اسم آخر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم العامري
    أديب وكاتب
    • 14-03-2010
    • 773

    اسم آخر


    إسمٌ آخر


    كان يضحكُ مزهوّاً... كلما استلَّ من حقيبتها ورقةً، كُتِبَتْ عليها أسماء بخطوطٍ متباينة.
    كان يعرف انها أسماءُ من سبقوه الى قلبها، ورغم جهله سبب كتابتها بهذا الشكل،
    وسبب وجود تلك الورقة في حقيبتها. لكن ذلك لم يزعجه. بل على العكس، كان يلذُّ
    له أن يسألها عن ذلك، لتشيح بوجهها عنه بغنج، تاركة له ما يكفي ليرى ابتسامة
    ناعمة، ونصف غمزةٍ بطرف عينها الناعسة، تنسيانه الخطوط والكتابة ومَن اخترعهما،
    وتسلمانه الى حالة من النشوة والغرور لا يعرف كيف يصفها فيغرق في ضحك طفولي،
    لا يفيق منه الا وتكون هي قد ذهبت لشأنها.
    اليوم، عاد من عمله مبكراً. دلف الى داخل المنزل ففاجأته ضحكاتها الرائعة، وصوتها
    الناعم الجميل يأتيان من غرفة نومهما. تجمد في مكانه غير مصدق اذنيه. كانت تكلم
    شخصاً ما على الهاتف، مغدقة عليه اعذب عبارات الغزل التي لا يعرفها غير قلبٍ برَّحه
    العشق والشوق، واصفة إياه بأنه الوحيد الذي أنساها كل من سبقه الى قلبها، وبأن
    من تعيش معه ليس أكثر من شجرة توت، تحتاج قوتها، وتتفيأ ظلالها ساعات الهجير.
    اندفع هائجاً نحوها، وعندما اقتحم الباب، وجد في يدها ورقة كأنها تقرأها. نقّل نظراته
    الزائغة بينها وبين الورقة ثم خطفها من يدها. دقق النظر صعودا ونزولاً في الكائنات
    المسمرة فيها بالحروف. ولأول مرة يتنبه الى أن في الورقة متسع لآخرين. رفع عينيه
    اليها محاولاً أن يقول...
    ولكن الكلمات تكسرت على لسانه المتخشب. أشاحت عنه بوجهها لكنه رأى ابتسامة
    ناعمة، ونصف غمزة بطرف عينها الناعسة. أغمض عينيه، وفتح فمه ليضحك كعادته،
    لكنه......
    بكى!!
    وعندما أفاق، كانت هي قد ذهبت لشأنها. وكان في أسفل الورقة....
    اسم آخر، بخطٍ جديد...





    إذا الشِعرُ لم يهْزُزْكَ عند سماعهِ
    فليس جديراً أن يُـقـالَ لهُ شِــعْــرُ




  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    قصة جميلة أستاذ سالم
    فيها إثارة وتشويق وخاصة من المنتصف.. العقدة.. حتى النهاية
    كانت جميلة وتشد كثيرا للقراءة
    والخاتمة كانت رائعة جدا جدا
    فنية بحتة
    هكذا الفن ..لاأن ننقل صورة طبق الأصل عن الواقع
    وهذا الرجل بطل قصتك يوجد منه في الحياة الكثير
    وكذلك تلك المرأة جدا متكاثرة ومتواجدة لأسباب ذكرتها أنت ولأسباب متشعبة كثيرا
    شكرا لك وعلى روحك لجميلة
    ميساء العباس
    التعديل الأخير تم بواسطة ميساء عباس; الساعة 14-03-2010, 05:54.
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • سالم العامري
      أديب وكاتب
      • 14-03-2010
      • 773

      #3

      مرورك الاجمل استاذة ميساء عباس
      أسعدني جداً ان نالت هذه القصة المتواضعة رضا اديبة قديرة
      مثلك سيدتي...
      واسعدني اكثر هذا التجاوب الجميل والمشجع لمواصلة الكتابة
      في هذا المنبر الراقي، وأأمل ان اكون عند حسن الظن، وان
      اقدم ما يفي شكراً لعاطر مرورك ورقيق كلماتك....
      كل شكري وامتناني لك اختي الكريمة،
      وصادق ودي والامنيات

      سالم



      إذا الشِعرُ لم يهْزُزْكَ عند سماعهِ
      فليس جديراً أن يُـقـالَ لهُ شِــعْــرُ




      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        سرد جميل وسلس .. ولغة مشوقة

        استمتعت باللعبة التي أتقنتها الزوجة

        تحياتي لك سيدي و لقلمك النابض بالجمال
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • سالم العامري
          أديب وكاتب
          • 14-03-2010
          • 773

          #5

          الاستاذ محمد ابراهيم سلطان
          فخر لهذه الاقصوصة ولكاتبها ان تجتذب حرفك البهي
          متعة بين ظلالها.....
          لك شكري وامتناني سيدي على هذا المرور الألِق...
          وصادق ودي والامنيات

          سالم




          إذا الشِعرُ لم يهْزُزْكَ عند سماعهِ
          فليس جديراً أن يُـقـالَ لهُ شِــعْــرُ




          تعليق

          يعمل...
          X