تويت
آخر البرقيات
يا بنَّة التفاح والسفرجل
يا شهوة الطل المتزحلق من أكمام الثغر..
تجوبين جزر أشواقي
والوقت قرصان ينهب راحتي..
وللأشرعة السابحة في لجة التيه
ألف حكاية منسية.
ولي في سكون عينيك موالٌ
صغته ذات ربيع..
غرّدني لحنه وضيعني..
غردني تاركا شتاء العين مفتوحا..
ياغصة الخاطر
علام تحلقين؟
كان لي قلب يؤم فراش المساءات..
كان هنا يدندن نبوءات سدرة الأحزان..
يرقم على خزف الضوء معلقة
لطيف سادر الوشاح..
كان هنا
تُبعثره قوافل الصيف والشتاء
وتشرده وشوشات الغدير
وأثار قبلة هجرت الشفاه..
عدت إليها
أفتش عن عطرها بين العابرين حيرتي.
عدت
اغمس الألوان من جرحي
وأتمتم ..تلوكني أرصفة الضياع
يا المجاور نبض شجوني
عَنْوِن شذرات البؤس في كهوف الرحيل..
فلي متون البكاء والتشرد
ولها لفائف وحدائق القلب
تربَّعي ونامي يُهَدْهِدُك
سرير الوفا..
أنت آخر رسائل العمر
يعودك حمام البراءة
وينبت تحت خطاك هديل الأزهار..
يا المورقة بسياج الفتنة
وصولجان الحسن الأبدي..
توحدْت فيك
تَشَكَلْتُ في خرائط نمنماتك نورسا
يشاكس سوار البحر القابع فيك..
دعيني ارحل يا امرأة الحلم البعيد
ودعي السحاب يعبِّد سيرتي
ما عاد بوحي برقية مؤجلة..
ذبحت أشواقي في براري الهجر
وأهدرت دم الحنين
وأحرقت جميع مراكب التذلل..
لا رماد سيبعث فينيق الذكرى..
يا امرأة تحصّنت بطين محبتي
وقالت لنخل وجدي إساقط علي رطبا
من جنى الحب..
قررت ركوب فلك الهروب
لا وريد..لا نبض سيعصمك من طوفان المحو..
ودّعت فيك سني عمري المسروقة
ودعت فيك
كل شيء ولا شيء.
تعليق