بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
انشطار
........
قصة قصيرة
جلس
بجوار الباب يبحث عن انفاسه ..كان الباب مفتوحا مازال ، ورائحةرطوبة تدور حوله ، وصمت ناعم يداعب اذنيه .. اغلق الباب بدفعة من قدمه التى هدها صعود السلم ، واسترخى على مقعده ، تراخت يداه الى جانبيه ، ومد ساقيه امامه .. القى رأسه الى الوراء ، واغمض عينيه .. بجوار الباب مباشرة وامام المقعد الذى جلس عليه كانت مرآة عريضة ترتفع الى مافوق قامته قليلا .. بدت على صفحتها المتربة عتمة شفافة ، لم يلغها نور اللمبة الضئيل الذى اناره عند دخوله .. الشقة خالية الا من انفاسه وتهدج صدره صعودا وهبوطا ، وعاصفة من الخواطر تطارده .. قراره بالابتعاد وشعوره بالرفض لأى محاوله للأقتراب منها، هى التى كانت الوجود بالنسبة له .. انتبه لحركة يجانبه لم يحدد مصدرها .. انتفض ..اهتزت الشعيرات القليلة اعلى رأسه ، وعاد قلبه الى ارتجافته .. عبر ضوء اللمبة الضئيل رأى - من خلال المرآة - عينين تحدقان فيه النظر على البعد .. عينان لايبدو منهما الا بريق يخترق العتمة قادما اليه .. حاملا نظرات يضيق بها .. يرفضها لقد اتى الى هنا هاربا ، يريد ان ينأى بنفسه ، ينفرد بمشاعره ، بأنفاس ابويه التى مازالت تعبق المكان .. الشقة كما هى منذ اغلقها آخر مرة .. الاثاث تغطيه ملاءات يعلوها التراب .. والاركان ممتلئة بذكريات تدغدغ مشاعره كلما رنا اليها .. ولاشىء هناك الا صمت وعتمة ، وصوت انفاسه المتلاحقة ، وتلك النظرات التى تلوح له .. اتسعت عيناه وهو يعتدل محدقا فيها بنظرات متسائلة مرتعدة .. عبر الضوء الباهت تلاقت الاعين .. تصادمت النظرات .. حملت عيناه عبوسا كالغيم واجه به خصمه .. حتى هنا لم يتركه .. تعقبه مترصدا خطواته .. متتبعا لحركاته .. مصرا الا يفلته .. كأنما لم يخطىء - ان كان اخطأ - فى الكون سواه .. استدار اليه بقوة صارخا :-
- انت
تبسم الآخر ساخرا :- ضايقتك ؟
صرخ :- نعم
صمت قليلا ثم أردف :- لماذا جئت ؟ تغاضى الآخر عن الجواب عامدا .. دار بعينيه فى المكان .. تعقب نظراته بنظرات قلقة ..ماله به ،مال كل الناس به ؟
يبتعد عنها ،يقترب منها ،يحادثها ،يرفض لقاءها ؟
هذا شأنه وحده
وكأن الآخر يقرأ افكاره عاد اليه محدقا فى عينيه ..انتبه للون الحدقات حينما تواجها تحت ضوء اللمبة الضئيل خلف الباب ..لونها بهت بفعل الايام ، أو الاحداث ، أو ربما مايكبته من احاسيس فى صدره ..وجهه ذاته يحمل سمات كهولة ..رغم هذا فهو لايهدأ ولا يعرف الصمت ..فى الايام الأخيرة صارت صحبته ثقيلة على نفسه .. هو الذى كان يزهو به ..يقدمه لمعارفه متفاخرا بصحبته ..الآن صار كثير الكلام ..الشيخوخة اثرّت على عقله ..كم اللوم والتأنيب لايطاق ..
- لماذا تركتها ؟
حدجه بنظرات نارية ..من بين أسنانه أجاب :-
- ولماذا لا أتركها ؟
عادت تلح عليه الصور ..تلوح له متعاقبة متتالية ..تدورأمام عينيه ..تتقارب وتتباعد ، وهو ينظر مبهوتا ، مبهور الأنفاس والدماء تتدفق من شراييه لتدق جدران رأسه صارخة.
واجهه الآخر بقوة :- مازلت تحبها .
- لا
- تحبها
- لا
هجم عليه ..ضربه بيد\يه واقدامه طالبا منه الصمت ..ظل الآخر - غير مبال بما يجرى - يواجهه فى ثبات ..يحاصره بعينيه ..شعر بالهواء يتسرب ..صدره يضيق وانفاسه تختنق ..هرول نحو الباب ..فتحه بقوة ومضى، بينما مازالت قطع من زجاج المرآة تهوى متناثرة على الأرض المتربة ، ونقاط من دماء تتواصل متجهة نحو الباب . !

انشطار
........
قصة قصيرة
جلس
بجوار الباب يبحث عن انفاسه ..كان الباب مفتوحا مازال ، ورائحةرطوبة تدور حوله ، وصمت ناعم يداعب اذنيه .. اغلق الباب بدفعة من قدمه التى هدها صعود السلم ، واسترخى على مقعده ، تراخت يداه الى جانبيه ، ومد ساقيه امامه .. القى رأسه الى الوراء ، واغمض عينيه .. بجوار الباب مباشرة وامام المقعد الذى جلس عليه كانت مرآة عريضة ترتفع الى مافوق قامته قليلا .. بدت على صفحتها المتربة عتمة شفافة ، لم يلغها نور اللمبة الضئيل الذى اناره عند دخوله .. الشقة خالية الا من انفاسه وتهدج صدره صعودا وهبوطا ، وعاصفة من الخواطر تطارده .. قراره بالابتعاد وشعوره بالرفض لأى محاوله للأقتراب منها، هى التى كانت الوجود بالنسبة له .. انتبه لحركة يجانبه لم يحدد مصدرها .. انتفض ..اهتزت الشعيرات القليلة اعلى رأسه ، وعاد قلبه الى ارتجافته .. عبر ضوء اللمبة الضئيل رأى - من خلال المرآة - عينين تحدقان فيه النظر على البعد .. عينان لايبدو منهما الا بريق يخترق العتمة قادما اليه .. حاملا نظرات يضيق بها .. يرفضها لقد اتى الى هنا هاربا ، يريد ان ينأى بنفسه ، ينفرد بمشاعره ، بأنفاس ابويه التى مازالت تعبق المكان .. الشقة كما هى منذ اغلقها آخر مرة .. الاثاث تغطيه ملاءات يعلوها التراب .. والاركان ممتلئة بذكريات تدغدغ مشاعره كلما رنا اليها .. ولاشىء هناك الا صمت وعتمة ، وصوت انفاسه المتلاحقة ، وتلك النظرات التى تلوح له .. اتسعت عيناه وهو يعتدل محدقا فيها بنظرات متسائلة مرتعدة .. عبر الضوء الباهت تلاقت الاعين .. تصادمت النظرات .. حملت عيناه عبوسا كالغيم واجه به خصمه .. حتى هنا لم يتركه .. تعقبه مترصدا خطواته .. متتبعا لحركاته .. مصرا الا يفلته .. كأنما لم يخطىء - ان كان اخطأ - فى الكون سواه .. استدار اليه بقوة صارخا :-
- انت
تبسم الآخر ساخرا :- ضايقتك ؟
صرخ :- نعم
صمت قليلا ثم أردف :- لماذا جئت ؟ تغاضى الآخر عن الجواب عامدا .. دار بعينيه فى المكان .. تعقب نظراته بنظرات قلقة ..ماله به ،مال كل الناس به ؟
يبتعد عنها ،يقترب منها ،يحادثها ،يرفض لقاءها ؟
هذا شأنه وحده
وكأن الآخر يقرأ افكاره عاد اليه محدقا فى عينيه ..انتبه للون الحدقات حينما تواجها تحت ضوء اللمبة الضئيل خلف الباب ..لونها بهت بفعل الايام ، أو الاحداث ، أو ربما مايكبته من احاسيس فى صدره ..وجهه ذاته يحمل سمات كهولة ..رغم هذا فهو لايهدأ ولا يعرف الصمت ..فى الايام الأخيرة صارت صحبته ثقيلة على نفسه .. هو الذى كان يزهو به ..يقدمه لمعارفه متفاخرا بصحبته ..الآن صار كثير الكلام ..الشيخوخة اثرّت على عقله ..كم اللوم والتأنيب لايطاق ..
- لماذا تركتها ؟
حدجه بنظرات نارية ..من بين أسنانه أجاب :-
- ولماذا لا أتركها ؟
عادت تلح عليه الصور ..تلوح له متعاقبة متتالية ..تدورأمام عينيه ..تتقارب وتتباعد ، وهو ينظر مبهوتا ، مبهور الأنفاس والدماء تتدفق من شراييه لتدق جدران رأسه صارخة.
واجهه الآخر بقوة :- مازلت تحبها .
- لا
- تحبها
- لا
هجم عليه ..ضربه بيد\يه واقدامه طالبا منه الصمت ..ظل الآخر - غير مبال بما يجرى - يواجهه فى ثبات ..يحاصره بعينيه ..شعر بالهواء يتسرب ..صدره يضيق وانفاسه تختنق ..هرول نحو الباب ..فتحه بقوة ومضى، بينما مازالت قطع من زجاج المرآة تهوى متناثرة على الأرض المتربة ، ونقاط من دماء تتواصل متجهة نحو الباب . !
تعليق