ظلّ الشمس / سليمان دَغَش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمان دغش
    عضو الملتقى
    • 08-10-2007
    • 131

    ظلّ الشمس / سليمان دَغَش

    ظلّ الشمس

    سليمان دغش



    لَيسَ للشمسِ ظِلُّ
    تسأَلُ امرأةٌ شَمسها في مرايا الندى وَتُطِلُّ
    على سورةِ الماءِ في ذاتِها
    كانَ يكفي
    قليلٌ منَ الجَزْرِ في ثَوبها النرجِسيِّ
    لكيْ يَخلَعَ البَحرُ سروالَهُ الداخِليَّ
    ويرمي خلاخيلَهُ في دَمي زَبَدا
    يُشعِلُ الرملَ في شاطىءِ الروحِ حيناً
    وحيناً يَبُلُّ
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ

    ليسَ للشمسِ ظِلُّ
    تلكَ سورَتُها في مرايا المدى
    لَستُ أَدري
    وبي حيرةُ الروحِ أَسأَلُها
    قَلِقاً كَجَناحَينِ في الريحِ :
    هلْ تأنس الروحُ في جَسَدٍ
    يَشتهي جَسَداً ؟
    آهِ يا روحُ إلاّ إذا في الهوى
    اتّحَدا !

    ما الذي يُشعلُ الماءَ في الجَسَدَينِ سوى
    شهوةِ الماءِ للماءِ
    والماءُ أصلُ
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ !

    ليسَ للشمسِ ظِلُّ
    تلكَ صورَتُها تتهادى كواحَةِ نَخلٍ
    على مَهلِها
    هلْ رأَى أَحَدٌ نخلَةً ذاتَ يومٍ
    تَمُدُّ إليهِ اليَدا ؟!
    آهِ يا امرأَةً تَتَنَهَّدُ في شَفَتيها القواريرُ
    أَو يتثاءَبُ في فَمِها المِسكُ
    رِفقاً بِها.. بالقواريرِ وَيْحَكَ
    لا تَخدِش العِطرَ
    لا تخدِش امرأةً في أُنوثَتِها
    إنْ تَخدِش امرأَةً
    ينزِف الوردُ من أَجلِها الدَمَ عِطراً
    ويسترخص الدّمعَ في الوَردِ فُلُّ
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ

    لَيسَ للشمسِ ظِلُّ
    هيَ أُنثى على هيئَةِ الماءِ
    راوَدَها البَحرُ عن نَفسِها حَسَداً
    ويُصَلِّي لَها الموجُ مُستسلِماً لِضُحاها
    هيَ امرأَةٌ تُشعِلُ الماءَ في البحرِ
    هل عرفَ البحرُ من قبلها امرأَةً
    توقِظُ الريحَ من نومِها في سريرِ الأراجيح
    كيْ تغضب البحرَ
    يا امرأَةً تقهَرُ البَحرَ من نَظرَةٍ
    وَتُذِلُّ !
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ

    ليسَ للشمسِ ظِلُّ
    قالت امرأَةٌ تَستَفِزُّ الأَيائلَ
    منْ يَنطح الشمسَ في سُرّتي ؟
    منْ يَشُمُّ التوابِلَ من تَحتِ إبطَيَّ
    منْ يسرج الخيلَ في شهوةِ الرمحِ
    منْ سيعيدُ للبحرِ سِرْبَ النوارسِ
    مَنْ يكسر الموجَ في خاصِري
    حينَ يَعلو ؟!!
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ

    ليسَ للشمسِ ظِلُّ
    أَيّ ذنبٍ يُسَجّلهُ اللهُ في لوحِهِ الأزَليِّ
    إذا غزَّني رُمحُها
    فنَطَقتُ الشهادَةَ لامرأَةٍ
    هيَ عفوكَ يا ذا العَليّ أُجِلُّ
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ
    ليسَ للشمسِ ظِلُّ !



    Suleiman_ppsp@hotmail.com

    [color=#FF1493]سليمان دغش
    سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    هيَ أُنثى على هيئَةِ الماءِ
    راوَدَها البَحرُ عن نَفسِها حَسَداً
    ويُصَلِّي لَها الموجُ مُستسلِماً لِضُحاها
    هيَ امرأَةٌ تُشعِلُ الماءَ في البحرِ
    عل عرفَ البحرُ من قبلها امرأَةً
    توقِظُ الريحَ من نومِها في سريرِ الأراجيح
    كيْ تغضب البحرَ
    يا امرأَةً تقهَرُ البَحرَ من نَظرَةٍ
    وَتُذِلُّ !
    ليسَ للشمسِ ظِل

    مرور أول لإبداء الإعجاب و التحية أخي المبدع سليمان دغش
    منْ سيعيدُ للبحرِ سِرْبَ النوارسِ
    أظنها يجب أن تكون من سيعيد إلى البحر بدلا من للبحر
    محبتي و تقديري
    و لي عودة بإذن الله
    sigpic

    تعليق

    • سليمان دغش
      عضو الملتقى
      • 08-10-2007
      • 131

      #3
      العزيز د. جمال مرسي
      شكرا لهذا المرور البهيّ
      وللتحية الطيبة

      من سيعيد الى البحر ... نعم يا صديقي وليس من سيعيد للبحر
      انها خطأ مطبعي لا أكثر

      تحية ومحبة

      سليمان دغش
      [color=#FF1493]سليمان دغش
      سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

      تعليق

      • د.مصطفى عطية جمعة
        عضو الملتقى
        • 19-05-2007
        • 301

        #4
        الشاعر الرائع المتميز / سليمان دغش
        تحياتي أيها المبدع
        إننا أمام نص غاية في الإبداع ، فهو يرتكز على مفهوم " ليس للشمس ظل " وهو مفهوم يرتكز على معطى رؤيوي وجمالي وفلسفي ؛ فالشمس لم تصبح شمسا ، بقدر ما اكتست بدلالات جديدة ، فالشمس لا ترمز للمرأة / الأنثى ، بل تعبر عن انكشاف العالم المرئي تحت أشعتها ، وهذا معطى غاية في الروعة ، يتجاوز التقليدي في وصف المرأة بالشمس ، إلى جعل الشمس أشعة مخترقة لما حولنا ، ومن هنا يكون الحوار الشعري في النص حول : المرأة والبحر ، والشمس المطلة الكاشفة عليهما ، والحوار دال على علاقة أزلية بين البحر / الذكر ، والمرأة .
        تقول :
        ليسَ للشمسِ ظِلُّ
        قالت امرأَةٌ تَستَفِزُّ الأَيائلَ
        منْ يَنطح الشمسَ في سُرّتي ؟
        منْ يَشُمُّ التوابِلَ من تَحتِ إبطَيَّ
        منْ يسرج الخيلَ في شهوةِ الرمحِ
        منْ سيعيدُ للبحرِ سِرْبَ النوارسِ
        مَنْ يكسر الموجَ في خاصِري
        حينَ يَعلو ؟!!

        هذا المقطع مهم في النص ، فهو يشكل حوار المرأة حول الشمس ، فالشمس لا تضيء الخارج من الجسد بل تصل للأعماق والسرة ، وتعيد المرأة مراجعة علاقتها بالذكر / البحر ، بكل ما تعنيه هذه العلاقة من موج البحر ( الرجل الفاعل ) ، وامتداد البحر ( الرجل المعطاء ) .
        نص غاية في الروعة
        تحياتي

        تعليق

        • اوراق الثريا
          عضو الملتقى
          • 18-10-2007
          • 92

          #5
          أخي سليمان
          ظلّ المرأة
          مزاجية
          القلب التي يتساوى فيها المنطق بالجنون ويختلط الممكن بالمستحيل ..

          لا تخدِش امرأةً في أُنوثَتِها
          إنْ تَخدِش امرأَةً
          ينزِف الوردُ من أَجلِها الدَمَ عِطراً
          ويسترخص الدّمعَ في الوَردِ فُلُّ
          ليسَ للشمسِ ظِلُّ

          ظلّ امرأة
          ما زال بك متسعٌ من انتقاء ...
          معها على دروب الخطايا والغفران ..
          وأنك لازلت على شرفة الأرق ..
          تنتظر أن ترسم بحضورها ملامحاً لأنوثتها

          أخي سليمان

          لا تملك في حضرة البحر .. إلا أن تكون ..
          أجمل .. وأنقى .. وأرقّ .. رجل

          لك مودتي كبيرة ..
          التعديل الأخير تم بواسطة اوراق الثريا; الساعة 10-11-2007, 23:56.

          تعليق

          • سليمان دغش
            عضو الملتقى
            • 08-10-2007
            • 131

            #6
            الغزيز د. مصطفى عطية جمعة
            شكرا لهذه القراءة الجميلة للقصيدة
            كأنك غواص ماهر يستخرج من الأعماق اللؤلؤ والدر
            أعتز بهذه الشهادة
            دمت بخير

            سليمان دغش
            [color=#FF1493]سليمان دغش
            سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

            تعليق

            • سليمان دغش
              عضو الملتقى
              • 08-10-2007
              • 131

              #7
              العزيزة أوراق الثريا
              شكرا يا سيدتي على ما غمرتني به من دفء ولطف بمرورك على ظلّي
              تحية لروحك المدهشة كأوراق الثريا

              محبتي

              سليمان
              [color=#FF1493]سليمان دغش
              سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

              تعليق

              • سليمان دغش
                عضو الملتقى
                • 08-10-2007
                • 131

                #8
                العزيزة أوراق الثريا
                شكرا يا سيدتي على ما غمرتني به من دفء ولطف بمرورك على ظلّي
                تحية لروحك المدهشة كأوراق الثريا

                محبتي

                سليمان
                [color=#FF1493]سليمان دغش
                سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

                تعليق

                • محسن المبارك
                  عضو الملتقى
                  • 14-11-2007
                  • 22

                  #9
                  نصك رائع كروعة تكسر موج الخاصرة..
                  وأن لا ظل للشمس.

                  تحياتي

                  تعليق

                  • سليمان دغش
                    عضو الملتقى
                    • 08-10-2007
                    • 131

                    #10
                    الأخ العزيز محسن المبارك
                    شكرا لمرورك على كلماتي
                    لأنها بك تصبح أكثر روعة

                    محبتي

                    سليمان دغش
                    [color=#FF1493]سليمان دغش
                    سفير الشعر الفلسطيني الى العالم[/color]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X