خريف الوهم
[align=justify]
كان الفصل خريفا على مايبدوا حين قرر كبير عائلة الحاج إسماعيل امرا وشرعوا بتنفيذه بحق شقيقهم (حامد) وقد يخيل للبعض إن القرار ناتج عن ظلم أو كراهية لكن الأمر ابعد من ذلك ، كبعده عن سماع الشيخين العجوزين له اللذين لن يرضيهما ،مهما كان حجم الفعل أو الموضوع الذي نسب له .
[/align][align=justify][/align]
[align=justify]
كيف يكون ذلك وحامد الذي أتقن تربية أولاده وأدمنهم على تقبيل يدي والديه كل يوم والدنو على قدميهما واعتبار ذلك وعد و فرضا تحتمه شرائع السماء وتمنح من خلالهما البركة وتغني قلوبهم بالإيمان وتبعد عنهم الفاقة .......كيف ..وهو الذي اشتد عوده بين رفوف المكتبات والتهام مجلداتها وكبر ليكون مثقفا ملتزما ، اكفأ سهر الليالي وقلمه الذي بات أصبعا سادسا من أصابع كف يده اليمنى ...
حامد الذي زرع في ذاكرةاولاده قيم ومعاني العمومة وعدهم بمقام الأب وان أمر احترامهم وطاعتهم واجب حتى راح أكبرهم مقلدا لهم مباهيا باسمائهم وصفاتهم في كل مجلس وأينما حل..
حامد الذي زرع في ذاكرةاولاده قيم ومعاني العمومة وعدهم بمقام الأب وان أمر احترامهم وطاعتهم واجب حتى راح أكبرهم مقلدا لهم مباهيا باسمائهم وصفاتهم في كل مجلس وأينما حل..
لكن كل هذه ومثله أكثر...لم يمنع إن يتخذ بحقه القرار فما عاهدوه عنه أصبح بلا أدنى شك بمثابة أفعال لرجل مراءٍ متجمل بثوب ناسك زاهد فيما عنده متغاضيا فيما قد مضى !! ..
....هذا هو الأسبوع الرابع الذي يتخلف فيه عن الحضور لوجبة الغداء التي تقام كل جمعة في البيت الكبير..
.لماذا يتخذ من بيته قبوا يحذر ملاقاتهم والتحدث معهم ،في الأقل يحظر ليبرر ما نسب إليه أو يعترف وينهي أمر الخلاف الذي مزق عقولهم وباتت الظنون تأكل أفكارهم بين مؤيد ومعارض وغير مصدق ان السنين الطوال وما حفظه الناس عنه وآثر في قلوب من حوله لم تعد بنظرهم سوى لعبة أجادها بهلوان ساحر غشي قلوب المعجبين وغيب عنهم الحقيقة ...وان فعله الذي عجز عن تقليده الكثيرون كان بمثابة لوحة جميلة أطرت بأفعال أصبحت اليوم وبفعل الفضيحة منخورة... ...نتنة...تتقاذفها الريح من كل صوب ...ممزقة لاتصلح الا للحرق...
ــ الا يفقه بأن الزمن كفيل بسحق ومحو كل خطيئة
قالها احدهم ومظاهر العطف تلوح على وجه وجوارحه ..بينما راح اخر يتكلم بصوت عال
ــ مالذي يدور في عقله كل الدلائل تدينه عامان مضت وهو يرفض أن ينصاع لما يقال له وعنه ...
مالذي جعله يتخذ من بيوت الطين مكان يرتع إليهم ،وفي ظلام الليالي ...!! بين الحين والاخر..!!!....
لطالما نسجت عنها الحكايا حتى ازكمت الانوف من جراء افعالهم!!
يجب ان يدرك انه لم يخلق وحيدا وانه اسمه في ورقة لغصن شجرة نسب يمتد جذرها الى أدم وان مايصيبه يصيب الجميع.. عامان مرة منذ ان وطئت قدماه مرغمتين ارض مولده وهو يتصرف بدون وعي .. لايحسب لأفعاله ولا يعطيها أية درجة من المسؤولية ولا ينصاع لنصيحة ولا يوضح مقاصده ، حتى راحت القصص باختلافها تتناقل على كل لسان وكانت تصله تباعا كحرقة جمر لايلبث حتى ينتفض غاضبا ليعود بعدها كالأصم ،كأن الآمر لايعنيه.... فيشتد غيظ المقربون ويبقيهم في حيرة ...!!
لقد عجزا الجميع لأن يعطوا تسويفا مقنعا لما يسمعوه عنه حتى خيل لهم بأنه فاقد الأهلية وان جرثومة قد اصابت دماغه وجعلته يتصرف دون إدراك وان امر شفائه مرهون إما بطبيب حاذق يكون قد داوى قبله ومثله للشفاء او عرضه على رجال الدين ممن يجيدون استخدام الرقى الشرعية ...
واذا لزم الامر فان السيد ابو العهود الساحر لاشك اذا ما أغدق جيبه بالمال سينهي الموضوع باسرع وقت ولكن من سيقنع المعتوه بذلك.... سيتعامل بنفس التغاضي وسيكون صمته كالعادة حجة تسكت الاخرين ...!!
ـــ السيد نعمان المهدي في الباب يسأل عن حامد
ماذا أقول له ....
ــ نعمان المهدي يالها من مفاجأة انه صديق حامد ورفيقه مالذي اتى به الينا وهو يعرف بيت حامد !!!
نهض الجميع واستنفروا نحو باب الدار لاستقباله
لكن ثمة امر اثار استغرابهم وهم يرونه يحمل مؤنا على ظهر السيارة وراح يهم بانزال بعضها ويطلب المساعدة في وضعها في فناء الدار مبديا تذمره لتأخر وجبة المساعدات والتي كان حامد قد تكفل بأخذها وايصالها لبعض العوائل المهجرة في كل مرة ....واستغرابه في الوقت نفسه من عدم حظوره أليه طيلة تلك المدة للسؤال والاستفسار...
[/align]
تعليق