صرخة !!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شيرين عبد المنعم
    أديب وكاتب
    • 13-03-2010
    • 87

    #31
    الاستاذة الفاضلة ايمان احييكي علي جراتك فابلرغم من قسوة الصرخة وعمق الصدمة الا ان كثير من هذه الصرخات يحدث كثيرا فنحن الان في وقت كل شيئ مباح غفلت الضمائر ماتت القلوب اندثرت الاخلاق ودفنت الناس نسوا انفسهم نسوا الحلال اباحوا كل المحرمات فكانت الصرخات تمزقنا من الالم وتعتصرنا وعجبت من وقع الصرخة والصدمة فكلنا يعلم ان ذللك يحدث فعلينا ان نتسلح بديننا وتعاليمه ونبعد عن كل ما حرمه الله ونتقي الله في كل امورنا لقد صرختي صرخة مدوية ادمت قلوبنا وكان لابد من الجرح هنا لنعرف الي مدي وصل مجتمعنا لنصحو ونفيق
    مع وافر تحياتي وتقديري

    تعليق

    • محمد مطيع صادق
      السيد سين
      • 29-04-2009
      • 179

      #32
      الأخت الفاضلة إيمان،

      أحترم كثيرا القلم الذي يكتب عن قضايانا الإجتماعية..
      كنت جرئية جدا في طرح هذه القضية..لكن إذا أردت رأيي المتواضع فأنا أفضل التغليف والتلميح من غير التصريح في القضايا الحرجة كهذه..وتلك الطريقة التي اتبعها الأستاذ ربيع في قصته التي تناولت ذات المعضلة

      هذه قصة خالصة سيدة إيمان..وأستطيع الجزم في ذلك..

      بوركت و بورك قلمك

      دمت بخير و تقبلي مروري

      تعليق

      • إيمان عامر
        أديب وكاتب
        • 03-05-2008
        • 1087

        #33
        تحياتي بعطر الزهور

        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        الزميلة القديرة
        إيمان عامر
        تذكرت حلقة تلفزيونية لبرنامج (( أوبرا )) عرض قبل حوالي الأسبوع
        وكانت حول قضية مشابهة للقضية التي طرحتيها
        والأفظع أن الضيفة كانت هي صاحبة القصة وتتحدث عن علاقتها بأبيها على الملأ بكل صلافة
        وبعد أن قرأت نصك بقيت أصارع نفسي وتذكرت تلك الحلقة من أوبرا التي لم أستطع أن أنهها لشدة اشمئزازي من الموقف المطروح فيها والفتاة تحكي وكأنها تحكي عن علاقة عادية..
        هذه هي وحشية الغرب ووجهه القبيح الشبيه بالإنسان لكنه بقلب شيطان مريد.
        ودي الأكيد لك زميلتي


        سعيدة بمداخلتك مرة ثانية أيتها القديرة الغالية

        حقا عزيزتي انه الفجور إنهم شياطين الإنس

        لا حياء ولا خوف من الله يقترفون ويدنسون المحرمات

        أسعدني مرورك المتألق
        لاتحرمينى من التواجد وشرف المرور سيدتي الجميلة

        لك كل الحب والاحترام

        دمت بخير


        "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

        تعليق

        • م. زياد صيدم
          كاتب وقاص
          • 16-05-2007
          • 3505

          #34
          ** الاديبة الراقية ايمان...........

          قمة اللامعقول.. قمة فى ذوبان الضمير الى الحضيض.. قمة الهمجية.. كلها كلمات لم تصل الى حد هذه القضية التى يطرحها القص بكل شفافية ..
          جميل ما قراته اليوم بل اجمل ما يكون لان الهدف واضح والمشكل واقعة حتما..

          سلمت ايمان..

          تحايا عبقة بالرياحين..............
          أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
          http://zsaidam.maktoobblog.com

          تعليق

          • صادق حمزة منذر
            الأخطل الأخير
            مدير لجنة التنظيم والإدارة
            • 12-11-2009
            • 2944

            #35
            صرخة / إيمان عامر

            صرخة / إيمان عامر

            جلست منهارة باكية... ساقني الفضول إليها ... اقتربت منها .. قلبي يتمزق من بكائها... كانت
            شابة في العشرين من عمرها... ترى ما مشكلتها ؟؟
            جلست بجوارها في صمت... راحت تنظر إليّ ، ودموعها تنهمر بلا توقف ... أخذت أجتر كلماتي...
            لعلي أمزق صمتي ، وأجمع شتات كلماتي ...
            لا أعرف رد فعلها تجاهي...

            همست في أذنها: ما بك ؟
            تبكي في حرقة ... غرقت في صمتي...
            قلت: اهدئي و تحدثي.. لو بيدي مساعدتك لن أتأخر...
            قالت: أنا في مأزق شديد ،
            ولا أعرف كيف أخرج منه ، ولا أتخلص !!

            قلت لها : ما هو المأزق الذي يصعب عليك الخلاص منه؟
            فض ما عندك... أطلقي ما بداخلك.
            أخذت نفسا عميقا... تحاول أن تسترسل في الحديث...
            شردت للحظة...
            قالت : أنا متزوجة منذ ثلاثة أشهر... ذهبت إلي الطبيبة اليوم ؛ فأخبرتني بأني حامل !!!

            : وهل هذا يزعجك ويبكيك لدرجة الانهيار؟
            هذا الخبر ينتظره كل إنسان بعد الزواج .
            رفعت عينها إلى : تلك هي مشكلتي .
            صدمتني بحديثها : ما مشكلتك إذن ؟
            : قبل الزواج كان...
            سكتت متألمة... وجهها كلون الدماء.

            بلسان متلعثم : كان في يوم بارد عاصف .
            صمتت ، تبتلع الحروف دون إفصاح..
            أضافت بعينين منكسرتين: كان ينام بجواري دائما ..

            قطعت عليها الاسترسال : كيف كان ينام بجوارك ؟
            : كان يترك فراشه كل ليلة ، ويأتي إلى غرفتي .
            : ما من مشكلة في ذلك.. جميل أن يحبك كثيراً .

            لا أريد أن أصدق ، ما وصلني قبل أن تكمل حديثها ... قلبي يرتعد من هول ما سوف أسمع...

            : كنت غارقة في النوم ، صحوت ذات ليلة ، علي يدٍ تتحسس جسدي ، قمت من النوم مرتعدة .
            انتفض فزعاً ، ضمني بحب وحنان.
            دعكت عينى لأتأكد من بجوارى .. كان هو... راح يتحسس صدري.. يداعب شفتي... أرفع يده كل
            مرة... يقترب أكثر... إلتقم شفتي ..صرخت... فقال : اهدئي.. لا تخافي ...
            أنا أبوك.
            خلجت منه... سحب علي الغطاء وذهب...

            صار يكرر هذا كل ليلة
            .عندما تغرق أمي في نومها ... يأتي إلى حجرتي ... محاذرا أن يجرح غشاء البكارة كان يستمتع
            بي... صرت أتلذذ بذلك كثيراً ... جاريته برغمى .. لا أدرى .. صدقينى لا أدرى .

            أخاف أن أخبر أمي...

            عندما جاءني مَن تزوجني... وافقت... كان يرفض بشدة ، كل من يتقدم إلي دون تردد ..

            ولم يكفّ عني... يطاردني في فراش الزوجية.
            صعقتني بكلماتها... لم تتوقف عن الحديث...تزيح ما لديها بقسوة ، لا تدرى أينا يتألم أكثر..
            يأتي إلي كل يوم... بعد نزول زوجي إلى العمل ... الآن أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيهِ.. كي
            يكمل ما كان ينقصه ، يتعمق بداخلي...
            صرخت فجأة : الآن لا أعلم ... ذلك الجنين الذي أحملة بين أحشائي... لمن أنسبه ؟!

            غمست وجهها بين كفيها ، انخرطت في بكاء طويل.
            طرت أجاهد الغثيان ،
            كأنى ابتلعت حاوية قمامة !!

            ------------------------------

            إن هذا الموضوع من أكثر المواضيع صعوبة في التناول وتحتاج أولا شجاعة بالغة لتناولها بسبب
            الرفض الاجتماعي الشديد والإدانة الشديدة لها .. وكذلك بسبب أنها تحتاج إلى مهارات خاصة
            لتناولها لذلك بقيت هذه المواضيع داخل ملفات الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين إضافة
            لأروقة العدالة ..
            وعادة ما يطلق على هذا الأمر ( INCEST ) زنا المحارم وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بخلل في الوعى
            واضطراب للميزان القيمى والأخلاقى لدى الشخص لدرجة يسهل معها انتهاك الحرمات ..
            ولابد أن نفهم الأسباب الاجتماعية و النفسية و البيولوجية التي تساهم في كسر حاجز التحريم
            الجنسى وتؤدي للانفلات باتجاهات غير مقبولة دينيا واجتماعيا .. فعادة ما ارتبط التحرش
            بالمحارم بحالات مرضية أخرى ..
            إجتماعية كالاحتشاد السكانى المعيشي والأسر المنعز لة عن المجتمع (أو ذات العلاقات
            الداخلية المنغلقة )
            و بيولوجية مثل الإدمان ( للكحول والمخدرات )
            و نفسية متعلقة بالأشخاص المضطربين نفسيا أو المتخلفين عقليا
            و غالبا ما يحدث هذا التحرش بمبادرة ممن هم الأكبر سنا تجاه أطفال (ذكور أو إناث) ولهذا فإن ما
            يحدث يبتدئ عادة بما يشبه الإغتصاب (الممارسة الجنسية بدون رغبة المعتدى عليه ) في كثير من
            الحالات قبل أن تعتاد الضحية - غير المدركة - الأمر منساقة وراء الاحتياج الجنسي والرغبة
            المثارة وغير المستقرة والضاغطة لتلبية الاحتياج .. فمن المستحيل على الجائع أن يرفض الطعام
            فيما بعد وخصوصا أن من يقدمه هو شخص ( راع ومعاضد ) ..
            ولهذا الأمر بالذات أيضا عوامل مساعدة سيكولوجية واجتماعية تربوية اعتيادية تتمثل في سلطة
            الكبير وطاعة الصغير ( المتعود عليها ) .. فالصغير ( غير المدرك ) كثيرا ما اعتاد إطاعة الكبير ضد
            رغباته هو وكان هذا قائم على مبدأ أن الكبير هو الذي يعرف مصلحته .. فمثلا كثيرا ما اصطحب
            الكبيرُ الصغيرَ إلى عيادة الطبيب وأجبره على التعرض للألم وكان هذا اعتياديا ومشروعا .. !!
            ولذلك عندما يحدث انهيار أو ضعف للنظام الأخلاقى داخل الأسرة ( ضعف الأنا
            الأعلى - الضمير) لدى بعض أفراد الأسرة أو جميعهم .. يتم إساءة استغلال هذه السلطات
            بلا وازع لدى الكبار ..
            ويرافق هذا حرمان من إشباع الاحتياجات الخاصة الجنسية لدى الصغار مما يجعلهم دائما في
            حالة عدم استقرار و مشاريع سقوط في الأسرة بسبب استعداداتهم الجنسية المتحفزة .. فالجنس
            خارج البيت الممنوع ( والمعيب والمسبب للفضيحة ) الذي يصر عليه ويقمعه الولي ( في البيئات
            المتحفظة والمغلقة خصوصا ) يخلق حرمانا متفاقما .. يساعد على السقوط لدى أول بادرة تحدث
            في الخفاء ضمن حدود الأسرة وبعيدا عن أعين المجتمع الفضّاح ..
            ولهذا من غير المستغرب أحيانا أن تأتي البادرة المثيرة من الصغار ( بقصد أو بغير قصد ) أحيانا تسجلها ظواهر مثل
            اعتياد ارتداء ملابس كاشفة و اعتياد التعاطي الجسدى في التعاملات اليومية بشكل زائد وغياب
            الحدود والحواجز و الخصوصيات بين الجنسين في إطار الأسرة ..
            وبعد هذا التو صيف المختصر لحالة التحرش بالمحارم .. يمكن أن نقترب من شخصية بطلة القصة
            الضحية .. ويمكننا أن نسجل الآتي :

            1- القصة جاءت بلسان الراوي و ( كان / كانت ) ذات شخصية سلبية تماما .. تقدم الوصف الخبري
            البسيط للأحداث مع إظهار الموقف الذاتي المشمئز والمستنكر حتى قبل التصريح بحالة
            التحرش من قبل الضحية ..

            2- إن شخصية الضحية كانت في حالة انهيار علني وهذا يتنافى مع شخصية ضحايا التحرش
            لفترات طويلة عادة والذين ينتمون لبيئات منغلقة تحتفظ بأسرار البيوت وخصوصا منها التي
            يستنكرها ويعيبها المجتمع .. إذا لا بد أن حدثا كبيرا حصل يتجاوز الأمر الاعتيادي الذي استمرت
            بممارسته ..
            والحمل ليس بهذا الحجم الكافي لانهيار علني .. ولهذا :

            3- إن الشعور بالذنب أو الخطيئة الذي بقي يضغط في أعماق نفسها .. خرج إلى السطح متجاوزا
            كل الاعتياد واللذة والاحتياج وحتى الاحتياطات الأمنية ضد الفضيحة ..

            4- إن الاحتياج الجنسي الضاغط في البداية كان مبررا وعاملا ضاغطا لصالح الاستمرار في الخطيئة .. ولكن الزواج ألغى هذا العامل وأبطل مبرراته .. وهذا أحدثا فراغا في التوازن الوهمي المصطنع الذي أقامته الضحية في مواجهة الشعور بالذنب اتجاه الخطيئة ..

            5- إن الوصف الدقيق لحالة الزنى ما بعد الزواج اتخذت شكلا عاطفيا ومتعاطفا مع الجاني ..
            في وصف حالة النقص والاحتياج التي يعاني منها .. (( الآن أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيهِ.. كي يكمل ما كان ينقصه ، يتعمق بداخلي... )) إذن هنا اعتراف من الضحية بأن الجاني كان ينقصه هذا الذي لا ينقصها هي الآن .. وكذلك هنا نجد تفصيلا دقيقا لا يتطرق له عادة المعانون من حالة انهيار وشعور شديد بالذنب والخجل الشديد المرافق لهذا الحدث إلا من خلال الاستجواب .. وكثيرا ما يتجاوزونه في اعترافاتهم التي تكون عادة مقتضبة جدا .. ولهذا كان هذا التفصيل غير مبرر دراميا هنا ..

            6- إن الضحية لم تظهر أي وازع ديني عقائدي في هذا الموضوع .. وإنما هي حالة ندم وشعور وجداني بالخيانة ضد الزوج و تضييع الأمانة في التحقيق في هوية المولود ..
            والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل إذا أثبت تحقيق النسب أن المولود يعود لزوجها تكون المشكلة قد حلت ..؟؟.. وستزول أعراض هذه النوبة العصبية وصحوة الضمير .. ؟؟ نعم من المرجح أنها ستزول ..


            كانت قصة شديدة الحساسية في تناولها .. وقد ظهر حذر الكاتبة الشديد في جميع مفاصل القصة .. والتي حاولت الإيحاء بالاستنكار والرفض ببوادر خفية ومنذ مطلع الحدث مع إظهار بعض التعاطف مع الضحية .. وإن كان هذا التعاطف لا يخلو من تأييد نوعي أنثوي يتبنى موقف المرأة بالعموم .. ويساند قضاياها .. وهنا أريد أن أشير إلى أن التحرش ( مع أنه يحدث ليس ضد المرأة فقط ) هو من الجرائم التي تدرج عادة تحت بند العنف ضد المرأة .. وكذلك بسبب أن المرأة إحصائيا هي الأكثر عرضة للتحرش .. ولكن في لحظة المواجهة مع الحالة فرت الراوية نافضة عن نفسها كل هذا التعاطف وهاربة بما يشبه الاتساخ العميق .. في تعبير متعاظم عن الرفض والاستنكار الشديد لهذه الحالة ..
            وهنا أريد أن أسجل شيئا مهما جدا في هذه القضية ..
            إن الوازع الديني أيضا نراه يتراجع في هذه القضية لدى الراوية إلى الخلف وراء الاعتبارات الاجتماعية والأخلاقية التي تتصدر الواجهة في مثل هذه المواضيع وهذا يحدث مع معظم الناس العاديين غير المتخصصين إزاء مثل هذه القضايا .. ولأبين ذلك سأورد مثالا ..
            ماذا لو كانت القضية المطروحة هنا هي قضية كفر وإلحاد أو شرك ( وهي الذنب الأعظم دينيا ) فهل كان الرفض والاستنكار من قبل الراوية ومن قبلنا أيضا نحن القراء سيظهر بهذه الشدة .. ؟؟ مع أنه من المفترض أن تكون ردة الفعل أكثر شدة وفقا للاعتبارات الدينية في حالة الكفر أو الشرك .. !!
            ثم هل كان النص سيواجه بمطالب التورية وعدم التصريح وعدم التفصيل .. ؟؟
            .....

            الأديبة الجريئة إيمان عامر

            أحييك على شجاعتك في التصدي لمثل هذا الموضوع المثير للكثير من الجدل والإحراجات والآراء الرافضة للبحث فيه .. لما فيه من حساسية ولما يثيره من اعتراضات اجتماعية وأخلاقية لدى القراء وكان لابد لهذه الصرخة من أن تصل إلى آذاننا رغم كل المحاذير التي ذكرت ..

            تحيتي وتقديري لك





            تعليق

            • إيمان عامر
              أديب وكاتب
              • 03-05-2008
              • 1087

              #36
              تحياتي بعطر الزهور

              المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة
              صرخة / إيمان عامر



              جلست منهارة باكية... ساقني الفضول إليها ... اقتربت منها .. قلبي يتمزق من بكائها... كانت
              شابة في العشرين من عمرها... ترى ما مشكلتها ؟؟
              جلست بجوارها في صمت... راحت تنظر إليّ ، ودموعها تنهمر بلا توقف ... أخذت أجتر كلماتي...
              لعلي أمزق صمتي ، وأجمع شتات كلماتي ...
              لا أعرف رد فعلها تجاهي...

              همست في أذنها: ما بك ؟
              تبكي في حرقة ... غرقت في صمتي...
              قلت: اهدئي و تحدثي.. لو بيدي مساعدتك لن أتأخر...
              قالت: أنا في مأزق شديد ،
              ولا أعرف كيف أخرج منه ، ولا أتخلص !!

              قلت لها : ما هو المأزق الذي يصعب عليك الخلاص منه؟
              فض ما عندك... أطلقي ما بداخلك.
              أخذت نفسا عميقا... تحاول أن تسترسل في الحديث...
              شردت للحظة...
              قالت : أنا متزوجة منذ ثلاثة أشهر... ذهبت إلي الطبيبة اليوم ؛ فأخبرتني بأني حامل !!!

              : وهل هذا يزعجك ويبكيك لدرجة الانهيار؟
              هذا الخبر ينتظره كل إنسان بعد الزواج .
              رفعت عينها إلى : تلك هي مشكلتي .
              صدمتني بحديثها : ما مشكلتك إذن ؟
              : قبل الزواج كان...
              سكتت متألمة... وجهها كلون الدماء.

              بلسان متلعثم : كان في يوم بارد عاصف .
              صمتت ، تبتلع الحروف دون إفصاح..
              أضافت بعينين منكسرتين: كان ينام بجواري دائما ..

              قطعت عليها الاسترسال : كيف كان ينام بجوارك ؟
              : كان يترك فراشه كل ليلة ، ويأتي إلى غرفتي .
              : ما من مشكلة في ذلك.. جميل أن يحبك كثيراً .

              لا أريد أن أصدق ، ما وصلني قبل أن تكمل حديثها ... قلبي يرتعد من هول ما سوف أسمع...

              : كنت غارقة في النوم ، صحوت ذات ليلة ، علي يدٍ تتحسس جسدي ، قمت من النوم مرتعدة .
              انتفض فزعاً ، ضمني بحب وحنان.
              دعكت عينى لأتأكد من بجوارى .. كان هو... راح يتحسس صدري.. يداعب شفتي... أرفع يده كل
              مرة... يقترب أكثر... إلتقم شفتي ..صرخت... فقال : اهدئي.. لا تخافي ...
              أنا أبوك.
              خلجت منه... سحب علي الغطاء وذهب...

              صار يكرر هذا كل ليلة
              .عندما تغرق أمي في نومها ... يأتي إلى حجرتي ... محاذرا أن يجرح غشاء البكارة كان يستمتع
              بي... صرت أتلذذ بذلك كثيراً ... جاريته برغمى .. لا أدرى .. صدقينى لا أدرى .

              أخاف أن أخبر أمي...

              عندما جاءني مَن تزوجني... وافقت... كان يرفض بشدة ، كل من يتقدم إلي دون تردد ..

              ولم يكفّ عني... يطاردني في فراش الزوجية.
              صعقتني بكلماتها... لم تتوقف عن الحديث...تزيح ما لديها بقسوة ، لا تدرى أينا يتألم أكثر..
              يأتي إلي كل يوم... بعد نزول زوجي إلى العمل ... الآن أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيهِ.. كي
              يكمل ما كان ينقصه ، يتعمق بداخلي...
              صرخت فجأة : الآن لا أعلم ... ذلك الجنين الذي أحملة بين أحشائي... لمن أنسبه ؟!

              غمست وجهها بين كفيها ، انخرطت في بكاء طويل.
              طرت أجاهد الغثيان ،
              كأنى ابتلعت حاوية قمامة !!

              ------------------------------

              إن هذا الموضوع من أكثر المواضيع صعوبة في التناول وتحتاج أولا شجاعة بالغة لتناولها بسبب
              الرفض الاجتماعي الشديد والإدانة الشديدة لها .. وكذلك بسبب أنها تحتاج إلى مهارات خاصة
              لتناولها لذلك بقيت هذه المواضيع داخل ملفات الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين إضافة
              لأروقة العدالة ..
              وعادة ما يطلق على هذا الأمر ( incest ) زنا المحارم وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بخلل في الوعى
              واضطراب للميزان القيمى والأخلاقى لدى الشخص لدرجة يسهل معها انتهاك الحرمات ..
              ولابد أن نفهم الأسباب الاجتماعية و النفسية و البيولوجية التي تساهم في كسر حاجز التحريم
              الجنسى وتؤدي للانفلات باتجاهات غير مقبولة دينيا واجتماعيا .. فعادة ما ارتبط التحرش
              بالمحارم بحالات مرضية أخرى ..
              إجتماعية كالاحتشاد السكانى المعيشي والأسر المنعز لة عن المجتمع (أو ذات العلاقات
              الداخلية المنغلقة )
              و بيولوجية مثل الإدمان ( للكحول والمخدرات )
              و نفسية متعلقة بالأشخاص المضطربين نفسيا أو المتخلفين عقليا
              و غالبا ما يحدث هذا التحرش بمبادرة ممن هم الأكبر سنا تجاه أطفال (ذكور أو إناث) ولهذا فإن ما
              يحدث يبتدئ عادة بما يشبه الإغتصاب (الممارسة الجنسية بدون رغبة المعتدى عليه ) في كثير من
              الحالات قبل أن تعتاد الضحية - غير المدركة - الأمر منساقة وراء الاحتياج الجنسي والرغبة
              المثارة وغير المستقرة والضاغطة لتلبية الاحتياج .. فمن المستحيل على الجائع أن يرفض الطعام
              فيما بعد وخصوصا أن من يقدمه هو شخص ( راع ومعاضد ) ..
              ولهذا الأمر بالذات أيضا عوامل مساعدة سيكولوجية واجتماعية تربوية اعتيادية تتمثل في سلطة
              الكبير وطاعة الصغير ( المتعود عليها ) .. فالصغير ( غير المدرك ) كثيرا ما اعتاد إطاعة الكبير ضد
              رغباته هو وكان هذا قائم على مبدأ أن الكبير هو الذي يعرف مصلحته .. فمثلا كثيرا ما اصطحب
              الكبيرُ الصغيرَ إلى عيادة الطبيب وأجبره على التعرض للألم وكان هذا اعتياديا ومشروعا .. !!
              ولذلك عندما يحدث انهيار أو ضعف للنظام الأخلاقى داخل الأسرة ( ضعف الأنا
              الأعلى - الضمير) لدى بعض أفراد الأسرة أو جميعهم .. يتم إساءة استغلال هذه السلطات
              بلا وازع لدى الكبار ..
              ويرافق هذا حرمان من إشباع الاحتياجات الخاصة الجنسية لدى الصغار مما يجعلهم دائما في
              حالة عدم استقرار و مشاريع سقوط في الأسرة بسبب استعداداتهم الجنسية المتحفزة .. فالجنس
              خارج البيت الممنوع ( والمعيب والمسبب للفضيحة ) الذي يصر عليه ويقمعه الولي ( في البيئات
              المتحفظة والمغلقة خصوصا ) يخلق حرمانا متفاقما .. يساعد على السقوط لدى أول بادرة تحدث
              في الخفاء ضمن حدود الأسرة وبعيدا عن أعين المجتمع الفضّاح ..
              ولهذا من غير المستغرب أحيانا أن تأتي البادرة المثيرة من الصغار ( بقصد أو بغير قصد ) أحيانا تسجلها ظواهر مثل
              اعتياد ارتداء ملابس كاشفة و اعتياد التعاطي الجسدى في التعاملات اليومية بشكل زائد وغياب
              الحدود والحواجز و الخصوصيات بين الجنسين في إطار الأسرة ..
              وبعد هذا التو صيف المختصر لحالة التحرش بالمحارم .. يمكن أن نقترب من شخصية بطلة القصة
              الضحية .. ويمكننا أن نسجل الآتي :

              1- القصة جاءت بلسان الراوي و ( كان / كانت ) ذات شخصية سلبية تماما .. تقدم الوصف الخبري
              البسيط للأحداث مع إظهار الموقف الذاتي المشمئز والمستنكر حتى قبل التصريح بحالة
              التحرش من قبل الضحية ..

              2- إن شخصية الضحية كانت في حالة انهيار علني وهذا يتنافى مع شخصية ضحايا التحرش
              لفترات طويلة عادة والذين ينتمون لبيئات منغلقة تحتفظ بأسرار البيوت وخصوصا منها التي
              يستنكرها ويعيبها المجتمع .. إذا لا بد أن حدثا كبيرا حصل يتجاوز الأمر الاعتيادي الذي استمرت
              بممارسته ..
              والحمل ليس بهذا الحجم الكافي لانهيار علني .. ولهذا :

              3- إن الشعور بالذنب أو الخطيئة الذي بقي يضغط في أعماق نفسها .. خرج إلى السطح متجاوزا
              كل الاعتياد واللذة والاحتياج وحتى الاحتياطات الأمنية ضد الفضيحة ..

              4- إن الاحتياج الجنسي الضاغط في البداية كان مبررا وعاملا ضاغطا لصالح الاستمرار في الخطيئة .. ولكن الزواج ألغى هذا العامل وأبطل مبرراته .. وهذا أحدثا فراغا في التوازن الوهمي المصطنع الذي أقامته الضحية في مواجهة الشعور بالذنب اتجاه الخطيئة ..

              5- إن الوصف الدقيق لحالة الزنى ما بعد الزواج اتخذت شكلا عاطفيا ومتعاطفا مع الجاني ..
              في وصف حالة النقص والاحتياج التي يعاني منها .. (( الآن أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيهِ.. كي يكمل ما كان ينقصه ، يتعمق بداخلي... )) إذن هنا اعتراف من الضحية بأن الجاني كان ينقصه هذا الذي لا ينقصها هي الآن .. وكذلك هنا نجد تفصيلا دقيقا لا يتطرق له عادة المعانون من حالة انهيار وشعور شديد بالذنب والخجل الشديد المرافق لهذا الحدث إلا من خلال الاستجواب .. وكثيرا ما يتجاوزونه في اعترافاتهم التي تكون عادة مقتضبة جدا .. ولهذا كان هذا التفصيل غير مبرر دراميا هنا ..

              6- إن الضحية لم تظهر أي وازع ديني عقائدي في هذا الموضوع .. وإنما هي حالة ندم وشعور وجداني بالخيانة ضد الزوج و تضييع الأمانة في التحقيق في هوية المولود ..
              والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل إذا أثبت تحقيق النسب أن المولود يعود لزوجها تكون المشكلة قد حلت ..؟؟.. وستزول أعراض هذه النوبة العصبية وصحوة الضمير .. ؟؟ نعم من المرجح أنها ستزول ..


              كانت قصة شديدة الحساسية في تناولها .. وقد ظهر حذر الكاتبة الشديد في جميع مفاصل القصة .. والتي حاولت الإيحاء بالاستنكار والرفض ببوادر خفية ومنذ مطلع الحدث مع إظهار بعض التعاطف مع الضحية .. وإن كان هذا التعاطف لا يخلو من تأييد نوعي أنثوي يتبنى موقف المرأة بالعموم .. ويساند قضاياها .. وهنا أريد أن أشير إلى أن التحرش ( مع أنه يحدث ليس ضد المرأة فقط ) هو من الجرائم التي تدرج عادة تحت بند العنف ضد المرأة .. وكذلك بسبب أن المرأة إحصائيا هي الأكثر عرضة للتحرش .. ولكن في لحظة المواجهة مع الحالة فرت الراوية نافضة عن نفسها كل هذا التعاطف وهاربة بما يشبه الاتساخ العميق .. في تعبير متعاظم عن الرفض والاستنكار الشديد لهذه الحالة ..
              وهنا أريد أن أسجل شيئا مهما جدا في هذه القضية ..
              إن الوازع الديني أيضا نراه يتراجع في هذه القضية لدى الراوية إلى الخلف وراء الاعتبارات الاجتماعية والأخلاقية التي تتصدر الواجهة في مثل هذه المواضيع وهذا يحدث مع معظم الناس العاديين غير المتخصصين إزاء مثل هذه القضايا .. ولأبين ذلك سأورد مثالا ..
              ماذا لو كانت القضية المطروحة هنا هي قضية كفر وإلحاد أو شرك ( وهي الذنب الأعظم دينيا ) فهل كان الرفض والاستنكار من قبل الراوية ومن قبلنا أيضا نحن القراء سيظهر بهذه الشدة .. ؟؟ مع أنه من المفترض أن تكون ردة الفعل أكثر شدة وفقا للاعتبارات الدينية في حالة الكفر أو الشرك .. !!
              ثم هل كان النص سيواجه بمطالب التورية وعدم التصريح وعدم التفصيل .. ؟؟
              .....

              الأديبة الجريئة إيمان عامر

              أحييك على شجاعتك في التصدي لمثل هذا الموضوع المثير للكثير من الجدل والإحراجات والآراء الرافضة للبحث فيه .. لما فيه من حساسية ولما يثيره من اعتراضات اجتماعية وأخلاقية لدى القراء وكان لابد لهذه الصرخة من أن تصل إلى آذاننا رغم كل المحاذير التي ذكرت ..

              تحيتي وتقديري لك






              الناقد والاديب المتميز

              صادق حمزة منذر


              أولا اتقدم بشكري العميق لشخصك الكريم


              ولا اعلم ان سطوري البسيطة تري منك هذا النقد والتحليل البناء


              وهذا كان حلم لي ان اجد من يناقش هذه القضية ولا يتهموني بسقطة كاتب او باب اريد حلا!!!


              فهذا والله كل ماتمنيته لتلك السطور


              عندما ألقيت الضوءعلي هذه القضية المثيرة لجميع


              فهي موجودة وتنهش كبد المجتمع ووتدنس العلاقات المقدسة


              وفوجدت الرفض من هؤلاء النخبة الكبيرة من الادباء وكأني اجرمت في حق الجميع !!


              فهي حقا قضية منفرة ولكن لابد من ان تطفو علي السطح


              فإن من يرتكب مثل هذه الجرائم فهو مغيب عقليا وليس لدية وازغ ديني او اخلاقي


              فكل من يبتعد عن الدين والقيم الاخلاقية التي جاء به رسولنا الكريم تجد كل الجرائم وراء هؤلاء الفاسدين




              استاذي اسعدتني كثيرا بتك التحليل وإلقاء الضوء


              بهذه الدرسة النقدية الرائعة


              فتناولي لهذه القضة هي الغيرة علي ديني
              فالقيم والاخلاق البالية التي تنهار وتسود المجتمع
              فهناك كثير ابشع من هذه القضية فملف زنا المحارم اصبح يهدم المجتمع..


              الكل كان يطلب بتغليف الحالة كيف


              اغلف هذا النوع هل ازينة وألبسة أحلي حلة


              هل اجعل من المر عسل الكل يحب تناولة !!!!!!!!!!


              فكان علي ان اكون واقعية أكثر في مثل هذه الحالة لو ضعف الطبيب امام المريض لأودا بحياة المريض...






              الكل يلبث أثواب ملائكية ويأتون من كوكب اخر غير كوكب الأرض!!!



              لك كل الشكر أيها الناقد الرائع


              لك ارق تحياتي
              "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

              تعليق

              يعمل...
              X