أحبك.. لكن بلغتي
عندما أقول أني لا أحبك
اعلم أن الكلام بريء منّي،
الكذب في الحب دائي ودوائي
وزخرفته بالمتاهات،
يحفظ شيئا من كبريائي
فلا تعتقد بأيّ من كلماتي...
فأنا أهواك،لكن بلغتي
وحروف الحب عندي
ليست حروف،،،
فإذا تلقّيت يوما بريدي
ووجدته فارغ الألوان والخطوط
فأيقن أن فيه كلام كثير،
وحبّ كبير،
لكن بلغتي.....
إذا طلبت يوماً منّي
أن أقول بصوت عالي:
أحبك،أحبك أيها الغالي،
فلن ألبّي،
لأنني في الحبّ،
لا أعرف الصراخ
ولا أعرف الهمس
كل ما أعرفه هو:
أنّني أحبك بلغتي...
ولا تسألني أن أعلمك لغتي؟
فأنا نفسي لم أدرس لغتي
ولا أعي كيف الوصول إليها
ولا أدري كيف الخروج من أبوابها
كل ما أذكره أنني بدأت أتكلمها
منذ أن وقفت على محطتك نسائمي........
إذا تأملت عينيّ وما فهمتها
فلا تبذل جهداً في التفكير
فلعينيّ لهجتها الخاصة
ولغزها الدفين،
وإفشاء السر،يفقدها البريق..
إن لم أقل لك يوما أنني أحبك
فلا تتخبط بجدران الشك والجنون
فأنا إن أحببتك أحببتك بسكون
والسكون جزء من لغتي.....
وإذا ما نظرت مرّة إلى شفتي
فوجدت الكلمات عليها أشلاء وقتلى
و تعثرت عليها الحروف بالصحاري
فاعلم حينها أنني أقول:
أحبك يا مجنون...
إذا ما وجدت لشعري طريق
ولا لحمرة خدودي دهاليز
وإذا ضاعت مراكبك على أمواج وجهي
وتاهت إئيمائتك في العالم الواسع
فاعلم حينها،
أنني أضأت كل الشموع
وبدّلت الشمس بالقمر
وجلعت كل الليالي..كليالي شهرزاد
المليئة بالقصص،
لكن حتى هذه القصص،
أحكيها بلغتي.......
فاطمئن فارسي،
لأنني أحبك،لكن بلغتي...
بسمة الصيّادي
تعليق