قصص قصيرة جدا ــ لوحات واشية ــ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد ساحلي
    عضو الملتقى
    • 19-10-2007
    • 335

    قصص قصيرة جدا ــ لوحات واشية ــ

    شبح منتصف الليل
    لاك الشاب المتحمّس في السوق كلاما نفّس من خلاله عن كبت عان منه كثيرا، كلامه كان عند جهة ما تصريحا خطيرا، قال للسوقة: ــ أصبح الفقر ظلما عظيما فادحا لا يحتمل، حتى الأرض لم تعد تأتي بالمحاصيل كما كانت، بعد شهور هددّت الرعية وتوعدت باحتجاج جارف لنقمتها، سمع الأغنياء بما يحدث من غضب الجماهير المسمى عندهم نباح الجياع، الأغنياء الذين عاثوا في الأرض فسادا لم يفقدوا ما يملكون برغم تعاقب الحكـّام و الملوك، كانت العامة تحتـّج و الأغنياء يجنون الفائدة، تم الاتفاق بعد ذلك بين ملك البلاد صاحب الوزر وبين العامة المتطلعة للنصر عن المخازن الموصدة وعن الاحتجاج صانع الفوضى، قدّم ملك الظل لملك البلاد معجزة حين أقام من رحم الشعب فئة أخرج من خلالها يده بيضاء للناظرين، نظيفة من غير سوء، كان قلب البؤساء جيبه فارغا، خرجت الفئة تتفنن في تكريس لحظة التعسف، تسلط فيها الأغنياء بدفع الضرائب لملك الظل.... سنينا كثيرة لم يتغير من الأمر شيء من قبله ولا من بعده. أثناء تلك السنين لاكت الألسن إشاعة عن شبح رجل يظهر في منتصف الليل للحظات يعتلي جدار السوق للمدينة ثم يختفي فجأة كلمعان برق...
    كانت الإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم، قال الناس يخرج الشبح في نفس المكان الذي صلب فيه شاب في منتصف الليل من سنين كثيرة ثم أحرق لا كما يحرق الهشيم... كان ذلك من سنين أتهمته العامة بنشر الكفر والخراب وإفساد أفكار أبنائهم بوجود مملكة للظل.

    لوحات واشية
    جلس في المقهى، شاهد الرجل يقود ولده ماسكا يده، تملص الطفل من يد والده، اختفى الطفل بين السيقان الطويلة للزبائن، الوالد غاب عن نظر الولد بين الأجساد الكثيرة، الطفل نظر في كل مكان ثم شهق باكيا في اللحظة أحس أنها نهاية العالم، الوالد في اللحظة نسى العالم إلا ولده، سمع الوالد البكاء، سمع الولد النداء كانت مسافة أمتار تفصلهما لما فتح الزبائن المجال لمرورهما، وقف دون تناول فنجان القهوة، راح يفكر في اختلاف الزمان في لحظة واحدة قد يشاهد وجهيها ويجمع المترادف منها لقد كانت صورة العالم تكوّن نفسها في داخله تختلق من جديد روح ذاكرة مروّعة، صورا ألتقطها من سنين طويلة،اليتيم المتشرد قتل والده برصاص مجهول، الرجل العائد من السفر ولده دفن برصاصة قنـّاص متهور عابث... جمع كفيه وضعهما وراءه، طأطأ رأسه،أخفى الصورة من مخيلته، بحث عن فضاء ينعدم فيه المنعكس الشرطي، وعلى مكان لا يحمل عنوانا، تكثر فيه فراغات الصمت عـلّه يجد مكانا شاغرا يعلّــق عليها لوحات صاخبة متكلمة.

    قطرات دم
    كلفه رئيسه بمهمة عقد صفقة مع زبون بإحدى ولايات الوطن، اكترى غرفة في فندق، بعدما أمضى مع زبون الشركة اتفاقا راح يتجول في أحياء و شوارع المدينة، رأى في باب زجاجي لمقهى إعلانا، حملة تبرع بالدم لصالح المرضى، قرأه على عجل ومضى. عاد للنزل، لمّا دخل البهو رأى امرأة تبكي وزوج يهدأ من روعها، صدمه المشهد رجع ثانية من حيث أتى، تأثر باللحظة، لم يأخذه الفضول في التطفل ومعرفة الذي يحدث من خادم الفندق، إنما همس للخادم: "لا يبكي الآدمي بهذه الطريقة إلا إذا سكنه الوجع، ترى هل آلا لام الآخرين مسألة صحية للمعافى والمبتهج " خرج يتنزه علّه يتخلص من ضيقه، بعد النزهة في طريق العودة رأى المرأة الباكية، سمع توسلها، كانت تطلب دما لولدها من المارة، أخذ لقب طفلها،أتجه لمركز حقن الدم تبرع بكيس من دمه، حين خروجه من المركز، دهسته سيارة كانت تسير بسرعة جنونية، أدخل على إثرها قاعة الاستعجالات، أول قطرات دم دخلت جسمه كانت من دمه.
    التعديل الأخير تم بواسطة الشربينى خطاب; الساعة 08-11-2007, 11:51.
    [SIZE=5][/SIZE]
  • الشربينى خطاب
    عضو أساسي
    • 16-05-2007
    • 824

    #2
    أسجل حضوري مع النص ولي عودة بعد البحث عن عصا موسي
    خالص تحياتي

    تعليق

    • مريم محمود العلي
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 594

      #3
      ثلاث قصص قصيرة ناجحة
      لكل قصة مغزى ومعنى
      دمت مبدعا
      كل الشكر والتقدير لك
      تحياتي

      تعليق

      • محمود الديدامونى
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 108

        #4
        دائما ما تتحق لدى متعة القراءة عند نصوصك يا / خالد
        مزيد من التدفق الإبداعى الجميل

        تعليق

        • خالد ساحلي
          عضو الملتقى
          • 19-10-2007
          • 335

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
          أسجل حضوري مع النص ولي عودة بعد البحث عن عصا موسي
          خالص تحياتي
          السلام عليكم و رحمة الله
          الفاضل الشربيني خطاب : شكرا على مرورك ، ارجو فقط أن تكون لك مآرب أخرى في العصا غير الإتكاء .
          و أهلا بك .
          ود
          [SIZE=5][/SIZE]

          تعليق

          • خالد ساحلي
            عضو الملتقى
            • 19-10-2007
            • 335

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
            ثلاث قصص قصيرة ناجحة
            لكل قصة مغزى ومعنى
            دمت مبدعا
            كل الشكر والتقدير لك
            تحياتي
            السلام عليكم و رحمة الله
            الفاضلة مريم محمود العلي : شكرا على مرورك أخية.
            تحياتي
            [SIZE=5][/SIZE]

            تعليق

            • خالد ساحلي
              عضو الملتقى
              • 19-10-2007
              • 335

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمود الديدامونى مشاهدة المشاركة
              دائما ما تتحق لدى متعة القراءة عند نصوصك يا / خالد
              مزيد من التدفق الإبداعى الجميل
              السلام عليكم ورحمة الله
              الفاضل محمود الديداموني : أخي محمود إننا ننزف من فتحات اقلامنا كن بخير.
              تحياتي
              [SIZE=5][/SIZE]

              تعليق

              • د. جمال مرسي
                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                • 16-05-2007
                • 4938

                #8
                أعجبتني هذه المحموعة الجميلة أخي خالد
                خاصة الأخيرة ( قطرات دم )
                فعندما يقدم المرء الخير يجده .. يجده انعكسال للخير الذي نبع من ذاته
                تحياتي لقلم رشيق
                محبتي و تقديري
                sigpic

                تعليق

                • خالد ساحلي
                  عضو الملتقى
                  • 19-10-2007
                  • 335

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                  أعجبتني هذه المحموعة الجميلة أخي خالد
                  خاصة الأخيرة ( قطرات دم )
                  فعندما يقدم المرء الخير يجده .. يجده انعكسال للخير الذي نبع من ذاته
                  تحياتي لقلم رشيق
                  محبتي و تقديري
                  السلام عليكم و رحمة الله
                  الفاضل الدكتور جمال مرسي : أهلا بك أيها الفنان تمد للصباح جسرا من كلمات.
                  شكرا على مرورك الجميل.
                  [SIZE=5][/SIZE]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X