العصيان المدني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هــري عبدالرحيم
    أديب وكاتب
    • 17-05-2007
    • 509

    العصيان المدني

    العصيان المدني



    استفاقت المدينة على غير عادتها ،مُحاولة نفض غبار التلوث والرذيلة المختبئة بين أزقتها،وفي النوادي المحروسة. استفاقت المدينة متثاقلة،كعجوز هدتها سنوات العمر.

    في العادة،تتوشح هذه المدينة الغول،بوشاح الضجيج،والأدخنة المتطايرة من عوادم الحافلات المهترئة،وسيارات الأجرة المتقادمة.

    تتجمل المدينة في كل الصباحات بأبواق السيارات المتزاحمة جيئة وذهابا،في كل الاتجاهات،ولكل سيارة قانون سيرها الشخصي،لكل سائق مبرراته التي يراها الدافع الأوحد لعدم احترامه قانون الطريق الرسمي.

    ككل النساء،تضع المدينة،في كل الصباحات احمر الشفاه،على صيحات الباعة المتجولين،يعرضون بضائعهم بأصوات صباحية تقض مضاجع النائمين،وتدثر الأرصفة بما لذ وطاب من بقايا رؤوس السمك،وقشور الموز والبرتقال،وروث الحمير التي تجر العربات.

    هذا الصباح،لم تكن الحركة عادية،لم تألف المدينة مثل هذا الهدوء.

    يخرج من البيت،عازما الذهاب للعمل،مَنْ أسعدته ظروفه إيجاد عمل في زمن ِ شُحِّ الوظائف.

    الشوارع مكتظة بالمارة،مواقف الحافلات وسيارات الأجرة تجمع حشودا من البشر.

    لا شك أن في الأمر ما يدعو للاستغراب،وفي البال تعصف لحظات تيه وإنفلات عرفتهما المدينة منذ عقدين من الزمن،يوم انطلق العصيان من قمقمه يعلن إسقاط ما تبقى من كرامة لهذا الشعب،حيث توشح الجيش بالموت يوزعه مجانا على من أحس بقليل من الكبرياء وهو يقاطع التعامل العام مع القطاعات الحية في البلد،احتجاجا منه على هدر الحق في العيش الكريم،ومطالبا بتساوي الفرص ،وتقليل الفوارق الاجتماعية بين الطبقات،والرفع من قوة وقيمة القدرة الاستهلاكية للفرد.

    الجيش حين يتمنطق السلاح فلأن عدوا ما يتربص بالوطن،لكن أن يفجر رصاصه أدمغة المواطنين العزل،فهذا أمر يستحق العصيان المدني.

    الصور تتوالى،الدبابات تجوب الشوارع،وتقذف النار،المروحيات الحربية ترصد مواقع التجمعات وتقصف.كل الثكنات العسكرية أعلنت حالة الطارئ، وخرج المنتسبون إليها بالذخيرة الحية يصطادون الشعب الأعزل.

    كل الإمكانيات مفتوحة ،والساعات القادمة تنذر بالأعنف والأخطر.

    صور الماضي حاضرة هذا الصباح،حيثُ الرفض الجماعي لمدونة السير،كل السائقين توحدوا-صوابا أو خطئا-للتوقف عن أداء مهامهم العمومية.

    وحده الموظف والعامل في مهمة غير مهمة السياقة،عليه الالتحاق بالعمل،بكل الوسائل إلا وسائل النقل.

    شُلَّتْ حركة السير،انتظمت فرقة من السائقين المُضرِبين،تحمل السكاكين،تتجول لرصد كل من يحاول الخيانة وإفشال المعركة،تفجر إطارات كل سيارة أجرة أو كل سيارة خصوصية تقف في محطات الوقوف.

    كم كنْتَ وحدك أيها الواقف خلف الستار ،ترقب المدينة تتحول إلى معركة كان الجانب الأقوى فيها فيلق الجيش ،والأضعف جماهير الشعب.

    كم كنتَ وحدك، حين أزاحت عنها المدينة الخمار،لتتجلى بقامتها الهيفاء،تدفع عن نفسها تلاطم الأمواج.

    لم تكن هذا اليوم مُجَمَّلة،لم تُسعفها فُجائية الحركة كي تتزين وترتدي أبهى اللباس.

    وحين كانت الشمس تودع،تُلامسُ المدى في غياب مؤقت،كانت المدينة تَعُدُّ أشلاء أبنائها الذين أحبوها،وإخلاصا منهم وهبوا أرواحهم قرابين كي تحيى المدينة.





    الدار البيضاء،زمن الرصاص. هــري عبد الرحيم 2007.
    رابط أحسن المدونات:
    http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818
  • عبلة محمد زقزوق
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 1819

    #2
    [align=right]أقف هنا مع الواقفين خلف الستار، أشاهد جميلة الجميلات بدون ذاك الخمار؛ فكم تجملت لأهلها ولم يستشعروا فعلها ووضعت لهم فوق الشفاه لونها الزاهي ولكنهم صموا وعميوا عن عطائها، ولم يروا فيها إلا قمة الإزعاج... وقلة الراحة.
    وها هم يشاهدونها اليوم سافرة الوجه ملائكية الخلقة يكسو الحزن والحسرة والألم ساحات وجهها وها هي تشييع جنازة من أحبوها وأحبتهم فقدموا حياتهم فداء... فداء لها وسعيا منهم كي تنعم بالراحة والأمن والأمان.
    ولكن لو خيروها ما تخيرت هذا النزال، فالقوتان من خيرة رجالها.
    لو خيروها لمدت لهم أيديها واشارت لعدوها وعدوهم الخارجي المتربص بهم.
    فالخلافات الداخلية إذا اتسع نطاقها ووصل أمرها لسفك دماء الإخوة لبعضهم، لخلت المدينة واصبحت تطلب الحماية من العدو المتربص بها، كالمستجير من النار بالرمداء، وما أقساه، حيث أن الجمال سيصير رخيصا مباعا في سوق النخاسة" قابل للمزايدة".
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" صدق الله العظيم من سورة النمل
    تقديري أخي هري عبدالرحيم
    فالقصة تناقش أمرا جللا نتعايشه ونتلامسه، ولكن لا يفقه أبعاده إلا العقلاء منا، والذين أخذوا لهم ساترا بعيدا عن الغوغاء، فوجد الشيطان مكانه.
    [/align]

    تعليق

    • اسلام المصرى
      عضو أساسي
      • 16-05-2007
      • 784

      #3
      الاستاذ الفاضل هري عبدالرحيم


      هذا هو الحال مع الحكومات التى تتخبط فى جوانبها تعبير رائع
      [color=#00008B][size=7][align=center]"واإسلاماه"[/align][/size][/color]

      [align=center][img]http://www.almolltaqa.com/vb/image.php?u=46&dateline=1179777823[/img][/align]
      [CENTER][SIZE="5"][COLOR="Black"]دعائكم لى بالشفاء[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        أخي المبدع هري عبد الرحيم
        عشنا معك حالة واقعية تحدث في كثير من بلدان العالم
        و لا سيما في بلادنا العربية حيث يقول الشعب كلمته في وجه من أحس على يديه بالظلم
        فتكون النتيجة جيش و دبابات و أمن و خلافها من طرق البطش و الترويع
        لمجرد أن قال الشعب كلمته
        قصة جميلة و واقعية و كنت أسأل عن غياب الحوار فيها و هو يعتبر من لزوميات القصة
        تقبل ودي و امتناني
        sigpic

        تعليق

        • محمود الديدامونى
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 108

          #5
          قصة طيبة وتنبع من بئر الواقع
          كل الود

          تعليق

          • د.مصطفى عطية جمعة
            عضو الملتقى
            • 19-05-2007
            • 301

            #6
            القاص المبدع / هري
            القصة مدهشة ، لأنها :
            - تقدم لنا صورة بصرية وشاعرية لإحدى المدن العربية في المغرب العربي ، مثلها مثل التي في مشرقنا .
            - مدينة فيها الحياة والحركة والناس والحب والفقر والبطالة والهم والفرح .
            - اشتركت جميعها في هم واحد : العصيان ، والعنوان أشار إليه فكان ذلك دافعا إلى المزيد من التوحد مع هذا العالم البشري العاصي الذي اوقف كل شيء اضرابا .
            - هنا نجد السرد اعتمد على بنية رائعة ، أساسها الضمائر :
            أ / تحكي بضمير الغائب عن المدينة ، حيث تنقل إلى أذهاننا ما رصدته العيون ، برصد جماعي يطال الجميع ، فكأننا نرى المدينة والناس من علياء ، ونتعرف حركتهم وإضرابهم تفصيلا من أعلى .
            ب / تحكي بضمير الغائب عن الفرد الذي خرج للعمل والعمل نادر ، ولكن يجد نفسه ضائعا في الشوارع ، فالإضراب يشمل الجميل ، وهو في حيرة ، والسرد كان ببصره .
            ج / تحكي بضمير المخاطب متوجها إلى البطل الذي لم نعرف اسمه ، وإنما هو واحد من الناس ، يعاني الهم والأزمة مثلهم ويرغب في الرزق والأمان .
            - وبناء على هذا :
            فإن القصة انطلقت من العام ( المدينة وناسها ) إلى الخاص ( البطل الحزين الضائع )
            وإن القصة رصدت الحالة بصريا وشعوريا من خلال السرد الجمعي ، والسرد الفردي .
            القصة مميزة
            تحياتي وتقديري

            تعليق

            • هــري عبدالرحيم
              أديب وكاتب
              • 17-05-2007
              • 509

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
              [align=right]أقف هنا مع الواقفين خلف الستار، أشاهد جميلة الجميلات بدون ذاك الخمار؛ فكم تجملت لأهلها ولم يستشعروا فعلها ووضعت لهم فوق الشفاه لونها الزاهي ولكنهم صموا وعميوا عن عطائها، ولم يروا فيها إلا قمة الإزعاج... وقلة الراحة.
              وها هم يشاهدونها اليوم سافرة الوجه ملائكية الخلقة يكسو الحزن والحسرة والألم ساحات وجهها وها هي تشييع جنازة من أحبوها وأحبتهم فقدموا حياتهم فداء... فداء لها وسعيا منهم كي تنعم بالراحة والأمن والأمان.
              ولكن لو خيروها ما تخيرت هذا النزال، فالقوتان من خيرة رجالها.
              لو خيروها لمدت لهم أيديها واشارت لعدوها وعدوهم الخارجي المتربص بهم.
              فالخلافات الداخلية إذا اتسع نطاقها ووصل أمرها لسفك دماء الإخوة لبعضهم، لخلت المدينة واصبحت تطلب الحماية من العدو المتربص بها، كالمستجير من النار بالرمداء، وما أقساه، حيث أن الجمال سيصير رخيصا مباعا في سوق النخاسة" قابل للمزايدة".
              بسم الله الرحمن الرحيم
              قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" صدق الله العظيم من سورة النمل
              تقديري أخي هري عبدالرحيم
              فالقصة تناقش أمرا جللا نتعايشه ونتلامسه، ولكن لا يفقه أبعاده إلا العقلاء منا، والذين أخذوا لهم ساترا بعيدا عن الغوغاء، فوجد الشيطان مكانه.
              [/align]

              الأخت عبلة:
              أحييك على هذه القراءة المتأنية لقصة العصيان المدني،وتتبعكِ لتفاصيلها ،مما ينم عن ذوق ومعرفة بأدوات الكتابة،ولا غرو فأنت صاحبة السبق.
              اتمنى أن اقرأك ،وأن أتمتع بنصوصك التي تكتبينها بمداد من نور.
              رابط أحسن المدونات:
              http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818

              تعليق

              • هــري عبدالرحيم
                أديب وكاتب
                • 17-05-2007
                • 509

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة اسلام المصرى مشاهدة المشاركة
                الاستاذ الفاضل هري عبدالرحيم


                هذا هو الحال مع الحكومات التى تتخبط فى جوانبها تعبير رائع
                الأخ إسلام المصري:
                تحية لك ولمرورك الطيب.
                حكوماتنا تتخبط في الوقت الذي نستكين،فعل عليها أن تنظر أحوال الشعوب أم تتخبط؟
                أرى أن الشعوب عليها أن تنتبه لحالها.
                تحية لوقوفك هنا .
                رابط أحسن المدونات:
                http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818

                تعليق

                • مريم محمود العلي
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 594

                  #9
                  [align=right]قرأت النص
                  وأنا أتخيل كل المدن العربية التي يغلي بها الشارع العربي لكنه غير قادر على كسر الحواجز والحدود
                  والحكام يشددون على حريتهم و يحاصرونهم بلقمة العيش ليقيدوهم
                  لكن دائما الأحرار ينشدون التغيير ويتفاعلون مع الواقع ليصرخوا في وجه الظلم
                  ويحييوا المدن المنسية ويثبتوا أن هناك أمل دائما
                  كل الشكر لك أخي الكريم على النص الذي جعلنا نفكر مليا بمدننا
                  تحياتي
                  [/align]

                  تعليق

                  • هــري عبدالرحيم
                    أديب وكاتب
                    • 17-05-2007
                    • 509

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                    أخي المبدع هري عبد الرحيم
                    عشنا معك حالة واقعية تحدث في كثير من بلدان العالم
                    و لا سيما في بلادنا العربية حيث يقول الشعب كلمته في وجه من أحس على يديه بالظلم
                    فتكون النتيجة جيش و دبابات و أمن و خلافها من طرق البطش و الترويع
                    لمجرد أن قال الشعب كلمته
                    قصة جميلة و واقعية و كنت أسأل عن غياب الحوار فيها و هو يعتبر من لزوميات القصة
                    تقبل ودي و امتناني
                    أثلج صدري مرورك على حروفي أستاذ جمال مرسي.
                    نعم الحوار هو من لزوميات القصة ،لكنها لزوميات لا تلزم،هنا المدينة تعرف تحولا لا وقت فيه للحوار،فالكل يبحث لنفسه عن مخرج أو مأمن أو جبهة،المدينة الغول تكون هكذا،يغيب فيها الحوار،تكثر فيها اللأمبالاة وأحيانا العبث.
                    ملاحظاتك في محلها د.مرسي.
                    تحيتي اليك مشفوعة بعبق الورد.
                    رابط أحسن المدونات:
                    http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818

                    تعليق

                    • هــري عبدالرحيم
                      أديب وكاتب
                      • 17-05-2007
                      • 509

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمود الديدامونى مشاهدة المشاركة
                      قصة طيبة وتنبع من بئر الواقع
                      كل الود
                      تحية لمرورك الطيب،كل التحايا لك.
                      رابط أحسن المدونات:
                      http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818

                      تعليق

                      • عمرو عبدالرؤوف
                        عضو الملتقى
                        • 18-05-2007
                        • 320

                        #12
                        الاديب الرائع هرى عبدالرحيم

                        عشنا معك لحظات عصبة بالفعل وصفها قلمك بصورٍ غاية فى الجمال وباسلوب كلاسيكى هادىء ليدل على الحزن والأسف لمَ يحدث وكان ذلك الاسلوب رغم عنف الصور وشغبها وذلك ان دل يدل على كاتب بارع متمكن

                        تحياتى لقلمك السامق الاكثر من رائع

                        قصة جميلة و واقعية و كنت أسأل عن غياب الحوار فيها و هو يعتبر من لزوميات القصة


                        استاذى العزيز د. جمال
                        اسمح لى ان اطرح رأيى المتواضع
                        هناك فرق بين القصة والرواية ...والرواية من لزومياتها فعلا الحوار... اما تلك فهى قصة وانا اعتبرها قصة قصيرة ايضا


                        تحياتى للجميع

                        وتقبلوا فائق محبتى وتقديرى
                        [size=5][B][align=center]لم نفترق
                        بل عُدنا نبحث عنا
                        بأجسادٍ ُأخرى،
                        لم نفترق
                        بل أعدنا سمات الكون
                        حين أسقطنا أوراق الخريف
                        ما بين الصيف والشتاء[/align][/B][/size]

                        تعليق

                        • صابرين الصباغ
                          أديبة وشاعرة
                          • 03-06-2007
                          • 860

                          #13
                          [align=center]أخي وصديقي العزيز هري

                          ونبقى دوما على شفة حفرة من اوطاننا
                          قصة تزدحم بالمشاهد وكأنك كنت ترسم كل بقعة تحيانا بريشة واحدة
                          فنحن نمزق قطعة واحدة رغم اختلاف اسمها
                          دمت للحرف سيدا
                          مودتي واحترامي
                          [/align]


                          تعليق

                          • هــري عبدالرحيم
                            أديب وكاتب
                            • 17-05-2007
                            • 509

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د.مصطفى عطية جمعة مشاهدة المشاركة
                            القاص المبدع / هري
                            القصة مدهشة ، لأنها :
                            - تقدم لنا صورة بصرية وشاعرية لإحدى المدن العربية في المغرب العربي ، مثلها مثل التي في مشرقنا .
                            - مدينة فيها الحياة والحركة والناس والحب والفقر والبطالة والهم والفرح .
                            - اشتركت جميعها في هم واحد : العصيان ، والعنوان أشار إليه فكان ذلك دافعا إلى المزيد من التوحد مع هذا العالم البشري العاصي الذي اوقف كل شيء اضرابا .
                            - هنا نجد السرد اعتمد على بنية رائعة ، أساسها الضمائر :
                            أ / تحكي بضمير الغائب عن المدينة ، حيث تنقل إلى أذهاننا ما رصدته العيون ، برصد جماعي يطال الجميع ، فكأننا نرى المدينة والناس من علياء ، ونتعرف حركتهم وإضرابهم تفصيلا من أعلى .
                            ب / تحكي بضمير الغائب عن الفرد الذي خرج للعمل والعمل نادر ، ولكن يجد نفسه ضائعا في الشوارع ، فالإضراب يشمل الجميل ، وهو في حيرة ، والسرد كان ببصره .
                            ج / تحكي بضمير المخاطب متوجها إلى البطل الذي لم نعرف اسمه ، وإنما هو واحد من الناس ، يعاني الهم والأزمة مثلهم ويرغب في الرزق والأمان .
                            - وبناء على هذا :
                            فإن القصة انطلقت من العام ( المدينة وناسها ) إلى الخاص ( البطل الحزين الضائع )
                            وإن القصة رصدت الحالة بصريا وشعوريا من خلال السرد الجمعي ، والسرد الفردي .
                            القصة مميزة
                            تحياتي وتقديري
                            د.مصطفى عطية جمعة:
                            أسعدني تواجدك السامق بجوار حرفي المتواضع،أسعدتني قراءتك النقدية لهذه القصة.
                            نعم الغائب هنا له رمزيته،وقد فتحت لي أبوابا لم أكن قد تخيلتها ،وهذا هو دور القراءة.
                            لك كل التحايا دكتور،وجودك هنا تاج فوق راسي أعتز به.
                            رابط أحسن المدونات:
                            http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818

                            تعليق

                            • هــري عبدالرحيم
                              أديب وكاتب
                              • 17-05-2007
                              • 509

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
                              قرأت النص
                              وأنا أتخيل كل المدن العربية التي يغلي بها الشارع العربي لكنه غير قادر على كسر الحواجز والحدود
                              والحكام يشددون على حريتهم و يحاصرونهم بلقمة العيش ليقيدوهم
                              لكن دائما الأحرار ينشدون التغيير ويتفاعلون مع الواقع ليصرخوا في وجه الظلم
                              ويحييوا المدن المنسية ويثبتوا أن هناك أمل دائما
                              كل الشكر لك أخي الكريم على النص الذي جعلنا نفكر مليا بمدننا
                              تحياتي
                              المدينة هي الصورة الحقيقية للبلد،فإن كانت المدينة سالمة فالبلد كله سالم والعكس.
                              شكرا للمرور الطيب أختي مريم،وسعيد بالتفاعل على منتديات فضفضة الحرة الأنيقة.
                              رابط أحسن المدونات:
                              http://www.inanasite.com/bb/viewtopi...hlight=#122818

                              تعليق

                              يعمل...
                              X