كنت أنبض على الطريق بهلهلة واتخذت من نفسي لنفسي أنيسا
كنت أتحدث مع ذاتي بصوت مهموس
حتى ركنت جسدي على حائط لأستريح من عناء الطريق
فرأيت ظل شخص على الجَدَالَةُ مرتسمٌ
فاستجمعت ريقي وتعجلّت بلعه فتَلَدَّدتْ عيناي بسرعة
فتلاها تلدَّد رأسي ورأيته ينظر لي محدقٌ كنظرة من ذي علق
أدركت شخصه فجدَّلتني نظرته كحال كسيرة مرمية
فدفنت رأسي بين ذراعي وبكيت برنين حتى فَحَمت
قلت في نفسي: أيعقل أن يكون الساقي؟!
التفت إليه ---- نعم إنه هو !
ناولني يداه فترددت برعشة مبينة—مسكتها فشعرت بالحنين
أسند ظهري بيده فجعلني ناهضة وشعرت كأنني من ثقل الزِّفر عانية
بالرغم من أنني لست لشيء حاملة
دفعته بقوة نحو الأمام وقلت:
أتركني يا من سولت لك النفس تركي فما الذي بك آتي؟!!
رعشة يداي بدت بازدياد فهامت يداي تلامس عنقي واستشعر من خلالها مدى وفرة ابتلاع مرارة الموقف
فيداي التي كانت تخط رسائل الشوق أثناء غيابك
هاهي الآن تضم صدري نظراً لارتجاج قلبي وتدهور حال نبضي
أين أنت حينما كنت في حالة إعياء وإغماء
كنت طريحة الفراش عجزوا عن تفسير دهائي
أتعلم متى شفيت؟!
أتوا لي بمقياس حراري فاختليت بمخيلتي
فظننت أن المقياس إصبعك وسال الريق من طرف ثغري
هو ذاته الذي يهرب منك بعدما كان يتقمقم ويرحب بلذة قربك
فتعرّق جسدي وكأنما قطرات التعرق تود احتضانك لتريحني فبذلك ذهبت الحمى عني
قلبي يزفّ إليك عبارات اللوم
ولست أدرك من فينا يستحق أن يكون الملام الناظر أم المنظور إليه
قلبي الذي كنت تحتويه وحدك وكانت كل جدرانه حولك كحال المرآة تصور لك إن كان من محبوب غيرك
كنت وفية لك
لدرجة أن نفسي كانت ترفض أن يكون جسدي لها موطنٌ فأنت لها كل الأوطان
وما فادني الوفاء غير أنك جعلت قلبي كالسخّام من غلبة تناسيك وتجاهلك
كنت تسقيني حبك وما إن أدمنته فررت هارباً
عجزت أن أكون سيدة الموقف فخرجت سيطرتي عن أطوارها
فأصابتني التأتأة وقلت له:
ت ت ت تحبني لماذا تخليت عني؟!
ثم فأفأت ف ف ف ماذا بعد؟!
فأخذ يحتضنني بقوة استنشقت ريح عطره فأصبت بالخدر
وهام يردد بعشوائية
أحبك وما أنا بما فعلته إلا مرغمُ
أتيت لك بوعد صادق أمره مختومُ
أن أبقى لك خادم وليس مخدومُ
آه فهكذا يكون الحب
إن كانت عبارات المحبين لبعضهم
تعلن أن حبهم لبعض سيدومُ
تحياتي:
صفا الدوسري
كنت أتحدث مع ذاتي بصوت مهموس
حتى ركنت جسدي على حائط لأستريح من عناء الطريق
فرأيت ظل شخص على الجَدَالَةُ مرتسمٌ
فاستجمعت ريقي وتعجلّت بلعه فتَلَدَّدتْ عيناي بسرعة
فتلاها تلدَّد رأسي ورأيته ينظر لي محدقٌ كنظرة من ذي علق
أدركت شخصه فجدَّلتني نظرته كحال كسيرة مرمية
فدفنت رأسي بين ذراعي وبكيت برنين حتى فَحَمت
قلت في نفسي: أيعقل أن يكون الساقي؟!
التفت إليه ---- نعم إنه هو !
ناولني يداه فترددت برعشة مبينة—مسكتها فشعرت بالحنين
أسند ظهري بيده فجعلني ناهضة وشعرت كأنني من ثقل الزِّفر عانية
بالرغم من أنني لست لشيء حاملة
دفعته بقوة نحو الأمام وقلت:
أتركني يا من سولت لك النفس تركي فما الذي بك آتي؟!!
رعشة يداي بدت بازدياد فهامت يداي تلامس عنقي واستشعر من خلالها مدى وفرة ابتلاع مرارة الموقف
فيداي التي كانت تخط رسائل الشوق أثناء غيابك
هاهي الآن تضم صدري نظراً لارتجاج قلبي وتدهور حال نبضي
أين أنت حينما كنت في حالة إعياء وإغماء
كنت طريحة الفراش عجزوا عن تفسير دهائي
أتعلم متى شفيت؟!
أتوا لي بمقياس حراري فاختليت بمخيلتي
فظننت أن المقياس إصبعك وسال الريق من طرف ثغري
هو ذاته الذي يهرب منك بعدما كان يتقمقم ويرحب بلذة قربك
فتعرّق جسدي وكأنما قطرات التعرق تود احتضانك لتريحني فبذلك ذهبت الحمى عني
قلبي يزفّ إليك عبارات اللوم
ولست أدرك من فينا يستحق أن يكون الملام الناظر أم المنظور إليه
قلبي الذي كنت تحتويه وحدك وكانت كل جدرانه حولك كحال المرآة تصور لك إن كان من محبوب غيرك
كنت وفية لك
لدرجة أن نفسي كانت ترفض أن يكون جسدي لها موطنٌ فأنت لها كل الأوطان
وما فادني الوفاء غير أنك جعلت قلبي كالسخّام من غلبة تناسيك وتجاهلك
كنت تسقيني حبك وما إن أدمنته فررت هارباً
عجزت أن أكون سيدة الموقف فخرجت سيطرتي عن أطوارها
فأصابتني التأتأة وقلت له:
ت ت ت تحبني لماذا تخليت عني؟!
ثم فأفأت ف ف ف ماذا بعد؟!
فأخذ يحتضنني بقوة استنشقت ريح عطره فأصبت بالخدر
وهام يردد بعشوائية
أحبك وما أنا بما فعلته إلا مرغمُ
أتيت لك بوعد صادق أمره مختومُ
أن أبقى لك خادم وليس مخدومُ
آه فهكذا يكون الحب
إن كانت عبارات المحبين لبعضهم
تعلن أن حبهم لبعض سيدومُ
تحياتي:
صفا الدوسري
تعليق