تويت
[align=center]سادتي الادباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاول مرة اجوس خلال هذه الديار
القصة القصيرة
لذلك قررت ان اضع ما سطرتي اناملي
هنا واقتبس من اراءكم السديدة ونقدكم الراقي[/align]
قلم وورقة.............
لم تسكن سورته، فثمة هواجس تغزوه وتدكّ معاقل افكاره ، انه قلم يدعي انه نبي يوحى في روعه ويجب ان يصدع وليس ثم ما يصدع به ، وقف يأخذ نفسا عميقاً ينحدر به الى وجوم طويل وسط صمت يخترق دواخله ورغبة مُلحة في ان يصدع ، وليس ثم ما يصدع به ، إذ غادرته زفرة حرى اوشك أن يمجّ احشاءه خلالها ، أطرق ملياً دون جدوى ..وهو يردد في قرارة نفسه ، لا بد أن اصدع لابد ان اعلن حدود شريعتي ، ولكن ... ولكني لا اعلم ما حدودها ولا اعلم ما تكون ، فبينما هو بدوامة حيرته المطبقة ، وتخرصاته المرتبكة ، انتابته قشعريرة خفيفة ، انتهزت فرصة وجومه فارجعت له اعتداده بنفسه ، فسرح عينيه في ملكوت الافكار وجعل يسبح بلجة المشاعر وينأى بنفسه عن الملموس الى المحسوس في لحظات يعتقدها انها قدسية بحتة ، لينعزل عن شعور الجسد الثقيل ويتفرغ لشعور الروح الخفيفة. هكذا افرط القلم في السكون .. حتى لمعت نصب عينيه ورقة بيضاء ، مفعمة بالرقة والنعومة ناصعة البياض ، فخطفت بصره وسلبت لبه واخذت عقله وانتهت عن ذاك لحظاته القدسية ، فطالما عشق الاقلام الاوراق البيض.
جمد القلم وعيناه مسمران على الورقة ، ولم يعلم ما كان ذلك أحباً أم خوفاً ام نبوءة ، فقد تسللت تلك الورقة الى خضم افكاره ونقلته من محسوسه الى ملموسها المشرق دلفت مدة وجيزة والقلم يحاول تقمص ثوبه الاول ليلملم شتاته المرتبك ، ويصدع بنبوءته ، التي لم تصل اليه اخبارها بعد ولكن دون جدوى ..يا للورقة الفاتنة كيف استطاعت ان تشوش عليها لحظاته المقدسة وتلقيه في هوة من تحيّــر سحيق ، جعل القلم يهدأ نفسه الثائرة وشيئا فشيئا هدأت وعاد كما كان اولا عاد ذلك النبي صاحب الشريعة المجهولة، وقرر ان تكون تلك الورقة اول المتلقين رسالته ، فاقترب منها بخطوات كلها حكمة ونبوءة ونظر اليها فرمق بعينيها نقاء جميل فعرف انها ارض خصبة لالقاء بذور دعوته ، وهنا فاجأته الورقة سائلة : من انت ؟
قال القلم : - بعد ان توشح بكامل توازنه – انا نبي الافكار، وعليك ايتها الورقة ان تؤمني بشرائعي، هكذا قالها.
فقالتله الورقة : وما هي شرائعك ؟
قال: لا ادري.
فنمت ابتسامة ساخرة على ثغر الفاتنة البيضاء واستدركت كلامه :بل انت شيطان تسترق السمع على سموات الافكار.
هنا ذهل القلم بتلك الكلمات وانقشعت غيوم غروره ولم يحر جوابا ، فها هي الورقة التي علق عليها آماله بقبول دعوته تجابهه بكل صرامة وتطلع على شيء غاب عنه، وصار يقلب افكاره لماذا لم يتمكن من معرفة نفسه على حقيقتها ؟ هل هو شيطان حقا ؟ أم نبي كما يزعم أم قلم أم ماذا ؟ تساؤلات عصفت بخلد القلم ، فقاطعته الورقة : لم تخبرني من انت ؟ فهل ظننت ان تنطلي علي خدعة نبوءتك ؟
قال القلم : لا.
قالت الورقة: اذن من انت ؟
قال :معجب .
قالت معجب !
قال: بل عاشق .
قالت عاشق!
قال : بل متيم .
قالت : متيم !
قال : بل هائم ولهان !
قالت الورقة : بمن ؟
قال القلم: انا قلم قادتني مقاديري الى ضفة جمالك الاروع ، وصرت في لحظة او اقل من اللحظة متيما بك . فاسمحي لي ايتها الفاتنة أن اعلن ، ان اقول ...ان اكتب ( احبك).
سارع الخجل الى الورقة مع ابتسامة صغيرة ساحرة تطفو على شفتيها ، وبحر حب متوقد يترجرج باعماقها ، فقد سحرها القلم بكلامه ، وآمنت به حتى ان لم يكن نبيا، وارادت ان تتلافى حالة خجلها وتظهر تماسكها وتجلدها ،فقالت : ولكن ... وصمتت .
فقال القلم بكل شجاعة : ولكن ماذا أنا احبك.
فقالت : ولكنك اذا كتبت بحبرك الاسود سيضمحل نقائي ويرحل بياضي وستهجرني حتما الى فاتنة نقية اخرى .
اجاب القلم : لا يا حبيبتي سأتجرد من كل ما هو اسود ،ساعتمد الكلام الابيض الشفاف ، وهنا قرب القلم شفتيه من الورقة وكتب بحبر شفاف احبك.
تمت
لاول مرة اجوس خلال هذه الديار
القصة القصيرة
لذلك قررت ان اضع ما سطرتي اناملي
هنا واقتبس من اراءكم السديدة ونقدكم الراقي[/align]
قلم وورقة.............
لم تسكن سورته، فثمة هواجس تغزوه وتدكّ معاقل افكاره ، انه قلم يدعي انه نبي يوحى في روعه ويجب ان يصدع وليس ثم ما يصدع به ، وقف يأخذ نفسا عميقاً ينحدر به الى وجوم طويل وسط صمت يخترق دواخله ورغبة مُلحة في ان يصدع ، وليس ثم ما يصدع به ، إذ غادرته زفرة حرى اوشك أن يمجّ احشاءه خلالها ، أطرق ملياً دون جدوى ..وهو يردد في قرارة نفسه ، لا بد أن اصدع لابد ان اعلن حدود شريعتي ، ولكن ... ولكني لا اعلم ما حدودها ولا اعلم ما تكون ، فبينما هو بدوامة حيرته المطبقة ، وتخرصاته المرتبكة ، انتابته قشعريرة خفيفة ، انتهزت فرصة وجومه فارجعت له اعتداده بنفسه ، فسرح عينيه في ملكوت الافكار وجعل يسبح بلجة المشاعر وينأى بنفسه عن الملموس الى المحسوس في لحظات يعتقدها انها قدسية بحتة ، لينعزل عن شعور الجسد الثقيل ويتفرغ لشعور الروح الخفيفة. هكذا افرط القلم في السكون .. حتى لمعت نصب عينيه ورقة بيضاء ، مفعمة بالرقة والنعومة ناصعة البياض ، فخطفت بصره وسلبت لبه واخذت عقله وانتهت عن ذاك لحظاته القدسية ، فطالما عشق الاقلام الاوراق البيض.
جمد القلم وعيناه مسمران على الورقة ، ولم يعلم ما كان ذلك أحباً أم خوفاً ام نبوءة ، فقد تسللت تلك الورقة الى خضم افكاره ونقلته من محسوسه الى ملموسها المشرق دلفت مدة وجيزة والقلم يحاول تقمص ثوبه الاول ليلملم شتاته المرتبك ، ويصدع بنبوءته ، التي لم تصل اليه اخبارها بعد ولكن دون جدوى ..يا للورقة الفاتنة كيف استطاعت ان تشوش عليها لحظاته المقدسة وتلقيه في هوة من تحيّــر سحيق ، جعل القلم يهدأ نفسه الثائرة وشيئا فشيئا هدأت وعاد كما كان اولا عاد ذلك النبي صاحب الشريعة المجهولة، وقرر ان تكون تلك الورقة اول المتلقين رسالته ، فاقترب منها بخطوات كلها حكمة ونبوءة ونظر اليها فرمق بعينيها نقاء جميل فعرف انها ارض خصبة لالقاء بذور دعوته ، وهنا فاجأته الورقة سائلة : من انت ؟
قال القلم : - بعد ان توشح بكامل توازنه – انا نبي الافكار، وعليك ايتها الورقة ان تؤمني بشرائعي، هكذا قالها.
فقالتله الورقة : وما هي شرائعك ؟
قال: لا ادري.
فنمت ابتسامة ساخرة على ثغر الفاتنة البيضاء واستدركت كلامه :بل انت شيطان تسترق السمع على سموات الافكار.
هنا ذهل القلم بتلك الكلمات وانقشعت غيوم غروره ولم يحر جوابا ، فها هي الورقة التي علق عليها آماله بقبول دعوته تجابهه بكل صرامة وتطلع على شيء غاب عنه، وصار يقلب افكاره لماذا لم يتمكن من معرفة نفسه على حقيقتها ؟ هل هو شيطان حقا ؟ أم نبي كما يزعم أم قلم أم ماذا ؟ تساؤلات عصفت بخلد القلم ، فقاطعته الورقة : لم تخبرني من انت ؟ فهل ظننت ان تنطلي علي خدعة نبوءتك ؟
قال القلم : لا.
قالت الورقة: اذن من انت ؟
قال :معجب .
قالت معجب !
قال: بل عاشق .
قالت عاشق!
قال : بل متيم .
قالت : متيم !
قال : بل هائم ولهان !
قالت الورقة : بمن ؟
قال القلم: انا قلم قادتني مقاديري الى ضفة جمالك الاروع ، وصرت في لحظة او اقل من اللحظة متيما بك . فاسمحي لي ايتها الفاتنة أن اعلن ، ان اقول ...ان اكتب ( احبك).
سارع الخجل الى الورقة مع ابتسامة صغيرة ساحرة تطفو على شفتيها ، وبحر حب متوقد يترجرج باعماقها ، فقد سحرها القلم بكلامه ، وآمنت به حتى ان لم يكن نبيا، وارادت ان تتلافى حالة خجلها وتظهر تماسكها وتجلدها ،فقالت : ولكن ... وصمتت .
فقال القلم بكل شجاعة : ولكن ماذا أنا احبك.
فقالت : ولكنك اذا كتبت بحبرك الاسود سيضمحل نقائي ويرحل بياضي وستهجرني حتما الى فاتنة نقية اخرى .
اجاب القلم : لا يا حبيبتي سأتجرد من كل ما هو اسود ،ساعتمد الكلام الابيض الشفاف ، وهنا قرب القلم شفتيه من الورقة وكتب بحبر شفاف احبك.
تمت
تعليق