مبارك العبد وسيده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صالح صلاح شبانة
    عضو الملتقى
    • 10-02-2010
    • 133

    مبارك العبد وسيده

    مبارك العبد وسيده
    بقلم :الداعي بالخيرصالح صلاح شبانة
    طبعاً هذا مثل شعبي بدوي ويضرب في الذي يعتمد على الأحمق .
    وأصل المثل أن زعيماً سافر واخذ معه عبداً له يُدعى (العبد مبارك). (مع الاعتبار يا إخوان (أننا جميعاً عبيداً لله ) !!
    وفي الرحلة وصلا إلى أرض مخيفة لا يؤمن المسير فيها ، واضطرا إلى المبيت فيها ، ريثما يأتي الصباح وتتلاشى الضباع وخفافيش الليل ، التي تجد في الظلام ضالتها .
    سأل الزعيم ، أو الشيخ ( العبد مبارك ):
    ( ويش انت من الرجال يا مبارك ؟؟)
    قال مبارك : أنا ذيبك يا هبابي !! ( أي أنا بقوة وشراسة الذئب يا حبيبي )
    قال الشيخ : تقدر تحرس الفرس لو أنا نمت ؟
    قال : أنا ذيبك يا هبابي !!
    وأخذ الشيخ سِِنَةً من النوم ، وهي إغفاءة قصيرة أو ( تعسيلة ) على رأي الفلاحين أمثالي !! ،ثم أفاق وسال ( العبد مبارك ):( إنت واعي يا ولد)؟؟
    قال ( العبد مبارك ) : أنا واعي ، وبفكر كمان !!
    اللهم اجعل تفكيره خير ، همس الشيخ لنفسه قبل أن يسأله :
    وبتفكر في أيش يا أبوي ؟؟
    قال وهو يشير إلى الشوك : بهذا الشوك !! مَنْ يُنْبته ويُبريه بهذا الشكل ؟
    اطمأن الشيخ أن روحه وماله في أمان الله وبين يدي عبقري يفكر بأمر لم يخطر لفلاّح ولا لحضري ولا لبدوي ( منهم وغاد ) !! فعاود الإغفاءة !!
    وبعد هنيهة (مصغر هنية ) أفاق الشيخ وسأل ( العبد مبارك ):
    بعدك صاحي يا ولد ؟ فرد عليه ( العبد مبارك ) ،
    صاحي وبفكر كمان يا هَبّابي !!
    سأله : وبتفكر بأيش يا ( عبد مبارك ) ؟؟
    قال :بالبعر كيف بتدَوَّر في بطون الحلال وبنزل كله بحجم واحد !!
    ورغم أن الشيخ أحس بالغبن وود لو صفع ( العبد مبارك) كذا صفعة على ركلة على شقعة ، ولكن النوم سلطان ، فعض على نواجذه ، وباعها بالصلاة على النبي ، وعاود النوم لهنيهة أخرى .....!!
    ولما أفاق للمرة الثالثة ، ووجد العبد ( مبارك ) لا زال مستغرقاً بالتفكير العميق ، سأله هذه المرة والقلق يعصف

    بماذا تفكر يا عبدي المخلص الأمين يا (مبارك ) ؟؟
    قال : بهذا الخرج ، وبك ، كيف أستطيع حملكما معا !! وإن حملتك وتركت الخرج يسرقه اللصوص ، و إن حملت الخرج وتركتك أكلتك الضباع !!
    ولما سأله عن الفرس التي تحمله هو والخرج أجاب أن اللصوص ( أيدهم الله بنصره ) سرقوا الفرس أثناء ما كان يُفكر بالشوك !!
    فما كان من الشيخ إلا أن قال له :
    إني حكمت عليك بالجوع والإهانة وتعب البال وذل السؤال وان ( تقاحط مثل الحمير ، وتعاقط مثل البغال ) ، إنني أيها العبد اللئيم أمنحك الحرية ، لتشقى في هذه الدنيا ، ولا ينالك من هذا الإستقلال إلا البهدلة وضرب النعال !! فاذهب وأنت حُر!!
    وهكذا تحرر ( العبد مبارك ) وصار له عربان يدينون له بالطاعة والمذلة مادام الجيب ملآن ، وإن تنحنح أو (...) بالتمرد والعصيان !!!!!
    الحكاية تعبيرية كما نرى سمحت لنفسي الخاطئة ببعض الإيحاءات الخاصة ، لأني زعمت أن هناك كلام بين السطور كان يجب أن يُقال قبل أن يطلع الصباح على شهرزاد وشهريار ، ويسقط الكلام المباح !!
    هل أضعنا الفرس لوحدها وعيون ( العبد مبارك ) ترقبها ، وهو بكل جرأة وبلاهة ووقاحة يفكر بالشوك كيف نبت وانبرى ، و بالبعر كيف تدور في بطون الماشية ونزل بحجم واحد من بطونها !! أليس مدهشا ويستحق من المفكر أن لا يقطع التفكير به ، حتى لو فقد الفرس ؟
    حتى أكون أمينا بالنقل ، استعرت هذه الحكاية من كتاب قيّم للعلاّمة الراحل روكس بن زائد العزيزي ، والفرق بيننا انه عندما نقلها من البادية كانت البلاد وكان العباد بخير ، وعندما نقلتها أنا ( العبد الفقير إلى الله لا البلاد ولا العباد بخير )، فامتلأت بالرموز حتى ( بَقَّت الرموز من حلقها)!
    و الشاطر يفهم ، فإما أن يمد ويقول خاطركم بالخاطر وإما ان يعد ويقول : حاضر يا أسيادي ، وألف حاضر !!
  • الدكتور محسن الصفار
    عضو أساسي
    • 06-07-2009
    • 1985

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح شبانة مشاهدة المشاركة
    مبارك العبد وسيده
    بقلم :الداعي بالخيرصالح صلاح شبانة
    shabanah2007@yahoo.com
    طبعاً هذا مثل شعبي بدوي ويضرب في الذي يعتمد على الأحمق .
    وأصل المثل أن زعيماً سافر واخذ معه عبداً له يُدعى (العبد مبارك). (مع الاعتبار يا إخوان (أننا جميعاً عبيداً لله ) !!
    وفي الرحلة وصلا إلى أرض مخيفة لا يؤمن المسير فيها ، واضطرا إلى المبيت فيها ، ريثما يأتي الصباح وتتلاشى الضباع وخفافيش الليل ، التي تجد في الظلام ضالتها .
    سأل الزعيم ، أو الشيخ ( العبد مبارك ):
    ( ويش انت من الرجال يا مبارك ؟؟)
    قال مبارك : أنا ذيبك يا هبابي !! ( أي أنا بقوة وشراسة الذئب يا حبيبي )
    قال الشيخ : تقدر تحرس الفرس لو أنا نمت ؟
    قال : أنا ذيبك يا هبابي !!
    وأخذ الشيخ سِِنَةً من النوم ، وهي إغفاءة قصيرة أو ( تعسيلة ) على رأي الفلاحين أمثالي !! ،ثم أفاق وسال ( العبد مبارك ):( إنت واعي يا ولد)؟؟
    قال ( العبد مبارك ) : أنا واعي ، وبفكر كمان !!
    اللهم اجعل تفكيره خير ، همس الشيخ لنفسه قبل أن يسأله :
    وبتفكر في أيش يا أبوي ؟؟
    قال وهو يشير إلى الشوك : بهذا الشوك !! مَنْ يُنْبته ويُبريه بهذا الشكل ؟
    اطمأن الشيخ أن روحه وماله في أمان الله وبين يدي عبقري يفكر بأمر لم يخطر لفلاّح ولا لحضري ولا لبدوي ( منهم وغاد ) !! فعاود الإغفاءة !!
    وبعد هنيهة (مصغر هنية ) أفاق الشيخ وسأل ( العبد مبارك ):
    بعدك صاحي يا ولد ؟ فرد عليه ( العبد مبارك ) ،
    صاحي وبفكر كمان يا هَبّابي !!
    سأله : وبتفكر بأيش يا ( عبد مبارك ) ؟؟
    قال :بالبعر كيف بتدَوَّر في بطون الحلال وبنزل كله بحجم واحد !!
    ورغم أن الشيخ أحس بالغبن وود لو صفع ( العبد مبارك) كذا صفعة على ركلة على شقعة ، ولكن النوم سلطان ، فعض على نواجذه ، وباعها بالصلاة على النبي ، وعاود النوم لهنيهة أخرى .....!!
    ولما أفاق للمرة الثالثة ، ووجد العبد ( مبارك ) لا زال مستغرقاً بالتفكير العميق ، سأله هذه المرة والقلق يعصف

    بماذا تفكر يا عبدي المخلص الأمين يا (مبارك ) ؟؟
    قال : بهذا الخرج ، وبك ، كيف أستطيع حملكما معا !! وإن حملتك وتركت الخرج يسرقه اللصوص ، و إن حملت الخرج وتركتك أكلتك الضباع !!
    ولما سأله عن الفرس التي تحمله هو والخرج أجاب أن اللصوص ( أيدهم الله بنصره ) سرقوا الفرس أثناء ما كان يُفكر بالشوك !!
    فما كان من الشيخ إلا أن قال له :
    إني حكمت عليك بالجوع والإهانة وتعب البال وذل السؤال وان ( تقاحط مثل الحمير ، وتعاقط مثل البغال ) ، إنني أيها العبد اللئيم أمنحك الحرية ، لتشقى في هذه الدنيا ، ولا ينالك من هذا الإستقلال إلا البهدلة وضرب النعال !! فاذهب وأنت حُر!!
    وهكذا تحرر ( العبد مبارك ) وصار له عربان يدينون له بالطاعة والمذلة مادام الجيب ملآن ، وإن تنحنح أو (...) بالتمرد والعصيان !!!!!
    الحكاية تعبيرية كما نرى سمحت لنفسي الخاطئة ببعض الإيحاءات الخاصة ، لأني زعمت أن هناك كلام بين السطور كان يجب أن يُقال قبل أن يطلع الصباح على شهرزاد وشهريار ، ويسقط الكلام المباح !!
    هل أضعنا الفرس لوحدها وعيون ( العبد مبارك ) ترقبها ، وهو بكل جرأة وبلاهة ووقاحة يفكر بالشوك كيف نبت وانبرى ، و بالبعر كيف تدور في بطون الماشية ونزل بحجم واحد من بطونها !! أليس مدهشا ويستحق من المفكر أن لا يقطع التفكير به ، حتى لو فقد الفرس ؟
    حتى أكون أمينا بالنقل ، استعرت هذه الحكاية من كتاب قيّم للعلاّمة الراحل روكس بن زائد العزيزي ، والفرق بيننا انه عندما نقلها من البادية كانت البلاد وكان العباد بخير ، وعندما نقلتها أنا ( العبد الفقير إلى الله لا البلاد ولا العباد بخير )، فامتلأت بالرموز حتى ( بَقَّت الرموز من حلقها)!
    و الشاطر يفهم ، فإما أن يمد ويقول خاطركم بالخاطر وإما ان يعد ويقول : حاضر يا أسيادي ، وألف حاضر !!
    اخي العزيز صلاح
    قصة جميلة وجميل ايضا ان يقتبس الكاتب الساخر من تراثنا الغني لاثراء نصوصه
    ولكن ...
    اسمح لي بهذا النقد فموضوعك عدا عن القصة يفتقر الى نتيجة واضحة وان كانت بشكل مرمز فالنص يجب ان يكون له سياق ونمط معين يوصل القارئ الى حيث يريد الكاتب الساخر والا فان موضوعك مجرد نقل للقصة التراثية الجميلة دون ان تكون هناك لمسة واضحة
    تحياتي واحترامي
    [B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
    مدوناتي
    [url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
    [url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]

    تعليق

    • ريما منير عبد الله
      رشــفـة عـطـر
      مدير عام
      • 07-01-2010
      • 2680

      #3
      [align=center]
      فهمت منك أن على المرء أن يتخذ القرار الصحيح بالوقت الصحيح فلو أبقى على العبد فلربما أضاعه كما أضاع فرسه
      وقد يكون مقصدك أبعد من ضيق تفكيري فالعذر منك
      ,,
      أسعدني أني هنا فلك اسلوب جميل
      ودي وحدائق وردي
      [/align]

      تعليق

      يعمل...
      X