خريف الوهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسامه محمد صادق
    عضو الملتقى
    • 29-10-2009
    • 43

    خريف الوهم

    خريف الوهم





    [align=justify]
    كان الفصل خريفا على مايبدوا حين قرر كبير عائلة الحاج إسماعيل امرا وشرعوا بتنفيذه بحق شقيقهم (حامد) وقد يخيل للبعض إن القرار ناتج عن ظلم أو كراهية لكن الأمر ابعد من ذلك ، كبعده عن سماع الشيخين العجوزين له اللذين لن يرضيهما ،مهما كان حجم الفعل أو الموضوع الذي نسب له .
    [/align]
    [align=justify]
    [/align]

    [align=justify]
    كيف يكون ذلك وحامد الذي أتقن تربية أولاده وأدمنهم على تقبيل يدي والديه كل يوم والدنو على قدميهما واعتبار ذلك وعد و فرضا تحتمه شرائع السماء وتمنح من خلالهما البركة وتغني قلوبهم بالإيمان وتبعد عنهم الفاقة .......كيف ..وهو الذي اشتد عوده بين رفوف المكتبات والتهام مجلداتها وكبر ليكون مثقفا ملتزما ، اكفأ سهر الليالي وقلمه الذي بات أصبعا سادسا من أصابع كف يده اليمنى ...
    حامد الذي زرع في ذاكرةاولاده قيم ومعاني العمومة وعدهم بمقام الأب وان أمر احترامهم وطاعتهم واجب حتى راح أكبرهم مقلدا لهم مباهيا باسمائهم وصفاتهم في كل مجلس وأينما حل..


    لكن كل هذه ومثله أكثر...لم يمنع إن يتخذ بحقه القرار فما عاهدوه عنه أصبح بلا أدنى شك بمثابة أفعال لرجل مراءٍ متجمل بثوب ناسك زاهد فيما عنده متغاضيا فيما قد مضى !! ..



    ....هذا هو الأسبوع الرابع الذي يتخلف فيه عن الحضور لوجبة الغداء التي تقام كل جمعة في البيت الكبير..
    .لماذا يتخذ من بيته قبوا يحذر ملاقاتهم والتحدث معهم ،في الأقل يحظر ليبرر ما نسب إليه أو يعترف وينهي أمر الخلاف الذي مزق عقولهم وباتت الظنون تأكل أفكارهم بين مؤيد ومعارض وغير مصدق ان السنين الطوال وما حفظه الناس عنه وآثر في قلوب من حوله لم تعد بنظرهم سوى لعبة أجادها بهلوان ساحر غشي قلوب المعجبين وغيب عنهم الحقيقة ...وان فعله الذي عجز عن تقليده الكثيرون كان بمثابة لوحة جميلة أطرت بأفعال أصبحت اليوم وبفعل الفضيحة منخورة... ...نتنة...تتقاذفها الريح من كل صوب ...ممزقة لاتصلح الا للحرق...



    ــ الا يفقه بأن الزمن كفيل بسحق ومحو كل خطيئة


    قالها احدهم ومظاهر العطف تلوح على وجه وجوارحه ..بينما راح اخر يتكلم بصوت عال

    ــ مالذي يدور في عقله كل الدلائل تدينه عامان مضت وهو يرفض أن ينصاع لما يقال له وعنه ...

    مالذي جعله يتخذ من بيوت الطين مكان يرتع إليهم ،وفي ظلام الليالي ...!! بين الحين والاخر..!!!....

    لطالما نسجت عنها الحكايا حتى ازكمت الانوف من جراء افعالهم!!


    يجب ان يدرك انه لم يخلق وحيدا وانه اسمه في ورقة لغصن شجرة نسب يمتد جذرها الى أدم وان مايصيبه يصيب الجميع.. عامان مرة منذ ان وطئت قدماه مرغمتين ارض مولده وهو يتصرف بدون وعي .. لايحسب لأفعاله ولا يعطيها أية درجة من المسؤولية ولا ينصاع لنصيحة ولا يوضح مقاصده ، حتى راحت القصص باختلافها تتناقل على كل لسان وكانت تصله تباعا كحرقة جمر لايلبث حتى ينتفض غاضبا ليعود بعدها كالأصم ،كأن الآمر لايعنيه.... فيشتد غيظ المقربون ويبقيهم في حيرة ...!!


    لقد عجزا الجميع لأن يعطوا تسويفا مقنعا لما يسمعوه عنه حتى خيل لهم بأنه فاقد الأهلية وان جرثومة قد اصابت دماغه وجعلته يتصرف دون إدراك وان امر شفائه مرهون إما بطبيب حاذق يكون قد داوى قبله ومثله للشفاء او عرضه على رجال الدين ممن يجيدون استخدام الرقى الشرعية ...

    واذا لزم الامر فان السيد ابو العهود الساحر لاشك اذا ما أغدق جيبه بالمال سينهي الموضوع باسرع وقت ولكن من سيقنع المعتوه بذلك.... سيتعامل بنفس التغاضي وسيكون صمته كالعادة حجة تسكت الاخرين ...!!



    ـــ السيد نعمان المهدي في الباب يسأل عن حامد





    ماذا أقول له ....





    ــ نعمان المهدي يالها من مفاجأة انه صديق حامد ورفيقه مالذي اتى به الينا وهو يعرف بيت حامد !!!


    نهض الجميع واستنفروا نحو باب الدار لاستقباله

    لكن ثمة امر اثار استغرابهم وهم يرونه يحمل مؤنا على ظهر السيارة وراح يهم بانزال بعضها ويطلب المساعدة في وضعها في فناء الدار مبديا تذمره لتأخر وجبة المساعدات والتي كان حامد قد تكفل بأخذها وايصالها لبعض العوائل المهجرة في كل مرة ....واستغرابه في الوقت نفسه من عدم حظوره أليه طيلة تلك المدة للسؤال والاستفسار...





    [/align]
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    أستاذي الغالي

    قرأتها أكثر من مرة و في كل مرة أفتقد لعنصر التشويق .. كررت القراءة كي لا أكون ظالما للعنصر المفقود لكن ظل الأمر كما هو لم يتغير .. أتدري لماذا ..؟؟ ربما لآنني استشعرتها جزء من فصل في رواية ..
    اعذرني سيدي و أرجوك لا تغضب من حديتي .. فأنا مجرد قارئ أمر على تلك و أقرأ تلك و في النهاية أسجل اعجابي هنا و هناك و يبقى احترامي للنص و صاحبه .. ربما لم فردت الحبال لصارت مشروع رواية ضخمة ..

    خالص الود
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • أسامه محمد صادق
      عضو الملتقى
      • 29-10-2009
      • 43

      #3
      سيدي الفاضل محمد ابراهيم سلطان ...أشكر لك فضلك في قرائتك المتأنية ولمرتين ل(خريف الوهم ) وكنت اتمنى ان احظى بتفصيل اكثر كي اتجنب الوقوع بمثل ذلك مستقبلا ... وتاكد انني مستمع شاطر لأي نصيحة ...من شأنها ان تمنحني مستقبلا شرف المرور لعالم فن كتابة القصة القصيرة ....
      تقبل محبتي وخالص تقديري

      تعليق

      • فاكية صباحي
        شاعرة وأديبة
        • 21-11-2009
        • 790

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أسامه محمد صادق مشاهدة المشاركة
        خريف الوهم





        [align=justify]
        كان الفصل خريفا على ما يبدو حينما قرر كبير عائلة الحاج إسماعيل أمرا وشرعوا بتنفيذه بحق شقيقهم (حامد) وقد يخيل للبعض أن القرار ناتج عن ظلم أو كراهية لكن الأمر أبعد من ذلك ، كبعده عن سماع الشيخين العجوزين الرافضين له ،مهما كان حجمه ..
        [/align]
        [align=justify]
        كيف يكون ذلك وحامد الذي أتقن تربية أولاده وعودهم على تقبيل يدي والديه كل يوم وملازمة قدميهما ،واعتبار ذلك فرضا سنته شرائع السماء لتمنح به البركة.. وتغني قلوبهم بالإيمان وتبعد عنهم الفاقة .......وكيف يكون ذلك ..وهو الذي اشتد عوده بين رفوف المكتبات والتهام مجلداتها ليكون مثقفا ملتزما ، يشاطره سهر الليالي وقلمه الذي بات إصبعا سادسا من أصابع كف يده اليمنى ...أو يمناه
        حامد الذي زرع بذاكرة أولاده حب العمومة وعدهم بمقام الأب وان أمر وواجب احترامهم وطاعتهم مما دفع أكبرهم لتقليدهم والتباهي باسمائهم في كل مجلس


        لكن كل هذا ومثله أكثر...لم يمنع إن يُتخذ بحقه ذلك القرار بعدما نظروا لكل تصرفاته أنها مجرد رياء من رجل متجمل بثوب ناسك



        ....هذا هو الأسبوع الرابع الذي يتخلف فيه عن الحضور لوجبة الغداء التي تقام كل جمعة في البيت الكبير..
        .لماذا يتخذ من بيته قبوا ويحذر ملاقاتهم والتحدث إليهم ،على الأقل يحضر ليبرر ما نسب إليه أو يعترف لينهي أمر الخلاف الذي مزق عقولهم وجعل الظنون تأكل أفكارهم بين مؤيد ،ومعارض ،وغير مصدق أن السنين الطوال وما حفظه الناس عنه وأثر في قلوبهم من حوله لم يعد بنظرهم سوى لعبة أجادها بهلوان ساحر غشي قلوب المعجبين وغيب عنهم الحقيقة ...وان فعله الذي عجز عن تقليده الكثيرون كان بمثابة لوحة جميلة أطرت بأفعال أصبحت اليوم وبفعل الفضيحة منخورة... ...نتنة...تتقاذفها الريح من كل صوب ...ممزقة لاتصلح الا للحرق...



        ــ الا يفقه بأن الزمن كفيل بسحق ومحو كل خطيئة..؟


        قالها احدهم ومظاهر العطف تلوح على وجهه وجوارحه ..بينما راح آخر يتكلم بصوت عال

        ــ ما الذي يدور بعقله..؟ كل الدلائل تدينه عامان مضت وهو يرفض أن ينصاع لما يقال له وعنه ...

        ما الذي جعله يتخذ من بيوت الطين مكانا يرتع إليه ،وفي ظلام الليالي ...!! بين الحين والآخر..!!!....

        لطالما نسجت عنها الحكايا حتى أزكمت الأنوف من جراء رائحتهم!!


        يجب أن يدرك أنه لم يخلق وحيدا وأنه إسمه في ورقة لغصن شجرة نسب يمتد جذرها إلى آدم وأن مايصيبه يصيب الجميع.. عامان مرا منذ أن وطئت قدماه مرغمتين أرض مولده وهو يتصرف بدون وعي .. لايحسب لأفعاله ولا يعطيها أية درجة من المسؤولية ولا ينصاع لنصيحة ولا يوضح مقاصده ، حتى راحت القصص باختلافها تتناقل على كل لسان ، وكانت تصله تباعا كحرقة جمر كلهب مستعرلايلبث حتى لينتفض غاضبا ثم ما يلبث أن يعود بعدها كالأصم ،كأن الآمر لايعنيه.... فيشتد غيظ المقربين لتزداد حيرتهم ويبقيهم في حيرة ...!!


        لقد عجزا الجميع على التماس سببا تسويفا مقنعا لما يسمعوه عنه حتى خيل لهم بأنه فاقد الأهلية وأن جرثومة قد أصابت دماغه وجعلته يتصرف دون إدراك وأن أمر شفائه مرهون إما بطبيب حاذق ..أو برقية شرعية على يد رجال الدين يكون قد داوى قبله ومثله للشفاء او عرضه على رجال الدين ممن يجيدون استخدام الرقى الشرعية ...

        وإذا لزم الأمر فإن السيد أبو العهود الساحر لاشك إذا ما امتلأ أغدق جيبه بالمال سينهي الموضوع بأسرع وقت ولكن من سيقنع المعتوه بذلك.... سيتعامل بنفس التغاضي وسيكون صمته كالعادة حجة تلجم تسكت الآخرين ...!!



        ـــ السيد نعمان المهدي في الباب يسأل عن حامد





        ماذا أقول له ....





        ــ نعمان المهدي يالها من مفاجأة إنه صديق حامد ورفيقه ما الذي أتى به إلينا وهو يعرف بيت حامد !!!


        نهض الجميع مستنفرين نحو باب الدار لاستقباله

        لكن ثمة أمر أثار استغرابهم وهم يرونه يحمل مؤنا بسيارته ..وراح يهم بإنزال بعضها ويطلب المساعدة على وضعها بفناء الدار مبديا تذمره لتأخر وجبة المساعدات والتي كان حامد قد تكفل بأخذها وإيصالها لبعض العوائل المهجرة في كل مرة ....واستغرابه في الوقت نفسه من عدم حضوره إليه طيلة تلك المدة للسؤال والاستفسار...



        [/align]
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الأستاذ الكريم أسامة محمد صادق تحية طيبة
        أكبرت فيك كثيرا هذه العبارة ( وتأكد أنني مستمع شاطر لأي نصيحة )
        فالذي يقبل التوجيه سرعان ما يصل إلى مبتغاه من أقصر الدروب
        وسأقرأ لك كلما سمح لي الوقت إن شاء الله
        هنا المجاملة لن تخدمك أبدا ..ما ظللته بالأحمرتعديلات و إضافات
        وما ظللته بالأزرق هو زائد
        ونصك هنا يحتاج إلى أشياء كثيرة ..
        لأن القصة القصيرة لا تحتمل الحشو والإطناب ..
        فهي أساسا تتكىء على لغة الإيجازمع عنصر التشويق
        وحدة الزمان.. ووحدة المكان والعقدة والحل
        وما عليك إلا الإكثار من قراءة أي فن تحبه لتتقن أدواته وتتمكن منها ..
        فالموهبة جذوة خامدة ..والمطالعة هي الحطب الذي يلهب تلك الجذوة
        لك مني كل الشكر على هذه الروح المرنة في تقبل النقد
        لأن النقد فن قائم بذاته وليس كما يظن بعض ضعاف النفوس
        ويتهمون النقاد بأنهم يتسلقون على كتابات غيرهم

        تقبل مني كل التقدير
        التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 10-02-2011, 09:03.

        تعليق

        • أسامه محمد صادق
          عضو الملتقى
          • 29-10-2009
          • 43

          #5
          فاكية .... خريف الوهم لو لم تكتب لتحولت الى مرض خطير في داخلي لقد انتزعتها من واقعي على عجل!!! وشرعت بحرقها امامكم فما اكثر الامراض الخبيثة التي يقرر الاطباء بترها دون الرجوع الى معالجتها ....!!
          سأعيد كتابتها وتصحيحها حرفأ حرفا فلم تعد تخيفني كالمرات السابقة انها الان مجرد جرح قديم لم يبقى منه الا وشمه ...وسأزين هذا الوشم وحسب توجهاتك الطيبة ...شكرا وعذرا لأنني ارهقتك في تشريح خريفي الواهم ...فضل لن انساه لك دمت بالخير دائماً

          تعليق

          يعمل...
          X