فَتـوى لدمعـةِ فاطِمَـهْ
( جزءٌ من ملحمةِ "فتوى لدمعةِ فاطمه" - 1999 )
د. نديـم حسيـن
( فاطمة هي شقيقتي التي أغرقني موتُها في حزنٍ لا قرارَ لهُ . فقدتُ بَحرينِ من الحنان الخالصِ كانا ينامانِ في عينيها . فاطمتي هذهِ هي الإثباتُ القاطعُ على أن الخنساءَ كانتْ مواطنةً عربيَّةً ذاتَ يوم .)
( جزءٌ من ملحمةِ "فتوى لدمعةِ فاطمه" - 1999 )
د. نديـم حسيـن
( فاطمة هي شقيقتي التي أغرقني موتُها في حزنٍ لا قرارَ لهُ . فقدتُ بَحرينِ من الحنان الخالصِ كانا ينامانِ في عينيها . فاطمتي هذهِ هي الإثباتُ القاطعُ على أن الخنساءَ كانتْ مواطنةً عربيَّةً ذاتَ يوم .)
وكأَنَّما حَطَّتْ على نَومي عُيونٌ من فَضاءِ القُدسِ
تَرمُقُني وتحرُسُني ، وأَحلامٌ على أُفُقي تَغيبْ .
وكأَنَّما صَلَّيتُ ثُمَّ نُثِرتُ مثلَ غمامةٍ في خُبزِ أسوارٍ
ليأكُلَ طفلتي مطرُ الغُزاةِ ومِعصَميْ ،
لأَغيبَ في وطنٍ غريبْ .
وكأَنَّما كُفِّنتُ فيها ، في قماشِ دروبِها ،
فذهبتُ مثلَ الشَّمسِ في لغةِ المَغيبْ .
لأُحبَّ قاتلَتي من الفَجرِ المُضَرَّجِ بالمُدى حتَّى المَشيبْ .
يا فاطمهْ !
فُضِّي البِحارَ وسافِري !
لا تُغرِقي ماءَ السَّماءِ فأَرضُ لَوعتِنا لَهَبْ .
تَعِبَ التَّعَبْ .
&&&&&&
وأنامُ فـوقَ وِسادتينِ لعلَّني أَزدادُ نَوما .
وأقولُ سِرَّ سريرَتينِ لأَهتدي يَومًا فَيَوما .
يا فاطمهْ !
هل تَصلُبينَ يقينَنا صَنَمًا على وَطَنٍ لنلتَزِمَ الحِيادا ؟
هل تَشرَبينَ دموعَنا مَطَرًا على عَطَشٍ لنَعتنِقَ الحِدادا ؟
هل تَرفَعينَ سماءَنا سَقفًا على سَفَرٍ لنَعتزِلَ البِلادا ؟
هل تَلكزينَ عذابَنا سَيفًا على جَسَدٍ لنَرتكِبَ الجَوادا ؟
دُقِّي يَدَيَّ وعَلِّقي سَفَري على طُرُقِ الصَّليبِ ، لعَلَّني
أَتلو علينا آيَةَ الكُرسِيِّ مُرتَحٍلاً على ظَهرِ الصَّليبْ !
يا فاطِمَهْ !
فُضِّي العِتابَ وعاتِبي
لا تأسِري طَيرَ الرِّضا بفَضاءِ أقفاصِ الغَضَبْ !
غَفَرَ العَتَبْ .
&&&&&&
مِن كُلِّ شيءٍ غادَرَتْ
وسَرَتْ كبَعضِ العِطرِ في كلِّ الأثيرْ
إثنانِ من دَمعٍ ومن ماءٍ إلى طُرُقِ البُخارِ
ويَنهَرُ الباكي دُموعَ الباكيهْ :
داريْ دموعَكِ يا فُطَيمُ عن الرَّسولِ المُصطَفى ،
لا تُحزِنيهِ بأَهلِـهِ !!
لا تأخُذي قَسَماتِهِ بجَريرَةِ النَّسلِ الحَقيرْ !
لا تأخُذيهِ بفارسٍ تركَ الحِصانَ مُقَيَّـدًا
فسَطا على غَزَواتِهِ الزِّندُ القَصيرْ !
داريْ دُموعَكِ يا فُطَيمُ وعَلِّمي فادي أُصولَ الحَربِ
والسِّلْـمِ القديرْ !
لا تَكسِري قَسَماتِهِ !
لا تَردَعي نَزَواتِهِ !
لا تَسكُبي غزواتِهِ ماءً على وَجَعِ الهَجيرْ !
يا فاطمَهْ !
فُضِّي الشِّتاءَ وحاذِريْ
لا تُوقِظي المِزرابَ فوقَ سُطوحِنا ، دَلَفَ الغَضَبْ !
&&&&&&
يا فاطمهْ !
فُضِّي الطُّيورَ وعَشِّشي !
لا تَعصُري غُصنَ القُلوبِ فماءُ سيرَتِنا زَغَبْ .
رَجَعَ الهَرَبْ !.
&&&&&&
رَسَمتْ على ماءٍ طُفولَتَها فذابَتْ
وتأبَّطَتْ يُتْمًا وشاطَرَتِ الصِّيامَ موائِدًا
وتَوَزَّعَتْ بينَ المَشارِقِ والمَغارِبِ والجزيرَةِ والشَّمالْ !
كحقيقةٍ ملءَ الخيالْ !
وتساءَلَتْ :
هل يجرُؤُ الرشَّاشُ أن يرمي رصاصتَهُ على فِكْرِ الرِّجالْ ؟
يا فاطمهْ !
فُضِّي الكِتابَ وقاتِلي
لا تُوقِظي نَومَ الهَديلِ ففارِسُ الكَونِ انقَلَبْ !
عَجُمَ العَرَبْ !.
&&&&&&
يا فاطمهْ !
فُضِّي الوُضوحَ وناوِري
لا تَرسُمي حَرفَ الشُّحوبِ على مراسيمِ "النَقَبْ"
دَمُكِ السَّبَبْ !.
فُضِّي "الجَّليلَ" ورابِطي
لا تَخرُجي عن ضِفَّتَيهِ فَحَـدُّ غُربَتِنا رُطَبْ !
تَعِبَ التَّعَبْ !.
فُضِّي الجُّيوشَ وقاوِمي
لا تُسْلِمي زندًا حديدِيًّـا لحُلمٍ من قَصَبْ !
فُضِّي السَّرابَ وواجِهي
لا ترحلي جَوفَ الضَّبابِ فدَربُهُ إِرْبـًا كَتَبْ !
وثَغا الأَرَبْ !.
فُضِّي اليَقينَ وحاذِري
لا تُشعِلي نارَ الظُّنونِ فسَقفُ مِحنَتِنا خَشَبْ !.
&&&&&&
للناسِ فاطمةٌ ولي حُزنُ اثنَتَينْ .
ولُدِغتُ من قَومِ الأفاعي مرَّتينْ .
أمشي على روحَينِ ، ما تَرجيعُ أقدامٍ على طُرُقاتِنا
ما تَسمَعينْ .
وَ "اللهُ يَرحَمُ فاطمَهْ" ، فَرَمَتْ قُلوبَ السَّامعينْ .
رفَعوا نقابَكِ لوزَةً لثرى أميرِ المؤمِنينْ .
وستَغرِفينَ من الحنينِ لتُطفِئي نارَ الحَنينْ .
يا فاطمهْ !
فُضِّي التُّرابَ وسافِري
لا تُشعِلي نارَ الغِيابِ فسَقفُ دولتِنا خَشَبْ !
وَلَجوا وأنتِ قعيدَةَ الأَبوابِ ، هل مِن عاذِرٍ ؟
تبكينَ من فَرَحٍ إذا أهداكِ نَصرًا قاطِعًا .
تبكينَ مِن تَرَحٍ إذا أهداكِ قَبرًا ساطِعًا .
فإليكِ يا عَرَبيَّتي دَربُ العُيونِ القائِمَهْ :
فتوى لدَمعةِ فاطمهْ .
فتوى .. لدَمعةِ .. فاطِمَهْ !.
تَرمُقُني وتحرُسُني ، وأَحلامٌ على أُفُقي تَغيبْ .
وكأَنَّما صَلَّيتُ ثُمَّ نُثِرتُ مثلَ غمامةٍ في خُبزِ أسوارٍ
ليأكُلَ طفلتي مطرُ الغُزاةِ ومِعصَميْ ،
لأَغيبَ في وطنٍ غريبْ .
وكأَنَّما كُفِّنتُ فيها ، في قماشِ دروبِها ،
فذهبتُ مثلَ الشَّمسِ في لغةِ المَغيبْ .
لأُحبَّ قاتلَتي من الفَجرِ المُضَرَّجِ بالمُدى حتَّى المَشيبْ .
يا فاطمهْ !
فُضِّي البِحارَ وسافِري !
لا تُغرِقي ماءَ السَّماءِ فأَرضُ لَوعتِنا لَهَبْ .
تَعِبَ التَّعَبْ .
&&&&&&
وأنامُ فـوقَ وِسادتينِ لعلَّني أَزدادُ نَوما .
وأقولُ سِرَّ سريرَتينِ لأَهتدي يَومًا فَيَوما .
يا فاطمهْ !
هل تَصلُبينَ يقينَنا صَنَمًا على وَطَنٍ لنلتَزِمَ الحِيادا ؟
هل تَشرَبينَ دموعَنا مَطَرًا على عَطَشٍ لنَعتنِقَ الحِدادا ؟
هل تَرفَعينَ سماءَنا سَقفًا على سَفَرٍ لنَعتزِلَ البِلادا ؟
هل تَلكزينَ عذابَنا سَيفًا على جَسَدٍ لنَرتكِبَ الجَوادا ؟
دُقِّي يَدَيَّ وعَلِّقي سَفَري على طُرُقِ الصَّليبِ ، لعَلَّني
أَتلو علينا آيَةَ الكُرسِيِّ مُرتَحٍلاً على ظَهرِ الصَّليبْ !
يا فاطِمَهْ !
فُضِّي العِتابَ وعاتِبي
لا تأسِري طَيرَ الرِّضا بفَضاءِ أقفاصِ الغَضَبْ !
غَفَرَ العَتَبْ .
&&&&&&
مِن كُلِّ شيءٍ غادَرَتْ
وسَرَتْ كبَعضِ العِطرِ في كلِّ الأثيرْ
إثنانِ من دَمعٍ ومن ماءٍ إلى طُرُقِ البُخارِ
ويَنهَرُ الباكي دُموعَ الباكيهْ :
داريْ دموعَكِ يا فُطَيمُ عن الرَّسولِ المُصطَفى ،
لا تُحزِنيهِ بأَهلِـهِ !!
لا تأخُذي قَسَماتِهِ بجَريرَةِ النَّسلِ الحَقيرْ !
لا تأخُذيهِ بفارسٍ تركَ الحِصانَ مُقَيَّـدًا
فسَطا على غَزَواتِهِ الزِّندُ القَصيرْ !
داريْ دُموعَكِ يا فُطَيمُ وعَلِّمي فادي أُصولَ الحَربِ
والسِّلْـمِ القديرْ !
لا تَكسِري قَسَماتِهِ !
لا تَردَعي نَزَواتِهِ !
لا تَسكُبي غزواتِهِ ماءً على وَجَعِ الهَجيرْ !
يا فاطمَهْ !
فُضِّي الشِّتاءَ وحاذِريْ
لا تُوقِظي المِزرابَ فوقَ سُطوحِنا ، دَلَفَ الغَضَبْ !
&&&&&&
يا فاطمهْ !
فُضِّي الطُّيورَ وعَشِّشي !
لا تَعصُري غُصنَ القُلوبِ فماءُ سيرَتِنا زَغَبْ .
رَجَعَ الهَرَبْ !.
&&&&&&
رَسَمتْ على ماءٍ طُفولَتَها فذابَتْ
وتأبَّطَتْ يُتْمًا وشاطَرَتِ الصِّيامَ موائِدًا
وتَوَزَّعَتْ بينَ المَشارِقِ والمَغارِبِ والجزيرَةِ والشَّمالْ !
كحقيقةٍ ملءَ الخيالْ !
وتساءَلَتْ :
هل يجرُؤُ الرشَّاشُ أن يرمي رصاصتَهُ على فِكْرِ الرِّجالْ ؟
يا فاطمهْ !
فُضِّي الكِتابَ وقاتِلي
لا تُوقِظي نَومَ الهَديلِ ففارِسُ الكَونِ انقَلَبْ !
عَجُمَ العَرَبْ !.
&&&&&&
يا فاطمهْ !
فُضِّي الوُضوحَ وناوِري
لا تَرسُمي حَرفَ الشُّحوبِ على مراسيمِ "النَقَبْ"
دَمُكِ السَّبَبْ !.
فُضِّي "الجَّليلَ" ورابِطي
لا تَخرُجي عن ضِفَّتَيهِ فَحَـدُّ غُربَتِنا رُطَبْ !
تَعِبَ التَّعَبْ !.
فُضِّي الجُّيوشَ وقاوِمي
لا تُسْلِمي زندًا حديدِيًّـا لحُلمٍ من قَصَبْ !
فُضِّي السَّرابَ وواجِهي
لا ترحلي جَوفَ الضَّبابِ فدَربُهُ إِرْبـًا كَتَبْ !
وثَغا الأَرَبْ !.
فُضِّي اليَقينَ وحاذِري
لا تُشعِلي نارَ الظُّنونِ فسَقفُ مِحنَتِنا خَشَبْ !.
&&&&&&
للناسِ فاطمةٌ ولي حُزنُ اثنَتَينْ .
ولُدِغتُ من قَومِ الأفاعي مرَّتينْ .
أمشي على روحَينِ ، ما تَرجيعُ أقدامٍ على طُرُقاتِنا
ما تَسمَعينْ .
وَ "اللهُ يَرحَمُ فاطمَهْ" ، فَرَمَتْ قُلوبَ السَّامعينْ .
رفَعوا نقابَكِ لوزَةً لثرى أميرِ المؤمِنينْ .
وستَغرِفينَ من الحنينِ لتُطفِئي نارَ الحَنينْ .
يا فاطمهْ !
فُضِّي التُّرابَ وسافِري
لا تُشعِلي نارَ الغِيابِ فسَقفُ دولتِنا خَشَبْ !
وَلَجوا وأنتِ قعيدَةَ الأَبوابِ ، هل مِن عاذِرٍ ؟
تبكينَ من فَرَحٍ إذا أهداكِ نَصرًا قاطِعًا .
تبكينَ مِن تَرَحٍ إذا أهداكِ قَبرًا ساطِعًا .
فإليكِ يا عَرَبيَّتي دَربُ العُيونِ القائِمَهْ :
فتوى لدَمعةِ فاطمهْ .
فتوى .. لدَمعةِ .. فاطِمَهْ !.
تعليق