ليتَ أنِّي كَمِثلِ قلبي أطيرُ
أَيُّها الَّليْلُ إنَّها لَعَبيرُ
لَيْتَ أَنِّي كَمِثْلِ قَلْبِي أَطِيرُ
فَأَحِلُّ الْغَداةَ ضَيْفاً عَلَيْها
وَ عَلَى رَمْلِ شاطِئَيْها أَسِيرُ
فَإِذا الدَّوْحُ وَ النَّخِيلُ ظَلِيلٌ
وَ إِذا مَلْعَبُ الْمِراحِ حَبِيرُ
وَ إِذا الْبَحْرُ آهَتِي وَ تَهادِيَّ
حَنِيناً كَما تَهادَى الْهَدِيرُ
وَ كَما يَنْقُرُ الدَّلالُ فُؤَادي
فَانْقُرِ الْجِذْعَ أيُّها الْعُصْفورُ
وَهَجُ الشَّمْسِ يا عَبِيرُ اعْتَرانا
كَلَظَى الْهَجْرِ طالَ هَذا الْهَجِيرُ
فَتَعالَيْ لِنسْتَرِيحَ قَلِيلاً
يَشْرَحِ الشَّوْقَ قَلْبِيَ الْمَفْطورُ
فَإِذا هَفَّتِ الرِّياحُ نَشِطْنا
نَقْذِفُ القُرْصَ يَعْتَلِي وَ يَدُورُ
نَصْنَعُ الْقَصْرَ بِالرِّمالِ جَمِيلاً
نَحْنُ فِيهِ أَمِيرَةٌ وَ أَمِيرُ
شَعْبُنا لا يَكادُ يُنْكِرُ أَمْراً
مُفْعَمٌ بِالْحَياةِ وَ هْوَ فَقِيرُ
وَ أَوَيْنا قَبْلَ الْأَصِيلِ إِلَى الْمَوْجِ ..
.. فَغِبْنا بِهِ وَ غابَ الشُّعُورُ
غالِبِيهِ عَبيرُ فَالْمَوْجُ عاتٍ
دُونَهُ لُجَّةٌ وَ عُمْقٌ غَزِيرُ
تَحْتَ هذا الْعُبابِ خَلْقٌ بَدِيعٌ
حُسْنُهُ لا يُرَى وَ حَيْدٌ مُثِيرُ
اُنْظُرِي الشَّمْسَ إِنَّها لِدُلوكٍ
سَوْفَ تَخْفَى هُناكَ وَ الْأَصْلُ نُورُ
هكَذا تُخْطِئُ الظُّنونُ وَ لكِنْ
يَعْلَمُ اللهُ ما تُكِنُّ الصُّدُورُ
فَلْنَعُدْ يا عَبِيرُ يَحْتَضِنِ الليْلُ ..
.. هَوانا وَ يَسْتَبِدَّ الْحُبُورُ
مِثْلُهُ فَوْقَ مَنْكِبَيْكِ مَدِيدٌ
فاحِمٌ مُرْسَلٌ كَثِيفٌ وَفِيرُ
لَمَعَ الْبَدْرُ فِي الظَّلامِ أَمامِي
فَارْفِقِ الْآنَ أيُّهَذا الْمُنِيرُ
وَ ظُبىً أَوْرَدَتْ فُؤادِي الْمَنايا
سَلَّها جُرْأَةً عَلَيَّ الْمُغِيرُ
وَ ضَمِينٌ بِأَنْ أُقَبِّلَ وَرْداً
إِنْ أُقَبِّلْهُ مُشْرَبٌ وَ نَضِيرُ
أَتَمَرَّدْتِ أَمْ تَمَرَّهْتِ كِبْراً
بُدِّلَتْ حالُكُمْ فَما التَّبْرِيرُ ؟
ما لِهذَيْنِ يَقْفِزانِ كَثِيراً
لا يَنامانِ وَ النِّيامُ كَثِيرُ ؟
ضَحِكِي أَنْ أَبِيتَ أَحْسُدُ كَلْبَيْنِ ..
.. هُما مِنْكِ أَوَّلٌ وَ أَخيرُ
وَ يَضِجَّانِ لِلدُّعابةِ وَ اللهْوِ ..
.. عِراكاً مَنِ الْحَبِيبُ الْأَثِيرُ
لَيْتَ شِعْرِي أَتَلْثُمِينَ حَبِيبَيْكِ ..
.. كَما يَلْثُمُ الْخَبِيثَ الْغَرِيرُ ؟
لا تَلُومِيهِ فهْيَ غَيْرَةُ صَبٍّ
ضَلَّ عَنْهُ الصَّوابُ وَ التَّقْدِيرُ
خَطَلٌ قَوْلُهُ فلا تَأْبَهِي إِنْ
ذابَ قَلْباً فَخانَهُ التَّعْبِيرُ
شعر
زياد بنجر
أَيُّها الَّليْلُ إنَّها لَعَبيرُ
لَيْتَ أَنِّي كَمِثْلِ قَلْبِي أَطِيرُ
فَأَحِلُّ الْغَداةَ ضَيْفاً عَلَيْها
وَ عَلَى رَمْلِ شاطِئَيْها أَسِيرُ
فَإِذا الدَّوْحُ وَ النَّخِيلُ ظَلِيلٌ
وَ إِذا مَلْعَبُ الْمِراحِ حَبِيرُ
وَ إِذا الْبَحْرُ آهَتِي وَ تَهادِيَّ
حَنِيناً كَما تَهادَى الْهَدِيرُ
وَ كَما يَنْقُرُ الدَّلالُ فُؤَادي
فَانْقُرِ الْجِذْعَ أيُّها الْعُصْفورُ
وَهَجُ الشَّمْسِ يا عَبِيرُ اعْتَرانا
كَلَظَى الْهَجْرِ طالَ هَذا الْهَجِيرُ
فَتَعالَيْ لِنسْتَرِيحَ قَلِيلاً
يَشْرَحِ الشَّوْقَ قَلْبِيَ الْمَفْطورُ
فَإِذا هَفَّتِ الرِّياحُ نَشِطْنا
نَقْذِفُ القُرْصَ يَعْتَلِي وَ يَدُورُ
نَصْنَعُ الْقَصْرَ بِالرِّمالِ جَمِيلاً
نَحْنُ فِيهِ أَمِيرَةٌ وَ أَمِيرُ
شَعْبُنا لا يَكادُ يُنْكِرُ أَمْراً
مُفْعَمٌ بِالْحَياةِ وَ هْوَ فَقِيرُ
وَ أَوَيْنا قَبْلَ الْأَصِيلِ إِلَى الْمَوْجِ ..
.. فَغِبْنا بِهِ وَ غابَ الشُّعُورُ
غالِبِيهِ عَبيرُ فَالْمَوْجُ عاتٍ
دُونَهُ لُجَّةٌ وَ عُمْقٌ غَزِيرُ
تَحْتَ هذا الْعُبابِ خَلْقٌ بَدِيعٌ
حُسْنُهُ لا يُرَى وَ حَيْدٌ مُثِيرُ
اُنْظُرِي الشَّمْسَ إِنَّها لِدُلوكٍ
سَوْفَ تَخْفَى هُناكَ وَ الْأَصْلُ نُورُ
هكَذا تُخْطِئُ الظُّنونُ وَ لكِنْ
يَعْلَمُ اللهُ ما تُكِنُّ الصُّدُورُ
فَلْنَعُدْ يا عَبِيرُ يَحْتَضِنِ الليْلُ ..
.. هَوانا وَ يَسْتَبِدَّ الْحُبُورُ
مِثْلُهُ فَوْقَ مَنْكِبَيْكِ مَدِيدٌ
فاحِمٌ مُرْسَلٌ كَثِيفٌ وَفِيرُ
لَمَعَ الْبَدْرُ فِي الظَّلامِ أَمامِي
فَارْفِقِ الْآنَ أيُّهَذا الْمُنِيرُ
وَ ظُبىً أَوْرَدَتْ فُؤادِي الْمَنايا
سَلَّها جُرْأَةً عَلَيَّ الْمُغِيرُ
وَ ضَمِينٌ بِأَنْ أُقَبِّلَ وَرْداً
إِنْ أُقَبِّلْهُ مُشْرَبٌ وَ نَضِيرُ
أَتَمَرَّدْتِ أَمْ تَمَرَّهْتِ كِبْراً
بُدِّلَتْ حالُكُمْ فَما التَّبْرِيرُ ؟
ما لِهذَيْنِ يَقْفِزانِ كَثِيراً
لا يَنامانِ وَ النِّيامُ كَثِيرُ ؟
ضَحِكِي أَنْ أَبِيتَ أَحْسُدُ كَلْبَيْنِ ..
.. هُما مِنْكِ أَوَّلٌ وَ أَخيرُ
وَ يَضِجَّانِ لِلدُّعابةِ وَ اللهْوِ ..
.. عِراكاً مَنِ الْحَبِيبُ الْأَثِيرُ
لَيْتَ شِعْرِي أَتَلْثُمِينَ حَبِيبَيْكِ ..
.. كَما يَلْثُمُ الْخَبِيثَ الْغَرِيرُ ؟
لا تَلُومِيهِ فهْيَ غَيْرَةُ صَبٍّ
ضَلَّ عَنْهُ الصَّوابُ وَ التَّقْدِيرُ
خَطَلٌ قَوْلُهُ فلا تَأْبَهِي إِنْ
ذابَ قَلْباً فَخانَهُ التَّعْبِيرُ
شعر
زياد بنجر
تعليق