عندما ركبت القطار في ذلك اليوم من شهر ديسمبر العام الماضي، كنت في غاية الشوق إلي تلك الزيارة، وكيف لا؟ وقد مرت أربعة سنوات منذ أخر زيارة لي لمدينتي الحبيبة، أسوان، أخذت أتأمل أمواج النهر من نافذة القطار، وهي تسرع نحو الشمال، ورغم علمي أنها تبدو لي مسرعة بسبب حركتها في أتجاه معاكس لأتجاه القطار، إلا أنني وددت أن أقول لها: "تمهلي، أنك تتركين خلفك كل شيء جميل، وتتجهين نحو ضوضاء وزيف المدن الكبيرة."
يا الله! كم أحب هذه المدينة! تمنحني زيارتي لها الكثير من التفاؤل، وأعود منها، وقد ساد الهدوء نفسي وعقلي.
الناس في قريتي الصغيرة يتحدثون بنبرات هادئة، يرحبون بك من كل قلوبهم، يعطونك الكثير من الحب والأهتمام، لعل تلك المشاعر هي التي تشفي النفوس، وتريح القلوب، أو لعلها الطبيعة الخلابة، النيل والنخيل والجبال، والسماء التي تبدو أكثر زرقة من أي مكان أعرفه، أو لعله الهدوء الذي يغلف كل شيء، أو لعلها كل هذه الأسباب جميعا..
خلال زيارتي التي استمرت خمسة أيام، مرت كالحلم، كنت أرسل لصديقتي رسائل قصيرة، تصف الأماكن التي أزورها، ومن حسن الحظ، يحتفظ هاتفي المحمول بالرسائل المرسلة، عندما عدت للقاهرة وقرأت هذه الرسائل، أكتشفت أن ما كنت أكتبه ليس وصفا للأماكن ولكن لمشاعري، واليوم أحب أن أطلعكم علي تلك الرسائل، وكذلك بعض الصور التي قمت بتصويرها باستخدام هاتفي المحمول خلال تلك الزيارة الخاطفة، أتمني أن تعجبكم وأن تشاركوني بآرائكم...
الرسالة الأولي:
الهدوء والبساطة يسودان.. السماء بزرقتها الصافية والجبل الطفلي الذي لم يستطع الصمود أمام إرادة البشر في الأفق يلتقيان.. أشعر كأنني أسكن خارج حدود الزمان..
الرسالة الثانية:
أسنا: عين كبريتية تخرج مياهها دافئة من الأرض، تذهب إليها الفتيات ليلا للاغتسال والشرب من الماء (كانت تجربة رائعة في عز برد شهر ديسمبر).. يقال أنه عندما حاول أحد الأشخاص استغلال المكان كمشروع تجاري، تحول ماؤها دما (أصبح لونه أحمر) ولم يعد لطبيعته إلا بعد إزالة أثار العدوان، يطلقون عليها: عين الشفاء.
الرسالة الثالثة:
إن ما أشعر به من اطمئنان نفسي لا علاقة له بهدوء المكان.. دفء المشاعر وصدقها أذابا حاجز اللا احاسيس المحيط بقلبي، ووجدت سفينة أفكاري برا للرسو الأمن.
الرسالة الرابعة:
قد يناطح البشر الجبال، ولكنهم في الأغلب يجدون أن أحترام شموخها، والالتفاف حولها هو الأسلم، هذه هي ملفات السراج بعد أدفو..
الرسالة الخامسة:
رغم طول الطريق، وإجهاد الجلوس في السيارة لما يقرب من ساعتين، إلا أنني أبقي عيوني مفتوحة طوال الطريق، حتي أختزن في عقلي وقلبي أكبر قدر من الخضار، يعينني علي حياة الجدب التي تنتظرني في المدينة.
الرسالة السادسة:
أسنا: البيوت هنا مثل البشر متشابهة ولا ينبئ مظهرها الخارجي عن قلوبها.. والقلب الدافق لكل بيت هم سكانه.. المال لا يصنع بيتا مريحا.. الكرم والحب فقط يصنعانه..
الرسالة السابعة:
السد العالي: أول لقاء مع بحيرة ناصر.. هنا اختفت أسطورة بلاد النوبة "البلد القديم" التي يحكي عنها الأجداد تحت ملايين الأطنان من المياه.
الرسالة الثامنة:
متحف النوبة: حفل التاريخ النوبي بالكثير من الأحداث العظيمة، مع كل يوم يمضي في حياتي يتزايد أعجابي بذلك الشعب العريق الصبور وفخري بالانتماء إليه.
الرسالة التاسعة: (بعد العودة)
اشتقت إلي نقاء القلوب التي تتدفق حبا كتدفق النهر العريق الذي يجري في عروق هذه الأرض من سنين .. اشتقت إلي الأرواح الشفافة والنفوس الهفهافة.. اشتقت إليك يا مدينتي العزيزة، رغم أنك في الحقيقة جزء مني، فأنا أحملك في قلبي وعقلي وروحي.
يا الله! كم أحب هذه المدينة! تمنحني زيارتي لها الكثير من التفاؤل، وأعود منها، وقد ساد الهدوء نفسي وعقلي.
الناس في قريتي الصغيرة يتحدثون بنبرات هادئة، يرحبون بك من كل قلوبهم، يعطونك الكثير من الحب والأهتمام، لعل تلك المشاعر هي التي تشفي النفوس، وتريح القلوب، أو لعلها الطبيعة الخلابة، النيل والنخيل والجبال، والسماء التي تبدو أكثر زرقة من أي مكان أعرفه، أو لعله الهدوء الذي يغلف كل شيء، أو لعلها كل هذه الأسباب جميعا..
خلال زيارتي التي استمرت خمسة أيام، مرت كالحلم، كنت أرسل لصديقتي رسائل قصيرة، تصف الأماكن التي أزورها، ومن حسن الحظ، يحتفظ هاتفي المحمول بالرسائل المرسلة، عندما عدت للقاهرة وقرأت هذه الرسائل، أكتشفت أن ما كنت أكتبه ليس وصفا للأماكن ولكن لمشاعري، واليوم أحب أن أطلعكم علي تلك الرسائل، وكذلك بعض الصور التي قمت بتصويرها باستخدام هاتفي المحمول خلال تلك الزيارة الخاطفة، أتمني أن تعجبكم وأن تشاركوني بآرائكم...
الرسالة الأولي:
الهدوء والبساطة يسودان.. السماء بزرقتها الصافية والجبل الطفلي الذي لم يستطع الصمود أمام إرادة البشر في الأفق يلتقيان.. أشعر كأنني أسكن خارج حدود الزمان..
الرسالة الثانية:
أسنا: عين كبريتية تخرج مياهها دافئة من الأرض، تذهب إليها الفتيات ليلا للاغتسال والشرب من الماء (كانت تجربة رائعة في عز برد شهر ديسمبر).. يقال أنه عندما حاول أحد الأشخاص استغلال المكان كمشروع تجاري، تحول ماؤها دما (أصبح لونه أحمر) ولم يعد لطبيعته إلا بعد إزالة أثار العدوان، يطلقون عليها: عين الشفاء.
الرسالة الثالثة:
إن ما أشعر به من اطمئنان نفسي لا علاقة له بهدوء المكان.. دفء المشاعر وصدقها أذابا حاجز اللا احاسيس المحيط بقلبي، ووجدت سفينة أفكاري برا للرسو الأمن.
الرسالة الرابعة:
قد يناطح البشر الجبال، ولكنهم في الأغلب يجدون أن أحترام شموخها، والالتفاف حولها هو الأسلم، هذه هي ملفات السراج بعد أدفو..
الرسالة الخامسة:
رغم طول الطريق، وإجهاد الجلوس في السيارة لما يقرب من ساعتين، إلا أنني أبقي عيوني مفتوحة طوال الطريق، حتي أختزن في عقلي وقلبي أكبر قدر من الخضار، يعينني علي حياة الجدب التي تنتظرني في المدينة.
الرسالة السادسة:
أسنا: البيوت هنا مثل البشر متشابهة ولا ينبئ مظهرها الخارجي عن قلوبها.. والقلب الدافق لكل بيت هم سكانه.. المال لا يصنع بيتا مريحا.. الكرم والحب فقط يصنعانه..
الرسالة السابعة:
السد العالي: أول لقاء مع بحيرة ناصر.. هنا اختفت أسطورة بلاد النوبة "البلد القديم" التي يحكي عنها الأجداد تحت ملايين الأطنان من المياه.
الرسالة الثامنة:
متحف النوبة: حفل التاريخ النوبي بالكثير من الأحداث العظيمة، مع كل يوم يمضي في حياتي يتزايد أعجابي بذلك الشعب العريق الصبور وفخري بالانتماء إليه.
الرسالة التاسعة: (بعد العودة)
اشتقت إلي نقاء القلوب التي تتدفق حبا كتدفق النهر العريق الذي يجري في عروق هذه الأرض من سنين .. اشتقت إلي الأرواح الشفافة والنفوس الهفهافة.. اشتقت إليك يا مدينتي العزيزة، رغم أنك في الحقيقة جزء مني، فأنا أحملك في قلبي وعقلي وروحي.
تعليق