[align=center]
[/align]
[align=center][/align]
ـ 1 ـ
صبي يجلس القرفصاء أمام باب البيت،
في عينيه دموع مكابرة تغازل غيمات تتوسط سماء القرية ،
يترجاها أن تثبت هناك إلى غد لتصير مطرا مدرارا يغرق القرية في طميها ويقطع الوحل أوصالها ،ويسرق من أقرانه فرحة التباهي بالملبس الجديد في صباح يوم العيد…
لكن الغيمات عبرت دون أن تلتفت إلى عينيه الحزينتين..
- 2 -
مررت جنب المقبرة مساء.
تناهى إلي صدى نحيب يهز أوتاد الروح،دلفت ،وجدته كهلا جاثيا يبكي قبرا عتيقا،
هدهدته فالتفت ، عيناه مطر وصوته هدير موج متلاطم :
- هذه أمي التي لم أزر منذ ربع قرن...
ترحمت على روحها وكأني بذلك قد انتشلته من إعصار الفقد الذي اجتاحه بشراسة :
- آاااه...ذات برد أخرجتها من البيت بلا رحمة وأغلقت الباب دون دموعها وتوسلها..
-......
يتأوه ينتحب:
يتأوه ينتحب:
- أنا اليوم كما هي بالأمس طريدا،قذفني ولدي الوحيد خارجا وأغلق الباب بإحكام ...
ذهلت بحجم عذابه..وانصرفت وصدى تأوهه يملأ ثنايا روحي...
ذهلت بحجم عذابه..وانصرفت وصدى تأوهه يملأ ثنايا روحي...
- 3 -
يضرب في الأرض حانقا، تلسعه أشعة الزوال الحارقة فيلسع بعصاه المسمومة مؤخرة الحمار فيهرع الأخير ماشيا بترنح،
لولا العرق المتدفق من مسامه وهو يندفع في هواء راكد يشعره ببعض الانتعاش، لأحترق بالكامل...
الحمار تعبان وأذناه ذابلتان
يلهث تحت ثقل زوجة شابة تئن تحت وطأة مخاض عسير.. أفقدها الوعي..
تتلوى الطريق كالأفعى بين الحقول المنتشرة بين الشعاب ...
عند عتبة الوادي عثر الحمار فسقطت المرأة،ضربت برجليها ويديها في الهواء..
دوّت منها صرخة ثم همدت تماما.
وتردد صدى صرختها بين الشعاب..
- 4 -
أثلجت الدنيا وتعذرت عودة الأب الذي انتظره بلهفة.
فتح محفظته ليراجع دروسه هاجمه الأخر حبوا ,ارتمى على كل أدواته وأوراقه ... مزق كتابا ،انتزعه منه, صرخ الأخر في تدلل .
هرعت زوجة الأب دمرت الأدوات ومزقت الكراسات ,
صبت عليه بحور كراهيتها وحقدها،
هرعت زوجة الأب دمرت الأدوات ومزقت الكراسات ,
صبت عليه بحور كراهيتها وحقدها،
جذبته من يده كعصفور وقذفت به في زمهرير الظلام والثلج،
ترجاها فما رقّت.
أشعل حماقتها صوته الآتي من تحت النافذة ،يتوسل ..يتضرع...ثم أخذ يتوعد،
ملأت سطل ماء صبته عليه ..
خفت صراخه،صار أنينا ...ثم صمتا مطبقا.
في الصباح كان الثلج يلمع تحت النافذة..
العربي الثابت/المغرب
[/align]
تعليق