الندوات السرية والأسماء التي لا بديل لها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نبيل عودة
    كاتب وناقد واعلامي
    • 03-12-2008
    • 543

    الندوات السرية والأسماء التي لا بديل لها

    [glow=FF0000]

    الندوات السرية والأسماء التي لا بديل لها
    [/glow]
    بقلم : نبيل عودة
    [align=right]

    عقدت في مركز أشكول بايس في المغار بدعوة من الشاعر الصحفي كمال ابراهيم وبالتعاون مع جمعية نيسان لدعم الثقافة والفنون ، ندوة أدبية حول دور السياسة في الشعر ، بمشاركة عدد من الأدباء ...
    المؤسف ان الندوات أضحت "مشاريع سرية" لا يعلم بها الا البعض القليل ، لذا كشفت الصور قاعة شبه فارغة.
    قرأت الخبر الذي اكتفى بالاشارة الى من يؤيد ومن يرفض العلاقة بين السياسة والشعر. وكأن السياسة موضوعا لا علاقة للمجتمع البشري به ، لا علاقة لها بالثقافة ، مع ان كل الفلسفات التي نعرفها عبر التاريخ ، عالجت السياسة ورأت بها حالة لا حياة للثقافة بدونها.بل واجتهد أعظم فيلسوف انساني في التاريخ البشري ، افلاطون ، بطرح رؤيته السياسية ، لجمهوريته العادلة ، نفس الأمر كان مع الفارابي في مدينته العادلة .. أي ان الثقافة ، بكل فروعها ، المادية والروحية ، لم تكن عبر التاريخ البشري كله ، الا جزءا لا يتجزأ من الفكر الثقافي .
    ومع ذلك الطرح هام . ولكن ....
    هنا لا بد من سؤال جوهري: لماذا لا يجري دعوة ادباء من خارج الحلقة المغلقة التي تطل علينا عبر كل الندوات ؟
    هل هناك ظن ان الأسماء المشاركة في هذه الندوة ، وفي جميع ما يعقد من ندوات تقريبا ، مهما اختلف أسم الجهة الداعية ، ومع احترامي لهم جميعا ، هم التيار الثقافي المؤثر وصاحب القول الفصل في كل القضايا الثقافية وغير الثقافية ؟
    انا عشت مراحل ثقافتنا في صعودها وهبوطها.. ونحن الآن نواصل الهبوط باصرار عجيب رغم كثرة الخيم والقاعات والمراكز والجمعيات التي جعلت من الثقافة ثيابها الفضفاضة.
    عشت مراحل النقد المحلي المأزوم منذ يومه الأول بسبب جوهره المبني على الزمالة والقرابة العائلية والتودد للكبار من أصحاب التأثير السياسي وتغليب العلاقات العامة على النقد وعلى الأدب .. وجعل مقاييس الابداع تبنى على ارتجال نقدي مزاجي ساقط فكريا ، وفارغ من أي رؤية جمالية او فلسفية او ثقافية بسيطة ، ونوعا من التسلية لبعض "النقاد" االذين اكتشفوا انهم ادباء بعد أن أصبحوا يمثلون الماضي السياسي والاجتماعي في واقعنا ،وكل معرفتهم بثقافتنا لا تتعدى الإصدارات الجديدة فقط . وأجزم انهم يكتبون صفحاتهم النقدية ، بدون قراءة على الأغلب الا بالتصفح ، او بدون فهم "الناقد" للمقروء.. وليس غريبا ان أضيف ان بعض الأدباء منهم لا يعرفون تفسير ما يكتبون. ولا اسجل مواقفي عبثا ، بل عن تجربة شخصية ، جعلتني انتبه لفوضى النقد ومخاطره على ثقافتنا ...
    أمر مضحك ؟
    وهو كذلك !!
    نعود الى دور السياسة في الشعر او علاقة السياسة والثقافة عامة .
    كنت اتوقع ان يحضر سياسي او اديب مخضرم عاصر معركتنا لصيانة لغتنا وثقافتنا وهويتنا القومية ، يوم كان موقف القيادة الطليعية ( واضح انها قيادة الحزب الشيوعي التاريخية ) ترى بالثقافة مكملا للسياسة وبالسياسة درعا ثقافيا ، حيث تحولت القصيدة بالأساس ، الى سلاح سياسي هام في نضالنا، وهل ننسى ما لايعرفه المشاركون في الندوة المذكورة ، بأن مهرجانات الشعر التي نظمت في سنوات الخمسين والستين ، كانت سلاحا سياسيا للمقاومة والتمسك بالهوية والتراث والوطن امام الموجات الهوجاء للإرهاب والقمع السلطوي .
    مثلا معركة الهويات بعد اقامة دولة اسرائيل ، الم نوظف الشعر فيها من أجل دعم مواقفنا السياسية ؟ الكاتب والشاعر والمناضل حنا ابراهيم يذكر في كتاب مذكراته : " ذكريات شاب لم يتغرب "معارك الهويات التي خاضها الحزب الشيوعي ومحاميه حنا نقارة الذي أطلق علية الناسلقب "محامي الشعب" ، وكانوا ينشدون له الأهازيج الوطنية فرحا بتحصيله للهويات عبرالمحاكم الأمر الذي كان يعني البقاء في الوطن وعدم اعتبار الفلسطيني "متسللا" يجبقذفه وراء الحدود ، وتحديا أيضا للحكم العسكري الذي فرض على العرب الفلسطينيينالباقين في وطنهم .
    ومن تلك الأهازيج :
    طارت طيارة من فوق اللية ( اسم مكان في الجليل ) الله ينصركويا شيوعية
    حنا نقارة جاب الهوية غصبا عن رقبة ابن غريونا
    ويرويالشاعر والمناضل حنا ابراهيم انه كانت تمنح هوياتحمراء لمن يعتبروا " ضيوفا " بالتعبير الاسرائيلي ، أي المرشحين للطرد من الوطن .أما غير الضيوف فكانوا يحصلون على هوية زرقاء. ويذكر حنا ابراهيم أغاني التحدي التيكانت تنشد في حلقات الدبكة ، ومنها:
    يا أبو خضر ( اسم شرطي عنصري ) يللا ودينا الزرقا والحمراع صرامينا
    هذا وطنا وع ترابه ربينا ومن كل الحكومة ما ني مهموما
    يقطع نصيب القطع نصيبي لو انه حاكم في تل أبيب
    توفيق الطوبي واميل حبيبي والحزب الشيوعيبهزو الكونا
    ويتلقف الشبان الكرة ويعلو نشيد المحوربه :
    لو هبطت سابع سما عنحقنا ما ننزل
    لو هبطت سابع سما عن أرضنا ما نرحل
    هذا نموذج صغير من دور الشعر في السياسة . وهل ننسى دور قصيدة محمود درويش " سجل انا عربي " التي أصبحت صرخة تحد ضد القوائم السوداء ؟ وهل ننسى قصيدة سالم جبران : " سجل اسمي في القائمة السوداء / سجل اسم ابي امي اخواني / سجل حتى حيطاني / في بيتي لن تلقى الا الشرفاء ".
    وهل ننسى كأننا عشرون مستحيل / في اللد والرملة والجليل لتوفيق زياد وقصائده سجناء الحرية وعمان في ايلول ؟ الم تكن القصيدة اهم من خطاب سياسي مهما كان ناريا ؟ وهل ننسى سميح القاسم في ابدا على هذا الطريق التي أضحى عنوانها شعارا سياسيا مجندا ؟ هذا نزر يسير . ولا يبدو لي ان ندوتكم ، من قراءة الخبر والمواقف ، قد دخلت للمضامين ولفهم ان سقوطنا السياسي واضمحلال قوتنا السياسية ، كان مرافقا لغياب الجيل الطليعي الذي رأى بالثقافة معلما نضاليا مجندا ، ووصول قيادات لا تقيم اعتبارا للثقافة في العمل السياسي مع الأسف الشديد ، والا ما كانت تسمج بغياب مجلات الجديد والغد والدرب وهبوط الاتحاد ثقافيا وسياسيا .
    الملاحظة الأخيرة ، من الواضح ان الشعر اكثر وأسرع استجابة من أجناس الأدب الأخرى في الفعل السياسي، ولكن من الخطأ الوهم ان السياسة تأثرت او أثرت على الشعر فقط ، بل النثر الأدبي أيضا لعب دورا كبيرا في رسم معالم فكرنا السياسي ، واكتفي بذكر أعمال اميل حبيبي مثلا.
    ان الفصل بين السياسي والثقافي هو مثل فصل المخ الأيمن عن المخ الأيسر.
    هذه ملاحظات عابرة وليست دراسة . وآمل ان ينتهي عهد السمسرة الثقاقية والندوات السرية والأسماء التي لا تتبدل ، مثل الزعماء العرب!!

    [/align]

    نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة
    nabiloudeh@gmail.com
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    الاستاذ القدير
    الاخ نبيل عوده الموقر
    تحياتي
    في ذاكرة الشعب
    الشاعر الفلسطيني / توفيق زياد
    عملاق آخر من عمالقة الأدب والشعر والعمل الوطني ...شجرة باسقة أخرى ..جذورها في عمق الأرض العربية الفلسطينية وفروعها وأوراقها الخضراء اليانعة تطاول عنان سماء فلسطين وكل سماوات العالم ...مناضل آخر من أجل حرية شعبه وشعوب العالم التي عانت ما عانته من القمع واغتصاب الحقوق وبلاوي الإستعمار ...قديمه وحديثه ...هذا هو ببساطة الشاعر المرحوم ...توفيق زياد ...
    توفيق زياد الذي لم يستطع ان يكون محايدا في عالم غير محايد ...فهو قد اختار منذ البدايات ان يكون منحازا الى جانب المضطهدين والمستضعفين والفقراء ضد مضطهديهم من انظمة وحكومات وقوى اجتماعية ظالمة ومستبدة ... وللتعريف بهذا الشاعر المناضل نقول أنه كان شاعرا وكاتبا سياسيا فلسطينيا من مدينة الناصرة ، ولد يوم السابع من ايار عام 1932 (1929؟) وتوفي عام 1994 ، توفي والده منذ الصغر فاضطر الاعتماد على نفسه في كل شي وحرص على اكمال تعليمه . سافر إلى الشام وتعلم مهنة التمريض لمدة ثلاث سنوات...وقد كان حلمه ان يصبح طبيبا لكن الظروف السياسية والاقتصادية عرقلت برنامجه, اما والدته فقد اشتغلت في الارض وفي البيت وساهمت في العمل مع زوجها. كانت تنهض في الفجر وتعجن عشرات الارغفة لبيعها في الدكان لذلك احب توفيق زياد اغنية سيد درويش التي تقول: "الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية" .... أتم توفيق زياد دراسته في مدينة الناصرة ، إنتقل بعدها إلى موسكو لدراسة الأدب الروسي-السوفييتي ، كان عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي المسمى راكاح وأصبح عضوا في الكنيست الإسرائيلي في ستة دورات انتخابية عن حزب راكاح ثم عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة منذ العام 1976 ... كما انه كان رئيسا لبلدية الناصرة لثلاث مرات .وقد لعب توفيق زياد دورا مهما في إضراب أحداث يوم الأرض في 30 مارس 1975 ، حيث تظاهر ألوف من العرب من فلسطينيي إسرائيل ضد مصادرة الأراضي وتهويد الجليل. لشاعرنا الكبير توفيق زياد أحد عشر ديوانا شعريا قد يكون أشهرها ...أشد على أياديكم ...والمطبوع في حيفا عام 1966 م ...كما قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية من اللغة الروسية الى اللغة العربية ...كما ترجم للشاعر الشيوعي التركي ...ناظم حكمت ...وله كذلك عدد من الدراسات الأدبية حول الأدب الشعبي الفلسطيني ...وقد استشعرت دولة الاغتصاب الصهيوني خطورة وجود مثل شاعرنا الكبير توفيق زياد مناضلا بين صفوف شعبه وشاعرا يؤثر شعره في مختلف فئات الشعب الفلسطيني كل هذا التأثير ...فاستهدفه الصهاينة وتعرض شاعرنا إلى محاولات متعددة للاغتيال والتصفية الجسدية ناهيك عن العديد من مرات الإيذاء و الاعتقال وحجز الحرية ....ولكن كل ذلك لم يفت من عضد بطلنا وشاعرنا ...بل ازداد التصاقا بشعبه ووطنه وبهموم هذا الشعب وهذا الوطن ...

    وفيما يلي نماذج من شعره
    الذي تغنى به شعبنا لما ينطوي عليه من مشاعر وأحاسيس فياضة تترجم بساطة شاعرنا ومدى إخلاصه وحبه لشعبه الفلسطيني ومدى التصاقه حد التوحد بأرض بلاده ....

    1) أناديكم ....أشد على أياديكم.
    أُنَادِيكُمْ
    أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
    أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم
    وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم
    وَأُهْدِيكُم ضبيا عَيْنِي
    وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم
    فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا
    نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم.
    أُنَادِيكُمْ
    أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
    أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي وَلا صَغَّرْتُ أَكْتَافِي
    وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي
    يَتِيمَاً ، عَارِيَاً ، حَافِي
    حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي
    وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي
    وَصُنْتُ العُشْبَ فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي
    أُنَادِيكُمْ ... أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم !!

    2 ) من قصيدته "إنا هنا باقون":
    كأننا عشرون مستحيل
    في اللد والرملة والجليل
    هنا على صدوركم باقون كالجدار
    وفي حلوقكم
    كقطعة الزجاج
    وفي عيونكم
    زوبعة نار
    هنا على صدوركم باقون كالجدار
    ننظف الصحون في الحانات
    ونملا الكؤوس للسادات
    ونمسح البلاط في المطابخ السوداء
    حتى نسل لقمة الصغار
    3
    من بين أنيابكم الزرقاء
    كتب توفيق زياد بعد الخامس من حزيران 1967 قصيدة قال فيها :
    يا بلادي أمس لم نطف علي حفنه ماء ..
    ولذا لن نغرق الساعة في حفنه مـــاء ..
    من هنا مروا الي الشرق غماما اسودا ..
    يطئون الزهر والأطفال والقمح وحبات الندى ..
    ينضوون عداوات وحقدا وقبورا ومدي ..
    من هنا سوف يعودون وان طال المدى ..
    لا تقولوا لي : انتصرنا ..
    ان هذا النصر شر من هزيمة
    نحن لا ننظر للسطح
    ولكنا نرى عمق الجريمة ..
    إننا للمرة الألف نقول :
    لا وحق الضوء ..
    من هذا التراب الحر لن نفقد ذره
    إننا لن ننحني للنار
    والفولاذ يوما قيد شعره
    كبوه هذى وكم ..
    يحدث ان يكبوا الهمام
    إنها للخلف كانت خطوة
    من اجل عدة للأمام ..

    --------------------------
    شعراء المقاومه خير من قالوا الشعر السياسي وجعلوه ظاهرة ارتفعت بالحس الفلسطيني
    تقبل مروري بكل التقدير لقلم يعاني من عصير التخلف والمناكفه وحصار الاخر بحثا عن الارقى لشعب ووطن وامه

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      من عين الحلوه الى فلسطين وكل العالم
      --------------------------------------
      ولد أحمد دحبور في حيفا 1946 اضطرت عائلته للهجرة إلى لبنان عندما سقطت المدينة في أيدي القوات الصهيونية عام 1948.
      بسبب الفقر المدقع الذي كانت تعاني منه العائلة لم يتلق دحبور تعليماً أساسياً كافياً لكنّه عوّض ذلك بالقراءة النهمة والتواقة إلى المعرفة. ورغم فقر خلفيته الثقافية استطاع أن يتجاوز معيقات هذا الحرمان بشكل أشبه بالمعجزة فقد أظهر منذ باكورة شبابه حساسية حداثية نادرة تمثّلت في إعجابه العميق بشعر توفيق صايغ في فترة شعرية لم تكن بعد قادرة إجمالاً على تذوّق ذلك النوع من الشعر الحداثي المعقّد المكتوب بالنثر.
      أما شعره فهو تجريبي متنوّع في أسلوبه ومغامر في استعماله للأوزان، وهو شعر يعكس إحساساً فاجعاً بالحياة وإدراكاً حسيّاً لهشاشتها من جهة ولقدرتها على المقاومة والاستمرارية من جهة أخرى. إنه يحسن استخدام اللفظة الأفضل الدالة على المعنى ويكتب شعراً مكرّساً للتجربة الفلسطينية دون أن ينحدر إلى الخطابية أو البلاغة الجهورية أو تقريرية اللهجة، فهو يمزج الموضوعات البطولية بإدراكه العميق المخاطر والمحن التي ألمّت بالتجربة الفلسطينية المعاصرة. أصدر حتى الآن ثماني مجموعات شعرية، من ضمنها: 1."الضواري وعيون الأطفال" (1964) 2."حكاية الولد الفلسطيني" (1971) 3."طائر الوحدات" (1973) 4."بغير هذا جئت" (1977) 5."اختلاط الليل والنهار" (1979) 6."واحد وعشرون بحراً" (1980) 7."شهادة بالأصابع الخمس" (1982) 8."هكذا" )

      .. ولنغن له معاً من قصيدته الجميلة " حكاية الولد الفلسطيني" ..
      لأن الورد لا يجرح
      قتلت الورد..
      لأن الهمس لا يفضح
      سأعجن كل أسراري بلحم الرعد..
      أنا الولد الفلسطيني
      تحارب خيلنا في السند ..!
      ووقت الشاي نحكي عن فلسطين..!!
      إذن تصفح
      ويوم كبرت لم أصفح
      حلفت بنومة الشهداء، بالجرح المشعشع في لن أصفح...!!
      ..... رأيت النوق في وادي الغضا ...تُذبح
      فكيف بربكم......أصفح...؟؟!!


      احمد دحبور
      العاشق الثاني
      مابين العاشق الفلسطيني والولد الفلسطيني مسيرة عشرة اعوام وكنت اتمناها ولا زلت للشعر الفلسطيني المتيم بحب الانسان والوطن
      هل غاب الشعر وجاء دور النقد يا حكاية الفلسطيني خارج الوطن
      هل غاب الشعر مع انطلاقة السلطه - قلتها مرة -
      اين اطفال الحجاره - اين حكاية ذلك الولد داخل الوطن - معك
      مرة في عاصمة الثراء العربي - ابوظبي- جاء بيننا والاف مؤلفه حوله كانوا
      وحكاية الولد الفلسطيني في تلك الليله صنعت الوطن الفلسطيني في الغربه

      بعد الخروج من بيروت
      عن / الولد الفلسطيني وأغاني العاشقين
      ( مقاله نشرت في الوحدة الظبيانيه 1985م )

      * لأن الهمس بين الآلاف الحاضرة ليوم العرس الفلسطيني يتحول إلي هدر , له دوي الثورة الشامل , وقف الإنسان الفلسطيني , علي هذا المستوي , يقدم بصوت هادر للشاعر أحمد دحبور أو الولد الفلسطيني ... !!
      * جاءوا من كل مكان , وكل في جعبته حلم يراودوه
      ودم حنا مقبل / لا زال ساخنا هادرا يشير ويهتف بالوحدة وقتها
      *حيث تشابكت الإشارات , بين التقديم , وبين الإلقاء , وبين الجموع الحاضرة , وبين دم جنا مقبل ..
      * والولد الفلسطيني فيها رمز لكل ثائر فلسطيني / لمواجهة العالم من أقصاه إلي أدناه , حيث يقف العالم كله في صف واحد ضده .
      وكان شاعر فلسطين الأعمق درويش يقول عن نفس الفلسطيني في ملحمة فلسطينية صادقة :
      ذاهب إلي العالم ... غريب عن العالم ... وفي وقت يطلبون فيه للانشقاق الماسخ , تهجما علي ذاك الولد الفلسطيني البارع في التماسك رغم التطبيل والتأمر ..
      * كانت صورة "أبو عمار " وسط أغاني العاشقين ووسط هذا التجمع الجماهيري الهائل , تأكيدا علي التماسك الفلسطيني الواحد , الباحث عن مكان تحت الشمس , وعن شربة ماء فلسطينية علي أرض فلسطينية بقرار فلسطيني له هوية تجعله مواطنا علي أرض حقيقية تجعل منه رجلا له كيان بقدر ما له من قضية .. ويظل العاشق عاشقا , ويظل المعشوق معشوقا وتبقي الحكاية إلي الأبد , قصة كفاح سرمدي خالد , ويكون العربي والفلسطيني هو العاشق ..
      وتكون فلسطين العربية هي المعشوقة ..

      * هذه العلاقة بين العاشق والمعشوقة غناها محمود درويش في ديوانه عاشق فلسطين ورسم حدودها وظلالها في ديوان : أوراق الزيتون " ثم سار بها من درب إلي درب , ومن عاصمة إلي أخري حتي وهن فيه العظم , واشتد معه مرض القلب بين حصار بيروت , وردة طرابلس , وموت معين وتشييعه في القاهرة , وبين مستشفي القلب في فيينا , وعلاجه في صنعاء , كان العشق مرسوما وكان ظلا .
      * ثم جاء " أحمد دحبور " بالكلام المباح , وانشد , قصة الولد الفلسطيني مرة بعد مرة , ودم حنا ساخنا يروي أرض نيقوسيا , ويثري بجثمانه أرض أردننا العربي ... !!
      * ومن مسيرة عز الدين انقسام , إلي مسيرة أهلنافي الأرض المحتلة , إلي الوقوف صفا واحدا مع اللحم الفلسطيني الذي اهدر دمه في بيروت المحاصرة وبيع بمقابل بخس في حرب الردة , كانت أغاني العاشقين تواصلا مع العشق نفسه ... !!
      * الراوي والراوية , والشاعر والقصيدة ... !!
      لم يكن هناك أكبر من هذا الإبداع الفلسطيني الذي أوجده العشق الجماهيري الفلسطيني بقوة الإرادة التي انطلقت في الفاتح عام 1965 وبغير هذه الإرادة لم يكن هناك ئ سوي إطلاق الشعارات الزائفة , التي تحاول النهوض مرة ثانية , معتقدة إن الإرادة في مسطرة الضعف والوهن يسهل الانقضاض عليها , بنظرية فاشلة في فهم الموازين الثورية , ضمن الخط الوطني والقومي لتثبيت الإرادة والموقف نحو الوصول إلي هدف الكيان والقضية علي الأفق الواحد .

      وخاتمة الرحلة مع احمد نقول له
      انهض فقد حان دورك المتالق
      دور العاشق
      الذي بات لك وحدك

      سنرفع جرحنا وطنا ونسكبه...
      سنلغم دمعنا بالصبر بالبارود نشحنه...
      ولسنا نرهب التاريخ ،لكنا نكونه..
      جياع نحن
      طاب الجوع ،إن الجوع يفتنه
      ...رأيت الفارس العربي يسأل كسرة خبز حطين.. ولا ينجح
      فكيف بربكم أصفح ..!!؟؟


      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #4
        قال سميح القاسم في المقاومة الشعبية بعد سنة 1967 الكثير في ديوان " رحلة السراديب الموحشة "
        أبصرت في كفيه موتي ..
        جمدت يداي علي حديد البندقية ..
        لم يطلق النار .. اقترابنا ..
        ازداد حجم السنديان ..
        بادلته تبغا بماء ..
        ماذا يقول الادعاء .. الخ

        ويقول في نفس الديوان :
        حلت ضفيرتها علي النع المجلل بالسواد ..
        من قال يحمل في حقيبته الصباح ..
        صوتا لساحات المدارس ..
        فيعود محمولا علي كتف المساء ..
        ذكري لساحات القتال ..
        وبطاقة مطبوعة من قائد الأركان ..
        تحمل للقتيل وسام فارس .

        ويقول عن أطفال رفح بقطاع غزة :
        للذي يحفر في جرح الملايين طريقه ..
        للذي تسحق دباباته ورد الحديقة ..
        للذي يكسر في الليل شبابيك المنازل ..
        للذي يشعل بستانا ومتخف ..
        ويغني للحريقة .
        للذي ينحل في خطوته شعر التواكل ودوال تتقصف .. الخ .
        بلغ الحزن بنا سن الرجولة .. وعلينا أن نقاتل .

        . أنه شاعر الأرض الحزينة .. فلتلبي النداء يا أمة العروبة .

        </i>ويصدر سميح القاسم منظومته عن الصمود العاتي في وجه الاحتلال وعن العمل الفدائي قائلا :
        خلوا القتيل مكفنا بثيابه ..
        خلوه في السفح الخبير بما به ..
        هل تسمعون : دعوه نسرا داميا ..
        بين الصخور يغيب عن أحبابه ..
        خلوه تحت الشمس تحتضن وجهه ..
        ريح مطيبة بأرض شبابه ..
        وعلي السهول الصفر رجع ندائه ..
        يا أبها بالموت لست بآبه ..
        خذني الي بيتي ..
        أرح خدي على أعتابه .. وأبوس مقبض بابه ..
        خذني إلي كرم أموت ملوعا .. ما لم أكحل ناظري بترابه
        يا من ورائي لا تخونوا موعدي ..
        هذه شرا يبنى .. خذوها وانسجوا منها ..
        بيارق نسلنا المتمرد ..


        شعرا فياضا عن رحلة الداخل والخارج في ديوانه رحلة السراديب المتوحشة .
        قبل اعتقاله سنة 1960 يقول في أول قصائده :

        متلثما بالريح .. ملتفا بخارطتي .. الرحيبة ..
        القي التحية .. كاظما جرحي وحقد القرينة ..
        وأقول في ثقة لوالدتي الحزينة .. خلوا المحارم والبكاء
        لطقوس عودتي القريبة ..

        جبال النار .. كانوا جميعا يصنعون الملحمة الفلسطينية الكبرى علي أجسادهم وسميح
        القاسم يعبر في قصيدته عن هذه الملحمة الفلسطينية الجماهيرية في إحدي قصائده بعد سنة
        1967 في قصيدة " أطفال رفح " المنشورة في ديوان " السرديب المتوحشة " أبيات سميح
        التالية :
        أنا القيت علي سيارة الجيش الحجارة .. أنا وزعت المناشير .. وأعطيت الإشارة أنا طرزت الشعار .. ناقلا كرسي
        والفرشاة من حي .. لبيت .. لجدار .. أنا جمعت الصغار , وحلفنا باعتراب اللاجئين .. أن نكافح .. طالما
        تلمح في شعارنا , سنجة فاتح .
        شجر الفتنة مكسور وكالجرح انفتح باب بيت في رفح . قفرة , في حضن فنائه وحلفنا .. قفزة .. دورية ..
        أنوار كشاف .. وسطه
        من تكونين :- قفي , خمس بنادق جحظت من حولها , خمس بنادق
        وغداة انعقدت باسم الغزاة المحكمة حضروا بالمجرمة .. آمنة.. طفلة في الثامنة

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          الاستاذ نبيل الموقر
          احترامي
          هناك في الملتقى الاجتماعي موضوع بحثي عن الشخصية العربية بين المطرقة والسندان واعرف انه من همومك الفكرية التي تبحث لها عن حلول تقدميه فان تكرمت بالدخول في الحوار نستزيد من رؤيتك وعلى الرابط التالي
          بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الثقافة والشخصية العربية ..: تهتم الدراسات السوسيولوجية بالعلاقة العضوية بين الثقافة والشخصية بصفة عامة .. فالثقافة هي كل ما يكتسبه الإنسان بكونه عضوا في المجتمع ، كذلك فإن الشخصية الإجتماعية للفرد هي كل ما يكتسبه الإنسان لكونه عضوا في الحياة الإجتماعية، لهذا فمن

          خاصة وانني اطللت على سمات الشخصية الفلسطينيه من رؤية غزية قد تكون لك هناك اضافة عليها او تعليق يثري الحوار حول الشخصية الوطنية والاقليميه
          مع كامل احترامي وتقديري

          تعليق

          • نبيل عودة
            كاتب وناقد واعلامي
            • 03-12-2008
            • 543

            #6
            شكرا ليسري راغب على الإضافات الهامة لتنوير القارئ بمعلومات اوسع تيسر فهم ما طرحته في مقالي من علاقة الشعر والثقافة عامة ، بالسياسة لدرجة الاندماج الكامل..
            رغم بعض الأخطاء في المعلومات حول توفيق زياد ، الا ان الفكرة العامة صحيحة ، فهو مثلا لم يدرس الأدب الروسي بل درس في المدرسة الحزبية الشيوعية ، ولا يعرف الروسية ليترجم عنها.والجبهة الدمقراطية هي قائمة الحزب الشيوعي (راكاح ) نفسه ، وكان رئيسا لبلدية الناصرة كقائد شيوعي لمدة تقارب ال 20 سنة أي خمسة دورات تقريبا حتى حادث السيارة المؤلم وهو عائد من اريحا ،على طريق القدس ، بعد ان قابل المرحوم عرفات . ويوم الأرض لم يكن مجرد اضراب ، بل كان معركة هامة لوقف مصادرة ما تبقى من اراضينا وقد لعب زياد دورا هاما في اقرار الإضراب العام ضد التيار المحسوبين على السلطة من رؤساء البلديات والمجالس المحلية .
            والد توفيق زياد لم يمت مبكرا ، بل وصل توفيق لرئاسة البلدية ووالده ما زال حيا يرزق..
            اشك بقصة دراسته للتمريض..
            لتوفيق زياد كتاب عن فترة وجوده في الاتحاد السوفييتي ودراسته في المدرسة الحزبية ( أعتقد لمدة ستة أشهر ) سماه : " نصراوي في الساحة الحمراء ". يشمل انطباعات عن زياراته ولقاءاته والقصص التي سمعها عن ابطال ثورة اكتوبر وعن مشاهداته في وطن الشيوعية الأول .
            عمل فترة محررا لمجلة قضايا السلم والاشتراكية التي كان مركزها في براغ - تشيكوسلوفاكيا ، قبل ان يطلب الحزب الشيوعي عودته ليقود معركة انتخابات بلدية الناصرة عام 1973 محققين تحرير البلدية من سيطرة زلم السلطة ، في اول انتصار سياسي كبير للجماهير العربية ، تبع ذلك معارك انتخابات وانتصارات في العديد من البلدات العربية الأخرى التي تأثرت بانتصار الناصرة وعلى أثرها أقيمت الجبهات المحلية ومنها اسست الجبة القطرية ( الجبهة الدمقراطية للسلام والمساوة )التي أصبحت الأسم الانتخابي للحزب الشيوعي. وأثر ذلك على معركة انتخابات جرت في المناطق المحتلة للبلديات فازت فيها القوى الوطنية غصبا عن الاحتلال.. مما احدث تحولا مهد حسب رايي لنهضة نضالية قادت فيما بعد الى انتفاضة الحجارة .

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              الأستاذ نبيل عوددة؛

              النقاد لم يهملوا بتاتا رسالة الأديب في كتابتهم؛ بل كل نص لم يجمل رسالة بات شقشقة لسان وكلام وهدر.

              والرسالة قد تكون اجتماعية، سياسية إل غيرها من المهام...

              والشطر الثاني الذي ينبغي تفهمه هو كيفية تنظيم الندوات، فتناول ا لندوات ليست وليدة لحظة، وإنما تنبعث الدعوات لها عبر وسائل الإعلام ومن استجاب وقدم تقريره وغاية مساهمته وتم قبوله وفق انسجام الموضوع مع محاور المناظرة يتم قبوله.
              أما عند العرض فهي مجرد الصورة النمطية لما خطط لها من بعد زماني كفيل بتحقيق الغاية المرجوة، وفي كثير من الحالات قلما يستجيب المرء للدعوة بسبب سوء نشر البلاغ الإعلامي فقد تكتفي الجامعة بنشر الخبر في صحيفة مشهورة وطنيا مثلا.
              وهذا شأن تنظيمي محض.

              ورغم ما جئت به من ملاحظات هامة أدبية فقد ركزت الكتابة عن حزبك الشيوعي سابقا ومآثره وهي دعوة إشهارية أكثر منها أدبية. أليست كذلك؟ وقد سبق لي أن قرأت لك نتقا مما جاء هنا.

              وأرجو أن يبقى حوارنا ضمن قوالب الأدب والنقد، لعلنا نجد في الأدب ما يجمعنا بعد ما مزقت السياسة سبلنا.

              وشكرا على إثارة موضوع يذكر بالواجبات الأدبية.
              فهل أبانت المداخلة بأنه من الأولى أن نجتمع على مائدة واحدة، خير من أن لا نلتقي إن اختلفت بنا السبل؟ وحبذا إن تمكنا من الاجتماع على المائدتين.
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 23-02-2010, 23:15.
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • نبيل عودة
                كاتب وناقد واعلامي
                • 03-12-2008
                • 543

                #8
                الأستاذ محمد الجابري
                الموضوع ليس الحزب الشيوعي ، تاريخه أضحى تاريخ نضال شعب وثقافة شعب .
                حقا انا اليوم خارج اطاره وناقدا لفكره ومواقفه ورافضا للكثير من طروحاته النظرية.ولكني أكون بلا شرف اذ1 تجاهلت الدورالتاريخي العظيم بعد نكبة شعبنا لقيادات هذا الحزب ، وهم رعيل من أفضل المثقفين الفلسطينيين في وقتها.رأوا بالثقافة نهجا للحفاظ على الهوية الوطنية ، وعملوا بكل قوة على كسر الحصار الثقافي والعزل القسري لشعبنا عن شعبه المشرد وسائر الشعوب العربية.
                لا مشكلة لدي في نقدك ورفضك للفكر الشيوعي.. وقد نتفق على العديد من المواقف، ولكني كما قلت اتحدث عن مرحلة تاريخية هي التي صنعت توفيق زياد وحنا ابوحنا وحنا ابراهيم وسالم جبران ومحمود درويش وسميح القاسم وحسين مهنا وعيسى لوباني واميل حبيبي وعشرات غيرهم ، وحمت حتى المثقفين الذين جبنوا من السلطة.
                قادة الحزب الشيوعي الطلائعيين منعوا بأجسادهم تهجير الاف كثيرة من العرب وقاتلوا بكل الوسائل المتاحة لعدم طرد ما سماه الاحتلال الاسرائيلي بالمتسللين ، ومنهم كان محمود درويش نفسه.
                من هنا سيدي الموضوع ليس مدحا لحزب قائم اليوم .ولا انتصارا لفكر لم يعد يمثل الواقع اليوم ، انما لمرحلة تاريخية لا يمكن تجاهلها وانكارها.
                الهدف من كتابتي تحطيم الدكاكين والبسطات الأدبية التي تكاثرت وصارت أشبه بالقبائل الثقافية اذا صح هذا التعبير.
                ثقافة منقسمة على نفسها يسهل اختراقها وتمزيق ثوابتها الوطنية والفكرية والفلسفية.
                هذا ما يقلقني وهذا الهدف من مقالي.
                بالطبع انت طرحت افكارا ممتازة ، لا يجوز تجاهلها .
                شكرا على مداخلتك .

                تعليق

                يعمل...
                X