الحقيقة
ركبت هوى المعرفة ألهث وراء السراب بقلب مرتجل،في الصحاري،في الغابات،في الأدغال،في المعاجم.أمتطي عربة رومانية حينا،فرسا عربيا حينا،إلها إغريقيا حينا آخر،أرفع العرفان حينا،أرفع شعلة بروميثيوس حينا آخر.أتيه وحيدا متعبا منهكا.عندما ينفد زادي ومائي ألتمس الرجاء من عطف السماء.مررت بالحضارات القديمة رأيتهم يقدسون آلهتهم ومعبوداتهم ومنحوتاتهم الحجرية.أعجبت بسحرهم ولباسهم وقصصهم وعلم نجومهم.عجبت لأمرهم.وجدت كتابا قديما، نفضت الغبار عنه،تهت في شعاب مجهوله.ظننت أن الحقيقة توجد فيه.سرعان ما لفظته،اتجهت شرقا،غربا،شمالا في عواصم الدول القديمةو الحديثة .توقفت في أثينا،بغداد،حران،وليلي..جلست قرب الأهرام وأنا أتبع السراب أحاول أن أصل إليه.خانني المنطق الأرسطي عندما استعملته كبوصلة لتحديد الجهات،كسرت البوصلة،اتكلت على الحدس،وشعرت بحنين نحوه،أحسست بصدقه،ركبت أمواج بحره،فكنت أجد نفسي من حين لآخر في عوالم مجهولة،عالم العاطفة والوهم والخيال.والآن ها أنذا أحاول بكل ما أوتيت من قوة للحاق بقافلة السراب.لكني أصبحت أومن أن اللحاق بها مستحيل لكني أومن بمواصلة الطريق لهاثا وراء السراب.
كتب هذا النص في صيف 2007
تعليق