النـزوح القسـري 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلوى فريمان
    محظور
    • 18-10-2007
    • 864

    النـزوح القسـري 1

    في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، أفاقـت على صوت والدها الخافت و هو يحاول إيقاظها من نوم عميق. بعجب نهضت من الفراش و تبعاً لطلبه ارتدت ملابسها الكاملة و خرجت إلى الصالون لأن هناك من يريد التحدث إليها و إلى شقيقها الأصغر...

    على الكنبة الموجودة في زاوية الغرفة المنيرة بضوء خافت ، رأته ، عسكري لا يصغر بعمره عن والدها بالكثير ، يدخن سيجارة "مارلبورو" يتكلم الى أخيها الجالس على الكنبة العريضة تحت شباك أحكم الوالد إغلاق درفاته مما زاد من عجبها و هي تعلم أن والدها من محبذي فتح الشبابيك في الليل ، هواء الليل يأتي بالصحة ، على حد قوله .

    هذا "فلان" قريبي، قال الوالد يعرفها على الزائر . تبادلا السلام ، و جلست بالقرب من أخيها بانتظار توضيح عن سبب هذه الزيارة المتأخرة ، و لم يطل الإنتظار . بكلمات مقتضبة أعلمها الوالد بأنهم سيسافرون مع اشراقة الشمس الى ( ...... ) لبضعة أيام ، و بأن القريب الكريم سيرافقهم في السيارة إلى المطار لتأمين وصولهم بدون عراقيل. و اختتم الوالد بأن قريبه قد وضع نفسه في موقف حرج لمساعدتهم على مغادرة الوطن ، و بأنهم سيعودون عندما تهدأ الأحوال و لذلك لا داعي للنقاش في القرار الذي اتخذه ، و بذلك أخرس سلسلة التساؤلات الغاضبة و الرافضة التي انسابت من فمها .

    بهدوء مثير أطفأ الزائر سيجارته ، تنحنح ، و بصوت يشوبه الحنان و الحزم قال أن أسميهما كناشطين وطنيين قد وُضعت على لائحة (.........) و قد يتعرضان "لمشاكل" ما ، و أنه بحكم القرابة ، و بحكم معرفته بأن مبادئهما هي فوق الشبهات ، و بأن نشاطاتهما لا تتجاوز تلك المبادىء ، قرر أن يجنبنهما التعرض لأي ظلم قد يواجهانه.

    نظرت الى أخيها و رأت في عينيه أفكارها الرافضة لمغادرة البلد و السفر الى الخارج .
    عندما نظرت الى والدها رأت وجهه الكريم يعتصره الخوف و القلق عما قد يحصل لو انهما رفضا السفر و قررا البقاء .

    سألت : اسبوعين فقط ونعود ؟؟ طبعاً ، طبعاً أجاب والدها ، اسبوعين فقط ، و من الممكن جداً أقل من ذلك ..

    اعتمر قلبها هلع الحب لأبيها حين سمعت نبرات التعب والأسى في صوته .

    بتثاقل ، نهضت و أخيها لتحضير حقائب السفر ، و شاشة من الدموع تغلف عينيها ...

    كان أخيها في التاسعة عشر من العمر و كانت في الواحد و العشرين ....و في أواخر شباط 1976 ...



    إبتـــــدآ المشــــــوار ...




    ***********
    التعديل الأخير تم بواسطة سلوى فريمان; الساعة 30-01-2010, 22:54.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميلة القديرة
    سلوى فريمان
    نص حقيقة جميل
    سرد سلس
    فكرة عميقة
    آه من الأوطان التي يغادرها الأبناء, مرغمين
    سأقرأ الثانية أيضا
    ودي ومحبتي لك

    اليوم السابع


    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X