ألــم غير عابر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد المهدي السقال
    مستشار أدبي
    • 07-03-2008
    • 340

    ألــم غير عابر

    ألــم غير عابر




    مركونا بزاوية يتوزع أحشائي ألم ما زال مستعصيا على التشخيص،
    أهتز كلما انتابني
    بما تبقى من قدرة على الانتفاض،
    متطلعا لمن يذكرني بوجودي ،
    تتأخر في مناولتي دواء الصباح فأعذرها،
    يمر البكر من أبنائها دون التفات لباب الغرفة،
    تحز في نفسي غصة جرح عميق حين يطول انتظاري،
    تسمعت حديثه إليها حول إحراق سوق الدور الرخيصة في " العقبة "،
    روى عن الحارس الليلي،
    بأن الحريقة شبت في البرايك قبيل صلاة الفجر،
    علق بما يفيد أن الحادثة هذه المرة أيضا،
    كانت بسبب تماس كهربائي فقيدت ضد مجهول،
    ثم انسحب كعادته تاركا همسا بأذني أقرأه في وقع خطواته،
    لعله مازال يلعن أمه قبلي متذمرا من استمرار هذا الغريب في غرفة أبيه.



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد المهدي السقال; الساعة 11-03-2010, 10:55.

    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "
  • عبد اللطيف الخياطي
    أديب وكاتب
    • 24-01-2010
    • 380

    #2
    جميل هذا الغموض الذي يتركه المهدي السقال ، على عادة الكتاب الكبار، عند آخر جملة لدى قارئه، والذي يميز الأعمال العظيمة لأولائك الذين بصموا الأدب العالمي بميسمهم...
    لقد ترك السقال المجال لتعدد القراءات في هذا النص الجميل، بحيث قد يتبادر للبعض أن السارد هو زوج الأم فيما قد يذهب الآخرون إلى أنه الأب نفسه وهويجتر خيبات وضعه الصحي والنفسي وعلاقاته بأسرته الصغيرة التي تخلت عنه
    لعنة الله على العقوق

    سلامي
    [frame="2 98"]
    زحام شديد في المدينة.
    أما الوجوه فلا تعكس سوى الفراغ المهول
    [/frame]

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      أستاذنا الفاضل والقاص المبدع
      محمد مهدي السقال
      إن مثل هذا الابن الذي يمرّ من أمام غرفة والده مثل الغريب سيأتي اليوم ويكون في نفس المكان ليحزّ في نفسه مرور ابنه من أمام غرفته دون أن يلقي عليه التحية والسلام ...
      وإنك يا أستاذنا الفاضل تناولت هنا قضية هامة من قضايا الأسرة العربية التي لم تعد كما كانت من قبل ... بل أخذتها الدنيا ومنافعها إلى حيث لم تعد تذكر والديها ولا أهلها ...
      أحسنت وأصبت في طرح المشكلة بأسلوب رائع يا أستاذنا الفاضل


      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • سعيد أبو نعسة
        عضو الملتقى
        • 11-03-2010
        • 455

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
        ألــم غير عابر






        مركونا بزاوية يتوزع أحشائي ألم ما زال مستعصيا على التشخيص،
        أهتز كلما انتابني
        بما تبقى من قدرة على الانتفاض،
        متطلعا لمن يذكرني بوجودي ،
        تتأخر في مناولتي دواء الصباح فأعذرها،
        يمر البكر من أبنائها دون التفات لباب الغرفة،
        تحز في نفسي غصة جرح عميق حين يطول انتظاري،
        تسمعت حديثه إليها حول إحراق سوق الدور الرخيصة في " العقبة "،
        روى عن الحارس الليلي،
        بأن الحريقة شبت في البرايك قبيل صلاة الفجر،
        علق بما يفيد أن الحادثة هذه المرة أيضا،
        كانت بسبب تماس كهربائي فقيدت ضد مجهول،
        ثم انسحب كعادته تاركا همسا بأذني أقرأه في وقع خطواته،
        لعله مازال يلعن أمه قبلي متذمرا من استمرار هذا الغريب في غرفة أبيه.



        ========
        سواء أكان الغريب هو زوج الأم أم الأب نفسه فإن القاص نجح في نقل مشهد أليم من مشاهد الطبقات المسحوقة حين يتكاتف العقوق و الفقر و التمييز الطبقي بل و ربما النظام الحاكم في زيادة معاناتها غير العابرة .
        سرد غير مباشر موفق يثبت أن القصة القصيرة جدا قد تمتد فوق الصفحة أنى شاءت طالما استوفت شروطها الفنية .
        تحياتي

        تعليق

        • محمد المهدي السقال
          مستشار أدبي
          • 07-03-2008
          • 340

          #5
          تحية

          المشاركة الأصلية بواسطة عبد اللطيف الخياطي مشاهدة المشاركة
          جميل هذا الغموض الذي يتركه المهدي السقال ، على عادة الكتاب الكبار، عند آخر جملة لدى قارئه، والذي يميز الأعمال العظيمة لأولائك الذين بصموا الأدب العالمي بميسمهم...
          لقد ترك السقال المجال لتعدد القراءات في هذا النص الجميل، بحيث قد يتبادر للبعض أن السارد هو زوج الأم فيما قد يذهب الآخرون إلى أنه الأب نفسه وهويجتر خيبات وضعه الصحي والنفسي وعلاقاته بأسرته الصغيرة التي تخلت عنه
          لعنة الله على العقوق

          سلامي
          عن ذلك التعدد في القراءة يراهن التجريب السردي أخي عبد اللطيف
          سعدت بحضورك


          " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

          تعليق

          • محمد المهدي السقال
            مستشار أدبي
            • 07-03-2008
            • 340

            #6
            تحية

            المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
            أستاذنا الفاضل والقاص المبدع
            محمد المهدي السقال
            إن مثل هذا الابن الذي يمرّ من أمام غرفة والده مثل الغريب سيأتي اليوم ويكون في نفس المكان ليحزّ في نفسه مرور ابنه من أمام غرفته دون أن يلقي عليه التحية والسلام ...
            وإنك يا أستاذنا الفاضل تناولت هنا قضية هامة من قضايا الأسرة العربية التي لم تعد كما كانت من قبل ... بل أخذتها الدنيا ومنافعها إلى حيث لم تعد تذكر والديها ولا أهلها ...
            أحسنت وأصبت في طرح المشكلة بأسلوب رائع يا أستاذنا الفاضل

            كانت اللقطة الاجتماعية جواز العبور إلى ضفة مساءلة الذات /
            صادق التقدير
            أخيتي
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد المهدي السقال; الساعة 18-03-2010, 19:38.

            " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

            تعليق

            • محمد المهدي السقال
              مستشار أدبي
              • 07-03-2008
              • 340

              #7
              أعرفك

              المشاركة الأصلية بواسطة سعيد أبو نعسة مشاهدة المشاركة
              ========
              سواء أكان الغريب هو زوج الأم أم الأب نفسه فإن القاص نجح في نقل مشهد أليم من مشاهد الطبقات المسحوقة حين يتكاتف العقوق و الفقر و التمييز الطبقي بل و ربما النظام الحاكم في زيادة معاناتها غير العابرة .
              سرد غير مباشر موفق يثبت أن القصة القصيرة جدا قد تمتد فوق الصفحة أنى شاءت طالما استوفت شروطها الفنية .
              تحياتي
              السارد الناقد
              سعيد أبو نعسة

              عرفتك ساردا وقارئا يستوقف النص مساءلة عن فهم دراية وبصيرة تذوق، لذلك وجدت في كلمتك عمقا يضيف معنى للكتابة
              تحياتي وتقديري

              " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                متطلعا لمن يذكرني بوجودي
                إستوقفتني هذه العبارة..
                هي وحدها رواية..
                ترانا عندما يتواطأ الهرم مع السقم ضدّنا..نفقد الإحساس بوجودنا و نبحث عنه في عيون الآخرين ؟؟
                تحيّتي.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • سعيد أبو نعسة
                  عضو الملتقى
                  • 11-03-2010
                  • 455

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
                  السارد الناقد

                  سعيد أبو نعسة

                  عرفتك ساردا وقارئا يستوقف النص مساءلة عن فهم دراية وبصيرة تذوق، لذلك وجدت في كلمتك عمقا يضيف معنى للكتابة
                  تحياتي وتقديري
                  أخي الحبيب
                  كنت أود مراسلتك على الخاص و لكنك ألغيت هذه الخاصية
                  أرجو محادثتي على إيميلي إن أمكن
                  مع محبتي said7060@yahoo.com
                  ============
                  said6610@hotmail.com

                  تعليق

                  • محمد المهدي السقال
                    مستشار أدبي
                    • 07-03-2008
                    • 340

                    #10
                    أخيتي آسيا

                    المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                    متطلعا لمن يذكرني بوجودي
                    إستوقفتني هذه العبارة..
                    هي وحدها رواية..
                    ترانا عندما يتواطأ الهرم مع السقم ضدّنا..نفقد الإحساس بوجودنا و نبحث عنه في عيون الآخرين ؟؟
                    تحيّتي.
                    أخيتي آسيا رحاحليه
                    لعل الأغرب في وجود هذا الكائن الإنسان، دأبه في السعي من أجل اعتراف معنوي بكينونته، صدورا عن اعتقاد بقيمة الخلود الروحي في مقابل تفاهة الوجود المادي

                    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                    تعليق

                    • عبد القادر ضيف الله
                      عضو الملتقى
                      • 12-03-2010
                      • 128

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
                      ألــم غير عابر






                      مركونا بزاوية يتوزع أحشائي ألم ما زال مستعصيا على التشخيص،
                      أهتز كلما انتابني
                      بما تبقى من قدرة على الانتفاض،
                      متطلعا لمن يذكرني بوجودي ،
                      تتأخر في مناولتي دواء الصباح فأعذرها،
                      يمر البكر من أبنائها دون التفات لباب الغرفة،
                      تحز في نفسي غصة جرح عميق حين يطول انتظاري،
                      تسمعت حديثه إليها حول إحراق سوق الدور الرخيصة في " العقبة "،
                      روى عن الحارس الليلي،
                      بأن الحريقة شبت في البرايك قبيل صلاة الفجر،
                      علق بما يفيد أن الحادثة هذه المرة أيضا،
                      كانت بسبب تماس كهربائي فقيدت ضد مجهول،
                      ثم انسحب كعادته تاركا همسا بأذني أقرأه في وقع خطواته،
                      لعله مازال يلعن أمه قبلي متذمرا من استمرار هذا الغريب في غرفة أبيه.



                      يدخل الغريب في خلاياي الغرفة
                      فيخرج من سرة
                      المحبة حقد
                      يحرق بشرره بطين القلب
                      الخيانة ، والحقد يحرقان كل شيء
                      تقديري لنصك المثخن بالمعنى أستاد محمد المهدي السقال

                      تعليق

                      • محمد المهدي السقال
                        مستشار أدبي
                        • 07-03-2008
                        • 340

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد القادر ضيف الله مشاهدة المشاركة
                        يدخل الغريب في خلاياي الغرفة
                        فيخرج من سرة
                        المحبة حقد
                        يحرق بشرره بطين القلب
                        الخيانة ، والحقد يحرقان كل شيء
                        تقديري لنصك المثخن بالمعنى أستاد محمد المهدي السقال
                        صديقي عبد القادر ضيف الله
                        سعدت بحضورك من جديد
                        لمشاركتي هم البحث عن المعنى

                        " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                        تعليق

                        يعمل...
                        X