
رأيتها هناك...في أرض الهوى
لم يكن لقاؤنا قراراً..إنما هو اختيار القدر
جادت عليَّ الحياة بسرها، فأبصرت هواها بعد طول انتظار
تأخرنا قليلا..فالتقينا في خريف حزين
لكنِّى أثق بعهدِ الهوى
سيأتي بالربيع يحمل معه الخير
يزف دفء قلبي من جديد
هي وحدها
تنام في حلمي
تكفن صورتها عيني
أراها في ضوء الفجر
أستنشقها من رحيق الورد
ورغم أن حروفها كالنهر ...كلما شربتُ ظمئت
في هواها أركض ألف ميل وميل وما كللت أو تعبت
أرى وجهها في شعاع الشمس
تُغطي بنورها عرض الكون
تسيل منها الرقة أنهاراً في زمان البخل
هي روضة من رياض الحسن
هي الدنيا بما فيها
هي الجنة في العلا ...قلبها سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
ليس لغيري الوصول إلى معاليها
عندما أراها كأننا لم ننفصل
وعندما تتركني كأنِّي من دهر لم ألاقيها
سر هي في قلبي والليل يكتمه ، ليس للصبح حق في أن يناجيها
لن أقسو عليها يوماً وإن ضاق صدري
فما أنا وقلبي إلا طوع أياديها
حبيبتي
لا تسألي عن حياتي قبلك
اسألي
كيف على يديك تعلمت الحب؟!
كيف انتزعت قلبي بيدي كي أهديه إليكِ؟!
كيف جعلتُ شِعري يذوب بين شفتيكِ كضوء القمر؟!
كيف جعلتُ بدر الدجى ينير لياليكِ ؟!
كيف جعلتُ نسيم الصباح رسولا بيننا؟!
حبيبتي
هذا وجهي بحضنكِ... كفنيه بذراعيكِ
لا تتركيه يغادر هذا المخدع
لا تنكريه
لا تجعليه كالطير الشريد ...ضُمِّيه إليكِ
فصدركِ في عيوني أكبر الأشياء
ووجهكِ في عيوني أجمل الأشياء
وقلبكِ في عيوني أقرب الأشياء
وحبكِ في عيوني أثمن الأشياء
في زمن رخص فيه الحب إلا عند من يعرف قدره
فهيا حبيبتي
نكتال منه ما استطعنا
ونُربي بداخله الحُلمِ

تعليق