فَتـوى لدمعـةِ فاطِمَـهْ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    فَتـوى لدمعـةِ فاطِمَـهْ

    فَتـوى لدمعـةِ فاطِمَـهْ

    ( جزءٌ من ملحمةِ "فتوى لدمعةِ فاطمه" - 1999 )

    د. نديـم حسيـن

    ( فاطمة هي شقيقتي التي أغرقني موتُها في حزنٍ لا قرارَ لهُ . فقدتُ بَحرينِ من الحنان الخالصِ كانا ينامانِ في عينيها . فاطمتي هذهِ هي الإثباتُ القاطعُ على أن الخنساءَ كانتْ مواطنةً عربيَّةً ذاتَ يوم .)

    وكأَنَّما حَطَّتْ على نَومي عُيونٌ من فَضاءِ القُدسِ
    تَرمُقُني وتحرُسُني ، وأَحلامٌ على أُفُقي تَغيبْ .
    وكأَنَّما صَلَّيتُ ثُمَّ نُثِرتُ مثلَ غمامةٍ في خُبزِ أسوارٍ
    ليأكُلَ طفلتي مطرُ الغُزاةِ ومِعصَميْ ،
    لأَغيبَ في وطنٍ غريبْ .
    وكأَنَّما كُفِّنتُ فيها ، في قماشِ دروبِها ،
    فذهبتُ مثلَ الشَّمسِ في لغةِ المَغيبْ .
    لأُحبَّ قاتلَتي من الفَجرِ المُضَرَّجِ بالمُدى حتَّى المَشيبْ .
    يا فاطمهْ !
    فُضِّي البِحارَ وسافِري !
    لا تُغرِقي ماءَ السَّماءِ فأَرضُ لَوعتِنا لَهَبْ .
    تَعِبَ التَّعَبْ .

    &&&&&&

    وأنامُ فـوقَ وِسادتينِ لعلَّني أَزدادُ نَوما .
    وأقولُ سِرَّ سريرَتينِ لأَهتدي يَومًا فَيَوما .
    يا فاطمهْ !
    هل تَصلُبينَ يقينَنا صَنَمًا على وَطَنٍ لنلتَزِمَ الحِيادا ؟
    هل تَشرَبينَ دموعَنا مَطَرًا على عَطَشٍ لنَعتنِقَ الحِدادا ؟
    هل تَرفَعينَ سماءَنا سَقفًا على سَفَرٍ لنَعتزِلَ البِلادا ؟
    هل تَلكزينَ عذابَنا سَيفًا على جَسَدٍ لنَرتكِبَ الجَوادا ؟
    دُقِّي يَدَيَّ وعَلِّقي سَفَري على طُرُقِ الصَّليبِ ، لعَلَّني
    أَتلو علينا آيَةَ الكُرسِيِّ مُرتَحٍلاً على ظَهرِ الصَّليبْ !
    يا فاطِمَهْ !
    فُضِّي العِتابَ وعاتِبي
    لا تأسِري طَيرَ الرِّضا بفَضاءِ أقفاصِ الغَضَبْ !
    غَفَرَ العَتَبْ .

    &&&&&&

    مِن كُلِّ شيءٍ غادَرَتْ
    وسَرَتْ كبَعضِ العِطرِ في كلِّ الأثيرْ
    إثنانِ من دَمعٍ ومن ماءٍ إلى طُرُقِ البُخارِ
    ويَنهَرُ الباكي دُموعَ الباكيهْ :
    داريْ دموعَكِ يا فُطَيمُ عن الرَّسولِ المُصطَفى ،
    لا تُحزِنيهِ بأَهلِـهِ !!
    لا تأخُذي قَسَماتِهِ بجَريرَةِ النَّسلِ الحَقيرْ !
    لا تأخُذيهِ بفارسٍ تركَ الحِصانَ مُقَيَّـدًا
    فسَطا على غَزَواتِهِ الزِّندُ القَصيرْ !
    داريْ دُموعَكِ يا فُطَيمُ وعَلِّمي فادي أُصولَ الحَربِ
    والسِّلْـمِ القديرْ !
    لا تَكسِري قَسَماتِهِ !
    لا تَردَعي نَزَواتِهِ !
    لا تَسكُبي غزواتِهِ ماءً على وَجَعِ الهَجيرْ !
    يا فاطمَهْ !
    فُضِّي الشِّتاءَ وحاذِريْ
    لا تُوقِظي المِزرابَ فوقَ سُطوحِنا ، دَلَفَ الغَضَبْ !

    &&&&&&

    يا فاطمهْ !
    فُضِّي الطُّيورَ وعَشِّشي !
    لا تَعصُري غُصنَ القُلوبِ فماءُ سيرَتِنا زَغَبْ .
    رَجَعَ الهَرَبْ !.

    &&&&&&

    رَسَمتْ على ماءٍ طُفولَتَها فذابَتْ
    وتأبَّطَتْ يُتْمًا وشاطَرَتِ الصِّيامَ موائِدًا
    وتَوَزَّعَتْ بينَ المَشارِقِ والمَغارِبِ والجزيرَةِ والشَّمالْ !
    كحقيقةٍ ملءَ الخيالْ !
    وتساءَلَتْ :
    هل يجرُؤُ الرشَّاشُ أن يرمي رصاصتَهُ على فِكْرِ الرِّجالْ ؟
    يا فاطمهْ !
    فُضِّي الكِتابَ وقاتِلي
    لا تُوقِظي نَومَ الهَديلِ ففارِسُ الكَونِ انقَلَبْ !
    عَجُمَ العَرَبْ !.

    &&&&&&

    يا فاطمهْ !
    فُضِّي الوُضوحَ وناوِري
    لا تَرسُمي حَرفَ الشُّحوبِ على مراسيمِ "النَقَبْ"
    دَمُكِ السَّبَبْ !.
    فُضِّي "الجَّليلَ" ورابِطي
    لا تَخرُجي عن ضِفَّتَيهِ فَحَـدُّ غُربَتِنا رُطَبْ !
    تَعِبَ التَّعَبْ !.
    فُضِّي الجُّيوشَ وقاوِمي
    لا تُسْلِمي زندًا حديدِيًّـا لحُلمٍ من قَصَبْ !
    فُضِّي السَّرابَ وواجِهي
    لا ترحلي جَوفَ الضَّبابِ فدَربُهُ إِرْبـًا كَتَبْ !
    وثَغا الأَرَبْ !.
    فُضِّي اليَقينَ وحاذِري
    لا تُشعِلي نارَ الظُّنونِ فسَقفُ مِحنَتِنا خَشَبْ !.

    &&&&&&

    للناسِ فاطمةٌ ولي حُزنُ اثنَتَينْ .
    ولُدِغتُ من قَومِ الأفاعي مرَّتينْ .
    أمشي على روحَينِ ، ما تَرجيعُ أقدامٍ على طُرُقاتِنا
    ما تَسمَعينْ .
    وَ "اللهُ يَرحَمُ فاطمَهْ" ، فَرَمَتْ قُلوبَ السَّامعينْ .
    رفَعوا نقابَكِ لوزَةً لثرى أميرِ المؤمِنينْ .
    وستَغرِفينَ من الحنينِ لتُطفِئي نارَ الحَنينْ .
    يا فاطمهْ !
    فُضِّي التُّرابَ وسافِري
    لا تُشعِلي نارَ الغِيابِ فسَقفُ دولتِنا خَشَبْ !
    وَلَجوا وأنتِ قعيدَةَ الأَبوابِ ، هل مِن عاذِرٍ ؟
    تبكينَ من فَرَحٍ إذا أهداكِ نَصرًا قاطِعًا .
    تبكينَ مِن تَرَحٍ إذا أهداكِ قَبرًا ساطِعًا .
    فإليكِ يا عَرَبيَّتي دَربُ العُيونِ القائِمَهْ :
    فتوى لدَمعةِ فاطمهْ .
    فتوى .. لدَمعةِ .. فاطِمَهْ !.











  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    شيء ما يخطف الأبصار وهذا موجود بين سطورك النورية
    يسرق الروح ويزرعها في دهشة طويلة
    إبداع راقي من قلم متمكن وبارع في نحت كل جماليات الشعر
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • نضال يوسف أبو صبيح
      عضـو الملتقى
      • 29-05-2009
      • 558

      #3
      أستاذنا المجيد د.نديم حسين
      رحم الله أختك وأسكنها فسيح جنانه

      بتُّ أخشى أستاذي منك كثيرًا
      فلم تترك لنا شيئًا نكتبه، ولا صورةً نستبق إليها
      كما أنتَ دومًا
      متألقٌ محلقٌ فوق السحاب
      دام نبض القلب والقلم
      تحياتي

      تعليق

      • سحر الشربينى
        أديب وكاتب
        • 23-09-2008
        • 1189

        #4
        د نديم

        دائماً رائع فى كل ما تكتب
        رحم الله أختك ولكم الله

        كل الإحترام لك
        إنَّ قلبي
        مثل نجماتِ السماءِ
        هل يطولُ الإنسُ نجماً
        (بقلمي)​

        تعليق

        • خالد شوملي
          أديب وكاتب
          • 24-07-2009
          • 3142

          #5
          أخي الرائع د. نديم

          نص متألق رغم الحزن الذي يغمره.

          دمت شامخا!

          مودتي وتقديري

          خالد شوملي
          متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
          www.khaledshomali.org

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #6
            شاعرنا المبدع أحمد عبد الرحمن جنيدو
            هزَّتني مداخلتُك الرصينة من الأعماق . حفظكَ الله مبدعًا في أشعاركَ ومداخلاتكَ وأدامَكَ إنسانًا متواضعًا تغمرُ الآخرين بجميل حضورك .
            دمتَ للأدب شاعرًا مبدعًا .
            مع خالص مودتي واحترامي

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #7
              ألشاعر الرائع نضال يوسف أبو صبيح
              أسعدني مرورك واستحسانك للقصيدةِ . عذرًا على تأخري في الردِّ .
              أخي نضال !
              تحت كل حصاة في أرض بلادنا تقبع صورة شعرية . ما عليكَ يا صديقي إلاَّ أن تسير على الحصى أو أن ترفسَها برجلكَ . قريحتكَ عميقةٌ فلا تخشى أحدًا !
              ما زلتُ أنتظرُ النصوصَ التي لا يقدرُ على كتابتها سوى نضال !!
              إلى تواصل الأهل والمحبين دائما بإذن الله

              تعليق

              • د. نديم حسين
                شاعر وناقد
                رئيس ملتقى الديوان
                • 17-11-2009
                • 1298

                #8
                ألشاعرة الرقيقة المبدعة سحر الشربيني
                عذرًا لتأخري في الردِّ لظروفٍ خاصة .
                تواضعُكِ وطيبتُكِ وأصالتكِ تغمرني دائمًا ببحر من الجمال .
                أسعدني مرورُكِ العَبِق من هنا . وأرجو أن يستمرَّ تواصلنا .

                تعليق

                • د. نديم حسين
                  شاعر وناقد
                  رئيس ملتقى الديوان
                  • 17-11-2009
                  • 1298

                  #9
                  أخي الكريم المبدع خالد شوملي
                  عذرًا لتأخري في الرد .
                  لمرورِكَ طعمُ التجدُّدِ ورائحةُ الشعرِ الأصيل .
                  إلى تواصلٍ مثمرٍ إن شاء الله .

                  تعليق

                  يعمل...
                  X