تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها

    تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها
    د. نديم حسين

    تتكلَّمُ الأشجارُ فيما بينَها يا صاحِبي
    تتكلَّمُ الأشجارُ .
    قالَتْ حفيفًا أو مَذاقَ ثِمارِها
    وبعُشِّ عُصفورٍ غريبِ الأُمسِياتِ
    سمِعتُها تتكلَّمُ
    ورأيتُها تتكلَّمُ
    وشَمَمتُها كـوُرَيدَةٍ تتاَلَّمُ
    لَمَّا تَلَتْ أَحزانَها الأَطيارُ .
    ولَطالَما نَطَقَتْ على خَرَسِ الغُصونِ النَّـارُ .
    لُغـةٌ لأَشجـارِ البلادِ وقِصَّـةٌ
    ولِقاطِعِ الطُّرُقِ الغريبِ حكايَةٌ
    تُزري بهـا الأَوزارُ .
    ولطالَما باحَتْ لنا بالتِّـينِ والصبَّارِ ،
    يَحرُسُ ما تبقَّى ها هُنا مِن شَوقِها الصبَّارُ .
    ولطالما باحَتْ ،
    فأشجارُ البلادِ تخافُ أن تغتالَها الأسرارُ .
    قد تُنصِتُ الأشجارُ
    إنْ نطقَتْ على كَتِفِ البلادِ رياحُنا
    قد تنـزِفُ الأشجـارُ إنْ ذُبِحَـتْ بِنـا
    وتــأَنَّـثَـتْ أَسيـافُنـا ورِمـاحُنـا
    قد تذرِفُ الدَّمعَ النَّميرَ
    إذا بَكَتْ يَومًـا رحيلَ خريرِها الأنهارُ .
    قد تَغضَبُ الأشجارُ إنْ أَلقَتْ زُجاجَ ظِلالِها
    فتَطايَرَتْ نُتَفًـا على كَفِّ الغريبِ جِهاتُها
    وأُذِلَّ فيها الكُمَّـلُ الأحرارُ .
    وتَهُزُّها ريحُ " العَتابا " صاحِبي
    لتَخُرَّ ساجِدَةً على أشواقِها الأشعارُ .
    وتَروحُ في دَربِ الوِحامِ دُروبُها
    ويُشابِهُ استِرسالَها الإِعصارُ .
    وتُحاورُ الأشجارُ قامَةَ لَوعَتيْ
    كي تُطفيءَ الكلماتِ في قاموسِها الأعذارُ .

    &&&&&&&&

    تتحدَّثُ الأشجارُ فيما بينَها
    عن حُزنِها
    لُغَـةُ الجُّـذورِ بَـقاؤُها
    تستَرحِمُ الفُرسانَ إنْ خانوا الصَّهيلَ وأَدبَروا
    وتُناقشُ استِرحامَها الأحجارُ .
    فمتى إِذًا ستعودُ من أسفارِها الأسفارُ ؟
    لتُدَثِّرَ الباقي بثَوبِ بَقائِهِ ،
    فتُطِلَّ من عُمرِ الشَّذا الأعمارُ !؟
    فوقَ البَقاءِ تُشَيِّـدُ الخِصْبَ الذي
    سالَتْ على إبصارِهِ الأَبصارُ .
    وتَكامَلَتْ يومَ الحِسابِ كُسورُها
    شَمَخَتْ على أرقامِها الأَعشارُ .
    وبِطُهرِها اغتَسَلَتْ هُنـا الأَمطارُ .
    عصَرَتْ غُيومَ القَلبِ فَوقَ عُيونِها
    شرِبَتْ مياهَ حنينِها الآبارُ .
    وتَناقَلـَتها في الـدُّنى الأَخبارُ .
    صمتَتْ أَمامَ الفأسِ والعَطَشِ الخريفيِّ المُذَهَّبِ
    سيِّدي !
    صمتَتْ ولكنْ سِرُّها ثَرثارُ .
    قالَتْ بقايا مَوجةٍ فأَصابَها الإِبحارُ .
    قالَتْ شُعاعًـا واحِدًا ،
    سَجَدَتْ لَها الأَنوارُ .
    قَدَّرتَ صَمتَ اليانِعاتِ صَديقَنا ،
    لكنَّها
    سَخِرَتْ من استكبارِكَ الأَقدارُ .
    أنصِتْ قليلاً سيِّدي ،
    حتَّى تَراها مَرَّةً
    يا صاحِبي
    تتكلَّمُ الأَشجارُ !!.





  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كم هى بليغة هذه الفكرة الشعرية التى قام عليها هذا النص الإنسانى الجميل ، فكرة تقوم على أن الشجرة كيان حى له بوحه وكلامه ، نحن هنا أمام المجاز الذى يتسع ليشمل بدلاته ورمزيته دلالات أخرى تماثل الأشجار التى تموت واقفة والتى تخرس غصونها أمام النار والتى ترى وتبصر وتدرك الأهوال التى حولها ، فكرة شعرية بليغة بحق

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      المبدع د. نديم حسين

      قصيدة جميلة جدا.

      تكرار القافية جاء كثيفا ومتسارعا. الموسيقى عذبة.

      الصور الشعرية رائعة.

      دمت شاعرا متألقا!

      مودتي وتقديري

      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      • د. نديم حسين
        شاعر وناقد
        رئيس ملتقى الديوان
        • 17-11-2009
        • 1298

        #4
        رفيقَ الشعرِ محمد الصاوي السيد حسين
        سلامًا شَجَرِيًّـا وبعد ،
        كثرةُ الكلامِ أحيانًا تصيبُنا بما يُشبهُ الخَرَس . فترجحُ كفَّةُ الإقلاعِ عمَّا يُمكنُ أن يُقالَ من باب الجنوحِ إلى المحافظةِ على رُشْدٍ ما . إنَّ ذلكَ " الكلامَ " لكلِّ مكوِّناتِ وطننا أبقى عيونَنا مفتوحةً على مصارعِها فمارسنا رغمًا عنَّا أحيانًا ما أُسمِّيهِ سهرَ النواطيرِ المُرهقين . بيوتُنا القائمةُ " تتكلَّمُ " وبيوتنا المهدَّمةُ والمُصادرةُ والمهجورةُ " تتكلَّمُ " !
        أشجارُنا ، أشياؤُنا ، أحزانُنا " تتكلَّمُ " ! إذًا يُصبحُ نَومُ النواطيرِ نوعًا من الرَّفاهيَّةِ التي لا نُجيزَها لأنفسنا !!
        أشكرُ مرورَكَ الراقي وإلى تواصلٍ يا أخي إن شاءَ مُنْطِقُ البَشَرِ والشَّجَر !

        تعليق

        • د. نديم حسين
          شاعر وناقد
          رئيس ملتقى الديوان
          • 17-11-2009
          • 1298

          #5
          الفلسطيني الرائع خالد شوملي
          طَيَّبَ اللهُ خاطرَكَ وأسعَدَ أوقاتَكَ ومنحكَ وافرَ الصحةِ والعافية وبعد ،
          أسعدني مرورُكَ لأنني أعتزُّ برأيكَ وأُقدِّرُ ذائقتكَ العالية .
          أنتَ يا أخي وبدونِ أدنى مجاملةٍ شاعِرٌ مُجَدِّدٌ مطبوعٌ جميلٌ كنصوصِكَ .
          ما علينا يا أخي إلاَّ أن " نتَكاتَبَ " ونكتُبَ لنعيشَ !
          سلامًا عليكَ أينما حلَلتَ .
          ( لقد حوَّلتُ لملتقى المقاومةِ مطوَّلَةً هي بمثابةِ مقاضاةٍ من خديجتي للعالَمِ بأسرهِ أرجو أن يُسعِفَكَ الوقتُ فتقرأَها .. وإلى اللقاء . )

          تعليق

          • نضال يوسف أبو صبيح
            عضـو الملتقى
            • 29-05-2009
            • 558

            #6
            يؤسفني تأخري
            ولكن ما يؤسفني أكثر هو عجلتي الآن
            سأعود حتمًا بإذن الله
            تحياتي

            تعليق

            • عارف عاصي
              مدير قسم
              شاعر
              • 17-05-2007
              • 2757

              #7
              [align=center]
              الرائع الحبيب
              د0 نديم حسن

              ومالها لا تتكلم الأشجار
              وقد أصاب الخرس ما حولها
              والحدث يلهب روحها
              نطقت
              فقالت
              ويحكم
              قدسي مهان بينكم
              شرفي وضيع عندكم
              عرض مباااااااااح
              وانتم تتبسمون
              وتمرحون
              وتأكلون
              بل
              وتسالمون
              تهادنون
              تطبعون
              تحاصرون


              أبدعت أخي

              للتثبيت حبا وتقديرا


              بورك القلب والقلم
              تحاياي
              عارف عاصي
              [/align]

              تعليق

              • أحمد عبد الرحمن جنيدو
                أديب وكاتب
                • 07-06-2008
                • 2116

                #8
                في سياق قراءتي التي التهمت كل سطور القصيدة
                وجدت أنك تكتب بروح غامرة الإحساس
                وبقلب نابض بالجمال والحقيقة
                جميل البوم والرؤية
                رائع بحق
                يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
                يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
                إنني أنزف من تكوين حلمي
                قبل آلاف السنينْ.
                فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
                إن هذا العالم المغلوط
                صار اليوم أنات السجونْ.
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                ajnido@gmail.com
                ajnido1@hotmail.com
                ajnido2@yahoo.com

                تعليق

                • هادي زاهر
                  أديب وكاتب
                  • 30-08-2008
                  • 824

                  #9



                  (قد تُنصِتُ الأشجارُ
                  إنْ نطقَتْ على كَتِفِ البلادِ رياحُنا
                  قد تنـزِفُ الأشجـارُ إنْ ذُبِحَـتْ بِنـا
                  وتــأَنَّـثَـتْ أَسيـافُنـا ورِمـاحُنـا)

                  لله درك يا ابا خالد . تكتب بقلبك . انك بحق وكما قال محمود درويش حامل الشعلة بعد جيلهم ، ايها المتواضع الكبير . لقد " تأنثت " فعلاً سيوفنا ورماحنا فهل نعجب إذا ما وبختنا اشجارنا ؟
                  ***************

                  (وتَهُزُّها ريحُ " العَتابا " صاحِبي
                  لتَخُرَّ ساجِدَةً على أشواقِها الأشعارُ)

                  كم جاء موفقاً استعمالك لدبكة العتابا رمز تراثنا الفلسطيني في هذا السياق .
                  **************
                  ( صمتَتْ ولكنْ سِرُّها ثَرثارُ .)
                  صورة مركبة جميلة أخرى من صورك الشعرية الرائعة .
                  شكراً لك أبا خالد واطالبك بنشر روائعك تباعاً
                  محبتي
                  هادي زاهر
                  " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                  تعليق

                  • د. نديم حسين
                    شاعر وناقد
                    رئيس ملتقى الديوان
                    • 17-11-2009
                    • 1298

                    #10
                    الشاعر نضال يوسف أبو صبيح
                    أهلاً بمروركَ مهروِلاً أو متأنيًا . فأنت من أهلِ البيتِ شاعرًا وإنسانًا .
                    ( أخي نضال أودُّ أن ألفتَ نظركَ لمطوَّلةٍ شعريةٍ نشرتُها في إطار الصالون الفلسطيني ، في خانةِ أدب المقاومةِ في ملتقانا الكريم . إذا أحببتَ فعَرِّج إلى هناكَ وأتحِفني برأيكَ الذي أحترمهُ . )
                    لكَ خالصُ محبتي

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #11
                      الأخ الراقي عارف عاصي
                      أقدرُ لكَ مرورك الكريم وملاحظاتِك الدافئة وأشكر لكَ تثبيتكَ للقصيدةِ أيها المتواضعُ المُحبُّ الأصيل .
                      لكَ مني خالصُ احترامي ومحبتي اليعربية الصادقة يا أخَ الشِّعرِ .
                      إلى تواصلٍ مثمرٍ إن شاءَ ربُّ العالمين .

                      تعليق

                      • د. نديم حسين
                        شاعر وناقد
                        رئيس ملتقى الديوان
                        • 17-11-2009
                        • 1298

                        #12
                        شاعرنا المبدع أحمد عبد الرحمن جنيدو
                        لمروركَ وملاحظاتِكَ مذاقُ الشعرِ الصافي .
                        دمتَ كبيرًا وأصيلاً ورائعًا كقصائدكَ .
                        محبتي وتقديري .

                        تعليق

                        • د. نديم حسين
                          شاعر وناقد
                          رئيس ملتقى الديوان
                          • 17-11-2009
                          • 1298

                          #13
                          كاتبنا الرائع هادي زاهر
                          أسعدني مروركَ وأفرحني استحسانكَ لنصوصي . أنتَ كبيرٌ وتأتي آراؤكَ كبيرةٌ وصادقةٌ ومن هنا تنبع أهميتُها .
                          لكَ احترامي وبالغُ تقديري وإلى لقاءٍ إن شاءَ الله .

                          تعليق

                          • هزار طباخ
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 192

                            #14
                            [align=center]
                            أخي العزيز د. نديم حسين
                            حين تضجّ الأمكنة والأزمنة من ترهّل السيوف
                            يصبح الحديث المكتوم دوّياً
                            يبحث عن سلالته بين حناجر الأشجار
                            أخي العزيز د. نديم مبدع دائماً كيفما شاء لك البوح
                            تحيتي وتقديري
                            هزار طباخ
                            [/align]

                            تعليق

                            • د. نديم حسين
                              شاعر وناقد
                              رئيس ملتقى الديوان
                              • 17-11-2009
                              • 1298

                              #15
                              العزيزة الراقية هزار طباخ
                              صَمتُنا أنطَقَ الأشياءَ من حولِنا . والصمتُ هنا هو انعدامُ الكلام وغيابُ العزيمةِ وقِلَّةُ الحيلةِ .
                              ما يُعزِّيني هو أن هذه الأمةَ لن تُصابَ بالصمتِ المُزمنِ إن شاءَ الله . سيأتي يومٌ تقولُ فيهِ ذاتَها .
                              لكِ مودَّتي واحترامي .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X