بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثقافة والشخصية العربية ..:
تهتم الدراسات السوسيولوجية بالعلاقة العضوية بين الثقافة
والشخصية بصفة عامة .. فالثقافة هي كل ما يكتسبه الإنسان بكونه عضوا في المجتمع ، كذلك فإن الشخصية الإجتماعية للفرد هي كل ما يكتسبه الإنسان لكونه عضوا في الحياة الإجتماعية، لهذا فمن الصعوبة الفصل بين الثقافة كميراث إجتماعي والشخصية كميراث فردي ..، وهما متلازمتان لا يمكن فهم أي منهما دون الرجوع للآخر ، وتعد الثقافة مشكلة الفرد ففي بعض الأحيان
نجد أن الفرد هو صانع الثقافة والمحافظ عليها وهو صانع تغيرها ..
إن الثقافة كميراث إجتماعي يجده الإنسان أمامه منذ ولادته
حتى نهاية هذه الحياة ، هذا الميراث ليس جامدا بل قابل للتطوير والتعديل والتغير ، كما يتضمن الثقافات الوافدة والثقافات الأصلية، فيتعلم من هذا الميراث وينقله فتتناقله الأجيال جيلا بعد جيل ...
وتختلف درجة إنتقاء الفرد من هذا الموروث الثقافي باختلاف الثقافة نفسها وباختلاف العمليات الإجتماعية والتربوية ، فعلى سبيل المثال فإن الثقافة الحديثة تعطي الفرد الحق في الاختيار والانتقاء من بين سماتها ومركباتها وأنماطها الثقافية بما يتناسب والشخصية..
والشخصية لها ثلاثة أبعاد أساسية :
ــ البعد الفردي أو الذاتي .:
وهو الخاص بالعوامل النفسية والجسمية التي تشكل الفرد.
ـ البعد الإجتماعي :
وهو متعلق بالبيئة الإجتماعية وكل السبل التي مر بها الفرد
حتى أصبح عضوا في جماعة ما ـ الأسرة ، المهنة، جماعة
الأصدقاء ، .....الخ
ـ البعد القومي :
وهو ما يطلق عليه الطابع القومي وهو ما يميز شعب من الشعوب عن غيره من الشعوب الأخرى.
الشخصية العربية هي نتاج للثقافة والرصيد التاريخي العربي المتراكم ولايمكن فهم الشخصية العربية دون
الحديث عن مقوماتها وسماتها وطابعها العربي ..،
وإن كانت الثقافة والحضارة العربية تؤثر في الشخصية
العربية وتطبعها بطابعها فالشخصية العربية بدورها أثرت
وماتزال في البنيان الثقافي والحضاري العربي.
وتعد الثقافة الإسلامية أحد المقومات الأساسية للثقافة
العربية ومن ثَمة للشخصية العربية وتعد العقيدة (الدين الإسلامي كنظام حياة) واللغة العربية ( كأداة فكر وتراث أيضا )، والتاريخ (كنتاج وحصيلة للتراث المتراكم ) ، والتراث ( التراث والمتغيرات في الفكر الإسلامي ) من أهم مقومات الثقافة والشخصية العربية.
وهنا سأتوقف لطرح بعض محاور الحوار:
ـ ماهي سمات الشخصية العربية الثابتة والمتغيرة من وجهة نظرك..وماهي التغيرات الثقافية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية التي أدت إلى تكوين هذه الشخصية؟!
ـ بعض النظريات الغربية تروج عن تخلف الإنسان العربي
إذا ما قورن بمثيله الغربي .. هل ترى أن هذه النظريات تعطي تصورا جزئيا للشخصية العربية أم تخالفها برمتها ..
ما رأيك ؟؟
ـ هل ساهم الصراع العربي الإسرائيلي الطويل في رسم صورة ضبابية غير واضحة للشخصية العربية فأعطت هذا الإنطباع الشائع عنها والذي يحصرها في من يملكون مصادر بترولية ضخمة ولكنهم يضيعونها..؟
ـ هل ساهمت الصراعات السياسية بين الشرق والغرب
وكذلك النخب العربية الحاكمة في إحداث تغيرات جوهرية
ملموسة في الشخصية العربية التي مرت بتغيرات عديدة
حتى يومنا هذا ..؟!
ـ لكل شخصية طابعها المميز وكذلك الشخصية العربية ..
فماهو طابعها المميز ؟؟ أم لا نراه الآن ..؟
ـ ماذا ينقص الشخصية العربية لتسترد سمتها المتميزة
والتي أعاد تكوينها وتشكيلها رسولنا الكريم صلوات الله
وسلامه عليه ..، فإمتدت لقرون بعده؟؟
ننتظركم وهذا الحوار عن الشخصية العربية بين مطرقة
التغيرات الثقافية والإجتماعية وسندان الغرب السياسي
المتسلط والداعي للتوسع الإقتصادي على حساب الدول
الأخرى ..
فــ إبقوا معنا وشاركونا
وتابعونا ..
كل الإحترام
/
/
/
ماجي
تعليق