.ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
حكومة اتفاق وطني ..أم نفاق وطني ؟
يوم أمس تابعنا بترقب شديد وبأعصاب مشدودة الانتخابات العراقية الثانية وهو الفصل الثاني من ما يسمى بالتجربة الديمقراطية العراقية وهو نوع جديد من الديمقراطيات العربية التي ابتكرها عباقرة السياسة العربية واذا كنا نفهم ونتفهم متطلبات وضروريات الديمقراطية لبلداننا وأمتنا فأننا لا يمكن أن نفهم ما يعنيه مصطلح الديمقراطية التوافقية هل يعني اننا متفقين دوما وسلفا أي مقدما على الحكومة العديدة وعلى برنامجها الحكومي ومهما كانت نتائج الأنتخابات التي لم يعد مهما لأحد نتائجها وما ستفرزه من أغلبية أو أقلية طالما هناك توافق وطني على نوع وشكل الحكومة المقبلة وهذا النوع من التوافق الوطني هو مجرد اتحاد سلطوي حزبوي فئوي طائفي الغاية الأولى والأخيرة منه تقاسم السلطة وبعبارة أدق تقاسم الغنائم المادية والمعنوية هي نوع من الشراكة المافيوية المنظمة لسرقة البلاد وتعذيب العباد وبذلك تغدو الأنتخابات التشريعية ونتائجها مجرد مشهد معاصر لا غنى عنه داخليا وخارجيا لأظهار المشهد الديمقراطي بأبهج صوره وحلله .
في العراق اليوم تكرير وتقليد حثيث لهذه التجربة الديمقراطية التوافقية التي هي من انتاج لبناني محترف توصل اليه أولو الأمر والمال والنفوذ الى هذا النوع من الكذب والنفاق الوطني لذلك فسرعان ماتواردت الأنباء عن عدم قدرة اي قائمة عراقية الأنفراد بتشكيل الحكومة ولا بد من صناعة تحالف بين مجموعات العمل السياسي في العراق لخوض هذه المعركة السياسية كما سموها لتشكيل الأتلاف الحكومي المطلوب الجميع قد خسر في هذه الأنتخابات خسر ثقة الناس وان نال اصواتهم لكن الكل يريد أن يثبت نفسه ويقف بقوة لأن تكون له حصة معتبرة ومحرزة بالكعكة الوطنية الدسمة .
لذلك بدأت الأصوات من الأن تتحدث عن حكومة اتفاق وطني وهو من حيث الشكل اتفاق وبدون أي شك لكنه قطعا ليس وطنيا انما هو اتفاق على الوطن ومواطنيه البسطاء والضعفاء انه بلا شك نفاق وطني يريد الكثيرين به ان يجيير صورته للناس كوطني ومبدأي أبا عن جد ما سيشهده العراق في الأسابيع المقبلة حراك سلطوي عنيف ومخيف سنشهد اثاره هنا وهناك حتى يرضى الجميع بالحصة التي في تصوره انه يستحقها حينئذ ستخمد كل الصوات وتتوقف الصراعات ويبدأ المتنفذون في التهام ما حناه نفاقهم الوطني وسيبقى الوطن والمواطن هو الدافع الوحيد لما يريده هؤلاء المنافقين الكثر.
ولله في خلقه شؤون
تعليق