أحبتي الكرام:
شكري الجزيل إلى أخي الفاضل يسري شراب وإلى كل من أدلى بدلوه هنا
فهذا الموضوع شيق فعلا وبحاجة إلى الولوج فيه بعمق.

هناك فرق بين الشعر النبطي والشعر الشعبي ، فالنبطي هو ما استُنبط من الشعر الفصيح وألحن الشاعر به بسبب تزاوج اللغات.
والشعر النبطي أقرب إلى الفصيح ولم يبتعد عن أوزانه وأغراضه.

أما من ينسب الشعر النبطي إلى النبط الذين سكنوا المنطقة فهذا غير صائب لأن العرب سابقا يقولون لمن ألحن في قصيدته" استنبط"

الشعر الشعبي هو بلهجة عامة الناس وبروح الشعوب لذلك فهو عامي وشعبي أيضا وإن جاء على لهجات متعددة حسب جغرافية المنطقة ولهجاتها، ولا يعني أن الشعر البدوي هو شعر نبطي، صحيح نجد فيه كلمات أقرب إلى الفصيح من الشعبي بسبب عدم اختلاط البدوي بالحضر ولم تنله مؤثرات المدينة بتزاوج لهجاتها ، لكن تبقى القصيدة عامية بلهجة أهل البادية أو بلهجة البدو ومثلها أية قصيدة جنوبية أو شمالية أو أو ....

ابتدع الشاعر الشعبي مسميات جديدة للشعر العامي حسب المؤثرات الحياتية وإيقاعاتها فمثلا وزن( الهجيني )وتسميته جاءت من الهجن والغناء الركباني من الركب ومصاحبة الركب ،وهو من بحر المجتث ولو دققنا في إيقاع الهجيني لشعرنا وكأننا فعلا في قافلة ، ومثله الحداء طبعا.
وأورد دليلا آخر هنا: في العراق ابتدع الشاعر نوعاً رائعاً وهو ( الأبوذية) ولو لاحظنا التسمية تعني صاحب الأذية ومن ينظمه يكون قد أصابه الأذى حد الألم غير المحتمل. والأبوذية من بحر الوافر و وزنه( مفاعيلن مفاعيلن فعولن) ومثله النصاري .ولاحظوا معي أن النصاري أيضا من بحر الوافر جاءت تسميته من الشيخ نصار أول من كتب هذا اللون.
يتألف بيت الأبوذية من أربعة أبيات ثلاثة منها بقافية على روي واحد وجناس مختلف المعنى في كل شطر، أما الشطر الرابع فتنتهي قافيته بالياء والتاء المدغمة.

وقد تجدد الشعر الشعبي على يد مبدعين عاصروا التجديد وأضافوه حسب معرفتهم به إلى الشعر الشعبي لكن لم يبتعدوا عن روح شعبيته وأصالته.
ملاحظة: كثيرون لا يجيدون قراءة الشعر العامي لذا يفضل سماعه من الشاعر مباشرة يكون وقعه أقوى على المتلقي ، وبحكم تجربتي في اللونين العامي والفصيح كنتُ اُطالَب بمزيد من العامي حين أمسية.

أرجو أني لم أزعجكم بهذه الإطالة.

النفـس خزنـة ملـك.. والحـزن قاطـع طريـق
والجرح؟ .. يوجـر عليـه المسلـم اليـا أحزنـه

وأنا مـن العـام .. وآنـا أشعـر بيبسـان ريـق
يفـرج سجينـي مــع عيـنـي وأرد أسجـنـه

مـن بيـن طيّـات صـدرٍ شـل مـالا يطـيـق
لا جـاع حزنـه؟ .. تعشّـا جـروحـه المزمـنـه

مجسّـم أنسـان مـن داخـل رمـادة حـريـق
وقـودهـا المغـريـات .. ونفـسـي المؤمـنـه

أحيانـاُ.. أبكي مـن الخشـيـة لحـد الشهيـق
وأحيانـاُ أقـبـل عـلـى الآذان .. ولا أذّنــه

مـا عاد.. أنـا.. أيّـاي.. ياللـه لاتخلّي عويـق
عاقتبـه عـيـون روس مدلبـحـه .. وألسـنـه

كتل هـوامـش بشريّـه .. تـنـام وتفـيـق
رديـان وحتّـى الـردى .. بالظبـط .. ماتتقـنـه

لكـن علـى كل حـال الطلـق يبقـى طلـيق
لـو عاينتـه العـيـون .. وضـدّتـه الأزمـنــه

عـذر السنافـي معـه والعـذر حبـلـه وثـيـق
لـو حـس رعبوبـتـه .. والاّ جـفـا موطـنـه

رعبوبتـي ,,, يـا وجودي يـا غـلاك العتـيـق
عنـه مكـانٍ لقيـتـك فـيـه عـامـا .. عـنـه

يـوم الشجر صاير ..لوجهـك مشجّـع فريـق
مـن ويـن مـا أفتـرّ.. تتغيّـر معـه الأمكـنـه

للحـين باقـي بدربـه من رحيقـك رحيـق
وللحيـن أيتمتـم حكينا الـعـذب .. ويدنـدنـه

يوم أنّي أشّـر علـى صدري وعينك تويـق
وآقـول أنتـي هنـا .. وأتقولـي .. أنتـا هـنـه

الهاء .. فآخـر كلماتـك بـصوتٍ رقيـق
تشطـب علـى برمجـة سمعـي .. وتستوطـنـه

منتي بشر جعل مـن جابك .. ضحيّة زريـق
شارعـك يحسبـ لـك بالأمـتـار .. يا مفتـنـه

اليا أنتصفتيه؟ يضيـق .. وكل مالـه يضيق
كنّك ..كوكاييـن .. وأرصفتـه خشـم .. مدمنـه

رعبوبتي؟ .. ماخبرت أنّـه تحـرّك طويـق
شاعـرك مجـنـون خلـقـه والشـعـر جنّـنـه

قولي لهـم ينتـهـون ولا يطـول الزعيق
الميـسـرة ميـسـره .. والميمـنـة ميـمـنـه

وقولي لهـم للعراقة .. راس صبيٍ عـريـق
يـا كم سـرٍ يعـرفـه .. بــس ما يعلـنـه

نواخذ البحـر .. ولا أرسـي ..بجال المضيق
والشي بالـشـي؟ .. لا عيـبـه ولا أستحسـنـه

الاّ الرفيق اللّـي يستـغل طيـب الرفـيـق
هـذي اللّـي ما هيب مقبـولـه ولا .. ممكـنـه

يا صاحبي؟ كان لك مـال الشقيـق ال شقيق
والحيـن جـمّـع بقايـا ما مـضـى وأدفـنـه

ويا قلبي اللّي وساويسـك تنـجّـي غـريـق
الله لا يـصـغـر أبلـيـسـك .. ولا يلعـنـه

ما هو فخر في سنه .. تعرف لك مية صديـق
الفخـر ؟ تتعـرّف بصـديـق .. لمـية سـنـه