قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نبيل عودة
    كاتب وناقد واعلامي
    • 03-12-2008
    • 543

    قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر

    [align=right]
    ملاحظة : الناقد محمد توفيق الصواف يواصل في هذا البحث دراسته للقصة الثالثة لنبيل عودة عن أدب الانتفاضة ، وكنت قد نشرت دراستين سابقتين له عن قصة " الحاجز " وقصة " الزمن الجديد" . ويؤسفني ان أعمالي القصصية منذ العام 1961 مع نشري لأول قصة ، ورغم غزارة انتاجي ، الا ان التجاهل كان من نصيبي انا وسائر الأدباء الشباب في وقته ، وهذا متواصل نسبيا حتى اليوم . اذ اقتصرت الدراسات النقدية او المراجعات الثقافية على بعض الأسماء فقط ، مما أعطى للنقد طابعا عائليا وصداقات شخصية والتزامات حزبية وقليل جدا من النقد الحقيقي ، واليوم عمت الفوضى مع ظهور جيل جديد من النقاد، المتقدمين في العمر ، الذين جعلوا النقد مهزلة وهرطقة ومقاييس مضحكة مبكية .
    قيمة دراسة الصواف انها الأولى من نوعها التي عالجت مرحلة الانتفاضة في اعمالي وأعمال عدد آخر من كتاب القصة في فلسطين ، وقد كرست للإنتفاضة أعمالا قصصية كثيرة ومسرحية واحدة ، وأول مجموعتين قصصيتين لي ، وهما "نهاية الزمن العاقر " صدرت عام 1988 و "يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها " عام 1990 كرستهما لقصص الانتفاضة. كتاب الصواف منشور على الانترنت ، وهو دراسة قيمة وفريدة من نوعها في تناولها الأدب النثري .نبيل عودة
    [/align]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    [glow=000000]قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر...[/glow]




    بقلم : محمد توفيق الصواف



    (عن كتابه : الانتفاضة في أدب الوطن المحتل)


    [align=right]

    ما من مفكر أو أديب أو باحث، فلسطيني أو غير فلسطيني، توهم أن تكون الانتفاضة الفلسطينية( انتفاضة الحجارة ) ، نهاية المطاف، أو غاية الانتظار الطويل الذي استمر أكثر من عشرين سنة متواصلة، قضاها الإنسان الفلسطيني قلقاً مقهوراً، في وطنه المحتل... قضاها على رصيف الأمل مفعماً بالرغبة الجامحة في إعلان ثورته، ومترقباً لحظة الخلاص من كابوس الاحتلال العنصري، تأتي تتويجاً لنضاله الثوري ومكافأة مجزية لتضحياته وصبره ومعاناته، في آن معاً... بل إن كل من عرض لأي جانب من جوانب الانتفاضة، ثم وقف محاولاً استشراف ما سيعقبها، خرج مقتنعاً، قناعة أكيدة، بأن هذه الثورة على أهميتها البالغة وعظمتها، لا تعدو كونها مخاضاً صعباً يبشر بولادة الزمن الفلسطيني المأمول... بولادة الوطن الفلطسيني الحر، أرضاً وإنساناً..
    وعلى خلفية القناعة/ الأمل، بأن الانتفاضة هي المخاض الذي سينتهي بولادة ذلك الوطن/ الحلم... الوطن الذي لما يولد بعد، يمكن توصيفها، بتعبير آخر أكثر موضوعية، أنها مجرد مرحلة نضالية متميزة.. أو أنها مرحلة متقدمة وهامة ومصيرية يؤمل أن تكون آخر مراحل السعي إلى إطلاق شمس الحرية من عقالها، لتعود مشرقة في سماء الغد الفلسطيني الآتي، وليس غاية تلك المراحل...
    وبالعودة إلى المتوفر من قصص الانتفاضة، نلاحظ أن كثيرات... هنا، قد اكتفى مؤلفوها، بالإشارة إلى مرحلية هذه الثورة العظيمة، إشارات عابرة، بهذا الشكل الفني أو ذاك، وعلى نحو غير مباشر غالباً... وربما ذلك، من منطلق الاعتقاد بأن هذه المسألة، من البدهيات التي لا يمكن أن تثير جدلاً، أو خلافاً في الرأي حولها...
    وعلىالرغم من أن مضمون قصة (نهاية الزمن العاقر)* يوحي بأن مؤلفها نبيل عودة لا يخالف الاعتقاد ببدهية النظر إلى الانتفاضة كمرحلة، فإن تناوله لها بتفصيل أطول مما يحتمله أسلوب الإشارة العابرة، يوحي بأنه يوليها من الأهمية، أكثر مما يوليها غيره.. ولعل هذا ما جعل وعيه يقود موهبته إلى إبداع نص قصصي طويل، يتمحور جزء كبير من مضمونه حول التركيز على مرحلية الانتفاضة...
    وبداية، يمكننا الاستدلال على مرحلية الانتفاضة من عنوان القصة ذاته... فنهاية الزمن العاقر... زمن ما قبل الانتفاضة، هي ما تشهده الساحة الفلسطينية اليوم من أحداث مصيرية وكبيرة، تبشر باقتراب بداية الزمن الفلسطيني الجديد... الزمن المغاير... زمن الحرية.. وعلى هذا، فالانتفاضة هي بشرى الميلاد، وهي مخاضه الصعب... هي الاخصاب بعد انتظار ممض استمر أكثر من عشرين سنة.. وبتجاوز عنوان القصة إلى نصها، يمكننا العثور على ما يؤكد مرحلية الانتفاضة، في تلك المساحة المتألقة والمنيرة التي استطاع نبيل عودة أن يبقيها؛ بين المدلولات الرمزية والمدلولات الواقعية، لشخصيات قصته وأحداثها..
    فنحن في (نهاية الزمن العاقر)، أمام عالم غني بالإيحاءات، كونه عالماً ملوناً، متعدد الأبعاد، يمتزج فيه الرمزي بالواقعي، ويتفاعلان، ضمن شروط خاصة، لينتجا أحداث القصة وشخصياتها... وعلى هذا، ثمة ما يغري القارئ بتتبع الدلالات الرمزية لهذه الأحداث والشخصيات، وعدم التوقف عند دلالاتها الظاهرية المباشرة، والإكتفاء بها، ذلك أن مثل هذا التتبع، لا شك يبسط أمام بصيرة القارئ وعقله، عوالم زاخرة بالمعاني والإرهاصات.. عوالم ينبض الرمز فيها موحياً بمعادله الواقعي، دون غموض أو تعقيد، ودون حاجة إلى ممارسة السباحة في الخيال، بحثاً عن تأويل يقرب ذاك الرمز، أو عن تكهن يجلو غموضه..
    فوهيب، بطل القصة، لايعدو ظاهرياً، كونه ذلك المواطن الفلسطيني العادي، وكذلك زوجته.. وما مرا به من أحداث، على الرغم من إثارته للتعاطف، لا يملك القدرة على إثارة الدهشة، لو لم تتزامن بدايته مع بداية نكسة عام 1967، ونهايته مع انطلاقة الانتفاضة.. أي لو لم يكن بينه وبين مسار الأحداث الفلسطينية، بصعوده وهبوطه وتعرجاته، تلك العلاقة العضوية الوثيقة، لظل، على قلة ما يماثله، مجرد حدث عادي... ذلك أن الإثارة كامنة في تلك العلاقة، ونابعة منها... لنتابع، تالياً، تطور هذا الحدث، محاولين رصد ما يصدر عنه من إيحاءات قوية الدلالة على أنه مجرد معادل موضوعي لتطور الحدث السياسي الفلسطيني، عبر عشرين سنة، بدأت منذ عام 1967، واستمرت حتى1987..
    لقد شاء الحظ التعس لهذين الزوجين أن تكون ليلة زفافهما، "قبل دخول الاحتلال بليلة واحدة". * وهكذا انقلب فرحهما تعاسة، وتحولت فترة (عسلهما) إلى أسبوع قاسٍ، تشردا خلاله" في الخلاء هروباً من القتال الذي حاذى قريتهم..." * وكان من الممكن، أن يصير حالهما إلى ما صار إليه حال الأغلبية، بعد ذلك، وأن لا يتميزا بشيء عمن حولهما، لو لم يطاردهما سوء الحظ، فيحرمهما القدر من الأولاد، عشرين سنة متواصلة "مضى عقدان من الزمن وبطنها قاحل" *
    ومن تزامن العرس مع بداية الاحتلال واستمرار حرمانهما من الأولاد مع استمرار بقاء ذلك الاحتلال، تشع أولى الإيحاءات إلى رمزية شخصيتيهما القصصيتين، ورمزية ما يمران به من أحداث... إذ يبدو الزوج رمزاً واضح الدلالة على الشعب العربي الفلسطيني، أما الزوجة فهي رمز للأرض الفلسطينية المحتلة. وأما مانع الإخصاب والحمل، فهو الوجود الاحتلالي الغريب..
    ولعل مما يسوغ توهم الدلالات الرمزية الآنفة، في شخصيات القصة وأحداثها، احتواء النص القصصي على العديد من القرائن التي ترقى بذلك التوهم إلى مرتبة اليقين... وأول هذه القرائن، وربما أهمها وأقواها، على الإطلاق، ذلك العشق الصوفي الذي يربط بين الزوجين، محيلاً ذاتيهما إلى ذات واحدة.. "عشرون سنة من اندماج الذاتين في ذات واحدة.." * ذلك أن هذا الاندماج، يقف حائلاً قوياً دون إقدام وهيب على ترك زوجته العاقر، أو الزواج عليها من أخرى تنجب له ولداً تكتمل به رجولته.. بل إن هذا الإندماج الصوفي، يتحول، على العكس، إلى دافع قوي يشحذ وهيباً بالإصرار علىالتجول مع زوجته، ساعياً بها، بين عيادات الأطباء، على أمل أن تحدث المعجزة، فتخصب بطنها القاحلة، بعد طول انتظار وترقب..
    وإلى هنا، يظل بالإمكان القول: إن كل هذا الحب المتوهج، لا يكفي مسوغاً للتوهم بأن البطلين يرمزان للشعب الفلسطيني وأرضه وبالتالي، لا بد من دلالات أكثر مباشرة ووضوحاً... وهذا يعني وجوب العودة إلى النص ثانية، بحثاً عن تلك الدلالات التي سرعان ما تتبدى للقارئ واضحة، تارة في لغة الحوار بين الزوجين الحبيبين، وتارة أخرى في جملة التعليلات التي يسوقها الزوج، مصبراً بها نفسه وزوجته، ومسوغاً أمامهما إصراره على التفاؤل بحدوث معجزة الإخصاب والحمل يوماً، على الرغم من اصطدامه بالخيبة تلو الخيبة، كلما خرج مع زوجته من مراجعة طبيب جديد...
    فإثر كل خيبة، نراه يخاطب نفسه، محاولاً تبديد إحساسها باليأس، ومجدداً فيها الشعور بالتفاؤل: "هذه طبيعة النفس البشرية، مترددة، متقلبة، ولكنها على العموم تتفاءل بالخير، تطفح بالأمل وهي في ذروة الخسارة، تيسر الهدف وهو في ذروة العسر والامتناع". * وفي المرات النادرة التي يداهمه فيها اليأس قوياً، وتعذبه معضلته، و"يضنيه الأمل" * نراه خائفاً من مجرد التفكير باحتمال أن يقوده يأسه إلى الإبتعاد عن زوجته... ذلك أنه "لا يرى حياته بدونها، يرتاح لحبها ووجودها بقربه، ينفر من دنياه إذا ابتعدت بالخيال عنه، يرتعد من أحلامه إذا خلت من طلعتها، تتسامى ذاته بقربها، يتجدد عزمه بعناقها." * وبهذا، يعود أكثر إصراراً على الإحتفاظ بها، أخصبت أم لم تخصب... ترى ألا يوازي هذا... الإصرار، على المستوى الرمزي، إصرار الإنسان الفلسطيني على الاحتفاظ بأرضه على الرغم من كل العنت والاضطهاد الذي يلاقيه على يد محتلها..؟
    ويبلغ هذا الإصرار أعلى ذرى الإيحاء باندماجية هذا الإنسان بأرضه، وذوبان ذاته في ذاتها، عبر نص الحوارية التي يديرها نبيل عودة، بين بطلي قصته، وذلك في سياق مقطع اختار له عنوان (دخائل).* ونظراً لما يتمتع به هذا المقطع من قدرة على إقناع القارئ بأن وهيباً وزوجته ما هما إلا رمزان للإنسان الفلسطيني وأرضه، ربما يبدو من المفيد، اقتباس أجزاء مطولة من هذا المقطع الذي يبدأ بخطاب وهيب لزوجته، قائلاً:
    "أنت حبي. أنت عالمي، بدونك أذوي..." *
    ويكون هذا الخطاب فاتحة خلوة عشق جديدة، تجمع الحبيبين، جسداً لجسد، في نهايتها... وفيما ينسى وهيب "أمنيته بطفل من صلبه" * حين يحتضنها، نراها وهي في قمة نشوتها "ترجوه أن يأخذ عليها من تستطيع تحقيق أمنيته، فيردها خائبة:
    -تطلبين البعد وأنت في ذروة القرب؟
    -أشعر بالخيبة والقصور.
    -ما عليك، الموضوع يخصني فلا تلجيه.
    -ويخصني.
    احتضنها بقوة، ضغط عظامها بين ذراعيه، عضت بأسنانها على شفتيها متحملة لذة الاحتضان، وهمس بأذنها:
    -حبي لك هو الجذور، أنا أحبك لنفسك، لذاتِك، أحببتك لأنك أنت، لا تخلطي بين مشكلة الحمل وحبنا. حبنا قدس الأقداس، فهمت؟!" *
    إن همسته الأخيرة واضحة الدلالة على نوعية العلاقة بين الفلسطيني وأرضه، إذ ليس ثمة أي مشكلة بقادرة على المساس بحبهما لبعضهما... فهذا الحب هو الجذور، وهو قدس الأقداس... ذلك أنه حب منزه عن الغاية والغرض... حب يسمو فيه المحب والحبيب معاً... حب ينبع من الذات متجهاً إلى الذات، دون أي تفكير بأي ثمن...
    وكان لا بد لدورة الرمز أن تكتمل، ببلوغ الحدث القصصي ذروته...فكما ابتدأت هذه الدورة، بث أولى إشاراتها الدلالية، بتزامن ليلة الزفاف مع ليلة دخول الاحتلال إلى وطن العروسين، نراها تكتمل حين تتزامن بشارة الأطباء لوهيب وزوجته بحدوث معجزة الحمل، مع انطلاقة الانتفاضة..
    فكما حدثت معجزة الحمل فجأة، بعد عشرين سنة، من الانتظار المبركن بالترقب والخوف والقلق، قضاها الزوجان مراوحين بين اليأس والأمل، صابرين" حتى صار الصبر علقماً" * كذلك انطلقت الانتفاضة من ذروة الإحساس باليأس، وبعد نفس الفترة من الإنتظار المرهق... لنتأمل ازدواجية الدلالة في كلمة (حامل) التي زفها الأطباء بشرى في أذن وهيب: "حامل... لهذه الكلمة أكثر من معنى، ولها أكثر من نتيجة، تشمل أكثر من أفق، تتسع لعالم كامل متكامل من المشاعر والرغبات والأحلام والإنبعاث والتجدد..." *
    إنها الأرض... الأرض الفلسطينية هي الحامل، وليست زوجة وهيب فقط... بل كلتاهما، وقد صارتا واحداً... وكيف لا، وهما معاً دخلتا طقس الاحتلال، ومعاً قاستا الجدب في زمنه العاقر، عشرين سنة متواصلة، ومعاً صبرتا، وثبتتا على تفاؤلهما بحدوث المعجزة، وها هما معاً تحملان؟!!
    وتبدأ رحلة انتظار جديدة... ليست طويلة هذه المرة، وليست غائمة بالكدر والخوف والقنوط، بل قصيرة ومعبأة بتوقعات الفرح القادم.. إنها مرحلة وتمضي... صحيح أن فيها من العذاب ومعاناته الكثير، ولكنه كثير محتمل... ومصدر القدرة على احتماله أنه سينتهي بما سيغير حياة الإثنتين معاً... سينتهي بتجلي عصر مختلف...
    وتمر فترة الحمل بسلام، وها هو المخاض الصعب يبدأ.. والمخاض ألم وأمل، في آن.. فرح وعذاب.. قلق يمتزج بالسعادة على نحو فريد... وها هو وهيب يتهيب من طول الانتظار أمام باب غرفة المخاض، وكذلك الشعب الفلسطيني يقف متهيباً منتظراً معه النتيجة نتيجة مخاض الأرض... ولكن دون يأس...فمن استطاع طرد وساوس الاستسلام لليأس والقنوط عشرين سنة، لن يتركهما يتمكنان من نفسه الآن.." تأمل الباب المقفل، واعترته طمأنينته. دفق من التفاؤل ملأ صدره، انتشر الفرح في كيانه، وطرب لهذه الولادة المتجلية في هذا الزمن المتفجر. هل كان يتمنى لزوجته ولادة في زمن آخر؟ كيف لا تتوغل السعادة بكيانه، والخصب يجيء مع الانفجار؟ مدد مبارك. ثمر بعد انقطاع أمل. خير بعد جدب. ثورة بعد صبر.". *
    وفي القصة، كما في الواقع، لا يختم نبيل عودة الحدث القصصي، بل يُبقي مجاله مفتوحاً على مختلف الاحتمالات، السيء منها والجيد... وذلك حين يتركنا في نهاية قصته، نقف مع وهيب، وأقربائه وأقرباء زوجته، مبركنين بالترقب والقلق، أمام باب غرفة المخاض، ننتظر متلهفين، ما ستلده زوجته... إنه حرص واعٍ على التزام الواقعية، في نسج الحدث القصصي، وعلى توفير أكبر قدر من الانسجام بينه وبين معادله الموضوعي في الواقع...
    فكما أن الانتفاضة ما تزال مخاضاً مجهول النتيجة، حتى الآن، كذلك ظل مخاض زوجة وهيب مجهول النتيجة، في نهاية القصة، حيث لم يخبرنا المؤلف بنوع المولود أو شكله أو حالته، بل اكتفى بتركنا وعيوننا متعلقة بباب غرفة المخاض "حيث الخبر والأمل * وستظل عيوننا متعلقة بذلك الباب، حتى يبشرنا صوت المولود بولادته، ليطلع علينا جميعاً، بعد ذلك، فجراً فلسطينياً حراً، يبزغ في سماء الوطن الفلسطيني الحر..


    تتميز قصة (نهاية الزمن العاقر)، ببنائها الدرامي الذي تمتزج فيه تنويعات كثيرة، تتضافر جميعاً، لترسيخ فكرة القصة، ولإضاءة الأبعاد الرمزية لشخصياتها وأحداثها، في نفس القارئ ووجدانه ، ونزوع إلى شاعرية العبارة .
    [/align]


    القصة منشورة في مدونة نبيل عودة:
    http://nabiloudeh.maktoobblog.com
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * قصة : " نهاية الزمن العاقر " – لنبيل عودة
    التعديل الأخير تم بواسطة نبيل عودة; الساعة 05-03-2010, 14:57.
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    الاديب والمفكر القدير
    الاستاذ نبيل عوده الموقر
    احترامي
    طرقت موضوعا كنت استفسر دوافعه لدى كبار الادباء الفلسطينيين من جيل الستينات والسبعينات الذين عاشوا احداث الانتفاضة كنخبة قادرة على الابداع والنشر
    سالت عن ابداعات شعراء المقاومة في فلسطين 48 وشعراء الثورة وادبائها في حركة المقاومه ولم اجد شيئا ملموسا عن روح الطفل الفلسطيني الذي رمى الحجر
    كلهم كتبوا بما يشبه المباركة والولادة الجديدة والانتفاضة الانسانية واحبوها وتعلقوا بها وساما ونيشان لكن احدهم لم يقترب من طفلها وكتب عنه كيف خرج من بيته في الصباح وهو يملا حقيبته بالحجارة دون الكتب او كيف يضع على وجهه ما يجعله ملثما منتشيا بانه قائدا وثائرا في ان واحد ولم يكتبوا عن الاعتقالات الجماعية كيف كانت تتتم في ليلة واحدة لاطفال لم تتجاوز اعمارهم الثامنة عشر عام وفي ليالي الشتاء البارده يخرجون من فراشهم الى غرف التعذيب الخانقة وكيف انتظموا في داخل المعتقلات الجماعية وكونوا رديف للتنظيمات خارج المعتقل
    حالات انسانية كثيره عجز شعراءنا الكبار وروائيينا عن توضيحها
    انا من جيل بدا النشر في عقد الثمانينات كتبت قصتي عن ثورة الطلبة التي عشتها سنوات 1967- 1971م وحين بدات اقترب من ابناء واحفاد قادوا الانتفاضة اعوام 1987- 1993م كانت السلطة تقترب من ابواب الطفولة وتضع على اكتافهم نجومها الذهبية اللامعة وتساءلت في اجتماعات وندوات للكتاب والادباء
    لماذا لم تكتبوا عن زمن الطفل الفلسطيني
    فقالوا كتبنا
    وكان ذلك تبريرا بالعبور على الانتفاضة دون التوغل في اعماق طفلها
    لقد فعل ذلك الابنودي في الموت على الاسفلت اكثر من اي شاعر فلسطيني
    وكان هناك ميلادا جديدا للانسان الفلسطيني داخل الخط الاخضر مع الانتفاضة
    كان الحس الوطني يلتمع هناك
    فظهر الكثير من الكتاب وقليل من الادباء
    لمع الكثير من الاحزاب والتنظيمات السياسية التي نجحت في ان تعلن عن انتمائها
    لكن لم يكن هناك اسماء ادبية لامعة كما القاسم ودرويش واميل وزياد ونبيل
    فكيف نصور حالة عاشها اطفالنا
    وكما قرات حول قصة نهاية الزمن العاقر اجدني امام حالة تلبس وجدانية لانجاب الحياة المستحيلة حيث لم يولد احد يعطي الاستمرارية لحياة فلسطينية مقيدة كما الحرية المقيدة لاهلنا في فلسطين 48 حيث يبحث الانسان عن حقه كانسان ومواطن وهو مايلزمه ان يقبل بما لايقبله انتماء وهوية
    وفي الرمزية كنت اتعلق في غربتي بالمراة وطنا لا استطيع ان اوفر له بيتا يستحقه كما لا استطيع العبور الى وطني محررا واسكنه مرفها
    الموضوع مطروح فمن يكتبه قصة وقصيدة
    دمت قديرا وكاتبا اديبا ومفكرا عميق النظرة في العلاقة بين الانسان والوطن والادب
    وتقبل احترامي

    تعليق

    • نبيل عودة
      كاتب وناقد واعلامي
      • 03-12-2008
      • 543

      #3
      الأستاذ الأديب يسري راغب
      طرقت موضوعا هاما ، أين الطفل الفلسطيني ؟
      في الواقع ان قصص الانتفاضة تطرقت ولو بشكل غير واسع لأطفال الحجارة . وفي قصصي شخصيا ، الكثير من أبطالي هم أبطال الانتفاضة - أطفال الحجارة.للأسف بعضها( أو كثيرها) لم أنشره على الانترنت ، لأن الطباعة تشكل مشكلة عندي.
      مثلا في قصة "الزمن الجديد" ، البطل الثاني ( وليد ) ، والذي يواصل نشر رسالة الانتفاضة هو من أطفال الانتفاضة .. الذي كان مقدرا له ان يتسلم الدعوة الى استمرار الانتفاضة بعد سقوط قائد الانتفاضة في قريته .
      ولكن لا بد من اشارة ، ان الكتابة عن الانتفاضة كانت بمعظمها حماسية ، ولم يكن من علاج جاد للتغيير الذي عصف بالمجتمع الفلسطيني .. بكل مركباته . مثلا المرأة دفعتها الانتفاضة لدور اجتماعي مسؤول وهام أكثر من السابق، نزلت الى الشارع تقاتل وتحمي وتتحمل مسؤولية الأبناء والبيت وأحيانا لوحدها. الى أين وصل هذا الأمر ولماذا حصل التراجع ؟ لماذا توقف هذا الانقلاب الاجتماعي وحدث تراجع اعاد المرأة لسجنيها ، الشخصي والأجتماعي؟ ان فهمي للإنتفاضة هو بكونها ثورة تحررية بنفس القدر الذي هي ثورة اجتماعية. افشال جانب هو افشال للجانب الآخر. ان اعادة المراة للقيود الاجتماعية البالية ، هو هزيمة للإنتفاضة بقدر لا يختلف هن فشل الانتفاضة بانجاز مشروعها التحرري.
      البعض سيدعي ان الانتفاضة متواصلة ، وانها تتطور عبر مراحل. هذا كلام شعارات لا يرتبط بحقائق الواقع . حدثت انتكاسة . الأدب لم يعالجها حنى اليوم .لا أعرف ربما هذه مهمة للمستقبل حين تختمر هذه التجربة الانسانية .

      تعليق

      • مصطفى خيري
        أديب وكاتب
        • 10-01-2009
        • 353

        #4
        لقد شاء الحظ التعس لهذين الزوجين أن تكون ليلة زفافهما، "قبل دخول الاحتلال بليلة واحدة". * وهكذا انقلب فرحهما تعاسة، وتحولت فترة (عسلهما) إلى أسبوع قاسٍ، تشردا خلاله" في الخلاء هروباً من القتال الذي حاذى قريتهم..." * وكان من الممكن، أن يصير حالهما إلى ما صار إليه حال الأغلبية، بعد ذلك، وأن لا يتميزا بشيء عمن حولهما، لو لم يطاردهما سوء الحظ، فيحرمهما القدر من الأولاد، عشرين سنة متواصلة "مضى عقدان من الزمن وبطنها قاحل" *
        ومن تزامن العرس مع بداية الاحتلال واستمرار حرمانهما من الأولاد مع استمرار بقاء ذلك الاحتلال، تشع أولى الإيحاءات إلى رمزية شخصيتيهما القصصيتين، ورمزية ما يمران به من أحداث... إذ يبدو الزوج رمزاً واضح الدلالة على الشعب العربي الفلسطيني، أما الزوجة فهي رمز للأرض الفلسطينية المحتلة. وأما مانع الإخصاب والحمل، فهو الوجود الاحتلالي الغريب..

        ------------------------------------
        الاستاذ نبيل المحترم
        تحياتي
        لا يوجد فصل بين الخاص والعام في حياة الفلسطيني
        وكذلك الحال بالنسبة للزمان لن يتغير مادامت اسرائيل تحتل كل فلسطين
        فكيف ينتهي الزمن العاقر
        مع كل التحية والتقدير
        سيبقى الانسان الفلسطيني في كل حالاته رمزا للارض والوطن والقضية

        تعليق

        • صادق حمزة منذر
          الأخطل الأخير
          مدير لجنة التنظيم والإدارة
          • 12-11-2009
          • 2944

          #5
          الأستاذ المبدع نبيل عودة

          أسعدني اهتمامك بتقديم نفسك من خلال رؤية نقدية منصفة و محترفة كما أشرت

          ولنا أن نطلب منك المزيد لهذا الناقد المتميز

          كما ويؤسفني أن المشهد الثقافي العربي قد أغفل حضورك ولهذا فنحن ننتظر أن نقرأ

          بقلمك عنك وعن إنتاجك فليس أصدق من القول أن الإنسان هو الناقد الأول للإبداعاته

          وسوف يسعدنا أن نقرا عن آثارك الأدبية تباعا

          تحيتي وتقديري لك




          تعليق

          • نبيل عودة
            كاتب وناقد واعلامي
            • 03-12-2008
            • 543

            #6
            أشكرك يا أخطلنا الأخير وآمل ان لا يكون آخرهم .. فالأخطل الكبير والصغير ، لهما في نفوسنا زاوية لا تنسى.ونأمل ان نرى تكاثر أخطلي في كل الفنون .
            من الصعب ان يطرح الانسان نفسه.. واصدقك القول ان هذه المراجعات بين يدي منذ 2002 . ولكني اريد ان الاحظ ان الأمر الأساسي في المراجعة تركز حول الفعل الانتفاضي ، وظل الجانب الفني هامشيا بعض الشيء .. خاصة وان قصص الانتفاضة قد تؤثر على قارئ عربي او فلسطيني اساسا ، والسؤال هل لها نفس فعل التأثير على قارئ أجنبي؟
            احدى القصص ( الزمن الجديد ) ترجمت للعبرية ووجدت اهتماما في اوساط اليسار,, لكني لم الاحظ اهتماما اوسع ، والأهم لم الاحظ اهتماما عربيا ، حيث توجه كل الطاقات العربية للشعر والشعراء وكأن كتاب القصة هم عنصر شاذ في الخارطة الثقافية.

            تعليق

            • صادق حمزة منذر
              الأخطل الأخير
              مدير لجنة التنظيم والإدارة
              • 12-11-2009
              • 2944

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
              أشكرك يا أخطلنا الأخير وآمل ان لا يكون آخرهم .. فالأخطل الكبير والصغير ، لهما في نفوسنا زاوية لا تنسى.ونأمل ان نرى تكاثر أخطلي في كل الفنون .
              من الصعب ان يطرح الانسان نفسه.. واصدقك القول ان هذه المراجعات بين يدي منذ 2002 . ولكني اريد ان الاحظ ان الأمر الأساسي في المراجعة تركز حول الفعل الانتفاضي ، وظل الجانب الفني هامشيا بعض الشيء .. خاصة وان قصص الانتفاضة قد تؤثر على قارئ عربي او فلسطيني اساسا ، والسؤال هل لها نفس فعل التأثير على قارئ أجنبي؟
              احدى القصص ( الزمن الجديد ) ترجمت للعبرية ووجدت اهتماما في اوساط اليسار,, لكني لم الاحظ اهتماما اوسع ، والأهم لم الاحظ اهتماما عربيا ، حيث توجه كل الطاقات العربية للشعر والشعراء وكأن كتاب القصة هم عنصر شاذ في الخارطة الثقافية.

              الأستاذ المبدع نبيل عودة

              أشكرك على الاهتمام والمتابعة .. ويسعدني أن مراجعتك لهذه الأعمال خرجت أخيرا ولا أخفيك أنني ممن يعتقدون أن المبدع هو دائما الأقدر على نقد أعماله وكذلك لابد أن رأي الجمهور ( القارئ ) يهمه كثيرا أو يراه المبدع مؤشرا مهما على اتجاهاته الثقافية عموما ومتضكنة اتجاهاته السياسية والاجتماعية وهذا ما قد يجعله يراجع كثيرا من قراراته اللإبداعية والفكرية

              وأما بالنسبة لفن القصة فأنا أعتقد أن القصة عموما لم تكن بالاتساع المطلوب أفقيا وعاموديا في أي مرحلة من مراحل التاريخ الثقافي للأمة
              العربية وكانت الإبداعات قليلة جدا وحديثة الظهور أيضا قياسا بباقي فنون الأدب كما وأنها تستهدف نوعا خاصا من القارئين فالقصة لم تكن للجميع في يوم من الأيام مثل معظم فنون الأدب الأخرى

              وهنا أيضا تقوم على عاتق المبدعين في هذا المجال مهمة شاقة جديدة وتحديا آخر يتطلب الكثير من الجهد والعمل لتحقيق إنجاز خصوصا في هذا العصر الرقمي و عهد سقوط وانخفاض الكتابة الورقية

              تحيتي وتقديري لك




              تعليق

              • نبيل عودة
                كاتب وناقد واعلامي
                • 03-12-2008
                • 543

                #8
                عزيزي الأستاذ الأديب صادق منذر
                تقييمك لواقع القصة العربية صحيح من ناحية دورها الثقافي المتأخر عن الشعر. وليس لعدم وجود قصة عربية قصيرة متطورة ، لدينا كتاب من المستوى الأول ، يوسف ادريس على سبيل المثال وليس الحصر.. ربما بسبب عمرها التاريخي القصير في ثقافتنا التي نشات تحت ظلال الشعر ، ولم يكن من السهل ان تحتل حيزها الواسع وامتدادها طولا وعرضا في ثقافتنا. . وللأسف اليوم الاحظ تراجع في القصة القصيرة ، ووضعف في مبناها ، وربما من هنا اتجاه الكثيرين للقصة القصيرة جدا ، ليحافظوا على صفة ادبية تسبق اسمائهم ( راجع مقالي :"ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا " ).
                ملاحظاتك كانت صائبة وتستحق التفكير النهجي لفهم الكثير من العوامل المؤثرة سلبا او ايجابا.
                نبيل
                لا

                تعليق

                يعمل...
                X