تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها
د. نديم حسين
تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها يا صاحِبي
تتكلَّمُ الأشجارُ .
قالَتْ حفيفًا أو مَذاقَ ثِمارِها
وبعُشِّ عُصفورٍ غريبِ الأُمسِياتِ
سمِعتُها تتكلَّمُ
ورأيتُها تتكلَّمُ
وشَمَمتُها كـوُرَيدَةٍ تتاَلَّمُ
لَمَّا تَلَتْ أَحزانَها الأَطيارُ .
ولَطالَما نَطَقَتْ على خَرَسِ الغُصونِ النَّـارُ .
لُغـةٌ لأَشجـارِ البلادِ وقِصَّـةٌ
ولِقاطِعِ الطُّرُقِ الغريبِ حكايَةٌ
تُزري بهـا الأَوزارُ .
ولطالَما باحَتْ لنا بالتِّـينِ والصبَّارِ ،
يَحرُسُ ما تبقَّى ها هُنا مِن شَوقِها الصبَّارُ .
ولطالما باحَتْ ،
فأشجارُ البلادِ تخافُ أن تغتالَها الأسرارُ .
قد تُنصِتُ الأشجارُ
إنْ نطقَتْ على كَتِفِ البلادِ رياحُنا
قد تنـزِفُ الأشجـارُ إنْ ذُبِحَـتْ بِنـا
وتــأَنَّـثَـتْ أَسيـافُنـا ورِمـاحُنـا
قد تذرِفُ الدَّمعَ النَّميرَ
إذا بَكَتْ يَومًـا رحيلَ خريرِها الأنهارُ .
قد تَغضَبُ الأشجارُ إنْ أَلقَتْ زُجاجَ ظِلالِها
فتَطايَرَتْ نُتَفًـا على كَفِّ الغريبِ جِهاتُها
وأُذِلَّ فيها الكُمَّـلُ الأحرارُ .
وتَهُزُّها ريحُ " العَتابا " صاحِبي
لتَخُرَّ ساجِدَةً على أشواقِها الأشعارُ .
وتَروحُ في دَربِ الوِحامِ دُروبُها
ويُشابِهُ استِرسالَها الإِعصارُ .
وتُحاورُ الأشجارُ قامَةَ لَوعَتيْ
كي تُطفيءَ الكلماتِ في قاموسِها الأعذارُ .
&&&&&&&&
تتحدَّثُ الأشجارُ فيما بينَها
عن حُزنِها
لُغَـةُ الجُّـذورِ بَـقاؤُها
تستَرحِمُ الفُرسانَ إنْ خانوا الصَّهيلَ وأَدبَروا
وتُناقشُ استِرحامَها الأحجارُ .
فمتى إِذًا ستعودُ من أسفارِها الأسفارُ ؟
لتُدَثِّرَ الباقي بثَوبِ بَقائِهِ ،
فتُطِلَّ من عُمرِ الشَّذا الأعمارُ !؟
فوقَ البَقاءِ تُشَيِّـدُ الخِصْبَ الذي
سالَتْ على إبصارِهِ الأَبصارُ .
وتَكامَلَتْ يومَ الحِسابِ كُسورُها
شَمَخَتْ على أرقامِها الأَعشارُ .
وبِطُهرِها اغتَسَلَتْ هُنـا الأَمطارُ .
عصَرَتْ غُيومَ القَلبِ فَوقَ عُيونِها
شرِبَتْ مياهَ حنينِها الآبارُ .
وتَناقَلـَتها في الـدُّنى الأَخبارُ .
صمتَتْ أَمامَ الفأسِ والعَطَشِ الخريفيِّ المُذَهَّبِ
سيِّدي !
صمتَتْ ولكنْ سِرُّها ثَرثارُ .
قالَتْ بقايا مَوجةٍ فأَصابَها الإِبحارُ .
قالَتْ شُعاعًـا واحِدًا ،
سَجَدَتْ لَها الأَنوارُ .
قَدَّرتَ صَمتَ اليانِعاتِ صَديقَنا ،
لكنَّها
سَخِرَتْ من استكبارِكَ الأَقدارُ .
أنصِتْ قليلاً سيِّدي ،
حتَّى تَراها مَرَّةً
يا صاحِبي
تتكلَّمُ الأَشجارُ !!.
د. نديم حسين
تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها يا صاحِبي
تتكلَّمُ الأشجارُ .
قالَتْ حفيفًا أو مَذاقَ ثِمارِها
وبعُشِّ عُصفورٍ غريبِ الأُمسِياتِ
سمِعتُها تتكلَّمُ
ورأيتُها تتكلَّمُ
وشَمَمتُها كـوُرَيدَةٍ تتاَلَّمُ
لَمَّا تَلَتْ أَحزانَها الأَطيارُ .
ولَطالَما نَطَقَتْ على خَرَسِ الغُصونِ النَّـارُ .
لُغـةٌ لأَشجـارِ البلادِ وقِصَّـةٌ
ولِقاطِعِ الطُّرُقِ الغريبِ حكايَةٌ
تُزري بهـا الأَوزارُ .
ولطالَما باحَتْ لنا بالتِّـينِ والصبَّارِ ،
يَحرُسُ ما تبقَّى ها هُنا مِن شَوقِها الصبَّارُ .
ولطالما باحَتْ ،
فأشجارُ البلادِ تخافُ أن تغتالَها الأسرارُ .
قد تُنصِتُ الأشجارُ
إنْ نطقَتْ على كَتِفِ البلادِ رياحُنا
قد تنـزِفُ الأشجـارُ إنْ ذُبِحَـتْ بِنـا
وتــأَنَّـثَـتْ أَسيـافُنـا ورِمـاحُنـا
قد تذرِفُ الدَّمعَ النَّميرَ
إذا بَكَتْ يَومًـا رحيلَ خريرِها الأنهارُ .
قد تَغضَبُ الأشجارُ إنْ أَلقَتْ زُجاجَ ظِلالِها
فتَطايَرَتْ نُتَفًـا على كَفِّ الغريبِ جِهاتُها
وأُذِلَّ فيها الكُمَّـلُ الأحرارُ .
وتَهُزُّها ريحُ " العَتابا " صاحِبي
لتَخُرَّ ساجِدَةً على أشواقِها الأشعارُ .
وتَروحُ في دَربِ الوِحامِ دُروبُها
ويُشابِهُ استِرسالَها الإِعصارُ .
وتُحاورُ الأشجارُ قامَةَ لَوعَتيْ
كي تُطفيءَ الكلماتِ في قاموسِها الأعذارُ .
&&&&&&&&
تتحدَّثُ الأشجارُ فيما بينَها
عن حُزنِها
لُغَـةُ الجُّـذورِ بَـقاؤُها
تستَرحِمُ الفُرسانَ إنْ خانوا الصَّهيلَ وأَدبَروا
وتُناقشُ استِرحامَها الأحجارُ .
فمتى إِذًا ستعودُ من أسفارِها الأسفارُ ؟
لتُدَثِّرَ الباقي بثَوبِ بَقائِهِ ،
فتُطِلَّ من عُمرِ الشَّذا الأعمارُ !؟
فوقَ البَقاءِ تُشَيِّـدُ الخِصْبَ الذي
سالَتْ على إبصارِهِ الأَبصارُ .
وتَكامَلَتْ يومَ الحِسابِ كُسورُها
شَمَخَتْ على أرقامِها الأَعشارُ .
وبِطُهرِها اغتَسَلَتْ هُنـا الأَمطارُ .
عصَرَتْ غُيومَ القَلبِ فَوقَ عُيونِها
شرِبَتْ مياهَ حنينِها الآبارُ .
وتَناقَلـَتها في الـدُّنى الأَخبارُ .
صمتَتْ أَمامَ الفأسِ والعَطَشِ الخريفيِّ المُذَهَّبِ
سيِّدي !
صمتَتْ ولكنْ سِرُّها ثَرثارُ .
قالَتْ بقايا مَوجةٍ فأَصابَها الإِبحارُ .
قالَتْ شُعاعًـا واحِدًا ،
سَجَدَتْ لَها الأَنوارُ .
قَدَّرتَ صَمتَ اليانِعاتِ صَديقَنا ،
لكنَّها
سَخِرَتْ من استكبارِكَ الأَقدارُ .
أنصِتْ قليلاً سيِّدي ،
حتَّى تَراها مَرَّةً
يا صاحِبي
تتكلَّمُ الأَشجارُ !!.
تعليق