سنة!!

                              والجملة تبدأ بنقل «أن الأخبار من القاهرة بعد اغتيال الرئيس «السادات» تشير إلى أن الرجل الذى سوف يخلفه على رئاسة مصر هو نائبه «حسنى مبارك» ــ ثم تجىء جملة تقول بالنص: «إنه حتى هؤلاء الذين يُقال إنهم يعرفون «مبارك» هم فى الحقيقة لا يعرفون عنه شيئا».

                              والآن بعد ثلاثين سنة وقفت أمام هذه الجملة، وشىء ما فى مكنونها يوحى بأنها «مفتاح» المقال كله، لأننا بالفعل أمام رجل رأيناه كل يوم وكل ساعة، وسمعناه صباح مساء، واستعرضنا الملايين من صوره على امتداد ثلاثين سنة، لكننا لم نكن نعرفه ولا نزال!!

                              ●●●

                              وكان سؤالى التالى لنفسى:

                              ــ إذا لم تكن للرجل صورة معتمدة تؤدى إلى تصور معقول عنه، فكيف أتفرغ شهورا لجمع ونشر ما سمعت منه مباشرة خلال مرات قليلة تقابلنا فيها، أو ما قلته له بطريق غير مباشر ــ أى بالحوار والكتابة والحديث ثلاثين سنة؟!

                              وترددت، لكننى بإلحاح أن تلك ثلاثين سنة بأكملها من حياة وطن، وهى نفسها ثلاثين سنة من المتغيرات والتحولات فى الإقليم وفى العالم، قادنا فيها رجل لا نعرفه إلى مصائر لا نعرفها ــ فإن زمان هذا الرجل يصعب تجاوزه أو القفز عليه مهما كانت الأسباب، مع أن هناك أسبابا عديدة أبرزها أن التاريخ لم ينته بعد كما كتب بعض المتفائلين من الفلاسفة الجُدد»!!

                              ثم كان أن توصلت إلى صيغة توفيق بين هذه الاعتبارات:

                              من ناحية تصورت أن أحاول فى مقدمة مستفيضة لهذا الكتاب، أن أترك ما تحويه ملفاتى وأوراقى، ومذكراتى وذكرياتى ــ تنقل بعض الخطوط والألوان عن «حسنى مبارك» ــ معترفا مقدما ومسبقا أن هذه المقدمة مهما استفاضت ليست كافية لإظهار لوحة تستوفى شروط المدرسة الكلاسيكية لفن الرسم، لكنها ــ كذلك خطر لى ــ قد تستطيع مقاربة شروط مدرسة الرسم التعبيرى.

                              بمعنى أنها قد تكون صورة لا تحاول تقليد مدرسة «ليوناردو دافنشى» أو «مايكل أنجلو» وحيا موصولا بالطبيعة، وإنما تحاول تقليد مدرسة «رينوار» و«مانيه» ــ تلمس موضوعها بمؤثرات أجوائه الإنسانية، وتشير إلى الطبع والشخصية مما يبلغه الحس ولا يطوله البصر!!

                              ●●●

                              وراودنى على نحو ما أن الجميع ــ ربما ــ أخطأوا فى تصوير الرجل.

                              لجأوا إلى الكاميرا تلتقط الصورة ومضا بالضوء، بينما كان يجب أن يلجأوا إلى الفرشاة واللون رسما بالزيت، ثم إنهم كرروا الخطأ حين اختاروا المدرسة الكلاسيكية فى الفن، بينما كان يجب أن يلجأوا للمدرسة التأثيرية!!

                              وأظن أن ذلك ما حاولت بلمسات ألوان على مساحة ورق، تنزل عليها فرشاة زيت تشبعت به خفيفة وكثيفة، تومئ بالظل أو بالفراغ، وتوحى بأكثر مما تصيح، وتعبر بقدر ما هو مستطاع فى زمن لم يعد فيه متسع لرقة «رينوار»، أو خيال «مانيه».

                              ●●●

                              ولقد ساءلت نفسى كثيرا عن السبب الذى دعا الجميع إلى هذا التقصير فى البحث عن الرجل ذاته، وكيف تراكم التقصير فى التعرف عليه ثلاثين سنة؟!!

                              وكان التفسير متعدد الأسباب وكلها منطقية، لكنها تاهت فى الزحام:

                              ــ بعض الناس تلقفوه حين وجدوه، ولم يتوقفوا أمام شخصيته وهى تقفز من المنصة إلى الرئاسة، فقد أخذهم هول ما وقع على المنصة، وتمسكوا بمن بقى بعده!!

                              ــ وبعضهم أخذه الظاهر من الرئيس الجديد واستخف بما رأى، واعتبره وضعا مؤقتا لعبور أزمة، وبالتالى فالإطالة فى تحليله إضاعة للوقت!!

                              ــ وبعضهم شدته الوقائع التى ظهر الرجل طرفا فى معمعانها، واستطاعت الصورة العامة للأحداث الكبرى التى دهمت المنطقة أن تستوعب دوره ضمن الأدوار، ومع قيمة مصر فإن الجالس على قمتها التحف برايتها، وساعده الطامعون فى إرث الدور المصرى على تحويل هذه الراية إلى برقع يستر ملامح متغيرة للسياسة المصرية!!

                              ــ وبعضهم خصوصا من أجيال الشباب نشأوا وشبوا ولم يعرفوا رئيسا غيره، وبالتالى فإن أجيالا تعوَّدت عليه، وتأقلمت بالتطبيع على وجوده.

                              ــ وبعضهم رغبة فى راحة البال تجاهل السؤال عن الرجل، واستعاض عنه بقبول جواب معبأ يصنعه إعلام يأتمر بالغلبة ــ غلبة السلطة ــ أو غلبة الثروة فى مصر، وكان لسوء الحظ إعلاما فقد تأثيره، وإن بقى هديره!!

                              ولعل.. ولعل.. وكلها علامات استفهام تحار فيها الظنون، لكن الواقع قبل وبعد أى شىء أن الرجل بقى على القمة فى مصر ثلاثين سنة!!

                              وأستأذن أن أؤكد وبوضوح أن هذه الصفحات وإن طالت عما توقعت ــ ليست قصة حياة، ولا هى سيرة رجل، وإنما هى لمحات قصرتها على ما رأيت بنفسى أو عرفت، وذلك هو عذرى ــ واعتذارى ــ عن استعمال صيغة المتكلم فى بعض الفصول، وعذرى ــ واعتذارى أيضا ــ عن استعمال ألفاظ وعبارات بالعامية نقلتها كما سمعتها طلبا لدقة التعبير.

                              وهنا أضيف أننى لم أسعَ إلى لقاء أحد ممن عملوا مع «مبارك» عن قُرب أو عايشوه، فتلك مهمة غيرى إذا حاول كتابة سيرته أو تتبَّع دوره.

                              ولقد راعنى ــ وأظنه راعَ غيرى ــ أن كثيرين من هؤلاء الذين عملوا معه ومباشرة، كانوا أوائل من انقلبوا عليه، والمعنى هنا أن الرجل لم يرتبط بعلاقات إنسانية عميقة مع محيطه، ولا تواصل بولاءات متبادلة أو حميمة مع الذين اقتربوا منه وخالطوه، وإنما كانت علاقاته بهذا المحيط ــ على الأرجح ــ خدوشا على السطح لا يتبقى منها غير ندوب على الجلد تشحب وتزول بعد أيام أو أسابيع لا أكثر!!

                              وتلك ظاهرة لافتة كذلك!!
                              التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 19-01-2012, 08:20.

                              تعليق

                              • اسماعيل الناطور
                                مفكر اجتماعي
                                • 23-12-2008
                                • 7689

                                كل الأسباب كانت سياسية .. وليس فيها سبب عسكرى واحد!!
                                مبارك وزمانه مـن المنصة إلى الميدان (الحلقة الثانية) .. كيف تم اختيار (حسني مبارك) نائباً للرئيس .. ولماذا؟

                                بدأت متابعتى للرئيس «حسنى مبارك» ــ من بعيد بالمسافة، من قريب بالاهتمام ــ عندما ظهر على الساحة العامة لأول مرة قائدا لسلاح الطيران المصرى فى الظروف الصعبة التى تعاقبت بعد أحداث يونيو سنة 1967، ولم يخطر ببالى وقتها ــ لحظة واحدة ــ أن هذا الرجل سوف يحكم مصر ثلاثين سنة، ويفكر فى توريث حكمها بعده لابنه.
                                وعندما أصبح «مبارك» رئيسا بعد اغتيال الرئيس «أنور السادات» فى أكتوبر 1981، فقد رحت حتى ونحن لانزال بعد فى سجن «طرة» (ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة سنة 1981)، اذكِّر نفسى وغيرى بالمثل الفرنسى الشائع، الذى استخدمه الكاتب الفرنسى الشهير «أندريه موروا» عنوانا لإحدى رواياته، وهو أن «غير المتوقع يحدث دائما!!».
                                ●●●
                                وللأمانة فقد سمعت الفريق «محمد فوزى» (وزير الدفاع) يقدم لـ«مبارك» عند «جمال عبدالناصر» عندما رشحه له رئيسا للأركان فى سلاح الطيران أثناء حرب الاستنزاف، وكانت شهادة الفريق «محمد فوزى» تزكيه لما رُشح له، ثم كان أن أصبح الرجل بعد أن اختاره الرئيس «السادات» قائدا للسلاح ــ موضع اهتمام عام وواسع، لأن سلاح الطيران وقتها كان يجتاز عملية إعادة تنظيم مرهقة، وكانت هذه العملية تجرى بالتوافق مع قيام السلاح بدوره فى حرب الاستنزاف، وخلالها ــ تعاقب على قيادة الطيران خمسة من القادة هم: «صدقى محمود» و«مدكور أبوالعز»، و«مصطفى الحناوى»، و«على بغدادى»، ولم يستطع أيا من هؤلاء القادة إكمال مدته الطبيعية، وبالتالى فإن مجىء كل واحد منهم إلى قيادة الطيران كان حالة فوران لا يهدأ وسط أجواء مشحونة داخل واحد من أهم الأسلحة، فى لحظة من أشد اللحظات احتياجا إلى فعله!!
                                ●●●
                                وكان أول ما التقيت بـ«مبارك» ــ لقاء مصادفات عابرة، فقد كنت على موعد مع وزير الحربية وهو وقتها الفريق «محمد أحمد صادق» ــ وعندما دخلت مكتبه مارا بغرفة ياوره ــ كان بعض القادة فى انتظار لقاء «الوزير»، وكان بينهم «مبارك»، وأتذكره جالسا وفى يده حقيبة أوراق لم يتركها من يده، حين قام وسلم وقدَّم نفسه، وبالطبع فإننى صافحته باحترام، قائلا له فى عبارة مجاملة مما يرد على أول لقاء: «إن دوره من أهم الأدوار فى المرحلة المقبلة، و«البلد كله» ينتظر أداءه» ــ ورد هو: «إن شاء الله نكون عند حُسن ظن الجميع»، ودُعيت إلى مكتب الفريق «صادق»، ودخلت، وكانت مصادفة لقائى بـ«مبارك» ــ قبلها بثوانٍ ــ حاضرة فى ذهنى بالضرورة مع زيادة الاهتمام بالطيران وقائده، وبدأت فسألت الفريق «صادق» عن «مبارك» وهل يقدر؟!، وكان رده «أنه الضابط الأكثر استعدادا فى سلاح الطيران الآن بعد كل ما توالى على قيادة السلاح من تقلبات»، ولا أعرف لماذا أبديت بعض التساؤلات التى خطرت لى من متابعتى لـ«مبارك»، منذ ظهر على الساحة العامة، وكان مؤدى ما قلته يتصل بسؤال من فوق السطح (كما يقولون): كيف بقى الرجل قرب القمة فى السلاح خلال كل الصراعات والمتغيرات التى لحقت بقيادة سلاحه ــ وكيف استطاع أن يظل محتفظا بموقعه مع أربعة من القادة قبله، وكل واحد منهم أجرى من التغييرات والتنقلات ما أجرى؟!!
                                زدت على هذه الملاحظة إضافة قلت فيها: أننى سمعت «حكايات» عن دوره فى حوادث جزيرة «آبا» قبل سنتين (وهى تمرد المهدية على نظام الرئيس السودانى «جعفر نميرى»، ونشوب صراع مسلح بين الفريقين سنة 1970)، وطبقا لـ«الحكايات» ومعها بعض الإشارات ــ فإن «مبارك» ذهب إلى السودان فى صحبة نائب الرئيس «أنور السادات»، لبحث ما يمكن أن تقوم به مصر لتهدئة موقف متفجر جنوب وادى النيل، ولتعزيز موقف «جعفر نميرى» فى تلك الظروف العربية الحرجة، وكانت أول توصية من بعثة «أنور السادات» وقتها هى الاستجابة لطلب الرئيس السودانى، بأن تقوم الطائرات المصرية المتمركزة أيامها فى السودان بضرب مواقع المهدية فى جزيرة «آبا» لمنع خروج قواتها إلى مجرى النيل، والوصول إلى العاصمة «المثلثة»، ودارت مناقشات فى القاهرة لدراسة توصية بعثة «السادات» فى «الخرطوم»، وكان القرار بعد بحث معمق ألا تشترك أية طائرات مصرية فى ضرب أى موقع، و«أنه لا يمكن لسلاح مصرى أن يسفك دما سودانيا مهما كانت الظروف».
                                ثم حدث بعدها بأيام أن اغتيل زعيم المهدية السيد «الهادى المهدى». وراجت حكايات عن شحنة متفجرة وُضعت داخل سلة من ثمار المانجو وصلت إليه، وقيل ــ ضمن ما قيل عن عملية الاغتيال ــ أن اللواء «حسنى مبارك» (وهو الرجل الثانى فى بعثة «الخرطوم» مع «السادات») ــ لم يكن بعيدا عن خباياها، بل إن بعض وسائل الإعلام السودانية وقتها ــ وبعدها حين أصبح «مبارك» رئيسا ــ اتهمته مباشرة بأنه كان اليد الخفية التى دبرت لقتل الإمام «الهادى المهدى».
                                وأشرت إلى ذلك كله بسرعة من اهتمام بالطيران وقتها وأحواله، وكان رد الفريق «صادق»: أنه سمع مثلما سمعت، لكنه لا يعرف أكثر. وأضاف «صادق»: «إذا كان «مبارك» قد دخل فى هذا الموضوع، فلابد أن الإلحاح والتدبير الأصلى كان من جانب «نميرى»، ثم إنه لابد أن «أنور السادات» كان يعلم» ــ ثم أضاف «صادق»: «بأن أول مزايا «مبارك» أنه مطيع لرؤسائه، ينفذ ما يطلبون، ولا يعترض على أمر لهم»، وانتقل الحديث بيننا إلى موضوع ما جئت من أجله لزيارته.
                                ●●●
                                وكانت المرة الثانية التى قابلت فيها «مبارك» فى تلك الفترة أثناء معارك أكتوبر 1973 ــ وكانت هى الأخرى لقاء مصادفات عابر، فقد ذهبت إلى المركز رقم 10 (وهو مركز القيادة العامة للمعركة)، وكنت هناك على موعد مع القائد العام الفريق «أحمد إسماعيل»، وكنا فى اليوم الخامس للحرب (12 أكتوبر)، وكان اللواء «مبارك» (قائد سلاح الطيران) هناك، وأقبل نحوى بخطى حثيثة، وعلى ملامحه اهتمام لافت، يسألنى:
                                «كيف عرف الأهرام بتفاصيل المعركة التى جرت فوق قاعدة «المنصورة» ــ وكان هو موجودا فى القاعدة، وقابل طيارا إسرائيليا أسقطت طائرته، وجىء بالطيار الأسير لمقابلة قائد الطيران المصرى، ودار بينهما حوار، قال فيه «مبارك» للطيار الأسير: إنه تابع سربه أثناء الاشتباك، ولاحظ أخطاء وقع فيها، وسأله ماذا جرى لكم؟! ــ كنا نتصور الطيارين الإسرائيليين أكفأ، فهل تغيرتم؟!! ــ ورد الطيار الإسرائيلى قائلا: «لم نتغير يا سيدى، ولكن أنتم تغيرتم».
                                وسألنى «مبارك» ــ وهو يمشى معى فى الممر المؤدى إلى مكتب الفريق «أحمد إسماعيل»، بإلحاح:
                                «كيف عرفنا بهذه الحكاية؟! ــ مع أن المعركة جرت فى المساء أمس الأول، وهو نقل تفاصيلها على التليفون للرئيس «السادات» أمس، ثم قرأها كاملة فى «الأهرام»، وهو لم يحك إلا للرئيس وحده، فكيف «عرفنا» إذن؟!! ــ وقلت: «سيادة اللواء، أليست المسألة واضحة؟ ــ عرفنا من الرئيس نفسه»، ورد هو ودرجة الدهشة عنده تزيد:
                                ــ من الرئيس نفسه؟ كما نقلتها له بالحرف؟! ــ ثم أبدى ملاحظة قال فيها: «ياه.. ده أنتم ناس جامدين قوى!!»
                                وكنا قد وصلنا إلى مكتب «أحمد إسماعيل»، الذى ترك قاعة إدارة العمليات، وجاء إلى مكتبه قريبا منها يلقانى، ودخلنا إلى المكتب، وتركنا قائد الطيران ولا يزال يبدى دهشته من سرعة الاتصالات بين الرئيس وبين «الأهرام»!!
                                وربما كان علىَّ أن أستغرب أكثر منه من هذا الاتصال المباشر بين قائد الطيران وبين رئيس الجمهورية عن غير طريق القائد العام، لكنى وقتها لم أستغرب، فقد تصورتها لهفة الرئيس على الاتصال المباشر بقواده دون مراعاة لتسلسل القيادة!!
                                ●●●
                                ومرت على هذه الأحاديث عدة سنوات، وقع فيها ما وقع وضمنه ذلك الصدام العنيف فى مايو 1971 ــ بين الرئيس «السادات» وبين ما سُمى وقتها بـ«مراكز القوى»، وفى أعقاب ذلك الصراع حدث إن الرئيس «السادات» ترك لى مجموعة أوراق كانت فى مكتب السيد «سامى شرف» (مدير مكتب الرئيس للمعلومات)، وكان الدكتور «أشرف مروان» الرجل الذى خلف «سامى شرف» فى مكتب المعلومات قد حملها إليه، وقال لى الرئيس «السادات» يومها وهو يشير إلى حقيبة أوراق أمامه «خذها ــ أنت تحب «الورق القديم»، وعندك الصبر لتقرأه، أما أنا فلا صبر عندى عليه!!».
                                سامي شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات
                                وبالفعل أخذت الحقيبة ــ لكنى لم أفحص محتوياتها إلا بعد أن تركت «الأهرام»، وتوافرت لى الفرصة كى أبحث وأراجع، خصوصا وقد بدأت فى إعداد كتاب جديد أقدمه للنشر الدولى فى «لندن» و«نيويورك»، وهو «الطريق إلى رمضان» The Road to Ramadan، ومع الغوص فى الأوراق ــ كانت الآثار الغارقة هناك!!
                                كان السيد «سامى شرف» (سكرتير الرئيس للمعلومات، ثم وزير الدولة لشئون رئاسة الجمهورية مع «عبدالناصر» ثم مع «السادات») قد جرى فى أسلوب عمله على أن يسجل بخط يده ما يسمع على التليفون، من أى مسئول فى الدولة، حتى لا يضيع من تفاصيله شىء عندما يعرضه على الرئيس، إذا كان فيه ما يتطلب العرض، وفى بعض المرات فإن «سامى شرف» كان يبعث بأصول ما كتبه بخط يده فى لحظته ــ لأهمية ما فيه ــ إلى الرئيس، ثم تعود إليه تلك الأصول وعليها تأشيرة برأى، أو إشارة برفض أو قبول، وأحيانا بعلامة استفهام أو تعجب.
                                وداخل أحد الملفات المكدسة فى حقيبة السيد «سامى شرف» وجدت مذكرة مكتوبة بتاريخ أول أبريل سنة 1970 بخطه.
                                وكانت المذكرة تسجيلا للنقط المهمة فى محادثة تليفونية أجراها السيد «أنور السادات» (نائب الرئيس الجديد منذ ديسمبر 1969) مع «سامى شرف» (سكرتير الرئيس للمعلومات)، والمكالمة من العاصمة السودانية حيث كان، ومعه رئيس أركان حرب الطيران اللواء «حسنى مبارك» لمساعدة الرئيس السودانى «جعفر النميرى» على مواجهة ذلك التمرد على سلطته بقيادة الإمام «الهادى المهدى» (زعيم الأنصار) ــ والذى كان متحصنا فى جزيرة «آبا»، يهدد بالخروج منها والزحف على مجرى النيل إلى الخرطوم.
                                وكان الرئيس «نميرى» قد طلب ضرب مواقع «المهدى» فى جزيرة «آبا» بالطيران المصرى، وعندما رُفض طلبه فى القاهرة، لجأ الرئيس السودانى إلى السوفييت، وبالفعل فإن بعض خبرائهم قادوا ثلاث طائرات «ميج 17»، وحلَّقوا بها فوق جزيرة «آبا» فى مظاهرة تخويف حققت الهدف دون قصف، فقد شعر «المهدى» بقلق أنصاره فى الجزيرة، ومن أن يكون ظهور الطيران عملية استكشاف يعقبها سقوط القنابل، وهرول للخروج من «آبا» متجها إلى «كسلا» فى الشرق (وفى الغالب بقصد الوصول إلى أثيوبيا) ــ ثم حدث أن المخابرات السودانية استطاعت تحديد موقع «المهدى»، وهنا جرت محاولة اغتياله بسلة ملغومة وسط «هدية» من ثمار المانجو أُرسلت إليه ــ وفى تلك الظروف ثارت شكوك بأن «حسنى مبارك» كان اليد الخفية التى دبرت إرسال الهدية الملغومة، وظهرت أصداء لهذه الشكوك فى الصحف الموالية لـ«المهدى» فى «الخرطوم»!، وتلقى الوفد المصرى ــ وفيه «السادات» و«مبارك» ــ أمرا من القاهرة بمغادرة «الخرطوم»، والعودة فورا إلى القاهرة.
                                وبالنسبة لى فقد تابعت بعثة «الخرطوم» ومهمتها، وأبديت رأيى برفض طلب «نميرى» أن يشترك الطيران المصرى فى ضرب جزيرة «آبا»، وكان إبدائى لرأيى رسميا، ثم ضاع الموضوع من شواغلى وسط الزحام، لأننى وقتها كنت متحملا بمنصب وزير الإعلام ــ إلى جانب تكليفى بوزارة الخارجية ــ وبمسئولية مباشرة عن التغطية السياسية والدبلوماسية والإعلامية لعملية كانت خطيرة وحيوية فى ذلك الوقت، وهى تحريك حائط الصواريخ المشهور إلى الجبهة، بكل ما يتطلبه وما يستدعيه ذلك من جهد، سواء فى المراكز الدبلوماسية للسياسة الدولية، أو فى دوائر الإعلام الواسع وبالذات مع وزارة الخارجية الأمريكية، ووزيرها فى ذلك الوقت «ويليام روجرز» (وكنت أعرفه من قبل لأنه كان عضوا فى مجلس إدارة جريدة «الواشنطن بوست») والآن فإنه المسئول الأول عن مبادرة تحمل اسمه (مبادرة «روجرز») لوقف إطلاق النار تسعين يوما (تتيح فرصة للسفير «جونار يارنج» ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كى يتوصل إلى حل على أساس قرار مجلس الأمن 242)
                                وعندما سمحت لى الظروف فيما بعد أن أتفرغ للكتابة وللنشر، وتوفرت على دراسة ملفاتى وما تحتويه ــ إذا بى وجها لوجه أمام السر كاملا كما أسلفت!!
                                ●●●
                                ووسط ملفات مكدسة بالأوراق ظهرت أمامى تلك المذكرة بخط يد السيد «سامى شرف» كما سجلها أثناء مكالمة بينه وبين نائب الرئيس «أنور السادات» فى «الخرطوم».
                                مذكرة بخط سامي شرف
                                وسياق المذكرة واضح يبين أن «أنور السادات» يحكى على التليفون، و«سامى شرف» يلاحق ما يسمع ويسجله مكتوبا، وإن على عجل!!
                                والمذكرة على ورقة رسمية لسكرتارية المعلومات فى رئاسة الجمهورية بتاريخ 1 أبريل 1970.
                                ونصها الحرفى كما يلى:
                                رئاسة الجمهورية العربية المتحدة
                                سكرتارية الرئيس للمعلومات
                                1/4/1970
                                «خالد عباس» (1) ( ــ كانوا بيفكروا يعملوها إصلاح زراعى)
                                و«النميرى» كان بيفكر أنه يعملها سجن.
                                ــ موقف الرئيس معاهم رفع معنوياتهم جدا.
                                ــ «نميرى» و«خالد» عايزين اجتماع سريع لرؤساء أ.ح (أركان حرب) الثلاثة لوضع خطة كاملة للتأمين، وتنفذ تلقائيا.
                                ــ فيه 3 ملايين أنصارى فى «السودان».
                                ــ «الخرطوم» الناس كلها كانت ماسكة العصايا من النصف، ما حدش وقف على رجليه إلا بعد مكالمة الرئيس، طلع «النميرى» حكى لهم المكالمة، فطلع الحزب الشيوعى اللى كان برضه ماسك العصايا من الوسط قبل المكالمة.
                                ــ «مبارك» يحط تقرير عن سبت القنابل اللى بعتناه ــ سبب نجاح العملية ــ نتائجه قوية جدا (2).
                                ــ الجيش أغلبه عساكر أنصار.
                                ــ الإمام طلع من يومين بالعربيات على البحر الأحمر، وإحنا قاعدين عند «نميرى» جاء له خبر أن ضابط مسك الإمام (جريحا) فى عربية.
                                ــ قال بنفكر (أنكم فى) مصر تاخدوه عندكم، قلت له عندى تفويض من الرئيس اللى إنت عايزه أعمله لك كله، إنما ما يخلص وبلاش وجع قلب.
                                قام كلم «خالد حسن» وقال له خلصوا عليه وخلصت العملية».
                                ●●●
                                وكذلك بان السر أمامى كاملا كما أملاه «أنور السادات» بالتليفون على «سامى شرف»، لكن كل سر فى العادة له ذيول ــ فقد حدث بعد انتهاء معارك أكتوبر وحتى خلال أيامها الأخيرة أن أسبابا للخلاف شابت العلاقات بين الرئيس السادات وبينى»، وتركت «الأهرام»، وانقطعت لشهور صلاتى به، وعلى أى حال فقد كان هو مشغولا بعلاقته المستجدة مع «هنرى كيسنجر»، وكنت من جانبى مشغولا بالتحضير لكتاب جديد عن «العلاقات العربية ــ السوڤيتية» بعنوان “The Sphinx & The Commissar”، وناشره وقتها مؤسسة «أندريه دويتش» فى لندن ونيويورك، والحد الأقصى المسموح لى به حتى أقدم النص لا يزيد على تسعة شهور، وكذلك توقفت كل صلات بيننا، حتى جاء يوم 8 أكتوبر 1974، وإذا بالرئيس «السادات» يطلبنى بنفسه ويدعونى إلى لقاء معه «الآن» فى بيته (وهو شبه ملاصق لمكتبى بالجيزة) ــ مقترحا أن أمر عليه، ثم نذهب معا لحديث صريح ــ عن خلافنا ــ فى استراحة الرئاسة فى «الهرم».
                                وفى كل الأحوال فإن «حسنى مبارك» لم يكن موجودا على شاشة الرادار فى اهتماماتى السياسية تلك الفترة.
                                ●●
                                وليس هذا مجال تفاصيل هذا اللقاء مع الرئيس «السادات» وما بعده، لكن الاتصالات واللقاءات تكررت بيننا طوال شهور شتاء 1974 وإلى ربيع سنة 1975، حتى جاء يوم ــ فى شهر مارس من تلك السنة ــ قضينا فيه الصباح بأكمله معا فى استراحة القناطر ومن الساعة العاشرة إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، وكان «مبارك» موجودا على مجرى الحوار، وليس فقط على شاشة الرادار!!
                                والذى حدث أن الرئيس «السادات» سألنى فجأة وسط حديثنا الطويل ــ تحت شجرة «الفيكس» العريقة وسط حديقة الاستراحة فى القناطر ــ بما ملخصه: «أنه يجد نفسه حائرا بشأن منصب نائب الرئيس فى العهد الجديد بعد أكتوبر».
                                واستطرد دون أن ينتظر منى ردا: «الحاج «حسين» ــ يقصد السيد «حسين الشافعى» (والذى يشغل بالفعل منصب نائب الرئيس) ــ لم يعد ينفعنى».
                                ثم أضاف: «بصراحة جيل يوليو لم يعد يصلح، والدور الآن على جيل أكتوبر، ولابد أن يكون منه ومن قادته ــ اختيارى لنائب الرئيس الجديد!!».
                                وأضاف الرئيس «السادات» ــ مرة أخرى ــ دون أن ينتظر ردا: «جيل أكتوبر فيه خمسة من القيادات، أولهم وهو «أحمد إسماعيل» توفى ــ والآن أمامى «الجمسى» (وكان مديرا للعمليات أثناء الحرب، وأصبح وزير الدفاع بعد «أحمد إسماعيل») ــ ثم «محمد على فهمى» (قائد الدفاع الجوى) ــ ثم «حسنى مبارك» (قائد الطيران)، ثم قائد البحرية (هكذا أشار إليه دون اسم)، وهو يقصد الفريق (فؤاد ذكرى)»
                                الفريق عبد الغني الجمسي
                                وأضاف: «لابد أن يكون اختيارى ضمن واحد منهم».
                                ورددت عليه بعفوية متسائلا: «ولماذا يحشر نفسه فى هذه الدائرة الصغيرة؟ ــ أقصد لماذا يتصور أن جيل أكتوبر هو فقط هؤلاء القادة العسكريون للمعركة؟!!».
                                ورد بطريقته حين يريد إظهار الحسم:
                                «أنت تعرف أن الرئيس فى هذا البلد لخمسين سنة قادمة لابد أن يكون عسكريا ــ وإذا كان كذلك، فقادة الحرب لهم أسبقية على غيرهم».
                                وقلت والحوار تتسع دائرته:
                                «إن أكتوبر كانت حرب كل الشعب، ثم إنك قلت لى الآن عن اعتزامك تكليف وزير الداخلية اللواء «ممدوح سالم» برئاسة الوزارة، وأخشى باختياره أنك تكون قد «بولست» (عن البوليس) الوزارة، ثم إنك بـ«مبارك» نائبا لك تكون قد «عسكرت» الرئاسة، وربما يصعب على الناس قبول الأمرين معا فى نفس الوقت».
                                ورد قائلا: «أنه مندهش لترددى فى إدراك أهمية أن يكون رئيس مصر القادم عسكريا، ثم سألنى: ألست تعرف أن ذلك كان رأى «المعلم» يقصد «جمال عبدالناصر» أيضا؟!».
                                وقلت: «إن الظروف ربما تغيرت، وليس لدىَّ تحيز ضد رئيس عسكرى، لكنه مع ضابط بوليس فى رئاسة الوزارة، وضابط طيار فى رئاسة الجمهورية ــ فإن صورة ما بعد الحرب سوف تبدو تركيزا على الضبط والربط لا تبرره الأحوال، وأما فيما يتعلق برأى «جمال عبدالناصر» فإن مسئوليات الحرب ــ وبالتالى منجزاتها ــ تغيرت كثيرا عندما التحق شباب المؤهلات بجيش المليون على الجبهة».
                                وشعرت أنه متمسك برأيه، واقترحت عليه ــ بمنطق حجته:
                                ــ ليكن ــ لماذا لم تفكر فى «الجمسى» مثلا؟!!
                                ورد بسرعة:
                                ــ لا، «الجمسى» لا يصلح للرئاسة ــ «الجمسى» فلاح وهو ليس من نحتاجه فى منصب نائب الرئيس الآن».
                                وأدركت أن لديه مرشحا، وسألته فيمن يفكر، ورد على الفور على السؤال بسؤال كما كان يفعل أحيانا:
                                «ما رأيك فى «حسنى مبارك»؟!».
                                ــ وقلت: «إن اسمه لم يخطر ببالى، وإنما خطر ببالى مع إصراره على عسكرى من جيل أكتوبر، أن يكون نائبه الجديد إما «الجمسى» (وزير الدفاع الآن والذى كان مديرا للعمليات) أو «محمد على فهمى» (قائد الدفاع الجوى، وهو السلاح الذى قام بالدور الأكثر تأثيرا فى المعركة بحائط الصواريخ)، فإذا أراد غير هؤلاء، فقد يفكر فى واحد من قادة الجيوش».
                                ورد: «لا، لا أحد من هؤلاء يصلح ــ «مبارك» أحسن منهم، خصوصا فى هذه الظروف!!».
                                وسألته بالتسلسل المنطقى للحوار: أية ظروف بالتحديد؟!!
                                وراح يشرح ويستطرد ويقاطع نفسه، ثم يعود إلى سياق ما يتكلم فيه، ثم يبتعد عنه، وكنت أشعر به كما لو أنه متردد فى الإفصاح الكامل عن فكره، وإن كانت بعض العبارات قد لفتت نظرى:
                                ــ قوله مثلا: «أن هناك قيادات فى الجيش لم تفهم بعد سياسته فى «عملية السلام» ومقتضياتها».
                                ــ وقوله مثلا: «أن هناك عناصر فى الجيش لاتزال مشايعة لـ«مراكز القوى» أو متعاطفة مع «سعد الشاذلى».
                                ــ وقوله مثلا وهو يستدعى تجربة شاه إيران «محمد رضا بهلوى» الذى وصفه بأنه «سياسى عُقر»، وهو فى رأيه أوعى سياسى فى المنطقة، بحكم تجربة طويلة وراءه ــ استفاد كثيرا منها.
                                وسألنى الرئيس «السادات» هنا: «ألا يلفت نظرك أن الشاه عين زوج شقيقته «فاطمى» (الجنرال «محمد فاطمى) قائدا للطيران؟! عنده حكمة فى هذا الاختيار، لأن الطيران يستطيع أن يتدخل بسرعة، وبقوة نيران كثيفة لمواجهة أى تمرد أو عصيان، أو حتى محاولة انقلاب».
                                وسألته: «إذا كانت تلك نصيحة من شاه إيران؟!».
                                وارتفع صوته محتجا يسأل: «هل هو فى حاجة إلى نصيحة يقولها له «الشاه»، أليس يكفينا أن نرى ما نرى، ونفهم منه ما نفهم، ثم سألنى مباشرة كمن يريد إفحام محاوره: «جرى لك إيه يا محمد؟!!».
                                ولفت نظرى قول الرئيس «السادات»:
                                «إن «مبارك» منوفى (وضحك مقاطعا نفسه: «مثلى»، ثم عاد إلى استكمال عبارته)، وله فى الطيران مجموعات بين الضباط مسيطرة على السلاح، ثم يضيف:
                                و«التأمين» قضية مهمة فى المرحلة القادمة بكل ما فيها من تحولات قد لا يستوعبها كل الناس بالسرعة الواجبة».
                                وسألته:
                                «لكن «الشاه» عين زوج شقيقته قائدا للطيران، وليس نائبا لرئيس الدولة!! ــ و«مبارك» فيما أتصور لا خبرة له بشئون الحكم فى سياسة كل يوم، خصوصا ما يتعلق منها بمطالب الناس ومشكلاتهم، وسألته «ثم لماذا لا تتيح له فرصة التجربة وزيرا لإحدى وزارات الإنتاج أو الخدمات، حتى يتفهم الرجل أحوال الإدارة المدنية، وحتى يحتك ــ ولو من باب الإنصاف له ــ بمطالب الناس وحاجاتهم» ــ وكان رده:
                                ــ «لا، لو فعلت ما تقترحه، فسوف أحرقه.. الإنجاز السريع فى الوزارات التنفيذية مسألة فى منتهى الصعوبة».
                                ●●●
                                ومرت فى ذهنى بارقة، فقد تذكرت ذلك التقرير الذى كتبه السيد «سامى شرف» بخط يده عن مكالمة تليفونية مع نائبه الرئيس «السادات» الذى كان فى الخرطوم سنة 1970، وضمن المكالمة ما يشيـــر التقرير عن محاولة اغتيال الإمام «الهادى» بسلة مانجو فى بطنها لغم!!
                                وقلت للرئيس «السادات» وأنا لا أعرف بالضبط ما أفضى به الآن، وما أحجب مما قرأت فى مذكرة «سامى شرف»:
                                ــ «ولكن «مبارك» دارت حوله إشاعات فى قضية اغتيال الإمام «الهادى»، وسوف تعود القضية كلها إلى التداول فى «الخرطوم» فور إعلان تعيينه نائبا للرئيس».
                                ورد «السادات» على طريقته حين يريد «الإقناع» بما يتشكك فيه سامعه بأن: «مشكلتك (يا «محمد») أنك تصدق الإشاعات، ويظهر أن فترة الشهور التى انقطعت فيها عنى (أى منذ تركت «الأهرام» (فى فبراير 1974)) قد «أبعدتك» عن مصادر الأخبار الصحيحة».
                                وقلت بأدب: «إن الأخبار الصحيحة متاحة فى كل مكان لمن يبحث عنها»، وتصور الرئيس «السادات» أنه بملاحظته ضايقنى، وإذا بابتسامة عريضة تملأ شفتيه مرة واحدة كما يفعل حين يريد إظهار سماحته، فأضاف بنبرته الودود المشهورة عنه: «المسألة أنك بغريزة الصحفى يشدك أى خبر مثير!!».
                                وقلت: «أى خبر مثير؟! ــ أنت بنفسك رويت القصة كلها على التليفون، و«سامى شرف» سجلها بخطه لعرضها على «جمال عبدالناصر»، وما كتبه «سامى شرف» عندى فى أوراقى التى تفضلت وأعطيتها بنفسك لى!!».
                                وبدا لى أنه فوجئ، وأول ما قاله فى التعبير عن مفاجأته «آه» ــ قالها خطفا، بمعنى الدهشة!!
                                وكان سؤاله التالى بسرعة مستفسرا «وعندك الورقة التى كتبها «سامى»، ثم استطرد بأنه يريدها.. يريد أن يراها!!
                                وقلت إن الورقة موجودة ولكنها ليست «هنا»، وذكَّرته بأننى استأذنته فى إخراج بعض أوراقى الخاصة بعيدا عن مصر، خوفا عليها من تربص صراعات السلطة التى لاحت نُذُرها بعد رحيل «جمال عبدالناصر».
                                وقلت «أننى سوف أجىء له بها فى أول سفرة إلى أوروبا»، لكنى ذكَّرته بضرورة أن يتصور أن الأمريكان سجَّلوا مكالمته الأصلية مع «سامى»، وكذلك السوفييت، وربما أيضا إسرائيل، وإذن فهناك من يعرفون القصة، وربما يحتفظون بتسجيل كامل لحديثه مع «سامى»، بصرف النظر عن أية «ورقة مكتوبة»!!
                                وأخذتنا بعد ذلك تطورات الحوادث، فلا الرئيس «السادات» عاد إلى طلب الورقة، ولا أنا عُدت بها معى من سفر!!
                                ●●●
                                لكن المسألة الأهم بعد هذا الحديث أننى خرجت من استراحة «القناطر» يومها مدركا عدة حقائق:
                                1ــ أن اختيار «مبارك» لمنصب نائب الرئيس لم يكن اختيارا «بسيطا» ــ بل مركبا ــ حكمته اعتبارات أخرى، فهو لم يكن اختيارا من بين الرجال الذين ظهروا فى حرب أكتوبر، على أساس دور متفوق على غيره فيها، وإنما كان اختيار «مبارك» شيئا آخر إلى جانب أكتوبر يقدمه ويزكيه.
                                2 ــ أن الرئيس «السادات» اختار رجلا يعرفه من قبل، وقد اختبر قدرته على الفعل، واستوثق منه.
                                3 ــ أن اختياره للرجل وقع وفى ذهنه قضية حيوية بالنسبة له ولسياساته ــ هى قضية تأمين النظام فى ظروف تحولات حساسة!!
                                4 ــ أن الرجل من قبل اختياره أظهر استعدادا عنده يجعله مهيأ للمضى «وراء حدود الواجب» على حد التعبير المشهور فى العسكرية البريطانية Going beyond the call of duty ــ أى المضى بتنفيذ الواجب حتى بالزيادة عليه بما ليس منه إذا قضت الأسباب!!
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
                                (1) «خالد عباس»: (أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء).
                                (2) أى أن «السادات» طلب من «مبارك» أن يضع تقريرا مفصلا عن عملية وضع القنابل فى سلة المانجو.


                                فى الحلقة القادمة:
                                مفاتيح شخصية مبارك فى تقدير مستشاره الأول منصور حسن: «الأفضل أن ترى بنفسك.. وبعدها فأنا الذى سوف أسمع منك»
                                التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الناطور; الساعة 19-01-2012, 08:19.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X