واحد دبدوب وصلحه !!
بقلم : العصماء محمد هاني
لا ننكر أننا كشباب في أعمار تتأجج فيها الرغبات , وتلتف حول عقولنا وقلوبنا التطلعات واللهفات لتجربة كل ما هو مثير وجديد , أننا نعشق أن يكون لنا حبيب ... , من منا يرفض أو ينكر أنه يرغب بأن تكون له حبيبة أو حبيب , يشكو إليه , يبكي بين يديه , أول من يريد أن يضحك معه , يخرج معاه , يتفسح معاه , يجروا حولين الشجرة , ويقعوا مع بعض عالنجيلة , ويخطف منها تلك القبلة التي تحمر معها وجنتاها , وتمثل عليه الزعل والقمص , وهو يحتاس بمصالحتها بمختلف الطرق والوسائل , فيلطش منها بوسة كمان , من منا لا يحزن وهو جالس في بيته وحيدا كالمسكين , يندب حظه وبخته إن صحبه راح يشتري الهدية اللي حوشلها من أول السنة, وهو يجلس عالنت عامل فيها مثقف يتصفح صفحات الجرائد المصرية والعريبة والدولية والأجنبية والعالمية , أو أنها تتقطع من جوا جوا نغاشيش قلبها , لأنها لم تسمع صوت ذاك الشاب الذي يقول لها كل عام وأنتي حبيبتي , ويضيع 10 جنيه كارت شحن , لأنه يسمعها كاظم الساهر في الموبايل !!!
الحياة التي تسير بمنتهى السرعة , تخطف منا أعمارنا , ويذبل معها شبابنا , لانريد منها أن تحرمنا من دبدوب أحمر أغلى واحد فيه بـ 15 جنيه , أو كلمة حلوة نشبع بها غرورونا ونتعالى بها على أقراءنا ونظراءنا وعلى كل من هب ودب على وجه الأرض ....
من أسوأ القرارات التي يتخذها الشاب – منا – غير إنه رافض الحب لأسباب فلسفية عميقة , أن يخطو باحدى قدميه أو كلتيهما أرض الشارع في يوم 14 فبراير , سينتهي بك الوضع في هذا اليوم وانت تقف على ناصية مركز شباب الحتة, يمتد قلبك فيه إلى الناس .. " دبدوب لله يا محسنين "
وسط البلد تنقلب كلها أحمر في أحمر في أحمر , وبما إنني ولدت قبل يومين من الفالنتاين , أي أنني أتيت إلى الدنيا والناس بدأت تحب في بعضها , مستبشرة بمجيئي , أصرت ابنة عمتي هي وأخوها أن يعزماني على آيس كريم في الأمريكين , ( معرفش اشمعنا الأمريكين ) , وجلسنا فيه ويا ليتنا ما جلسنا , كنا شاذين في جلستنا , يبدو اننا من كوكب آخر, أو أننا هبطنا كوكبا بطريق الخطأ , شاب وبنتين , ليه ؟؟ , وعشان إيه ؟؟ وإزاي؟؟ اتنين مرة واحدة , طب بالصلة عالنبي كده مجمع ما بينهم ازاي , طب الوردة هتكون لأنهي واحدة فيهم , طب الدبدوبة هتترمي في وش مين النهاردة , جلست أنا وابنة عمتي نعد في الكابلز اللي بيعدوا ادامنا خارج زجاج الأمريكين الأنيق , فوجدناهم حوالي 40 مليون !!!
ولكن ابن عمتي بما أننا أصدقاء لم يرد أن أكون حزينة , فتكرم عليّ بعد أن رأى قلبي ممتدا على ناصية الشارع , واشترى لي بالونة حمرا بجنيه ( خير وبركة أحسن من مفيش ) ...
وبما أننا في طفولتنا تعلمنا أهم درس وهو أن نتعلم من أخطاءنا , ففي 2010 , قررت أنني سأتعلم من اخطاءي , حينما اتصلت بي صديقتي " متيجي وسط البلد ", فقلت لها " مرة جاية ان شاء الله " !!!
متى سيأتيني ذاك الهاتف ... الذي سألبي فيه الرغبة في الجري حولين الشجرة , وأنس معه قراري بعدم تخطية عتبة باب المنزل يوم 14 فبراير ؟!!
العصماء محمد هاني
تعليق