قراءات في كتابات أدباء غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    قراءات في كتابات أدباء غزة

    قراءة نماذج من الأدب الغزي المعاصر
    لبعض وليس كل الأدباء الغزيين
    ----------------------
    اهتم الادباء الغزيون بتاسيس فرعهم التابع لاتحاد كتاب وأدباء فلسطين قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م بسنوات قليله لتكون حاضنة لأعمالهم ولقاءاتهم وبدون أن يعلنوا تبعيتهم لمنظمة شعبية تتبع منظمة التحرير الفلسطينية تحاشيا لإجراءات الحكم العسكري الاسرائيلي قبل قيام السلطه ثم كان انتمائهم الأصيل للإتحاد بعد قيام السلطة واضحا وميسورا
    وهنا سوف نستعرض في قراءات سريعة بعض الأعمال ومن يحب الإضافة هنا فالصفحة مفتوحة لكل الأدباء إن شاء الله
    1
    الأديب عبد الله تايه
    وروايته / قمر في بيت دراس - الطبعه الاولى عام 2001
    2
    الأديب غريب عسقلاني
    وروايته / عودة منصور اللداوي - الطبعه الاولى عام 2002م
    3
    الكاتب والناقد الروائي الاديب / محمد أيوب
    ومجموعته / صور وحكايات - الطبعه الاولى عام 1989م
    ومقاربة مع الروائي والمترجم الاديب الكبير / احمد عمر شاهين
    4
    الأديب عثمان خالد أبو جحجوح
    ومجموعته / الغروب والشروق - طبعة العام 2003م
    ورواية / بعضا من العشق - طبعة العام 2003م
    5
    الأديب زياد خداش
    ومجموعته / موعد بذيء مع العاصفة - طبعة العام 1996م
    6
    الأديب زياد أبو العلا
    ومجموعته / صفحات من تاريخ أبو إياس الشفاعمري - طبعة العام 2002م
    7
    والأديب الروائي / زياد صيدم
    واعماله القصصية في الملتقى غنية عن الذكر بالتاكيد
    8
    والأديب يسري راغب شراب
    ومجموعته / فلسطينيه كانت ولم تزل - طبعة العام 2005م
    وروايه - البلدية - طبعة العام 2007م
    9
    القاص توفيق عبيد
    رواية / شاطيء الشهداء
    10
    القاصة / هداية شمعون
    مجموعة / انامل الروح تسبقني
    [line]-[/line]
    11
    الاستاذ / عبد الحميد طقش
    في ديوان جذور وأجنحة طبعة العام 1996م
    12
    الشاعر توفيق الحاج
    - في قصيدة عشر صور للموت
    13
    الشاعر رفيق احمد علي
    في قصيدة إيمان حجو الشهيدة الرضيعة
    14
    والشاعر عثمان حسين
    في قصيدة لم يحمني سوى دمي
    15
    والشاعر عبد الكريم العسولي
    في قصيدة جنين البطولة والمجزرة
    16
    والشاعر معين شليله خليل شوله
    في قصيدة النوار والدبابة
    17
    الشاعر رزق البياري
    خرابيش على الطرابيش
    18
    الشاعر الكبير أحمد بارود
    وقصائد شعرية ونثرية متنوعة
    19
    شجاع الصفدي
    مجموعة نثرية / سفر في الفراغ
    20
    مجدي يوسف
    21
    بهائي راغب شراب
    مجموعة نثرية / زهور برية
    -------------------
    وسوف تكون قراءاتنا على صفحات لكل أديب صفحة مستقلة إن شاء الله
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    #2
    الأستاذ القدير يسري شراب يسعدني وجودك أستاذي وكم سعيد أنا بهذا الطرح الخير من سيضعنا في حضرة كتاب ومثقفي غزة الصامدة.

    يثبت الموضوع وستكون هنالك أكيداً وقفات جدية وتفاعل كبير بإذن الله
    تحياتي وتقديري
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      اخي العزيز
      محمد ثلجي
      الشاعر الاجدر
      كل الشكر والتقدير لتثبيت الموضوع
      ومحاولة مني لقراءة جاده في عالم الادب الفلسطيني الغزي وروائع اقتربت منها بعد عودتي الى غزه لم تاخذ نصيبها من الذيوع والانتشار في العالم العربي
      مجموعة من الكتاب والادباء المبدعين بلغ عددهم المائة منتسب الى اتحاد الكتاب والادباء الفلسطيني في قطاع غزه بداوا مشوارهم قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينيه وكانوا من المقاومين الذين ذاقوا مرارة الاعتقال وحلاوة عمليات المقاومة المسلحة للاحتلال وانتموا الى عدة تنظيمات مابين الفتح والشعبية والنضال والتحرير وحماس والجهاد ولم يختلفوا حول الاولويات لانهم التقوا على ارضية الابداع فقط الابداع
      شعرا ونثرا وقصص وروايات
      سوف ننتقل قدر الامكان بين صفحاتهم
      ساقرا من اوراقهم ما يعبر عن واقعهم
      من المخيم عند نقطة الصفر
      وماقبل المخيم عند النقطة العاشره
      ثم عند الحياة على سطح الارض وتحت الشمس
      عند نقطة متوسطه مابين الخاص والعام
      في رحلة بدات يانتفاضة الطلبه
      ولاتزال تعيش العديد من الانتفاضات
      خطوطهم تحكي عن
      - الوطن المسكون قبل الهجره
      - الهجرة ذاتها كيف حدثت وكيف كان احوال المهاجر في بداية الاعوام
      - النسيج الاجتماعي الذي عاشوا ظروفه في قطاع غزة بعد الهجره
      - السفر الى الخليج العربي وتاثيره على الانسان القضية والوطن
      - المقاومه المسلحه والاتفاق في الميدان فوق اي تشكيلات
      - انتفاضة الحجاره من الابناء والاحفاد
      يجب ان اقول ان اغلبهم من معلمي المدارس
      وان انتاجهم وجد رعاية الطبع والنشر بعض الاحيان لكنه لم يجدها في احيان اخرى
      والتوكل على الله كان دائما سلاحهم في الحياة والابداع
      دمت سالما منعما وغانما مكرما
      شاكرا لك تثبيت الموضوع

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #4
        عبدالله تايه
        رئيس فرع اتحاد الكتاب الفلسطيني في قطاع غزه
        مواليد غزه بعد النكبة
        اهم مؤلفاته الروائيه
        مجموعة قصص / من يدق الباب عام 1977م
        رواية / الذين يبحثون عن الشمس عام 1979م
        رواية / العربة والليل عام 1982م
        رواية / التين الشوكي يمضج قريبا عام 1983م
        مجموعة قصص / الدوائر برتقاليه عام 1991م
        رواية / وجوه في الماء الساخن عام 1996م
        مجموعة قصص / البحث ايقاع مستمر عام 1997م
        مجموعة مقالات / زهير الريس السياسي عام 2000م
        مجموعة قصص قصيره / انفلات الموج عام 2003م
        --------------------
        مشاركة في مجموعة قصص قصيره من الارض المحتلة عام 1977م
        مشاركة ثانيه في مجموعة قصص قصيره من المناطق المحتلة عام 1981م
        -----------------------
        رواية / قمر في بيت دراس
        طبعة العام 2001م في غزه
        عدد الصفحات 236 صفحه
        الاهداء
        الى بيت دراس
        التي تمكنت من زيارتها مرة واحده وتزورني كل ليله
        الى بيت دراس
        القمر الطالع ببهاء لا ينقطع ونور يغمر الاتي
        ----------
        الرواية تتحدث عن سكان بيت دراس
        منذ هزيمة الاتراك في الحرب العالمية الاولى عام 1918م وحتى الهجرة وضياع بيت دراس عام 1948م
        كيف عاش الناس في بيت دراس حرب العام 1948م لحظة بلحظه
        وبمهارة الروائي ولغة الاديب وواقعية الحدث كتب عبدالله تايه روايته عن اهم الشخصيات في قريته ضمن التسلسل الروائي المنطقي المثير للمتابعة والدهشه
        =------------------------
        رواية / قمر في بيت دراس
        عبدالله تايه
        مقاطع مختاره من الرواية
        -----------------
        1
        تجدد الاشتباكات في تلك الليله فرد الجنود دون تبذير مخزون الرصاص سقط منهم من سقط وظل الازيز وصوت الدانات متواصلا ولما ساد الصمت عند الفجر ضاعفنا التحصينات دفنا من سقط ومكثنا في انتظار المدد
        القائد بدر الدين حكمت تفقد الجنود والمكان
        الى متى ينتظر المقاتل اليائس - اينتظر صدفة تنقذه ام يحاول الافلات عله ينجو بنفسه
        من يستطيع الوقوف كما وقف السلطان عبدالحميد ليقول بالفم المليان
        لا لهجرة اليهود الى فلسطين رغم كل الضغوط
        2
        الشارع طويل ممتد الى الشمال والجنوب تمر عليه العربات والحافلات الذاهبة شمالا وجنوبا الى يافا وحيفا وعكا وبيروت واستانبول
        افترق جبر المنصور عن بدر الدين حكمت وجنوده الذين ركبوا حافلة انطلقت بهم الى يافا وكان الوداع قصير وسريع وحزين واستدار عائدا الى القريه
        هل حقيقة يمكن ان ينهزم الاتراك
        عدد من التجار الذين اتوا من المجدل تحدثوا عن انتصار الانجليز على الترك واحتلالهم بئر السبع وغزة وسقوط يافا والرمله
        في الليل تصبح قريتنا كتلة واحده معالمها السوداء تطبق على كل الموجودات والانحاء والابعاد تصبح مكانا لايمكنك ان تحكم قبضتك عليه
        كل الذين اجتمعوا في الديوان همهم السمر ونسيان الفقر وتعب النهار واستعراض العنتريات والتبكيش على فلان او علان وفتل مؤخرات شواربهم
        3
        دلف المطر داخل بيت ابراهيم الحمدان / وضع اوعية تحت الدلف لكن انسكاب فوهات القرب فوق السطح استمر فاضطر لوضع غطاء ثقيل فوق راسه والخروج الى فناء الدار الضيق جبلت زوجته الطين بالتبن باعواد القمح المفرومة وصعدت في انهمار المطر على السلم يتناول منها الطين المجبول ويمسده فوق الثقوب العديدة التي احدثها المطر المنهمر - حتى توقف الدلف - راقبته زوجته على صوت ارتطام قوي وصرخة الم ورات زوجها وقد سقط على الارض اسندته وساعدته على الدخول الى الغرفة وعندما توقف انهمار المطر سمح لزوجته ان تنادي اخوته وصديقه جبر الذي عرف بين اهل القرية بخبرته بالاصابات والجروح والتي اكتسبها اثناء مشاركته في الحرب مع الاتراك ضد الانجليز في وادي غزة

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          الروائي / توفيق عبيد
          صدر للاديب روايتان
          رواية اعتقال الشهداء عام 2007م
          ورواية / شاطيء الشهداء عام 2009م
          والاخيرة التي سنقرا بعض من سطورها
          تشتمل على 150 صفحة بداها الاديب بالاهداء :
          الى امواج المقاومة العاتية التي تقذف بالميت من جوفها نحو شاطيء النسيان
          --------------
          مقتطفات من الرواية
          1
          في صبيحة يوم حزين عام 1967م هب ابوعبدالله الحيفاوي من نومه فزعا وزوجته توقظه من نومه مبكرا قائلة / استيقظ يا رجل الحرب قامت - خرج ابوعبدالله الحيفاوي من بيته وجد مجموعة من الجيران تتحلق حول راديو جاره ابوجميل السوافيري يتابعون النشرات الاخبارية والبيانات العسكرية بصوت المذيع / احمد سعيد قائلا/هنيئا لكم ياعرب - هنيئا لك ياسمك القرش / في صباح السابع من يونية 1967م توجه ابوجميل الى مكتب التسجيل وبيده عتلة حديدية كبيرة وقام بكسر قفل الباب الرئيسي لمخزن التموين / وما ان وجد محفظته التي نسيها في المكتب قبل الحرب /وفي دفائق معدودة كان هناك جمع غفير من اللاجئين امام التموين / ظهرت ثلاث جيبات عسكرية اسرائيلية اخذت تنادي / الى اهالي مدينة غزة ممنوع التجول - الى سكان مخيم الشاطيء ممنوع التجول
          2
          اراد سكان المخيم الرد على الهزيمة / بزواج الدكتور عماد - اراد سكان المخيم ان يزرعوا ارض مخيم الشاطيء اطفالا تنمو وتكبر وتصبح اجيالا مقاومة - فرسانا لا يشق لهم غبار وينفضون عن انفسهم غبار الهزيمة والياس / ولكن واحسرتاه فحسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر / في تموز العام التالي للنكسة وبعد ان دقت الساعة التاسعة صباحا حضر جمال السوافيري الى المستشفى كان باديا عليه الاضطراب والهلع همس في اذن الدكتور عما / انعطف الاثنان بعد خروجهما من المستشفى سيرا على الاقدام شرقا باتجاه قرية جباليا وكان يفصلهما صحراء قاحلة / وفي ظل شجرة وارفة الظل كثيفة الاغصان تكاد اوراقها تعانق الارض كان يرقد تحتها متخفيا الفدائي حامد الغزاوي مصابا بثلاث طلقات نارية /استخرج الدكتور عماد طلقة من الفخذ الايمن وطلقة من القدم اليسرى
          3

          تعليق

          • ابراهيم عبد المعطى داود
            أديب وكاتب
            • 10-12-2008
            • 159

            #6
            [frame="13 98"]
            الحبيب الغالي / يسري
            تحية عاطرة
            لك وحشة كبيرة أيها المفضال ..ويعلم الله مدى الود الذى يكنه قلبى لشخصكم
            الكريم ولكل أهل فلسطين الحبيبة ...
            لك أيها الكريم تقبل أسمي آيات الاعتزاز والفخار .
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ابراهيم عبد المعطى داود
            [/frame]

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #7
              الصديق العزيز
              الغالي القدير
              الاديب الروائي
              الاستاذ ابراهيم الموقر
              مودتي وكل التقدير لمرورك الكريم
              اين انت واين حكايات القرية والمدينة
              اين انا وانت تحكي عن ذاتك في قصص تحاكي عمق الانسان المصري العربي الاصيل
              وانت ترسم الوجدان للمثقف المصري الذي انطلق فاتحا ذراعيه من قريته الى الحياة الواسعة في المدينة التي استقبلته مدللا كما ربته قوانين العائلة العربية في الوجه البحري المصري العزيز
              اين منا كل مقالاتك وكتاباتك
              في انتظارك دائما
              بكل الموده
              وكل التقدير
              ايها الاخ القرين الشبيه العزيز
              في انتظارك
              لا تمعن في الابتعاد ارجوك

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                الاديب الروائي
                الدكتور / محمد ايوب
                ابن يافا المغتصبة عام 1948م
                استاذ اجيال من ابناء خانيونس
                المفكر القومي العربي
                المناضل الذي تذوق معاناة الهجرة والاعتقال والتشريد
                ولازال يحمل في صدره قوة الفدائي الذي قاد تباشير المقاومة الاولى للاحتلال الاسرائيلي لخانيونس عام 1967م واعتقل وطرد من وظيفته وعمل بائعا ولكنه لم ينحني اويلين.
                كان من اول المؤسسين ورئيسا لرابطة ادباء قطاع غزة قبل قيام السلطة الوطنية بسنين
                كتب الكثير من الاعمال القصصية والروائية
                وهو من كبار الادباء والمفكرين في ملتقى الادباء والمبدعين
                له العديد العديد من المقالات في القضية الفلسطينية والقضايا العربية
                من اهم اعماله القصصية
                مجموعته القصصية
                صور وحكايات
                منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين
                الطبعة الاولى في القدس عام 1989م
                الاهداء
                الى اولئك الذين قضوا
                واولئك الذين ينتظرون
                عناوين المجموعة
                -------------
                الورم
                جرى ورائي - جريت امامه - لا بد ان اثبت عكس قول المتنبي - لا بد ان اثبت انه ورم لا شحم حقيقي فيه كرة منفوخه تقفز في الهواء تصدر اصواتا ترتطم هنا وهناك فتخيف بصوتها الطيور الفزعة اصلا لكن مسمارا بسيطا يمكن ان يثقبها وفس يخرج الهواء بصوت مسموع لينكشف الورم على حقيقته
                ------------
                صور وحكايات
                - الورود /
                تملا الشوارع بعبق الفجر الندي حتى البراعم الصغيرة تدافعت لترسل شذاها عطرا يملا الافق
                - الاشواك /
                باتت تملا المكان - الارض والسماء حتى الهواء بات يحمل تلك الاشواك اللعينة يبصفها فتئز تنز دما فيضا طوفانا يغرق سطح الارض
                - الهواء الاصفر/
                وردة كبيرة اندفعت نحو علبة من علب الحضارة الغربية امسكت بها وردتها الى مصدرها فست العلبة في وجه من ارسلها اول مرة
                - البصل /
                فحين يختلط الحابل بالنابل - الشوك بالورد - المسامير بالدم - الابيض بالاسود - الخير بالشر - الفساء بريح العطر - يلزم البصل
                - الشمس /
                بدات الشمس تزيح برقع الحياء عن وجهها قليلا قليلا فالعريس المنتظر يدق باب الشمس بعنف يدعوها ان تهتك ستر العتمة والشمس بين القلق والامل
                -------------
                وتكتمل المجموعة بالعناوين التالية
                العصفورة / العريس / الخيمة / انتبهوا - انتبهوا / هدية من عامل الى معلمة / زوجة بالبريد / مهرجان في البحر / الندم / الضياع/ الغريب/ بنك السعادة / ثلاث عيون / الشاهد الرخامي ......................
                -------------------------------------------------
                قراقوش .. قراقوز
                قصة قصيرة جدا
                د . محمد أيوب
                كان الرعب يستبد به عندما يسمع اسم قراقوش، الحاكم الظالم، وذات ليلة شاهد على شاشة خيال الظل قراقوز، كان يشبه ذلك الحاكم الظالم، ولما دقق النظر شاهد يدا خفية تحرك القراقوز بخيوط غير مرئية، أدرك حينها أن قراقوش، وقراقوز، وكراكوز، وأراجوز، مجرد أسماء لشيء واحد لا يزيد عن كونه دمية تحركها أصابع خفية، ضحك في سره حتى لا يراه قراقوش.
                ------------------------------------------------

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #9
                  غريب عسقلاني
                  -------------------------
                  المؤلفات
                  -------------
                  الروايات
                  - الطوق / دار الكاتب بالقدس عام 1979
                  - زمن الانتباه / اتحاد الكتاب عام 1996م
                  - نجمة النواتي / اتحاد الكتاب عام 1999م
                  - جفاف الحلق / بيت الشعر برام الله عام 1999م
                  - زمن دحموس الاغبر / اتحاد الكتاب عام 2001م
                  - ليالي الاشهر القمرية / دار اوغريت برام الله عام 2001م
                  - عودة منصور اللداوي / بيت الشعر عام 2002م
                  ------------------------------------------------
                  المجموعات القصصية
                  - الخروج عن الصمت / دار البيادر بالقدس عام 1979م
                  - حكايات عن براعم الايام / اتحاد الكتاب عام 1990م
                  - الصبي والشمس الصغيرة / اتحاد الكتاب عام 1991م
                  - النورس يتجه شمالا / وزارة الثقافة الفلسطينية عام 1996م
                  - ---------------------------
                  -----------------------------------
                  سطور من قلم الاديب غريب
                  في طقوس امرأة بريئة
                  ---------------------------
                  1- الرقص والشهيق
                  بعد ستين شهقة عمر.. تأني كل صباح مثل ظبية تأتي.. توقظ قلبي من غفوته.. امرأة بعد ثلاثين رقصة ما زالت طفلة في ثوب صبيه.. مشاكسة توشوشني:
                  - ياه.. ما أكسلك.. قم قبل أن تشويكَ شمس الضحى..
                  - ومن قال أني نائم..أنا احلم!!
                  من يخبرها أن القلب بعد أن سكنته لا ينام.. وأن العقل في أمرها محتار.. فهي كلما دعاها الى بستان قلبه جاءت مطيعة.. وكلما قبلها تنفر مثل ظبيه.. وكلما نفرت يعضه قلبه.. ويقف في صدره هواء الشهيق:
                  ---------------------------------
                  2- سر العشق
                  قال حكيم لمريديه:
                  - تنضج الزهرة ثلاث غدد خلقت قبل وجود الإنسان على وجه الأرض:
                  غدة تفرز رحيق عذاب الانتظار..
                  وغدة تفرز إكسير مقاومة الانكسار..
                  والثالثة تختص بالانصهار في وليف الروح مهما نأى أو جار..
                  شهق المريدون رجالا ونساء.. ذرفوا ماء العيون.. انبثقت الدموع بستان أزهار متعانقات, يتمايلن على وهج اللوعة, فاختلط الأمر على المريدين.. دخلوا برزخ ما بين الحزن والهيام..
                  ----------------------------------------
                  3- هل وهل.. وهل
                  هل تشبه العتمة وهج الصباح؟؟
                  وهل يشبه الحضور الغياب؟؟
                  وهل يشبه والفرح النواح؟
                  وهل تعرفي, أني أرى بين ضلوعك بستان فل وأشواك كثيرة..
                  ووسادتين
                  --------------------------------
                  4- مرآة الفجر
                  وجهها مرآة الصباح..يسكن أسفل الوجنة اليمنى شامة شقراء تسبه للضوء.. تنبض.. ترقص تصبح موالا..
                  كل فجر تودع قمر الليل.. وكل فجر يهبط عصفور يقبلها عند الشامة ويطير.. تنبثق بعد القبلة قرنفلة تنشر شذاها.. يصبح الوجه بستان قرنفل..
                  قال الفتى الذي أخذته الغفوة عند السحر:
                  -هل رأيتم امرأة من قرنفل؟؟
                  ومضى في الطرقات يحرسه سرب عصافير.. حتى إذا ما وصل إلى غابة الوجد أغمى عليه:
                  قالت العصافير:
                  - رأى امرأة أسفل وجنتها شامة شقرا فأغمي علي, لا تقلقوه.. هي تعرف متى يصحو الفتى.. اتركوه
                  ----------------------------------------------------------
                  د مي نايف في صالون نون وملتقى الصداقة الثقافي
                  تحدثت عن تجربة غريب القصصية القصيرة جدا على النحو التالي
                  سمات القصة القصيرة عندغريب عسقلاني:
                  لقد تعامل غريب مع هذا الفن بذكاء شديد في التقاط حالات من الواقع الذي نحياه، حيث أعاد تشكيله عبر منجز قصصي محكم البنية في فن القصة القصيرة جدا، واستطاعت أن تحمل قصصه معظم شروط فن القصة وبذلك جاءت إلينا بحالات إبداعية شديدة الخصوبة والجمال تكشف عن موهبته القصصية وقدرته على خلق فن قصصى راق يخلق فينا نوعا من اللذة المؤلمة أو الألم الذيذ وهو نوع صادم قادر على أن يحرك فينا الماء الآسن الذى أماته إحباط الواقع من حولنا وإرهاصات الفناء واللاجدوى التي يحياها إنسان هذا العصر. ولعل ما يلفتنا في قصصه:
                  أ‌- المعيار الكمــــــي:
                  التزم غريب في فن القصة القصيرة جدا بقصر الحجم وطوله المحدد، ويبتدئ عنده من ثلاثة سطور فهي أصغر وحدة. وغالبا لا يتعدى هذا الفن الأدبي الجديد عنده صفحة واحدة كما عند غيره من كتاب القصة القصيرة جدا مثل زكريا تامر وإبراهيم درغوثي وحسن برطال في "ماسح الأدمغة" و"كلاب الگرنة". ولقد نتج قصر الحجم عنده عن التكثيف والتركيز والتدقيق في اختيار الكلمات والجمل والمقاطع المناسبة واجتناب الحشو والاستطراد والوصف والمبالغة في الإسهاب والرصد السردي والتطويل في تشبيك الأحداث وتمطيطها تشويقا وتأثيرا ودغدغة للمتلقي. ونلاحظ في القصة القصيرة جدا الجمل القصيرة وظاهرة الإضمار الموحي والحذف الشديد مع الاحتفاظ بالأركان الأساسية للعناصر القصصية التي لا يمكن أن تستغني عنها القصة إلا إذا دخلت باب التجريب والتثوير الحداثي والانزياح الفني.
                  ب‌- المعيار الكيفـــي أو الفنــي:
                  يستند فن القصة القصيرة جدا إلى الخاصية القصصية التي تتجسد في المقومات السردية الأساسية كالأحداث والشخصيات والفضاء والمنظور السردي والبنية الزمنية وصيغ الأسلوب، ولكن هذه الركائز القصصية توظف بشكل موجز ومكثف بالإيحاء والانزياح والخرق والترميز والتلميح المقصدي المطمعم بالأسلبة والتهجين والسخرية وتنويع الأشكال السردية تجنيسا وتجريبا وتأصيلا. وعند غريب نضع يدنا مباشرة على:
                  1- المفارقة:
                  وهى عنصر جوهرى فى القصة القصيرة جداً لأنها تدفع النص إلى تفريغ الذروة وصدمة القارئ بما لا يتوقع وتكسبه اللذة الفنية والارتياح النفسى. ولعل المفارقة التي تظهر منذ البداية فيها هي في الدال ( مقامة) والذي لمجرد قراءته يقيم تناصاً لدينا مع المقامات التي عرفها العرب وأحبوها، والمَقامات فن قصصي في الأدب العربي أنشأه بديع الزمان الهمذاني في القرن الرابع الهجري. والمقامة لغةً تعني المجلس، ثم تطوّرت دلالتها لاحقًا فأصبحت تعني الحديث الذي يُلقى على الناس، إما بغرض النصح والإرشاد وإمّا بغرض الثقافة العامة أو التّسوّل. والمقامة الفنية أو البديعية، كما أجمع النقاد على تعريفها، عبارة عن كتابة حسنة التأليف، أنيقة التصفيف، تتضمن نكتة أدبيه ومدارُها على رواية لطيفة مختلفة تُسندُ إلى بعض الرواة، ووقائع شتى تعزى إلى أحد الأدباء؛ والمقصود منها غالباً جمع درر وغرر البيان وشوارد اللغة ونوادر الكلام، منظوم ومنثور، فضلا عن ذكر الفرائد البديعة. وهي أقرب ما تكون لقصة قصيرة مسجوعة بطلها نموذج إنساني مُكد ومتسوّل. وهي حكاية خيالية قصيرة مسجوعة تدور في مجلس يضم جماعة من الناس، وتنتهي بموعظة أو فكاهة وللمقامة راوٍ وبطل، وهي تقوم على حدث طريف، مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لونًا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية، وضعت في إطار من الصنعة اللفظية والبلاغية.
                  وهي مرتبطة في نشأتها ببديع الزمان الذي ظلت مقاماته الاثنتان والخمسون أنموذجًا يحتذيه كتّاب المقامات الذين جاءوا من بعده. وأول هؤلاء وأشهرهم الحريري.
                  تعتمد المقامة في أسلوبها على قالب السجع، وعلى الإكثار من استخدام المحسّنات البديعية واللفظية بأنواعها المختلفة، وعلى توظيف الغريب كما هو الحال في مقامات الحريري بصفة خاصة.
                  وحاول بعض الباحثين أن يربطوا بين المقامة وبعض الأجناس الأدبية الحديثة مثل القصة القصيرة والرواية والمسرحية، إلا أن المقامة وإن شَابهت هذه الأجناس في بعض خصائصها، فستظل هذه المشَابهة سطحية. فالمقامة ليست أيّا من هذه الأجناس الثلاثة، إنها جنس قصصي عربي قائم بذاته.
                  ولفن المقامة أهمية خاصة في مجال الأدب المقارن، فقد قلَّدها بعض الكتّاب الفُرس، كما يُعتقد أنها أسهمت في ظهور رواية المُكْدِين التي ظهرت في أسبانيا في القرن السادس عشر الميلادي، ثم شاعت في أوروبا لتصبح مقدمة لظهور الرواية النثرية بمفهومها الحديث، نظرًا للتشابه الكبير بين البيكارو بطل رواية المكدين الأسبانية وبين أبي الفتح الإسكندري وأبي زيد السروجي، بطلي مقامات بديع الزمان والحريري.
                  والمفارقة هنا عند غريب بين المقامة النثرية القديمة والقصة القصيرة جداً النثرية أيضاً والموجودة في هذا النص.
                  المفارقة الثانية في وجود قسمين الأول مقامات غزية والثاني مقامات الوجد ( هيام وشغف) والجوى (حرقة وحزن وشدة) والتي من الممكن أن تجعل القارئ يتساءل عن السر وراء هذا الاختلاف الكبير بين الحرب والحب، ولكن الكاتب في الحقيقة أراد أن يوصل للقارئ أن الحرب كانت حرب قاسية على كل الأصعدة وأن الوضع السياسي الحالي بات لا يطاق وقد بلغ السيل الزبى، لقد شعر الكاتب أنه لا بد وأن يكون هناك نوع من التخفيف عن النفس والتفريغ الذاتي حتى تستعيد النفس توازنها وتستطيع التماثل والعودة إلى الاتزان بعد الحرب. وما الحرب والحب إلا وجهان لعملة واحدة ولقد كان الحب متنفساً للكاتب للهروب من كثرة الضغوط السياسية والاجتماعية القائمة في غزة. وقد قيل دائما من لا ينجح في الحب لا ينجح في الحرب.
                  وبالرغم من أن الكتابة في الحب ستكون مبررة لكاتب عانى ما عانى من هذه الحرب وغيرها مما شهده في حياته إلا أنه أيضاً كان متخوفاً من الاتهام في أن يكتب عن المرأة وغزة لم يمر على الحرب فيها عام واحد ولذلك بدأ نصه باستدراك، قال:
                  استدراك
                  لم أكن يوما صياد نساء!! ربما لأن وسامتي لا تؤهلني لدخول اللعبة.. أعترف..
                  ولكني كنت على مدار الوقت صياد نصوص, فهل أهلتني لياقتي لذلكَ؟؟
                  ربما..
                  2- الحكاية: على القصة القصيرة جداً أن تحكى حكاية تماماً مثل الرواية والقصة القصيرة والمسرحية لأن الحكاية فيها تشكل صلب الحدث وجوهر الدراما القصصية، ولذلك اشتملت قصص غريب على حكايات في الجزء الأول كانت عن غزة ولقد أطلق عليها مقامات غزية "واقع الحال في ظل الاقتتال"، ولما كانت الحكايات التي سردها مريرة لم يمر على التاريخ الفلسطيني مثلها ، كتب عنها "حكايات توجع جداً"، ولقد جاءت في (50) قصة، ثم جاءت مقامات الوجد والجوي في ( 98) قصة. والتي قسمها إلى ثلاثة أقسام: صفحات من كتاب الوجد ، بطاقات إلى امرأة تنتظرني، طقوس امرأة بريئة جداً. في هذه القصص تحول غريب عسقلاني من قاص إلى تكنوقاص يكتب قصصه عبر الانترنت بحكيات في التشات من خلال برنامج الماسنجر، أو عبر الإيميل. وهو يضيف من يريد على الماسنجر وينطلق في الحوار معهن ويتنطلقن في التجاوب مع قصصه وحكاياته. مثال ذلك قصة:
                  - سيد اللعبة
                  يشاغبان الوقت على وجه الحاسوب.. دعته لرشفة قهوة من فنجانها... رشف وقال:
                  - لذيذة قهوتك..طعمها بخور الصباح!!
                  غردت على لحن الصباح.. صارت القبلة عصفورة تبحث عن رشفة شوق..قالت:
                  - خذ رشفتك الأخيرة!
                  أغمض عينيه على خدر ولعق قاع الفنجان..
                  الذي لا يعرفه هو أن ظله افترش حديقة النرجس في صدرها, لأن سيد اللعبة كان لهما بالمرصاد, وربما عمدا قطع الإرسال..
                  3-الشخصية: في قصص مقامات غزية ظهرت الأم والأب والعجوز، والطفل والطفلة، والفتى والشاب، والمعلم، والمعلمة، وأم الشهيد، وزوجته الأرملة، وكأن الكاتب يريد أن يقول إن الحرب قد طالت المدنيين جميعَهم، ولم نجد في شخصياته عسكري واحد فهؤلاء لم تطلهم الحرب فيما يبدو.
                  ونحن حين نقرأ القصص إنما نصغي إلى صوت القاص يقص عن امرأة لا اسم لها، أو رجل أو طفل لا اسم له ولا ملامح فردية لهم أيضا تميزهم عن غيرهم من كثير من النساء أو الرجال أو الأطفال. إنما هم أقرب إلى النمط منهم إلى النموذج، ونحن نصغي إلى صوتهم حيناً على لسانهم وأحياناً هناك ثمة من يقص عنهم حكايتها وهو الراوي.
                  من الأسماء التي ظهرت اسم حسام، ونسمة الطفلة، وشاليط. أما في مقامات الوجد والجوى فلقد كانت الشخصيات متناسبة مع الكتابة عبر الانترنت فلقد كانت هو وهي أو هن فالجميع تحول إلى كائنات سايبرنتك تتواصل عبر الانترنت. وهم جميعا غائبون عن بعضهم البعض ومتواصلون فقط فقط عبر شاشة الحاسوب، أو الايميل.
                  ولقد سلط الكاتب الضوء على المعاق، في عدد من القصص في إشارة منه إلى ما خلفته الحرب من معاقين، فهذا بدون قدم وذاك بدون يد، والاقتتال وما خلفه من أفراد بدون ركب، وموقف المجتمع الذي ينبذ المعاق ويتشائم منه، وذوي القربى الرافضين لهم.
                  4- الوحدة:
                  لقد قامت القصص على حدث واحد من خلال حبكة واحدة تبدو واضحة للعيان، ولم تكن معقدة أو مترهلة بسبب تعدد الحبكات.
                  5- التكثيف
                  اعتمد الكاتب على ضغط الصور والرؤى بشكل موجز مختصر يحافظ على جوهر القصة بكل مكوناتها دون شرح أو تفصيل مخل، واستخدم الكاتب مفردات دالة على غزة والحرب في الجزء الأول ظهرت لدينا مفردات مثل:رصاصة عمياء، صوت قصف، قصف شديد، قصف جوي مفاجيء، خبر عاجل، حصيلة أولى للضحايا، أطلقوا سراحي، قبل الاجتياح، بعد الاجتياح، الملثمون، سيارات الجنود، جندي، الحرب، الاقتتال، يوم المعمعة، الطائرة الزنانة، قرص سخان، سيرج، حصار، جرثومة، مكروبات، أخبار، مستوطنات، حيطة، حذر، سرية، انقطع التيار، شرعية، قذيفة، يوم الاجتياح، شاليط، أسرى، مستشفى، دولة الكيان، دولة اليهود، اتفاقيات، إضراب المخابز، رضاء الحكومة، الدول المانحة، التلوث، الطاقة، المسلحون.


                  6-غلبة الجملة الفعلية:
                  غلب على القاص في سرد نصه الجملة الفعلية لأنها تشيع في القصة الحركة التي تصنع الدراما والحالة التي تتوهج داخل النص مع تضفير الجملة الفعلية بالجملة الاسمية في بعض القصص التي تحتاج إلى الوصف ويكون هذا في أضيق الحدود لضرورة الجملة الاسمية في الوصف.
                  7 –العنوان:
                  وهو رغم أهميته فى النصوص الأدبية على اختلاف أنواعها فإنه في القصة القصيرة جداً مهم جداً، والملاحظ أن غريب اختار عناوينه بعناية شديدة، فقد جاءت عناوينه محكمة تلعب دوراً حاسماً فى اختزال الحدث الرئيس ومضيئة على المضمون ومشخصة للرؤى والدلالات.
                  حملت عناوينه الكثير من مفردات الوجد والجوى في الجزء الثاني من مثل: مذاق، حالات الوردة، إشارة، والدهشة أيضا، صهيل، قرنفلة، الدفء، وردة العاشق، البوح، لذة النزف، المرأة / الوردة، الساعة العاشقة ليلا، النوم..، ضوء القمر، غزالة، شهيق، عن المهر والغزالة، القبل..، هل هو العشق؟!، صريع..، ثلاث عاشقات، سر العشق، عبق غريب.
                  8- المكان: توحي القصص بشكل عام أن أحداث هذه القصص في غزة، فلقد تكرر لفظ غزة 13 مرة، وغرية 2. وفي قصة غراب أحمر قال: ثلاثة شبان في سوق مدينة/غزة، ولكن الغالب بعد ذلك كان عدم تحديده للمكان بشكل مفصل حيث وردت الأماكن على شكل نكرات، مثل: حارة، شارع، زقاق، مستشفى، حديقة الجامعة.
                  أما المكان في قصص الوجد والجوى فهو الشاشة الزرقاء عنده وعندها، الطرفان المتحاوران عبر شاشة الحاسوب.
                  9- الزمان: توحي القصص أن الزمان هو منذ الانقلاب والانقسام في غزة وحتى الحرب الأخيرة على غزة في العام 2009. بل لقد ميز الكاتب بين من يموت في الحرب ومن يموت في الاقتتال وزوجة كليهما، يقول في قصة 11 - امرأة
                  في حرب ما ترملت وفي حضنها طفلين.. كان زوجها جنديا في موقع متقدم.. تعرض لقصف شديد.. لم يعثروا على رفاته، فأقاموا من أجلها وأجله نصب الجندي المجهول.. وفي اجتياح ما ثُكلت في أحد ولديها، وتحت ضغط من الأهل التحقت زوجة ابنها الشهيد برجل آخر، وتركت طفليها في حجر جدتهما..
                  وفي اقتتال ما وقفت المرأة/الجدة بين بندقية ابنها الثاني وبندقية ابن الجيران، فانطلقت رصاصتان في ذات اللحظة اخترقتا صدرها.. قيد حادث مصرعها ضد مجهول.. وقيل إن حفيديها نقشا لها تمثالا، ومُنعا من رفعه على منصة الجندي المجهول..!!
                  أما الزمان في قصص الوجد والجوى فهو = صفر، حيث إن الشخصيتين كلتاهما تكتبان لبعضهما البعض في الوقت نفسه عبر خط الانترنت.
                  لقد كانت القصة القصيرة جدا عند غريب نقلة بعد القصة القصيرة والجزء الثاني منها نقلة نحو التحول إلى تكنوقاص وأنا أدعو غريب إلى عدم التوقف عند أعتاب التكنولوجيا بل التحول إلى القصة الرقمية، والرواية الرقمية كذلك
                  والله الموفق.

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #10
                    م. زياد صيدم
                    كاتب وقاص
                    ----------
                    صخب الموانئ 8
                    ----------
                    وصل البيت.. دلف إلى غرفة نومه مباشرة، لترتيب أفكاره التي تسارعت واختمرت في رأسه طوال الطريق، يريد أن يستجمعها ويرتبها ، فقد اهتدى إلى اختراع قصة تبدو سهلة ومقبولة لهم، في أن يقول لهم: عادت أمكم اليوم في الطائرة، ولكن تم نقل جميع ركابها إلى مستشفى خاص لوعكة ألمت بالجميع نتيجة لأكلهم طعاما فاسدا.. كانت فكرة سديدة ومنطقية، لكن كيف سيكون وقع الحقيقة على ابنته؟ أشعل سيجارته، أدخل سمومها عميقا في رئتيه،شعر باسترخاء، نفثها في الهواء باتجاه الحائط المجاور.. هناك كانت صورة زوجته نجوى، ابتسم لها ابتسامة حزينة، دعا لها بالشفاء العاجل وبان يكون غدا مجديا لها.. أشاح بنظره جهة مطفأة السجائر، فانتبه إلى جهازه الحاسوب، فابتسم له ابتسامة أمل، شعر بقوة لمواجهة الأحداث، أحس بداخله بأنه أكثر ثقة وتوازنا، ليواجه الموقف بكل حسم وحرص وحذر.. فلا وقت يضيعه في التردد، فالميعاد تقرر غدا، والخبر بالتأكيد لن يكون هينا على ابنته.. والاهم من كل هذا، ماذا سيكون وقع لقاء نجوى بأطفالها وابنتها الكبرى على نفسها؟ ومدى انعكاساته عليها وعليهم لاحقا.. صخب من التساؤلات يغلفها الرجاء والأمل والتضرع إلى الله ، جميعها كانت تتزاحم في عقله.. قبل أن يسمع نداء أم سعد للعشاء .
                    - يتبع -
                    -------------
                    صخب الموانئ ( 9 )
                    القي بجسده منهكا على السرير.. أشعل سيجارته ونظر إلى ساعة الحائط، فقد قاربت على العاشرة والنصف.. نهض من سريره بعد أن استفاق من مشاهد كأنها فيلم اكشن دارت أحداثه على الطبيعة أمامه قبل قليل.. ارتشف ما تبقى من فنجان قهوته.. توجه إلى حاسوبه حيث كانت حنان في انتظاره ...
                    – ااااه حنان، حبيبتي.. كم أنا محتاج إليك الليلة..بدأ حديثه فورا إليها.
                    - حبيبي احمد يا أغلى من حياتي.. كلى لك يا غلاي.. ما بك يا مهجة الروح ..ما هذا الحزن في قلبك..لا لا تبك.. دموعك غالية على حنانك، ماذا حدث؟ هل واجهت سلوى بالحقيقة؟..
                    - نعم، وراح يقص عليها وقائع كانت قبل لحظات.. وهى تستمع إليه ..تهدئ من روعه.. تعطيه أملا.. تشير وتشور عليه بخطوات تطابقت بما كان يفكر فيه..
                    وهنا يقف أحمد مذهولا! كونها الحبيبة وترأف به وبأسرته وبزوجته.. يقف محتارا.. فالموقف يدعو للتأمل حقا.. لكنه ليس بالخيال، فحنان حقا امرأة عاشقة لأحمد بكل ذرات كيانها..تريد له الخير ولأسرته السعادة !طيبة القلب،واعية ومدركة لكل الظروف، محبة حد الثمالة له،.. يشعر على أثر محادثتها بهدوء يجتاحه،براحة بال تتلبسه، بأمن وأمان يسرى في كيانه.. فيصمت.. لتتوالى بنفسها الأحداث تباعا...
                    - يتبع -
                    استجمع احمد أفكاره سريعا، أعاد ترتيبها بعد نداء أم سعد للعشاء ..بعد أن هدأت أفكاره المتزاحمة وقلّ طنينها في أذنيه ..لكن ارتباكه بعد قراره بمواجهه ابنته البكر ما يزال باديا على ملامحه.. تؤرقه الفكرة وتقلقه ردة فعلها.. وما ستحدثه المفاجأة من صدمة متوقعة و وتداعياتها غير المحسوبة... وصل متأخرا على غير عادته، حيث اعتاد أن يكون أول

                    --------------



                    الى قراءة في سلسلة صخب الموانئ للكاتب زياد صيدم بقلم :ازدهار الانصاري
                    تابعت هذه السلسلة منذ حروفها الاولى وحتى وصلت الى ما صلت اليه في نهايتها .. الحكاية ببساطة قصة رجل كانت له زوجة محبة شديدة الحنان والرعاية له ولاطفالها لسبب لعله في جيناتها اصيبت بمرض لا شفاء منه الامر الذي اضطر فيه الزوج ابراهيم ان يودعها في مصحة للامراض النفسية وجاء بامرأة كبيرة في السن كي تخدم اطفاله وتعوضهم فقدان الام ورعايتها لهم كما تقوم بشؤون بيته فهو رجل كثير المشاغل وعلى الرغم منها كان يتابع حالة زوجته واوضاع اطفاله قدر المستطاع ..ومع مرور الوقت وحاجته الى الصدر الحنون الذي يسد فراغ الزوجة الغائبة ويشعره بإنسانيته ووجوده راحت تنتابه حالات ألم واحساس بالوحدة والحاجة الى امرأة تمنحه الحنان المفقود ..و وجد ضالته في الشبكة العنكبوتية ليقع عبر الاثير بحب حنان التي حاولت ان تعوضه من خلال مشاعر امرأة عاشقة له ولو جزءا مما فقده بغياب الزوجة نجوى ..
                    فهل تمكنت حنان من استيعاب متطلبات هذا الرجل ؟؟ وهل كان ابراهيم عاشقا حقا ام ان حنان كانت بديلا مرحليا للزوجة المريضة ..؟؟
                    لا اريد ان اتحدث بإسلوب ناقد لاني لست بناقدة ولكني سأتناولها بإسلوب قارئ كان حريصا جدا على متابعة كل مفردات القص من بدايته وحتى النهاية ..
                    بدءا كان القص متناغما بسرد جميل متتابع ومنتم بعضه الى الاخر دون تقاطعات بل بتسلسل واضح ومرتب هيأ القارئ لاستقبال الاحداث بشغف وانتظار وهذه اظنها نقطة تحسب للقاص كونه تمكن من جذب انتباه القارئ الى حقيقة تكوين القص وما يتطلبه من متابعة ..
                    فهو يسرد هنا بتلقائية البوح (أطلق لفكره العنان مستذكرا ليلة أمس مع صديقته التي باحت بحبها له، وهى تعلم بأنه صاحب القلب المشغول حتى لحظة بوحها .. فأربكته وأوقعته في حيرة الإجابة، فكانت مفاجأة كالصاعقة عليه.. ) ح1 .. وهنا نجد سلاسة السرد .. كما تمكن القاص صيدم من جذب انتباه القارئ الى اكثر من توجه في القص حيث الصخب النفسي الذي كان يعاني منه البطل وحيث الصخب الحياتي المسيطر على مفردات الواقع وحيث صخب القلب والذي أشرت اليه قبل قليل وهو واقع في لجة حب تملك البطل بقوة نتيجة للفراغ الذي نشأ بغياب الزوجة ..
                    وهاهنا يغرق البطل في مهام الواقع ومشكلاته دونما التفات لما كان
                    قبل قليل :( دقت الساعة الرابعة عصرا وما يزال الاجتماع منعقدا.. كانت تسمع من مكتب روان المتاخمة لصالة الاجتماعات التابعة لمكتب المدير العام للمشاريع ، أصوات تعلو بنقاشات مخالفة لبعض المشاريع المقدمة للنقاش، كانت تحاول بالحجة والبرهان إقناع المدير بعدم جدواها على حالها الذي قُدمت عليه ؟ تطالب بإجراء تعديلات على كثير من المواصفات الفنية، لتسهيل التنفيذ وتحجيم التكلفة الباهظة...
                    وهناك أصوات كانت تمدح وتشيد ببعضها، على أهميتها وفوائدها المرجوة فيما بعد، وعن نسبة المربح والفروق في مستويات لكسب فيما لو أعطيت الأولوية للتنفيذ.. كان إبراهيم وسط هذه الأصوات يسجل ملاحظاته باهتمام ودقة متناهية، ويشارك بخبراته الواسعة بالجدل الدائر بين طاقمه، الذي اخذ الوقت الكافي لاستخلاص نتائج النقاش .. ) ح2
                    صخب متواصل في عمق واقع الحياة يبعده تماما عن اية هتزازات وهنا نجح القاص فعلا في رسم اللوحة بريشة فنان بارع ..
                    توجه القص الى طرح قضية مهمة شائكة تعاني منها مجتمعاتنا العربية .. حيث نجح في طرح مشكلة غياب الزوجة والوضع الانساني والاجتماعي الذي يقع فيه الزوج امام الاطفال واما مجتمع يضطره دائما لان يكون في صورة ترضي جميع الاطراف وهنا كان ابراهيم محافظا على صورته الاجتماعية حتى امام اطفاله ولكن هذا كان على حساب نفسه وعاطفته وهذه ظاهرة كثيرا ما نجدها في مجتمعاتنا المغلقة او المحافظة .. وهو ومع صلابته التي تجدها في صخب العمل .. هو انسان اخر عطوف شفيق بزوجته التي كان مضطرا لزيارتها باستمرار لانها زوجته وام اطفاله ولانها تحتاجه مهما كان تملك المرض منها هذا كان يأمل في زياراته المتصلة لها ..
                    غرفة رقم: 22 حيث تقيم زوجته .. شق إبراهيم طريقه في الممر الطويل الموصل إلى الغرفة.. وقد أحس بان قدميه تخوران.. وقد بدأ جسده في الارتعاش، فتوقف لحظات مستندا إلى الجدار.. لم ينتبه الطبيب إليه، واستمر في خطواته.. بينما تحامل إبراهيم على نفسه، واستعاد توازنه وبدأ في اللحاق بالدكتور نصري، الذي توقف على باب الغرفة.. واستدار جهة إبراهيم، ليجده ما يزال يمشى متثاقلا نوعا ما .. فابتسم له محاولا تلطيف الأمر عليه.. كأنه شعر بصعوبة الموقف !!.. فبادله إبراهيم ابتسامة قصيرة، لم تدم طويلا على وجهه.. دق باب الغرفة، حتى سمع صوتها يأذن بالدخول... .)
                    في هذه الفقرة عشت كقارئ احساس المشاهدة وكأني كنت اراه كما وصفه القاص واحس بقلبي ينخلع لمعاناته ..
                    (تقدم إبراهيم الطبيب بخطواته حتى أصبح بمواجهة زوجته.. كان يبتسم لها، مهيئا ذراعيه ليضمها ويحتضنها بكل الحنان والحب والرحمة.. فقد شعر بهما أكثر من أي وقت مضى.. كانت شفتاه ترتجفان قبل أن ينادى باسمها : نجوى.. نجوى.. اشتقنا إليك كثيرا حبيبتي، الأولاد يشتاقون إليك، يسألونني عنك ..نريدك معنا في البيت.. نجوى نحن نحبك كثيرا، نفتقد إلى دفء البيت بغيابك عنا ..)
                    وهنا يحاول القاص ان يوصل لنا مدى معاناة البطل ابراهيم وحمله الثقيل وهو يبتسم من اجل نجوى التي لم تكن تشعر به او تراه وكأنه غريب لا تعرفه..
                    (– إبراهيم أهلا !، نطقتها وهى تحتفظ بمسافة بينهما.. ثم أدارت وجهها إلى جهة طاولتها الصغيرة.. والتي تناثرت عليها أوراق مهلهلة .. التقطت بعضها بيدها المرتعشة، لوحت بها في وجهه ، استمرت في حديثها : ينقصني أن اكتب نهاية روايتي ؟.. لكنى أريدها بان تكون محل إعجاب الجمهور!، وتنال تصفيقا مدويا في قاعات السينما.. - تصور يا إبراهيم بان المنتج يلاحقني ويريد مساومتي على ثمن الرواية !! – نعم.. نعم نجوى سيكون هذا بلا شك، التفت إلى دكتور نصري وقد فاضت عيناه بدموع لم يستطع حبسها.. انهمرت وهو يستذكر أطفاله المنتظرين خبرا مفرحا.. يستذكر نجوى كيف كانت، وكيف أصبح حالها... لم يحتمل برودة أعصابها، وعدم لامبالاتها بلقائه بعد غياب ثلاثة أسابيع بناء على إرشادات الطبيب المتابع لحالتها.. لم تسال عن أطفالها وكأنها ليست بأم !، خاطب نفسه مجيبا أيعقل هذا ؟.. يغرق في بحر دموعه وما يزال واقفا أمامها.. يلوذ بالصمت ..) ح 4-5
                    نجح القص ايضا بإعطاء صورة افتراضية للشبكة العنكبوتية والتي كثيرا ما تظهر فيها علاقات غير سوية نتيجة للاختلاف الفكري والاجتماعي او ربما نتيجة لاتخاذ بعضهم هذا المجال دربا للتسلية فقط ..
                    مما أكد نظريتي الخاصة التي تقول ان عالم الشبكة العنكبوتية هو عالم مواز للواقع أي هو بمثابة الروح للجسد وليس مجرد عالم افتراضي وجد للتسلية او للمهام العلمية البحتة بل هو عالم يعج بواقع الحياة وبأشكال مختلفة ..
                    (يعود بعد العشاء.. ليدخل الشبكة العنكبوتيه حيث عالمه الآخر، وأناس آخرون مختلفين عن حياته العملية، تعرف إليهم عبر الفضاء الرحب الممتد بلا نهايات من خلال تلك الشاشة الصغيرة ... )
                    في هذه القصة خلق لنا المبدع زياد صيدم حكاية حب نشأ عبر الاثير بين طرفين يعيشان في مديات مختلفة وان كان لم يوضح طبيعة المجتمع الذي جاءت منه حنان لكنه منحها مشاعر انسانية مهيأة تماما لحاجة ابراهيم لها ..
                    وأنشأ علاقة صداقة بدأت بالاهتمام بين رجل وامرأة وما تخللها من تداعيات أكدت ان ما من علاقة تحدث بين الرجل والمرأة ومهما كانت ظروفها الا وتتحول من الصداقة الى علاقة حب جارف ان لم يبدأها الرجل بدأتها المرأة وهنا نحصل على رد واقعي لموضوعة الصداقة بين المرأة والرجل والتي تتحكم فيها ظروف كثيرة مختلفة لا تتركها على وتيرة واحدة لتصبح علاقة حب ..أو تنتهي في أولى خطواتها ..
                    حبيبي ابراهيم يا أغلى من حياتي.. كلى لك يا غلاي.. ما بك يا مهجة الروح ..ما هذا الحزن في قلبك..لا لا تبك.. دموعك غالية على حنانك، ماذا حدث؟ هل واجهت سلوى بالحقيقة؟..
                    - نعم، وراح يقص عليها وقائع كانت قبل لحظات.. وهى تستمع إليه ..تهدئ من روعه.. تعطيه أملا.. تشير وتشور عليه بخطوات تطابقت بما كان يفكر فيه..
                    وهنا يقف ابراهيم مذهولا! كونها الحبيبة وترأف به وبأسرته وبزوجته.. يقف محتارا.. فالموقف يدعو للتأمل حقا.. لكنه ليس بالخيال، فحنان امرأة عاشقة لابراهيم بكل ذرات كيانها ..
                    ..تريد له الخير ولأسرته السعادة !طيبة القلب،واعية ومدركة لكل الظروف، محبة حد الثمالة له،.. يشعر على أثر محادثتها بهدوء يجتاحه،براحة بال تتلبسه، بأمن وأمان يسرى في كيانه.. فيصمت.. ) ح9
                    تناول القص بشفافية علاقة الصداقة بين الاب وابنته حين صارح البطل ابنته الكبرى سلوى بحقيقة مرض والدتها وهنا شيء جميل حصل هو تلك المشاركة الوجدانية بين الطرفين ومنح البنت الثقة في اعتماد رأيها ومصارحتها بحقائق الامور ..وهذا ما نفتقده للاسف في مجتمعاتنا عامة فالبنت للاسف ما زالت تعاني من هضم حقوقها على الرغم من المحاولات الفردية القائمة لاخراجها من العتمة الى النور .. هنا وفي سرد جميل تمكن القاص من احتواء الفكرة وبلورتها بشكل يخدم قضية المرأة سواء كانت فتاة في بيت اهلها او امرأة في المجتمع ووضع يده على مكمن الوجع الاساسي الا وهو علاقة الاب بأبنته وكيف يجب ان تكون ..
                    (جلست ترقب أباها بينما أشعل سيجارته، وارتشف أول رشفة .. نظر إليها بكل عطف وحب وحنان...
                    - سلوى، اعلم أنك واعية لما سأقوله لك..اعلم بأنك تستطيعين أن تتفهمي وتعذري تصرفي في إخفاء حقيقة لها شهور طويلة عليكم جميعا.. من أجلكم فقط فعلت هذا! لكن بنيتي جاءت لحظة الحقيقة، أنت صغيرتي الكبيرة، المتفوقة والمدركة و.... قاطعته والحيرة التهمت وجنتيها حمرة فتورد خديها كالجمر،وجحظت عيناها ..أبى ماذا حدث ؟ بدأت أطرافي ترتجف.. أنا خائفة يا أبى، ما الأمر؟ هل حدث شيء لأمي في غربتها؟ ماذا يا أبى؟ أخبرني .. انهمرت دموعها وارتمت في أحضان أبيها وهى تبكى بحرقة ..
                    - لا لا أبدا يا سلوى، أمك بخير، لم يحدث لها شيء.. ليس هكذا الأمر حبيبتي ( ح9
                    ولم يترك القص حتى أم سعد تلك المرأة المكافحة من أجل إعالة ابنائها هنا تناولها القص بسرعة فائقة لكنها ايضا بقوة بالغة كي تعلق في الاذهان ما تقوم به المرأة حين تفقد الزوج من محاولات وسعي لايجاد عمل شريف تعيل به نفسها واولادها دونما الحاجة الى معونة الاخرين ..
                    وهذه صورة جميلة تناولها القص لتنصف المرأة في كل مكان ..
                    ونعود لعلاقة البطل ابراهيم بزوجته نجوى والتي بين القص في بدايته كيف انها كانت متفانية في العطاء وكيف انه كان مستقبلا لعطائها بالشكر والعرفان
                    ( يذهب فكره باتجاه زوجته وحبيبته المغيبة عن البيت قسرا ؟.. والذي فقد دفء وجودها وركنا أساسيا منه ..يتذكرها حين كانت تسارع إلى إشعال فانوس الغاز في مثل هذه الحالة القائمة وهم نيام، لا يشعرون بخطواتها فقد كانت حريصة على راحته، لاسيما وانه يستيقظ مبكرا إلى عمله، ولابد وان يكون مرتاحا ونشيطا، بحكم منصبه المرموق ومسئولياته في سلطة الموانئ ..
                    كانت تتحرك بهدوء تام و خطوات حانية حتى لا تزعج أحدا.. ) ح3
                    ولكن يبدو ان كلاسيكية الحياة التي كانت تعيشها الزوجة وجذور المرض النفسي التي ثبتت في عمقها جعلتها تبحث عن سيناريوهات متعددة لانعاش حياتها الزوجية دوما وهنا لم تحتمل فتقمصت كل الادوار وتماهت معها مبتعدة عن الواقع ونسيت انه مهما كان الزوج رومانسيا الا انه رجل ويعيش الواقع ولايمكنه ان يكون رومانسيا طوال الوقت على الرغم من حاجته للحنان كل الوقت لان المجتمع وما فيه من صخب يجبره ان يعيش بواقع يختلف عن الحياة الرومانسية المطلقة ..

                    في الحلقات الثلاث الاخيرة استطاع القاص صيدم التزام حقيقية الظروف التي تحيط بالبطل ابراهيم أولا حين كان اللقاء الذي تم بين نجوى الام وأولادها هنا تشظت إحساساته حين تأكد أن زوجته لم تعد تلك التي يعرفها فهي لا تستطيع العودة الى الواقع على الرغم من عودة الاتزان لها الذي أكده الاطباء وأكدوا ايضا أنها لم تعد قادرة على منحه الحياة ..هنا كان تصرف البطل راقيا ومبدعا حين
                    تمسك بزوجته ومنحها العودة الى الاسرة مهما كانت طبيعتها ملتزما بمتابعة دوائها وظروفها المنزلية مبعدا عنها كل ما يثيرها او يتعبها
                    .. اثبت البطل أنه إنسان حقيقي طيب القلب عطوفا شديد الاهتمام بأسرته لكنه ايضا لم ينس أنه انسان وأن من حقه أن يعيش ويغرف من الحنان والحب الذي تمنحه له حبيبة تظل بانتظاره دوما .. ومن وجهة نظري أرى أن ابراهيم كان عادلا جدا فحنان ايضا أحبته وتاقت نفسها اليه كما تاقت روحه اليها ..كما أن من

                    تعليق

                    • يسري راغب
                      أديب وكاتب
                      • 22-07-2008
                      • 6247

                      #11
                      يسري راغب
                      ----------
                      مجموعة قصص
                      فلسطينية كانت ولم تزل
                      ----------------
                      سطور من قصة / زواج حرب
                      لم يبق سوى أسبوع واحد وتنتهي قصة الحب التي جمعت بين الدكتور "صبري" وابنة عمه مدرسة الانجليزي.
                      أسبوع واحد وتصبح "حنين" فى بيت واحد مع "صبري"..أحلام وأحلام جميله . وانقضى الأسبوع … ولم تتزوج حنين من صبري .. لان أعداء الحياة أعلنوا الحرب على الحياة … وكان الزواج الذي تم في ذلك الوقت هو الزواج بين الدكتور "صبري" وثرى الأرض … لقد وقف في مستوصف البلدة يداوي الجرحى ويسعف المصابين , يوم ويومين وثلاثة أيام .. والمقاومة مستمرة وعنيفة في البلدة , وكان كل شيء من حوله يدعو لحمل السلاح وقتل القتلة … إنهم يخربون كل شيء ... المباني , المدارس , المستشفيات … قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ..الأدوية لم تعد كافية 000 ولم يعد قادرا وحده بمساعدة ممرض واحد على استقبال كل هذا العدد من الجرحى 000 ولم يكن أمامه إلا أن يمسك ببندقيته ويقتل القتلة , وخرج من المستوصف تاركا الممرض وحده مع الجرحى للتخفيف عنهم , وكان على بعد مائة متر فقط حينما رأى احدي المدرعات توجه قذائفها نحو المستوصف فتحوله إلى طوب متراكم على بعضه البعض وأشلاء الجثث تتأرجح في الهواء , ولم يتمالك صبري نفسه أمام هذا المنظر فلف نفسه بديناميت ناسف وانطلق صوب المدرعة ببندقيته يطلق رصاصها , فأصابوه بإحدى قذائفهم , وسقط شهيدا يقبل الأرض التي ولد فيها , فكان الزواج الذي يريده بما فيه من شموخ وكبرياء ومرت المدرعة الغاشمة على جسده معتقدة أن هذا الجسد لا يتحرك , فكانت في لحظات تتطاير متفجرة بكل الصلابة والقوة التي تجمعت في روح الدكتور صبري وجسده المشحون بديناميت انفجر ليعلن الموت على أعداء الحياة … وأعلنت "حنين" الحداد على الحياة وكل من يعيش فيها … لقد كانت تستعد بفرحة كبيرة لفرح كبير مع صبري 000 فلم يتم لها ما أرادت وسبقتها الأرض في الزواج بصبري 000
                      ----------------------------------------
                      قصة هلا في الاردن
                      ------------
                      توقفت النيران , وخمدت الحرائق , بعد أن أكلت الاخضر واليابس فى العاصمة العربية التى شهدت مجزرة تاريخية كبرى فى حق الانسان الفلسطيني .
                      وترك " ثائر " موقعه الاعلامي حاملا مدفعه , من بيت الى بيت , قاصدا زميلا له من ابناء العاصمة العربية , يختفي عنده لفترة يمكنه بعدها الخروج شمالا باتجاه المواقع الجديدة للقوات الفلسطينية , حيث اضطرت الغالبية العظمى من رفاقه للذهاب اليها بعد وقف اطلاق النار مباشرة .
                      كانت الساعة السابعة مساء عندما طرق الباب بخفة , وسمع صوت " هلا " ابنة زميله فى الموقع الاعلامي , وخطيبته منذ أشهر عدة والتى فتحت له الباب وأغلقته خلفه بسرعة وهى تطلب منه الحرص والحذر فى كل كلمة امام والدها الذي يدعي الوقوف مع الثورة بكل قوة , وهو ليس الا رجلا من رجال السلطة , ولحسن خظهما سويا لم يكن متواجداً فى البيت لحظتها , وتمكنت "هلا" من اقناع والدتها باخفاء الامر عن والدها حتى ساعات الصباح الاولى .
                      لم يكن من السهل اقناع الام بالامر الخطير , كما توقعت "هلا" و"ثائر" معاً , وانها لن تكتم سر وجوده عن الاب ان طال الوقت خلال ساعات الليل .‎, فقررت " هلا " ان توهم امها بان "ثائر" مصمم على الرحيل فى التو واللحظة على ان تنتهز فرصة انشغال امها فى المطبخ كعادتها لتخفى "ثائر" فى غرفة جانبية من المنزل , بعد ان اتفقت معه على ان تسرق مفاتيح سيارة والدها الرسمية الخاصة به وتسلمها له ليسافر بها خارج الحدود!!
                      وتمت العملية التى خطط لها "ثائر" و"هلا" سوية , انتقاما من والد "هلا" الذي جبن امام ارهاب السلطة , وخاف على نفسه فباعها لعله ينقذها وهو لا يعرف انه اضاع ذاته وشرفه وكرامته , وأول درس له سيكون على يدي ابنته "هلا" وخطيبها "ثائر" بعد ان يخطفا سيارته ويسافرا بها الى خارج الحدود سوية , ويكونان بهذا العمل , قد كسبا للثورة مدا ينتقم من الجزر الذي احدثته تلك المجزرة فى صفوفها .
                      ومع أذان الفجر , نهض "ثائر" الذي لم تغفل عينه للحظة واحدة طوال الليل , على وقع اقدام " هلا " وهى تحمل حقيبة متوسطة الحجم فى يدها , ومفاتيح سيارة والدها الرسمية فى اليد الاخرى , فأخذ منها الحقيبة وتسابق الاثنان باتجاه السيارة الواقفة على الرصيف المجاور للمنزل , وانطلقا بها الى الشمال سوية , ليعيشا الثورة بأمل جديد ..!
                      ---------------------------------------
                      سطور من / كل الوقت للوطن
                      ------------
                      - هنا يا رندة تعنى الوطن ..هنا , التى ولدنا فيها هى الارض والبيت والتراث والاسرة , هنا تعنى الحياة الحرة الكريمة .. تعنى السيادة والعزة والرخاء والسعادة .. هنا هى الهواء العليل .. انها كل شىء …لقد كتب علينا ان نولد هنا , التى هى ماضينا ومستقبلنا … ومن أجل ذلك … من أجل تحقيقه علينا ان نحب وأن ندافع .
                      ولم تستوعب رندة كل أقواله ولكنها اكتفت بالاعجاب ببعض عباراته , ونبراته القوية ذات الرنين الحاد والعاطفة المتوقدة التى تجاوبت الى حد ما مع دقات قلبها … انها معبودة كل الشبان , ولكنها تحب ياسر وعز عليها ان يفضل على حبها أى حب أخر , حتى حب الوطن لأنها جزء من الوطن , واعتبرت أقواله تهربا منها , وابتعدت عنه .
                      ولم يكترث ياسر لابتعادها , لأن كل وقته كرس للوطن , وأمسك بقلم وورقة وكتب اليها يشرح حقيقة مشاعره :
                      { يا رندتي النادرة , يا فتاتى الجميلة , لقد اعجبت بطفولتك وأصلك ومحتدك ومأكلك ومشربك وهى طفولتى وأصلي ومحتدي ومأكلى ومشربي … لست من أخلاط الناس , وبى أصالة خالصة ... لست مغرورا ولكني مؤمن … فلا تحاولى , ولا تنزعجي فلا وقت عندي للحب الا للوطن حتى يتحرر… لن تجدى يا رندة من يحبك مثل حبي … انه حب طفولتى لك وللـوطن … لقد كبرت طفولة الحب عندي , وأريدها أن تكبر فيك أيضا …}
                      لقد أصبح ياسر محبوب كل الفتيات وكل الرجال 000 انه المناضل الذي يذد عنهم جميعا … أما رندة فقد وجدت من تحب فى شخص شاب ثري وتزوجته , فيما كان ياسر قانعا بزيجته للوطن داخل أحد المعتقلات … وخالته سميرة استشهد حبيبها الفدائي , وانتقلت بعد ذلك زوجة للوطن فى احد معسكرات الفدائيين راضية , لأن الحب الكبير لا يموت , وتمضي الحياة بكل المحبين .. منهم من قضى شهيدا ونعم بالنهاية السعيدة كأجمل زوجة ومنهم من يناضل سعيدا بعشقه للجهاد والوطن … ومنهم من يعيش الحب مظاهر باهتة تافهة خاوية من أي معنى…

                      تعليق

                      • محمد ثلجي
                        أديب وكاتب
                        • 01-04-2008
                        • 1607

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب مشاهدة المشاركة
                        رواية / قمر في بيت دراس
                        عبدالله تايه
                        مقاطع مختاره من الرواية
                        -----------------
                        1
                        تجدد الاشتباكات في تلك الليله فرد الجنود دون تبذير مخزون الرصاص سقط منهم من سقط وظل الازيز وصوت الدانات متواصلا ولما ساد الصمت عند الفجر ضاعفنا التحصينات دفنا من سقط ومكثنا في انتظار المدد
                        القائد بدر الدين حكمت تفقد الجنود والمكان
                        الى متى ينتظر المقاتل اليائس - اينتظر صدفة تنقذه ام يحاول الافلات عله ينجو بنفسه
                        من يستطيع الوقوف كما وقف السلطان عبدالحميد ليقول بالفم المليان
                        لا لهجرة اليهود الى فلسطين رغم كل الضغوط
                        -----------------
                        2
                        الشارع طويل ممتد الى الشمال والجنوب تمر عليه العربات والحافلات الذاهبة شمالا وجنوبا الى يافا وحيفا وعكا وبيروت واستانبول
                        افترق جبر المنصور عن بدر الدين حكمت وجنوده الذين ركبوا حافلة انطلقت بهم الى يافا وكان الوداع قصير وسريع وحزين واستدار عائدا الى القريه
                        هل حقيقة يمكن ان ينهزم الاتراك
                        عدد من التجار الذين اتوا من المجدل تحدثوا عن انتصار الانجليز على الترك واحتلالهم بئر السبع وغزة وسقوط يافا والرمله
                        في الليل تصبح قريتنا كتلة واحده معالمها السوداء تطبق على كل الموجودات والانحاء والابعاد تصبح مكانا لايمكنك ان تحكم قبضتك عليه
                        كل الذين اجتمعوا في الديوان همهم السمر ونسيان الفقر وتعب النهار واستعراض العنتريات والتبكيش على فلان او علان وفتل مؤخرات شواربهم
                        3
                        دلف المطر داخل بيت ابراهيم الحمدان / وضع اوعية تحت الدلف لكن انسكاب فوهات القرب فوق السطح استمر فاضطر لوضع غطاء ثقيل فوق راسه والخروج الى فناء الدار الضيق جبلت زوجته الطين بالتبن باعواد القمح المفرومة وصعدت في انهمار المطر على السلم يتناول منها الطين المجبول ويمسده فوق الثقوب العديدة التي احدثها المطر المنهمر - حتى توقف الدلف - راقبته زوجته على صوت ارتطام قوي وصرخة الم ورات زوجها وقد سقط على الارض اسندته وساعدته على الدخول الى الغرفة وعندما توقف انهمار المطر سمح لزوجته ان تنادي اخوته وصديقه جبر الذي عرف بين اهل القرية بخبرته بالاصابات والجروح والتي اكتسبها اثناء مشاركته في الحرب مع الاتراك ضد الانجليز في وادي غزة
                        فعلا أستاذ يسري اسلوب مميز يختص به الروائي أبو تايه بحيث يجعلك تتقمص الأدوار وتتنقل بدلاً من الشخوص داخل النص وهذا لا يحدث ببساطة إلا مع كاتب محترف وأديب يمتلك أدواته الخاصة..

                        كنت أتمنى لو أطلت قليلاً في أحداث الرواية على الأقل لحين انتهاء المشهد لكن هذا قد يكون أفضل حقاً سيدفعني شخصياً للبحث عن الرواية في المكتبات العامة الكبرى لقراءتها كلها.

                        تحياتي أستاذي القدير يسري شراب وكن على ثقة بالمتابعة الحثيثة مني ومن باقي الأخوة والزملاء.
                        ***
                        إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                        يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                        كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                        أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                        وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                        قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                        يساوى قتيلاً بقابرهِ

                        تعليق

                        • يسري راغب
                          أديب وكاتب
                          • 22-07-2008
                          • 6247

                          #13
                          اخي الغالي
                          الشاعروالاديب الراقي
                          محمد ثلجي المحترم
                          كل الموده والتقدير لمرورك الكريم
                          حقا تعتبر رواية الاديب عبدالله تايه / قمر في بيت دراس من اجمل واروع ماقرات في الرواية الفلسطينية وتستحق التوقف امام تجلياتها المتنوعة / تاريخا واسلوبا وبناء وسرد وحوار -
                          انها من الروايات المكتملة الخطوط تتمتع بقراءتها وتاخذك كلماتها الى ما يليها بتشويق وادهاش واستفزاز في بساطة اللغة وروعة البناء وسلاسة السرد وتعميق الحوار خدمة للتوصيف المكاني والانساني والزماني
                          -----------------------------------------
                          وسوف اقرا معك خاتمة الرواية هنا للروعة التي تتضمنها وهو يكتب قائلا :
                          ( ساد هدوء على الطرقات وسوافي الرمال - ارتفعت الشمس - توقف اطلاق الرصاص - لم تعد الحياة الى طبيعتها في حمامة - الناس مضطربون - تطلع جبر الى ابنه رباح وبقية اولاده وصهره عبدالعزيز المنصور قائلا / ماذا تنتظرون - ... صمتوا تطلعوا اليه في استفهام واضح - امرهم / جهزوا الاولاد والبنات حتى اعود - انطلق في الزقاق يتبعه سؤال عبدالعزيز المنصور / الى اين - ... لم يتوقف ليجيبه
                          نظروا الى بعضهم البعض في حيرة من امره - لم يمض وقت طويل حتى جاء جبر مع شاحنة مستاجرة - نزل ) ( نظروا الى وجوه بعضهم / الى اين - لم يعد يطيق اسئلتهم صرخ فيهم / المدافعون انسحبوا من اسدود - والناس يفرون الى المجدل - لكن - لم يعرف من نطقها فصرخ فيهم امرا بنقل متاعهم - استعجلهم صاحب الشاحنة / يا عمي خلصونا قالوا اليهود وصلوا طرف البلد - .... - سال المنصور متعجبا / قالوا من الذين قالوا)
                          ( وقف عبد العزيز المنصور وابوراغب وابوعلي وابو بدر ومحمود المنصور عند السكة الحديد في مدخل الشجاعية ومعهم جبر المنصور متذكرا خروجه الاخير منها بعد هزيمة الترك في وادي غزة وتمتم /* تركنا غزة وراءنا دورها وشوارعها وازقتها وحواريها وحواكيرها وزيتونها وناسها وماذنها وفقرها وجرونها وخوابيها ودجاجها وصياح ديوكها ورجالها وصباياها وعجائزها ومقابرها وحقولها وسهولها ومنطارها وبحرها ورمالها وحمامها وواديها - لم نكن فريقا واحدا ولا جماعة واحده - لم نكن قائدا وجندا - كنا مهزومين - بالضبط كحالنا اليوم ونحن نترك بيت دراس )
                          شدة وتزول
                          (سقطت الشمس في بحر غزة دفعة واحده وخلف مئذنة الجامع العمري انطفا النهار ووراء سحابة معتمة اختفى القمر اظلمت الكواكب والنجوم اما سراج الشيخ خميس فظل في زاوية ابو الكاس بجوار مقبرة الشجاعية يفج نورا كفلق الصبح ) وشدة وتزول / تمت ص236
                          --------------------------------------
                          كنت اتمنى ان انقل عنها اجمل ما فيها لكن المشكلة انها عمل متكامل كله جميل
                          وربما تجد نسخة عنها في موقع اتحاد الكتاب الفلسطيني الاليكتروني
                          دمت سالما منعما وغانما مكرما

                          تعليق

                          • يسري راغب
                            أديب وكاتب
                            • 22-07-2008
                            • 6247

                            #14
                            الروائي والاديب
                            عثمان خالد ابو جحجوح
                            من افضل كتاب القصة الفلسطينية الغزية
                            ومن مؤسسي فرع اتحاد الكتاب الفلسطيني في قطاع غزه
                            وهو من سكان مدينة خانيونس ومواليدها بعد الهجرة عام 1951م
                            عمل في مجال التدريس حتى اصبح مديرا لاحدى المدارس الابتدائية في خان يونس
                            وكان يشرف على النشاطات الثقافية والادبية في مدارس محافظة خانيونس الى ماقبل وفاته في ديسمبر عام 2009م
                            ومن اهم مؤلفاته
                            مجموعته القصصية / ويحكي البحر حكاية عشق
                            مجموعته القصصية / مهرجان في سوق الباذنجان
                            مقاربات نقدية في القصة والرواية / دراسة عن ادب عبدالله تايه
                            مجموعته القصصية / الغروب المشرق
                            رواية / بعضا من العشق
                            ---------------------------
                            وفي مجموعة / الغروب المشرق
                            نقرا العناوين التالية
                            - لابد من المحاولة الثالثة
                            - شهادة الصف السادس
                            - الحافلة 35
                            - العشق لا يعترف
                            - رفعت الجلسة
                            - الغروب المشرق
                            ونقرا فيها ( اتوكا على كتفها - تفلت مني - كدت اقع على الارض - طارت صوب شجرة - لم تعبا بمناداتي - ذابت في ظلها - اقترب - يخونني النظر - اكرر النداء / اين انت - انا هنا عند اللوزة ياعمتي ) (تغادر المكان يهزني بركان / ماذا دهاك يا امي - عما تتحدثين - ماذا تقصدين - انظر من النافذة تطل على ما يملكه ابي من الارض - يصل بصري الى حدودها - الى اللوزة - كتلة بيضاء تجلس تحت الشمس - لم ازر ربيعها الرابع والعشرين - لم اقطف اللوز الطري - لم يحرقني مذاقه - المح اباريق الفخار بالقرب منها - تلوح لي - بدا الملح يغزو ماء الثميلة - بصمات اقدامنا مازالت هناك - يظهر نصفنا السفلي - توحدنا - اتذوق نصف لوزته - تلسعني - اطرق اصابعي - يتذوق لوزتي - يتلذذ بملوحتها - اركض يركض خلفي - يعلق الطين بثيابنا - ننعجن به - يغلف المغيب شجرة اللوز- تندس فيه - نندس فيها - يدق باب الدار - يفتح - ترد الاصوات بالتحية - تصل اذني موسيقى عذبة - تفرز صوته - تزداد ضربات قلبي ترتعش - تدخل امي الغرفة وتبتسم تمسك بيدي تتركها ترفع يدها تتمتم - يارب يامسهل كل درب ياميسر كل صعب ما تحرم حبيب من حبيبه ) ( اقبلها المح طرحة الفرح تتوج راسها تتدلى خصلة الشعر من تحتها تصل الى اهدابها تمسك بيدي تزهر اللوزة من جديد تلوح له تعقد الشمس الزهر يودعها يتحول الزهر الى لوز اخضر تهمس / هيا ياعمتي نفصل مريول المدرسة اتوكا على كتفها - المس فستانها - اظنه فستان الزفاف - اخشى عليه غبار الارض - امسك اطرافه )
                            ---------------
                            وتكتمل المجموعة بعناوين اخرى هي
                            الجميزة - عروس البحر - ارجوحة بين القلب والروح - الزيارة الاخيره -
                            وذات النفس المعتمد على التشبيه وحب الارض وحب العائله والجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل يكتب اديبنا قصصه المدهشة
                            ----------
                            قراءة موجزة
                            في رواية
                            بعضا من العشق
                            والاديب الروائي / عثمان خالد ابو جحجوح
                            اصدارات جمعية اثقافة والفكر الحر
                            216 صفحه
                            الاهداء
                            الى الصديق / حسن محمود خضر
                            الى روح شهيد معرلكة الكرامة / ابراهيم شامية
                            الى اطفال اخر حاراتت بلوك ج من الجهة الجنوبية الغربية
                            بكل الحب والود بكل الفخر والاعتزاز اهديهم باكورة اعمالي الروائية
                            -----------
                            التقديم لرئيسة جمعية الثقافة والفكر الحر بخان يونس الاستاذة / مريم زقوت
                            والاستاذ الدكتور / نبيل خالد ابو علي الذي لخص الروايه قائلا :
                            ان خصوصية المجتمع الفلسطيني وضنك العيش في مخيماته شيء يستفز مكامن الابداع ويحرك شهوة الكتابة لتصوير ادق تفاصيل الحياة والمشاعر
                            ولقد اخذنا الروائي عثمان ابو جحجوح الى مخيم خان يونس لتعيش معه مرحلة ما بعد هزيمة عام 1967م ونعيش حياة المخيم مابين الطفولة والمرهقة في ثورة الطلبة مابين عفوية الحياة وحس المقاومة التي سادت ابناء المدارس الثانوية الذين كانوا شعلة المقاومة في السنوات الثلاثة الاولى من بداية الاحتلال 1967-1970م ثم ننطلق الى حياتهم في السفر الى مصر لتكملة دراستهم الجامعية بواسطة الصليب الاحمر الدولي حيث نعيش غربتهم وحنينهم وانتماءاتهم الوطنية والقومية حتى يعودوا الى قطاع غزة مسلحين بالعلم ويكونوا المعلمين للاجيال التالية من ابناء القطاع ويستمر العطاء جيل بعد جيل حتى نعيش جيل الحجارة ومن بعده جيل اوسلو والسلطة وسط قناعات وطنية روحية تاتي على راسها الايمان بالله وحب الوطن والفرحة بلم الشمل بين الشعب وقيادته وهو يتحكم في كتاباته بعنصري التوقع والمفاجاة لجذب اهتمام القاريء ويحفزه على المتابعة مستثمرا الموروث الاجتماعي والسياسي والشعبي ضمن الرواية الواحده
                            ---------

                            تعليق

                            • يسري راغب
                              أديب وكاتب
                              • 22-07-2008
                              • 6247

                              #15
                              الشاعر توفيق الحاج
                              مواليد مخيم خان يونس في 21/9/1950م
                              خريج دار المعلمين بقطاع غزة عام 1971م
                              اكمل تعليمه الجامعي واعد رسالة ماجستير عن الادب الفلسطيني في قصيدة الانتفاضة
                              بدا ينشر اشعاره مبكرا في الصحف الفلسطينية والعربية عام 1974
                              وصدر له حتى الان عام 2010م
                              سنابل العشق عام 1980م
                              الارض لا السفر عام 1983م
                              وقال السامر زجليات عام 1987م
                              حجر الموت وقرنفلة 1992م - قصائد الانتفاضة الاولى -
                              مجموعة تداعيات الخارجي الاخير
                              تولى مسئولية الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب الفلسطيني عام 1993م
                              -------------------------------------------
                              قصيدة / ماقبل صلاة الغائب
                              للشاعر توفيق الحاج
                              يا اهلنا
                              ياوحدنا
                              دماؤكم من نفط
                              دماؤنا من ماء
                              قتيلكم من ماس
                              شهيدنا هباء
                              يا اعلنا
                              ياوحدنا
                              نضالكم عتاب
                              نضالنا ارهاب
                              لحافكم من خز
                              لحافنا التراب
                              يا اهلنا
                              يا وحدنا
                              في وحشة الجوار
                              والظهر للجدار
                              ناداكم الرجال
                              نادتكم الجبال
                              فكنتم
                              في صمتكم قرار
                              في لهوكم قرار
                              وكنتم في وعينا
                              جزءا من الحصار
                              يا اهلنا
                              يا وحدنا
                              منكم الزعيم والنبيل
                              ومنكم خطيبنا الجليل
                              ومنكم من يقتل القتيل
                              ومنكم العميل
                              ومنكم الغثاء
                              لكنكم يا اهلنا
                              يا وحدنا
                              امام دم شعبنا
                              سواء
                              يا اهلنا
                              يا وحدنا
                              نابلس
                              في عيونكم
                              ايقونة الصبار
                              جنين
                              في اعناقكم
                              شهيدة الاصرار
                              ناداكم الاطفال
                              نادتكم النساء
                              نادتكم السماء
                              لكنكم يا اهلنا
                              يا وحدنا
                              غادرتم الحياء
                              -----------
                              قصيدة القدس
                              للشاعر توفيق الحاج
                              للقدس يهفو قلبي الخفاق / ولثالث الحرمين كم اشتاق
                              ناديت من لهف نداء مؤرق / ياقدس اني والهضاب رفاق
                              هذي الدروب المشرئبة للذرى / هاجت بذكرى فاستفاض عناق
                              هذي الماذن والقباب بصمتها / تكوي الفؤاد وحزنها ينساق
                              ياقدس وجهك بالعذاب معفر / وانا اسير لفني الاشفاق
                              ناجيت ربي ان يزيل عذابها / ويفك قيدي والهوان وثاق
                              ان الذي اسرى بشخص محمد / للمسجد الاقصى فطار براق
                              ان الذي جعل السلام رسالة / تسمو بها الاديان والاعراق
                              لابد ينهي زلتي ومهانتي / فهو الكريم القادر الرزاق
                              اخلو باوراقي ولوعة خاطري / احصي الجراح فتجهش الاوراق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X