ضاعت المُتعة مِنْ حياته وهو مُنهمك فى مُلاحقة أحلامه ، مر طيفها بخيالة بغتة ،
ترك ما بيده وعاد ليبحث عن أى شئ يقوده إليها ، حتى ولوكانت يد الرَّزَايَا
تدس الردى على أعتاب الآمل ،تتعثر محاولاته وتهوى مراراً بأسى يهدهد كيانه
فى حضن الآلم ، حتى وجدها تسير فى تلك الحديقة التى كانت شاهد للقاءاتهما
المستمرة ، اقترب منها بروية وما أن تلاحمت نظراتهما ،تذكرت قسوته التى
اعتصرت شطأنها فى بحرغيابه الطويل، واصلت سيرها غير آبةٍ لرؤيته،
تبتعد بينهما المسافة ...فنثر رذاذ أنفاسه اللاهبة لتلامس روحها وتناجيها من جديد ،
تكبل مسيرتها لحظة إدراك أوقفتها هنيهة،مضى صوبها ، وما ان شعرت بدبيب خطواته
الوئيدة خلفها ، استتبت للمواجهة، وقف أمامها يرمقها بنظرات شوق هائمة ؛
تُسعر القِلىَ بداخلها ، وبإبتسامة مُهشمة تعلو محياه قال :
" أخيراً وجدتكِ بحثتُ عنكِ كثيراً لكنِ لم أفقد الآمل فى لقاؤكِ أنااا..!"
ما لبث بت شفه حتى أزاحت غرتها قائلة :صدقنى بأننى أُجنِبْكَ حرج الإعتذار ،
فالروح ما عاد فضاء بها يسع لثرثرتك الرعناء ، ولا تحدق بى هكذا..
فاللذى تبحث عنه فى قسماتى لن تجده، فقد لاكته الأيام وصادرته سنوات الهوان
الذى تركته ليسامرنى ليال الهلاك بعد أن قررت الغياب ،يتلعثم قائلاً:
"أعلم أنكِ غاضبة ولكِ الحق ولكن دعينا من الماضى وتعالى نفتح معاً صفحة
جديدة ونبدأ حياتـ... قاطعته بإزدراء :
"هه سحقاً لهذا العقد الذى وقعت عليه مُسبقاً ولم أعلم أنه مُتجدد بفراق مرهون،،
صوته الناعم أطفأ من ثورها : أريد أن أريكِ شيئاً تعالى معى !
تركته وولت بعيدأ عنه ؛ يطيل النظر إليها بإثم يحصده حاجبيه، وعُبَّ القَذَى
يقدح مقلتيه ، ولىّ وجه يتبع ظله ليحصد الحضيض مُجدداً على صدر العتم ،
تختلس هى من بعيد أخر نظراتها إليه حتى تلاشى كقطرة روح لفحتها خصلة
مِنْ صفيرالوداع وبهيمنه يشد طرف ثوبها قائلا: أمى من هذا الرجل ؟!
ردّت : " لا تقلق حبيبى هذا مُجرد عابر قد أخطا العنوان .!
تمــت ....
7/2/2010
تعليق