حبر على ورق
... فمنذ الصباح الباكر وهو منشغل باستدراج نفسه للقيام بعمل كثيرا ما أجله وأخره، دون سبب مانع أو ظرف قاهر، على الرغم مما يعيه من بالغ أهمية ذلك العمل، وعلى الرغم من إدراكه بأنه لا يستحق أدنى تأخير، ولا يليق به سوى التعجيل ...
كم سود من الأوراق متحدثا عن العمل المؤجل، لكنه لم يكن حريصا على نشر ما سود، ولم يطلع أحدا عليه، وكم حدث نفسه عن ذات العمل، لكنه لم يحدث به أحدا غيره، فاحتفظ بمجمل الحديث وتفصيله لنفسه، ليس ضنا به على الآخرين، وإنما لأنه رآه أمرا لا يعني سواه من قريب أو من بعيد ...
مضى الصباح، وكم من صباح مضى، وانقضت الظهيرة، وكم من ظهيرة انقضت، وجاء المساء ثم ولى، وكم من مساء ولى، فأرخى الليل سدوله ثم رحل، وكم من ليل انجلى بعد أن حل، وظل العمل في طي التأجيل، لا في طي النسيان، كما ظل معلقا بين لون الحبر ولون الورق، حبرا على ورق ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
... فمنذ الصباح الباكر وهو منشغل باستدراج نفسه للقيام بعمل كثيرا ما أجله وأخره، دون سبب مانع أو ظرف قاهر، على الرغم مما يعيه من بالغ أهمية ذلك العمل، وعلى الرغم من إدراكه بأنه لا يستحق أدنى تأخير، ولا يليق به سوى التعجيل ...
كم سود من الأوراق متحدثا عن العمل المؤجل، لكنه لم يكن حريصا على نشر ما سود، ولم يطلع أحدا عليه، وكم حدث نفسه عن ذات العمل، لكنه لم يحدث به أحدا غيره، فاحتفظ بمجمل الحديث وتفصيله لنفسه، ليس ضنا به على الآخرين، وإنما لأنه رآه أمرا لا يعني سواه من قريب أو من بعيد ...
مضى الصباح، وكم من صباح مضى، وانقضت الظهيرة، وكم من ظهيرة انقضت، وجاء المساء ثم ولى، وكم من مساء ولى، فأرخى الليل سدوله ثم رحل، وكم من ليل انجلى بعد أن حل، وظل العمل في طي التأجيل، لا في طي النسيان، كما ظل معلقا بين لون الحبر ولون الورق، حبرا على ورق ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
تعليق