وظائف أخرى للحواس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صفوق الدوغان
    عضو الملتقى
    • 16-01-2010
    • 50

    وظائف أخرى للحواس

    يا هيبتُها ..

    في حضرتِها

    تكتشف وظائف أخرى للحواسِ

    إذ يمتدُّ البصر

    ملتفاً حول مئذنةِ عُنقِها

    ليرتدَّ مبهوراً

    جرَّاء دِقة نحتِها..

    وشلال الدهشة

    يصمتُ أثناء نمو نهدها

    فتختزلُ جميعَ الأفكارِ

    لتصبَّ في فكرةٍ واحدةٍ

    وهي: كيف تستخرجُ الصوتَ من فمِها؟

    كي تثيرُك أكثر

    وتحتالُ على محارتِها!

    فتستفزّها..

    لتتنهد..

    وتكتشف وظيفةً أخرى للأذُنِ

    إذ تفزعُ حاسة السمع..

    جرّاء موجٍ يتشعّبُ بين مساماتِ طبلتِها...

    فَضِفّتيها سكون..

    عدا خرير مياه دجلتها..

    وأثناء ذلك..

    تكتشفْ وظيفة أخرى للأنفِ

    إذ ترتَبِك حاسة الشَّمِّ

    فتشهق كثيراً

    كلما فاحتْ رائحة عرق أشجارِها

    فتشتهيها..

    ومن ثَمَّ تدنو وتُقبلها..

    لتكتشف وظيفة أخرى للفمِ

    فتتغيرُ مقاييس حاسة الذّوق

    حالما تتذوق ضفدعتها

    وتحارُ للذّتِها

    وتهاجمُ ضواحيها..

    فتكتشف وظيفةٌ أخرى لليد

    إذ يتكسّر الرمل لرقّتِها

    فتُقلّب كتابَ جسدِها،

    المليء بخسارةِ أعدائِها،

    صفحةً... فصفحةًٌ،

    فتبكي لمصيرِها

    وكيفَ آلتْ لمَ هي عليه حضاراتُها...


    ::: :::


    هِندامُها آفتُها

    يُسلّيهم ضجَّها

    وحين تُحلّق ثرثرتُها

    يزدادُ إنصاتهم لرفيفِ أجنحتِها

    لا علاج لعاهتِها

    إلا لمّا تقوم الأجيال بثوراتِها

    تُراثها مأساة شعبِها

    أحياؤها، شوارعُها ونَهراها

    تفيضُ جثث قتلى تنْتِن رائحة أجوائِها

    وبقايا دمٍ متخثرٍ لأجسادٍ طالَ بقاؤها

    وشتى الأمراض تتسوَّل بين أزقّتِها

    فتبّاً لكذبةِ صمودها..

    وتفشّي طاعونُ العشق بين روّادها



    .......... أنها امرأةٌ

    موبوءة بالحُبِّ!

    .......... أنها مدينةٌ

    موبوءة بالعروبةِ!
    [poem=font="Traditional Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

    هذي السجائرُ قد أوقدتُ شعلتها = دخن معي، فغداً يزهو لنا القدَرُ [/poem]
  • سهير الشريم
    زهرة تشرين
    • 21-11-2009
    • 2142

    #2
    سيدة النساء ..عربية سمراء
    فاتنة ...عميقة
    أصيلة النسب غراء
    تنهل من عينيها ربوع خضراء
    وتلال وجبال
    وتخوض كل الدنيا بتلك المقلتان.
    جميلة النساء
    محاصرة بين أشواك الكيد وغدر الدخلاء
    مزقوا أثوابها وكسروا أبوابها
    دمروا محرابها
    رحل أدباؤها وكتابها وعلماؤها
    فبقيت يتيمة بين تنافر الأشقاء
    وتنازع الحكماء وتخاذل الكرماء.
    تلك سيدة النساء
    يجرجروها
    كأَمة مغمضة العينين
    ساقوها لا تدري الى أين
    معاقل الضياع وذل وانصياع
    وغربة وتربة وأفول
    أسروها بين الغبن والغدر والكل سواء
    معشوقة المدن
    أصبحت معتقلة بين القوس والحربة
    مغروز بصدرها ألآلآف السهام
    معلق بجيدها أحزان التعساء
    وشعارات لا تعدو سوى أوهام
    مقلتاها دجلة وفرات
    وجيدها سامراء
    وجسدها أرض أصبحت عراء
    وجوفها خواء
    جريحة بلا احتواء
    تتخبط بين دماؤها واحياؤها
    فهل أحد يسمع رجاؤها
    توسلاتها
    تُداس الكرامة على جبينها
    وتشرب من أعماق أنينها
    فهل سمعتم النداء
    ويلي يا سمراء
    تلك العروبة النكراء

    القدير مكلل الجبين/ صفوق آل دوغان

    هل لامست جرحا قان
    لعزيز أو حبيب
    ومن ثم أدركت أنه خان
    تلك المعشوقة
    تاريخها الجديد مُهان ...
    أسال ربي أن تعود ويعودوا كل أفلاذها
    وتعانق كل المآذن صلبانها
    بروح وجسد يا مدينة العرب

    تقديري واحترامي


    كنت هنااا وزهر

    تعليق

    يعمل...
    X