ففري إلى الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طه محمد عاصم
    أديب وكاتب
    • 08-07-2007
    • 1450

    ففري إلى الله

    يا سيدةٌ وما أنت بسيدةٍ
    بل أنتِ عبدةٌ لِشَهَواتكِ ،طَيْفٌ لِرَغَبَاتكِ ،وكَثْرَةِ هَفَوَاتكِ،وَلَذْة ِنََزوَاتكِ، وَطَعْمِ مَلَذْاتكِ، أَسِيْرَةٌ لِحَمَاقَاتكِ ، سَجِِينَةٌ لِزَلاتكِ ، تَمْشِينَ مُتَبَخْتِرَة تَسْمَعِينَ لَغْو الحديثِ عَنْ خُطواتكِ، فَلا تَسْمَعُ أُذنَاكِ إلا هَمَسَاتكِ .
    أنتِ جسدٌ خالٍ، كجذوعِ النخلِ الخاوية، صامدةٌ بلا ثمرٍ وهى في الأصلِ بالية،أنت تحفةٌ مصيرها إلى الهاوية ،فررتِ إلى الشيطانِ فصرتِ غاوية،مشيتِ ضالة في دُنيا المَلذَاتِ ،غارقة في حبِ الشهواتِ،لاتعرفين إلا قراءة المجلات، مجلات الموضة وبعض التفاهات، تبعتيها بلا وعي فكنتِ إحدى الضالات، وفررتِ من الله فأنتِ من الشارداتِ، تاركي العبادات، ونسيتِ من خلقكِ من ترابٍ ، من سواك في صورتكِ رب السماوات.
    لبستِ وما لبستِ، عَرَّيتِ أكثر مما كسيتِ ،تزينتِ فهويتِ، إلى قاعِ الرذيلة والفساد، وما لبثتِ أن تماديتِ في العنادِ، وتجولتِ في البلادِ، عارية وسط السواد، نزعتِ حب الله من الفؤاد ،اعتبرت نفسكِ من الرواد.
    رواد الموضة الفاحشة ،دخلتِ في الظلماتِ الموحشة، لبستِ الشيفون فلم يواري عنكِ العيون، رسمتِ بين نهديكِ الغصون ،غرقتِ في بحرِ المجون المغتسل فيه في شجون ،اعتبرتِ البعد عنكِ جنون، والرسم على جسدكِ فنون وفرحتِ كلما أكلتكِ العيون، وما هي وربي إلا الظنون.
    لم تدركي معنى العفاف، سبحتِ في بحر الرزيلة وَبَعدتِ عن الضفاف، استخدمتِ المساحيق للتجميل فجف ماء الوجهِ ولم يبقى لكِ إلا الجفاف، عدَّلتِ في جسدكِ الكثير وزدتِ بإسفاف، وتماديتِ باستخفاف.
    أصبحتِ كالصحراء، بلا زرع ولا ماء، ظننتِ نفسكِ الحسناء، تخيلت أنكِ أحلى النساء، فأصبح جمالكِ بلا معنى، جمال يحمل معه الوباء، مشيتِ بلا هدف فسبحتِ بعالم الفضاء، فلا كوكب استقبلكِ، ورفضتكِ الأرض والسماء، اتبعتِ شيطان الهوى فضاع منكِ النقاء، شربتِ الخمر بدلاً من الماء ،تنفستِ الدخان وتركتِ الهواء، ونسيتِ أنك العذراء، المحجوبة عن كل شئ، ليكتمل فيكِ الصفاء.
    وبعد ذلك:
    جعلتِ من العشقِ عادة، وإتباع الشيطانِ عبادة، وصور التافهين في صدركِ قلادة، وصدور الرجال وسادة، تتقلبين عليها بلا هوادة،
    فهل ارتاح يوما جفنك وغمضت في ليالي السهرعينيك ؟!
    هل ازداد في ميزان الحسن وزنكِ وارتفع مع الساقطين قدركِ وعلا مع الشواذ شأنك؟؟!!!!!!!!!!
    بل انحططتِ إلى مستوى الرزيلة ،وتركتِ الفضيلة، والقيم النبيلة، واستحللتِ الوسيلة، لتواري بها خيبة الأمل الثقيلة.
    بعتِ ما ليس لكِ، ثم تاجرتِ بجسدكِ، عشتِ وهمكِ، فلو كانت الدنيا قد دامت لأحد فستدوم لكِ.
    أفيقي:
    أفيقي: قبل أن تظهر شيخوختكِ، قبل أن يضيع كل شئ‘ وتضيع معه أنوثتكِ، وتذهب براءتك .
    أفيقي:
    قبل يوم الحساب ،يوم يشتد فيه العقاب، يوم تُسألين فيما ضيعتِ الشباب، ولِمَ نسيتِ الكتاب ،ولن يبقى لكِ إلا شئ واحد، ألا وهو العذاب.
    أفيقي:
    فقد جرى عليكِ القلم، سيكتب ليوم لن ينفع فيه الندم، ويشتد عليك الألم، وتحيط بك من كل جانب الحمم.
    أفيقي:
    من هذا الثبات، اجمعي ما بقى من الشتات، اتركي الماضي، ابحثي عن كل ما هو آت، وانسي كل ما فات.
    أفيقي:
    وفري إلى الله راجية، بنفس أنت عنها راضية، عساه أن يغفرَ لكِ الأيام الخالية ،ويُنسيكِ الدنيا الفانية فاسأليه داعية؛
    أن يملأ قلبكِ بالإيمان، ويُريكِ نور الحقِ بالبرهان.
    وسلامي لك كلام فيه خير الختام‘ ارجعي إلى من لا ينام، وعلى المؤمنين السلام.
    إمضاء
    طه عاصم
    **********************

    رسالة إلى كل فتاة ضَلَّت طريق الحق
    اللهم اهدي كل بنات المسلمين...........آمين
    التعديل الأخير تم بواسطة طه محمد عاصم; الساعة 21-11-2007, 19:14.
    sigpic
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    الأديب المميز
    أخي الفاضل
    طه محمد عاصم
    وقفت اليوم عند أجمل وأسمى رسالة عرفتها والله ...
    رسالة ازدانت بالحكمة والصفاء , وحملت معها أجمل كنوز الحكم المنيرة الوضّاء ...
    رسالة حرة شريفة , نزيهة عاقلة تبتغي الخير والنصح لمن باعت عرضها وشرفها , وسارت وراء شهواتها ورغباتها , وودعت الحياء من حياتها ...
    رسالة نظيفة طاهرة تحمل بين ثنايا روعة حروفها سمو الأخلاق والفضيلة , والخوف والخشية من الله وهي تنادي هذه المرأة التي حسبت أنها تمارس الحرية ......
    فبارك الله بيراع قلمك , ولسان قلب فكرك الذي أجاد علينا بهذه العبر , والمواعظ الجليلة

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • طه محمد عاصم
      أديب وكاتب
      • 08-07-2007
      • 1450

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
      الأديب المميز
      أخي الفاضل
      طه محمد عاصم
      وقفت اليوم عند أجمل وأسمى رسالة عرفتها والله ...
      رسالة ازدانت بالحكمة والصفاء , وحملت معها أجمل كنوز الحكم المنيرة الوضّاء ...
      رسالة حرة شريفة , نزيهة عاقلة تبتغي الخير والنصح لمن باعت عرضها وشرفها , وسارت وراء شهواتها ورغباتها , وودعت الحياء من حياتها ...
      رسالة نظيفة طاهرة تحمل بين ثنايا روعة حروفها سمو الأخلاق والفضيلة , والخوف والخشية من الله وهي تنادي هذه المرأة التي حسبت أنها تمارس الحرية ......
      فبارك الله بيراع قلمك , ولسان قلب فكرك الذي أجاد علينا بهذه العبر , والمواعظ الجليلة
      الأستاذة /أمينة /ابنة الشهباء
      مرور أحسد عليه
      عندما تأتي الدعوة خالصة لوجه الله
      تصل إلى القلوب مباشرة لا تحتاج إلى دليل أو وسيط
      سيدتي
      كل منا يريد أن يُلبس الحرية رداءاً يرى فيه صورته هو لا صورتها هي اعتقاداً منه أنه هو الأقرب للصواب بل أنه هو الصواب
      اختلفت المفاهيم وضاعت القيم وحلت الحرية المشوهة
      دمت بخير
      أشكر لك هذا المرور المبارك
      sigpic

      تعليق

      • رود حجار
        أديب وكاتب
        • 28-07-2007
        • 180

        #4
        جزيت خيراً للنصح للنساء الأستاذ طه محمد عاصم بشكل رسالة أدبية ، وللأسلوب المتميز فيها، اسمح لي-أخي الكريم- التعليق على بعض الكلمات التي لفتت نظري:

        -فَلا تَسْمَعُ أُذنَيكِ إلا هَمَسَاتكِ . أذناك

        -أنتِ جسدٌ خالية، خالٍ

        -تتبعتيها بلا وعي فكنتِ إحدى الضالات، تتبعتها

        -لم تدركِ معنى العفاف، تدركي

        -اجمعي ما بقى من الشتات، اتركِ الماضي، إتركي


        مع الشكر سلفاً لقبول النصحية مني.
        كنْ صديقاً للحياة واجعل الإيمان راية
        وامضِ حراً في ثبات إنها كل الحكاية
        وابتسم للدهر دوماً إن يكن حلواً ومراً
        ولتقل إن ذقت هماً: "إنّ بعد العسر يسراً"

        تعليق

        • طه محمد عاصم
          أديب وكاتب
          • 08-07-2007
          • 1450

          #5
          الفاضلة د.نسيم زيات
          أن تكوني حاضرة هنا فهذا ما لا طاقة لي به
          فحضورك أروع من أن تتحمله حروفي الضعيفة أمام وجودك

          سعدت بملحوظتك جدا
          هذا ما أبغيه من نشر النصوص النقد لا المدح
          ولست أنشر النص رغبة في تلقي المدح بقدر ما احترم النقد بل وأطلبه
          أصصحح الأخطاء بإذن الله
          لاحرمني الله منك أختاً عزيزة
          تقديري وفائق احترامي
          دمت بخير وود
          sigpic

          تعليق

          • إسماعيل صباح
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 304

            #6
            [align=center]الأخ الفاضل طه محمد عاصم:ــ
            أسلوب راقي جدا ولبق في الدعوة إلى الله أغبطك عليه .
            وعي ادبي ناضج لمعنى النقد وفائدته للكاتب .أحيي فيك هذه الروح التي تنم عن علو همة . وثقة في النفس . أكثر الله من أمثالك ونفعنا بفيض حروفك ايها المبدع .
            [/align]

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              بارك الله فيك أخي الأديب المسلم الغيور طه عاصم
              ما أجملك
              و ما أجمل الرسالة التي تحملها بين جوانحك و التي بلغتها بصدق و أمانة
              نسأل الله أن ينفع بها
              تقبل خالص المودة
              sigpic

              تعليق

              • آمنة أبو حسين
                أديب وكاتب
                • 18-02-2008
                • 761

                #8
                [align=center]الفاضل طه عاصم

                كلمات فيها النصح والنصيحة

                فيها يد تمتد لتنشل امرأة ضلت الطريق

                كنت هنا النور ..وقبس من ضياء

                يبدد الظلمة العاتية

                وينقذ ما يمكن انقاذه من ظل الهاوية

                وبارك الله فيك

                تقديري واعتزازي
                [/align]
                شُكراً .. لرب السماء

                تعليق

                يعمل...
                X