لقاء !!!

.. وكان اللقاء.. كنت أبحث عنه بين حشود الناس ...عيناي تجوبان المكان ... في شغف اللقاء... طال الانتظار والترقب ...وأنا واقفة بمحاذاة الرصيف... أنظر هنا وهناك... في وجوه كل المحيطين.. علّه يخرج من بينهم... لكن قلبي لم يحدثني بوجوده... لما يأت بعد ...انتظرت طويلا حتى فاض بي الشوق إلى إطلالتهِ...
قبل أن يأتي حدث شيء غريب؛ رأيت رجلاً غليظ الوجه، يرمقني بنظارته الثاقبة... كإنما يتوغل إلى كياني... انتابتني حالة من الخوف.. كنت أتدثر في ثيابي أملاً أن يأتي من أترقب قدومه..
وأخيراُ لمحني... صاح ينادي... عرفني ولم أعرفه... أحسست برجفةٍ في صدري.. نظرت إليه.. لمحت طيفه قادماً من بعيد... سار قلبي يرقص فرحاً... يكاد يقفز من بين أضلعي ... فأحاول تسكين دقاته ... إصمت ياقلب أرجوك لاتفضح أمري أمامه ...
أقترب ... تقدم وأقترب اكثر وأكثر ... بدون أن نتحدث أخذتني لحظات صمت رهيبة ... لقد تعرف علي هو... كنت أراه للمرة الأولى ... وقف أمامي وقال أنا هنا... أخذتني لحظات من التوتر ... اندفعت اليه مهرولة بلا تفكير ...
وكأني أجد ضالتي التي أبحث عنها... أنت !!!.. أنت من كنت أبحث عنه...
قلبي يدق بسرعة ...نظرت إلية في صمت ...كان مبتسماً رقيق الملامح ...خفيف الظل ...وجهه مضيء ببسمة حالمة ... فتحت باب السيارة وجلست بجواره... دون أن أتلفظ بكلمة ..انطلق بسيارته يجوب المدينة.... نظرت إليه...
التقيت بحلم العمر ...
بين الخيال والحلم ننسج الواقع... لحظات جميلة تمضي... عشقت خلالها المكوث بين يديه ... أنظر اليه كي أحفظ ملامح وجهه ... بقلبي كي لا يضيع مني مرة أخري ... كان يتحدث إلي... كي يمحو عني لحظات الخجل... التي لازمت صمتي... غُصت داخل نفسي أحدثها ..ها أنت قد نلت ما تمنيته... فاهدئي.. منذ التقينا في سماء الحلم ... أحسست باستقرار نفسي رهيب... لأول مرة أشعر بهذا الإحساس... الملتهب بحبي نحوه ..
همس في أذني بكلمات أذابت قلبي بدفئها... قطع علي لحظات الصمت ...والحديث النفسي.... لقد انعقد لساني ... وجف حلقي ...أنظر اليه في شغف... أتأمل قسمات وجهه .... كان في شوق ملتهب إلي... أرى عيونه تلتهمني بنظراتها .... فأصمت.. نتبادل الحديث معا ... نتحاور ونحكي بين رغبة جامحة ...تسري في الجسد ... ولقاء حب يلتهمه الصمت ... ويدغدغ الألم ... وصراع النفس ... كل منا يفضي إلى الأخر... بما تفعل الأيام به... النفس تبكي في صمت ... علي مايحدث دون إرادة... فكلنا يعيش مرغم لاشعور بلذة الحياة ...كل شيء اصبح روتينياً..
روتين يومي رهيب ...
روتين يومي رهيب ...
فكلنا يصمت ويبكي ... ويخفي دموع تنهمر... في لحظات ضعف... وقدسية اللقاء.... وبين الحب والرغبة الجارفة ...فكل منا يتملك ناصية النفس جيدا ...والإبتعاد عن لحظات الإنهيار... في بئر الهاوية السحيق ... التي يقودها حب التلذذ بألم ...
القلب ..والنفس ...واللذة ... أصبحو في شتات ..
القلب يقول لا تعبثوا بي ...فأنا مجروح ...
النفس تتحدث وتقول.. كفاني ألماً وكآبة وروتين الحياة ..
اللذة والرغبة أريد أن أطفئ نار شوقي ...شعوري المتأجج بنار رغبتي الجامحة....
فيظهر العقل فجاة ويقول كل هذا هراء ... هل مازلتم تتمتعون بمراهقة متأخرة ...أما ماذ ا جري لكم ؟؟
العقل يلقي بكلمات وينسحب في هدوء... ويأخذ ركناً بعيداً .. يقول لا أحد يأتني يبكي بعد اليوم ...
القلب يقول أنني انساق دون إرادة !! فهل الحب جُرم كبير في هذا الزمان السحيق ؟؟
وما زلنا نحلم بلقاء والفكر المتجمد ؟؟ بين حب ورغبة... وعندما نسكن الجرح ...ونسكب الحرف... فأكلهم يتناغم ويتلمس فوق أشلاء الروح الممزقة !!..
" إيمان عامر "
وما زلنا نحلم بلقاء والفكر المتجمد ؟؟ بين حب ورغبة... وعندما نسكن الجرح ...ونسكب الحرف... فأكلهم يتناغم ويتلمس فوق أشلاء الروح الممزقة !!..
" إيمان عامر "
تعليق