كلّما طلبت العلم أقرأ ما كتبتهُ
وكلّما أردت المزيد , أخذت قلمي وتركته يجرّ يدي أينما يشاء ،فيأخذني كالكلب الأمين إلى تلك الآفاق التي رجوتها !
لم يخذلني يوماً , ولم أقض معه من الرحلات رحلة , قصيرة كانت أم طويلة , إلاّ وشعرت بعدها بالسعادة والرضى .

يا لسحر الكتابة الذي يملي على قلمي ما هو يشاء !, فيصبح القلم قشّةً على سطح نهرٍ عريض صافٍ يرسم خطّاً بمشيئة التيار ويبدع دون أن تعلم يدي بأنها تلد الإبداع .
كل هذا يحصل معي ! أنا الشخص الذي لم يتثقف من كتب الآخرين ولم يصبح حكيماً من أقوال العظماء والرسل , ولكم أخشى العظمة والارتقاء !, ولكني أملك قلماً هو سيّد العظماء وأرقى الحكماء لأنّه امتلك علم الوصول إلى السعادة .
قلمي لا يختلف بتكوينه عن كؤوس جبران خليل جبران التي شرب بها الفجر خمراً .
وحبرهذا القلم سال من وجه القمر الراقص على سطح الماء في بئر قريتنا .
ألهذا أنا أصبحت إنساناً بسيطاً جداً ،وأتمتع بطيبٍ فطري يجعلني دائماً ضحيّةً سهلةَ التناول لمن لا يثقون بوجودهم ؟
ومع ذلك أجدهم ضعفاءْ .
فما أراه من أفقٍ بفضل قلمي يكفي لإنسانيّةٍ بأكملها لكي تخرج من متاهات جهلها !
تواضعي يعيقني , ويخلق الفوضى في حياتي ويعلمني أن اللامبالاة هي قمّة الحكمة والندم عملٌ لا جدوى منه والخوف لا يأتي إلاّ من الشر، والشر لا يأتي إلاّ من الجهل ،والمعرفة هي الخير وهي الرسالة التي خُلقِ الإنسان لأجلها ،ولا طريق لتحقيقها إلاّ طريق الطيْب فالطيْب هو سيّد الأخلاق .