****
سرتٌ على أرصفة الوطن المقهور
والدمع ملئ عيوني هاربا
صرختُ بأم صوتي أبتاه قد غــادرتنا في ليلةٍ
غاب فيها النور عنا
ولم ينهض في دجاها كوكبا
يا راعي الأوطان كيف تركت أخوتي
تائهين في غياهب النسيان لا يرون لهم أبا
يا صانع التاريخ كيف تركتني في دنيا الجحيم معذبا
يا ناصر المظلومين أن جاءوا إليك
وقفت أمام الجموع مرحبا
قدعشت في دنيا الحقيقة سيدا
وأبيت لك غير الصدق مذهبا
يعز علينا إن تفارقنا وبأن تكون عنا في يومٍ مغيبا
2)
جلست وحيداً على الصخرة أرقبُ العالم في يأس وخوفٍ رهيب
هل هذا أنا وهمٌ في الحياة أم حلمٌ أصبح كئيب
ألعن التاريخ في وطنكِ لعناً
وأصب العذباتِ على أرضكِ لحناً
لستُ شيئاً لستُ روحاً دونكِ لستٌ معنى
3)
وأنا حلمٌكِ يا أرض الأمجاد القانعين
وأنا أبنكِ يا مهد الأنبياء الطاهرين
وأنا الثائر لا أرضى سوى حبكِ لي مذهبا
4)
آه يا فلسطين الشهداء كم أشبعت الآلام قهراً
وكم سقيتِ الآهات كأسا ورشفت الحزن خمراً
وحنيت الرأس للخائنين في التاريخ دهراً
5)
وأنا الشاعرُ لكنى نصير الضغقاء
وأنا المحب لكنى أحب الفقراء
وانأ الحاكم لكنى نصير الحكماء
وأنا الدولة لكنى أجير المظلومين
وأسوس الناس بالعدل وحزم القضاء
أنى اطلب العدل يا سيدي السلطان لكل إنسان مغلوب
واني ألتمس من سيادتكم الحرية لأطفال النكبات والحروب
وأطالب بحكماً عادلاً يصدر بأبناء يعقوب
آه ياحلم الليالي المقامرات الرائعة
أنى أطلب عدلاً للشعوب الجائعة
أنى أطلب فرحاً للأطفال الضائعة
6)
مررت اليوم بالحقل فأسمعت فلاحاً يقول
باللهجة ساخرة خارجة عن الشعور
نحن قومُ كادحين ولكنا فقراء
وسنبقى نحن غداً فقراء
غير أناً سعداء
غيرٌ أناً شرفاء
غير أنا نحيا بالحياء
هكذا قال لي أبى ذات مساء
7)
ماالذى يبقى من الشاعر ؟؟غير كومة أحلام وبقايا قصيده
وبعض من زهور ذابلة قديمة
ونجوم أفله يتيمة
وشعاع منبثق ينساب من سماء وطني إلى دارٍ قديمه
ليلقى الدفء في ربوع أرضى الباردة الحزينة
8)
أنا روحُ هائمة في السماء بين الأنجم
وخيال ضائع مثقل بالألم
وسراب خادع يحسبه الظامئان ماء من العدم
وهباء منثور على أرصفة مثقلة بالظلم
ونور يضيء ليالي غطتاها الحقدُ بالظلام
قد حلمتُ في يوم باني قد عبرت البحر على ظهر حمار
ورأيت الشعوب وراءِ تسير في همٍ وانكسار
والزهور ذابلة على الأرض تترّاء باّصفرار
فأقلت في نفسي رحم الله قوماً كان في يوم يعيش بكرامة دون احتضار
9)
أقرءوا علي سورة ياسين والمعودات أنى سوف أشنق
وغدا سترون رأسي على أرصفة الوطن معلق
والدماء من جسدي أنهاراً تتدفق
أقرءوا علي القران فاغد سوف أشنق
وصيتي عندكم باني في أرضى سوف أدفن
10)
على باب بيتي علقت مشنقه
طبع الموت على جبينها ميسمه
فأغارت كأنها أفعى نهمه
تمنح الموت للمظلومين في كل برهة
تدلى رأس الأبرياء في أرض الديار
وزغردت النساء فرحاً للانتصار
هاهما وصلوا الشهداء الأبرار
تعليق