صديقي وجاري القديم ابو عبدو الفران له حكاية طريفة نوعا ما لكن في مغزاها ومحتواها تدل على كثير من الأمور التي نعيشها في عالمنا العربي وهي غريبة عجيبة فالرجل عمل فرانا مدة طويلة وكنا ولا زلنا نحترمه ونجله لذلك وخاصة انه شخص يأكل من عرق جبينه لكن تغيرات الحال والأحوال وما شهدته حياته الخاصة على المستوى المالي والفكري تسبب له في انقلاب حياتي مفاجيء اذ انه وبعد ان تيسر حاله واشترى كل مستلزمات الحياة العصرية من الدش الى الجوال الى الحاسب المحمول أراد الرجل أن يدخل عالم الأنتاج الفني والمسلسلات والفيديو كليب فباع منزله وجمع كل ما لديه من مال حتى انه أقنع زوجته بمشروعه الرائد فباعت أم عبدو صيغتها ووضعت ثمنها في ايدي زوجها العتيد وبعد حين من الزمن تعاقد ابو عبدو مع أحد المخرجين المعروفين بالبلد لآنتاج مسلسل درامي ظانا منه ان وجود اسم هذا المخرج المعروف على ما نشيت المسلسل سيرفع من شأن وقيمة صاحبي الفنية ويجعله مشهورا وراح يتعاقد مع اشهر الفنانين والفنانات السمروات منهن والشقراوات ليرضي جميع الأذواق وعلى مبدأ الخلط والعجن راح صاحبي يتدخل في كل شاردة وواردة تتعلق بعمل المخرج والمصوريين والممثلين وحتى في عمل خبراء المكياج وغير ذلك الأمر الذي أغضب الجميع لكن ما باليد حيلة فابو عبدو هو المنتج وهو الداعم المالي الأول والأخير المهم انتهى العمل بالمسلسل وراح صاحبي يبحث عن محطات فضائية لبيعه لها وكم كانت المفاجأة حينما بدأت العروض تنهال عليه لبيع هذا المسلسل وباسعار خيالية وحينما شاهدت صاحبي أخر مرة بشرني بأنه قد باع مسلسله بعشرات الملايين صحيح انني قد دهشت واستغربت لكن أبو عبدو صارحني بسرعة قائلا : أخي كلو ماشي .. وكلو عند العرب صابون .
ويقصد من جملته الأخيرة بأن السوق ( عاوز كده )وبعبارة أكثر وضوحا لقد ضاع الصالح مع الطالح .
وهكذا ولم تمضي مدة من الزمن الا وصار ابو عبدو حديث الصحافة والأعلام وصارت صوره تعلق في كل مكان ولأن اسمه القديم فيه شيء من ( العامية ) فأختار له اسم ( مودرن ) وصار له شركة واتباع ومريدين وطاقم كامل .
ولله في خلقه شؤون