كتب مصطفى بونيف
هل يسكنني عفريت ؟

حدث لي وأن شعرت بدوار ..وشعور بالغثيان ، سألني أحد الأصدقاء ..هل تميل نفسك إلى أكل البطيخ ؟ ..
ارتفعت درجة حرارتي ، ووقع جسمي النحيف تحت اهتزازات الحمى ، كنت أعتقد بأن الأمر لا يعدو كونه ..مجرد برد .
أمسكني صاحبي من يدي وقال ...يا أستاذ أي برد يصيبك ونحن في عز الصيف ..هل ترى الكوابيس في منامك ؟.
أجبته : نعم ، أرى فيما يرى النائب أقصد ( النائم ) أن السيد رئيس الوزراء يسن السكين ليذبحني ...وأنا أرتجف مثل الخروف .
سألت شيخ الجامع فقال لي : تأويل منامك هو ارتفاع الأسعار .
صرخ صاحبي قائلا : يا مصطفى أنت مسكون .
فقلت له : ماذا تقصد ؟.
فهمس وقد جحظت عيناه : أي أن أحدهم يركبك .
لكمت صاحبي على فمه حتى طار منه الدم ، وقلت له " أمثالي لا يملكون في هذه الدنيا سوى شرفهم " فهممت بضربه ضربا مبرحا لولا أنه صرخ وقال لي ..." أقصد أن بك مس من الجن والعفاريت " .
استسلمت فجأة ..وجلست أفكر ..ريما ينجو الفحل من شواذ الإنس ، لكن العفاريت والجن ..ربنا يستر .
صرخت : وما الحل ؟
ساقني صاحبي إلى أحد الشيوخ الذين برعوا في طرد الجن والعفاريت وذاع صيتهم ..حتى أن هذا الشيخ يملك سيارة بسائق ، وسكرتيرة حسناء تضبط مواعيده . كنت أعتقد بأن الأمر يخص طبيبا مختصا أو محاميا بارعا .
استقبلنا الشيخ في مكتبه الفخم ..ثم ابتسم قائلا " من المريض ؟ "..
فأومأت برأسي .." أنا يا سيدي الشيخ .." .
سألني : وما بك يا ولدي .
فأجبته : أشعر بدوار ، وغثيان .
- وهل تميل نفسك إلى أكل البطيخ ؟.
أجبته في يأس : يا سيدي أنا رجل فحل ، هل ترى بأنني سيدة حامل ؟.
هدأ الشيخ من روعي ..ووضع يده على رأسي وراح يتلو آيات بينات من كتاب الله العزيز ..حتى أجهشت بالبكاء .
سألني الشيخ : هل أنت مسلم ؟
فأجبته : نعم .
- هل تقيم الصلوات الخمس ؟
- نعم يا سيدي .
- في المسجد ؟
- ليس دائما ...
صرخ الشيخ فجأة : من ربك ؟
فأجبته بفزع : الله ربي ولا إله لي سواه .
- من هو النبي الذي بعث فيكم ؟
تأكدت بأنني لا أزال في الدنيا ثم قلت له: يفترض أن لديك زميل آخر هنا أين هو ؟
كرر الشيخ سؤاله : قلت لك ما اسم النبي الذي بعث فيكم ؟.
- محمد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه .
- هل تعرف القرآن الكريم ؟.
- أعرفه يا سيدي وأقرؤه .
ثم همس في أذني : ماهو مذهبك ؟
أجبته هامسا : المذهب الرومانسي .
صرخ الشيخ : لا أقصد المذهب الأدبي وإنما المذهب الديني .
فأجبته : لا أعرف .
- هل أنت شيعي أم سني ؟.
- لا أفهم السؤال ....ولكنني أصلي على آل البيت عليهم السلام ، وأعمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم أمرني أن أتخيل أكثر شخص أكرهه ، ثم أبصق في وجهه ...
فحضرتني صورة شخص معين ..يلبس بدلة سوداء ، يقف في الظلام بعد أن ينزل من سيارة سوداء ..حوله رجال توشحوا بالسواد ..جمعت كل ما في جعبتي من البصاق ..وكأنبوب المطافئ انفجرت ..( أتفوه عليك ) .
سألني الشيخ : من هو ؟.
فأجبته : دعنا منه ...لو أنني أبصق عليه وعلى حاشيته ومجالسه سوف ينشف مني الريق ، وأضطر إلى شيئ آخر بدلا من البصق .
طلب مني أن أتخيل شخصا أحبه ...فتمثلت لي صورة أمي وهي بتبسم تدعوني إلى أحضانها .
فوجدت نفسي في حضن الشيخ .
وفجأة ..
فجأة ...
أخرج الشيخ سكينا ...يشبه السكين الذي أراه في الكوابيس ...صوبه نحوي قائلا ." آن لك أن تخرجي أيتها الروح من هذا الجسد ، وإلا ذبحتك بهذا السكين ".
حاولت الهروب لكن صاحبي (ابن اللئيمة ) قيدني وهو يقول للشيخ
( شوف شغلك ) .
أما أنا فأغمي علي ، وحين أفقت وجدت صديقي يقول ..
"الحمد لله لقد خرج العفريت الذي كان يسكنك ".
مصطفى بونيف
هل يسكنني عفريت ؟

حدث لي وأن شعرت بدوار ..وشعور بالغثيان ، سألني أحد الأصدقاء ..هل تميل نفسك إلى أكل البطيخ ؟ ..
ارتفعت درجة حرارتي ، ووقع جسمي النحيف تحت اهتزازات الحمى ، كنت أعتقد بأن الأمر لا يعدو كونه ..مجرد برد .
أمسكني صاحبي من يدي وقال ...يا أستاذ أي برد يصيبك ونحن في عز الصيف ..هل ترى الكوابيس في منامك ؟.
أجبته : نعم ، أرى فيما يرى النائب أقصد ( النائم ) أن السيد رئيس الوزراء يسن السكين ليذبحني ...وأنا أرتجف مثل الخروف .
سألت شيخ الجامع فقال لي : تأويل منامك هو ارتفاع الأسعار .
صرخ صاحبي قائلا : يا مصطفى أنت مسكون .
فقلت له : ماذا تقصد ؟.
فهمس وقد جحظت عيناه : أي أن أحدهم يركبك .
لكمت صاحبي على فمه حتى طار منه الدم ، وقلت له " أمثالي لا يملكون في هذه الدنيا سوى شرفهم " فهممت بضربه ضربا مبرحا لولا أنه صرخ وقال لي ..." أقصد أن بك مس من الجن والعفاريت " .
استسلمت فجأة ..وجلست أفكر ..ريما ينجو الفحل من شواذ الإنس ، لكن العفاريت والجن ..ربنا يستر .
صرخت : وما الحل ؟
ساقني صاحبي إلى أحد الشيوخ الذين برعوا في طرد الجن والعفاريت وذاع صيتهم ..حتى أن هذا الشيخ يملك سيارة بسائق ، وسكرتيرة حسناء تضبط مواعيده . كنت أعتقد بأن الأمر يخص طبيبا مختصا أو محاميا بارعا .
استقبلنا الشيخ في مكتبه الفخم ..ثم ابتسم قائلا " من المريض ؟ "..
فأومأت برأسي .." أنا يا سيدي الشيخ .." .
سألني : وما بك يا ولدي .
فأجبته : أشعر بدوار ، وغثيان .
- وهل تميل نفسك إلى أكل البطيخ ؟.
أجبته في يأس : يا سيدي أنا رجل فحل ، هل ترى بأنني سيدة حامل ؟.
هدأ الشيخ من روعي ..ووضع يده على رأسي وراح يتلو آيات بينات من كتاب الله العزيز ..حتى أجهشت بالبكاء .
سألني الشيخ : هل أنت مسلم ؟
فأجبته : نعم .
- هل تقيم الصلوات الخمس ؟
- نعم يا سيدي .
- في المسجد ؟
- ليس دائما ...
صرخ الشيخ فجأة : من ربك ؟
فأجبته بفزع : الله ربي ولا إله لي سواه .
- من هو النبي الذي بعث فيكم ؟
تأكدت بأنني لا أزال في الدنيا ثم قلت له: يفترض أن لديك زميل آخر هنا أين هو ؟
كرر الشيخ سؤاله : قلت لك ما اسم النبي الذي بعث فيكم ؟.
- محمد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه .
- هل تعرف القرآن الكريم ؟.
- أعرفه يا سيدي وأقرؤه .
ثم همس في أذني : ماهو مذهبك ؟
أجبته هامسا : المذهب الرومانسي .
صرخ الشيخ : لا أقصد المذهب الأدبي وإنما المذهب الديني .
فأجبته : لا أعرف .
- هل أنت شيعي أم سني ؟.
- لا أفهم السؤال ....ولكنني أصلي على آل البيت عليهم السلام ، وأعمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم أمرني أن أتخيل أكثر شخص أكرهه ، ثم أبصق في وجهه ...
فحضرتني صورة شخص معين ..يلبس بدلة سوداء ، يقف في الظلام بعد أن ينزل من سيارة سوداء ..حوله رجال توشحوا بالسواد ..جمعت كل ما في جعبتي من البصاق ..وكأنبوب المطافئ انفجرت ..( أتفوه عليك ) .
سألني الشيخ : من هو ؟.
فأجبته : دعنا منه ...لو أنني أبصق عليه وعلى حاشيته ومجالسه سوف ينشف مني الريق ، وأضطر إلى شيئ آخر بدلا من البصق .
طلب مني أن أتخيل شخصا أحبه ...فتمثلت لي صورة أمي وهي بتبسم تدعوني إلى أحضانها .
فوجدت نفسي في حضن الشيخ .
وفجأة ..
فجأة ...
أخرج الشيخ سكينا ...يشبه السكين الذي أراه في الكوابيس ...صوبه نحوي قائلا ." آن لك أن تخرجي أيتها الروح من هذا الجسد ، وإلا ذبحتك بهذا السكين ".
حاولت الهروب لكن صاحبي (ابن اللئيمة ) قيدني وهو يقول للشيخ
( شوف شغلك ) .
أما أنا فأغمي علي ، وحين أفقت وجدت صديقي يقول ..
"الحمد لله لقد خرج العفريت الذي كان يسكنك ".
مصطفى بونيف
تعليق