موسم البطيخ على كوكب عطارد!!

إنه موسم البطيخ على كوكب الأرض، وما أرخصه في هذا العام، يباع بالحبة، وليس كما كان يحدث بالأمس.. فعندماكنت تدخل (صالة عرض البطيخ) أو (المعرش) لتسأل عن سعره، يجيبك البائع: الكيلو بدينار، هنا تعلن أنت شروطك للشراء فتقول: أريد بطيخة لا تتجاوز الثلاثة دنانير أو الكيلوهات، وأريدها طيبة وحلوة وحمراء، فأنك ستدفع ثمنا يجب أن يوازيه بطيخ أخضر يخفي كل اللون الأحمر..
لو أن صاحب البطيخ قال لك: إن بطيخنا اليوم موحد السعر، ثلاثة دنانير للواحدة، ستغير شروطك (البطيخية) مباشرة، وتقول له بسرعة: (أعطني أكبر ما عندك، أوليست البطيخة بثلاثة دنانير؟، إني أريدها كبيرة فحسب)... لن تسأل عن لونها من الداخل ولا عن طعمها، ولا عن مائها من أين استقته.. كل ما سيعني لك لحظتها أن تحصل على أكبر بطيخة..
هي صورة الفكرة في عيوننا التي تدفعنا لممارسة الكفر بصورة أخرى قد تكون صاحبة طعم أحلى لكنها مختبئة بحجمها الصغير، يحدث هذا الابتعاد (الإرادي) عن المذاق الحلو لأن كل الأفكار تُعرض علينا بنفس الثمن، بالحبة، وبنفس التسعيرة التي لا تدفعنا للسؤال عن لونها أحمر كان أم أبيض، ولا تدفعنا كذلك لتذوق البندق بحجمه البائس أمام البطيخ وقد يكون (أجمل) لكن.. لا مكان لهذا الجمال في موسم البطيخ!!
يحل هذا الموسم على كوكب يسمى كوكب الأرض، وفي الصيف لا في الشتاء، يجتمع البطيخ عند بائعه، تتهم كل بطيخة أختها بأنها ليست إلا حبة بندق، حفل تنكري لا يحتاج مرتادوه إلى أقنعة، فالكل قناعه على عينيه، عدسة تشوه الصورة النافذة لها تقعيرا أو تحديبا، وبعد هذا التشويه، يشيد كل البطيخ بصاحب صالة العرض –عرض البطيخ- لإتاحته لهم فسحة تبادل الاتهام بالبندقة، فتغيب هنا الحقيقة البطيخية وتسقط في قلب بائعه (اللئيم)، وهو فقط الذي يعلم جيدا أن الكل بطيخ، وأن الواحدة فقط بثلاثة دنانير، لكنه يجاور الصمت ما استمرت عملية توالي الدنانير الثلاثية إلى كيسه..
كان يحتمل هذا الموسم .. هذا الحفل التنكري في فصل الصيف، أما أن يمتد موسم البطيخ على طول السنة، فهذا لا يحدث إلا على كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الحقيقة .. إلى الشمس، وأكثرها سخونة كذلك، جو ملائم جدا للبطيخ بكل أنواعه دون أي تدخل بندقي أو برتقالي أو حتى شمامي..
على كوكبنا الأرضي الثمين .. كان يحتمل الاختلاف على السلام إذا ما كان خطأ يفتدى بالمقاومة، أم التشبث به لآخر قطرة دبلوماسية..
كان يحتمل الاختلاف إذا كانت المقاومة في غزة هي نتاج لاحتلال فلسطين أم لتدخل أجندات خارجية..
كان يحتمل الاختلاف حول توصيف الجدار الفولاذي إذا كان لقتل الغزيين أم لحمايتهم من اللصوص!!
كان يحتمل أيام كوكبنا الأرضي العزيز.. أن نسمع الشعراء يكتبون الشعر بالشهيد، وعندما يصحو هذا الشهيد من أجل شاعره شاكرا له على ما كتبته فيه يداه، يقوم الأخير بطرده لأنه أزعج قريحته التي كانت ستنجب شعرا أفضلا به.. وإن بعد حين..
كان يحتمل في زمن الأرض .. أن تفسح للذي كتب على صدره كلمة (مثقف).. ليمارس اتزانه الوطني على حبل رفيع بخشبة زانة، يقفز بها من جدار إلى جدار، ومن حبل إلى حبل .. حتى يثبت في عينيك.. ثم يصفعك بزانته ذاتها إذا ما نظرت إلى شيء آخر بدأ يتحرك..
كان يحتمل أيام كوكبنا الحبيب (الكرة الأرضية - قضاء المجموعة الشمسية- محافظة درب التبانة) الاشتباه حول لون وطعم الفسفور الأبيض، إذا ما كان لحرق جلود الغزيين وقطع أوصالهم .. أم لقتل الناموس فيحفل أهل غزة بليل هانيء دافىء آمن من كل ناموس!!..
هذا ما كنا نستطيع الاختلاف حوله وعليه، هذا ما كنا -وبرغم هذا الاختلاف- لا ننسى فضل صاحب صالة عرض البطيخ إتاحته لنا فرصة الاختلاف رغم إرهاب الوقت لنا بالمداهمة .. كل هذا كان مقبولا زمن كوكبي الحبيب (كرتي الأرضية) .. وهو نفسه نفسه لم يعد مقبولا أبدا على كوكبنا (الحُرّ؟) عطارد!!!
كوكب يغلي، ويدور حول محوره ببطء وحول الشمس بسرعة فيكون يومه أطول من سنته.. وتحديدا سنتين، فإذا احتمل البطيخ وقت التساؤل فهل سيحتمل وقت انتظار الإجابات؟!!.
كان السؤال عن إعمار غزة ..
وجاء الجواب عن تفهّم أسباب إعمار الجدار؟!! وأن السلام سيعم علينا في الأيام القادمة لا محالة بعد تثبيت برنامج الوحدة الوطنية ويندوز ٢٠١٠.. وأن كل الأمر لا يحتاج إلا لأيام؟؟؟؟ ..
يا رجل..
لقد داهمنا الوقت جدا!!
نحن على كوكب عطارد يومنا بسنتين، وفلسطين تحت الاحتلال تصور منذ متى؟ منذ شهر!! فهل لازال في الجعبة أيام جديدة؟!!!!

إنه موسم البطيخ على كوكب الأرض، وما أرخصه في هذا العام، يباع بالحبة، وليس كما كان يحدث بالأمس.. فعندماكنت تدخل (صالة عرض البطيخ) أو (المعرش) لتسأل عن سعره، يجيبك البائع: الكيلو بدينار، هنا تعلن أنت شروطك للشراء فتقول: أريد بطيخة لا تتجاوز الثلاثة دنانير أو الكيلوهات، وأريدها طيبة وحلوة وحمراء، فأنك ستدفع ثمنا يجب أن يوازيه بطيخ أخضر يخفي كل اللون الأحمر..

هي صورة الفكرة في عيوننا التي تدفعنا لممارسة الكفر بصورة أخرى قد تكون صاحبة طعم أحلى لكنها مختبئة بحجمها الصغير، يحدث هذا الابتعاد (الإرادي) عن المذاق الحلو لأن كل الأفكار تُعرض علينا بنفس الثمن، بالحبة، وبنفس التسعيرة التي لا تدفعنا للسؤال عن لونها أحمر كان أم أبيض، ولا تدفعنا كذلك لتذوق البندق بحجمه البائس أمام البطيخ وقد يكون (أجمل) لكن.. لا مكان لهذا الجمال في موسم البطيخ!!
يحل هذا الموسم على كوكب يسمى كوكب الأرض، وفي الصيف لا في الشتاء، يجتمع البطيخ عند بائعه، تتهم كل بطيخة أختها بأنها ليست إلا حبة بندق، حفل تنكري لا يحتاج مرتادوه إلى أقنعة، فالكل قناعه على عينيه، عدسة تشوه الصورة النافذة لها تقعيرا أو تحديبا، وبعد هذا التشويه، يشيد كل البطيخ بصاحب صالة العرض –عرض البطيخ- لإتاحته لهم فسحة تبادل الاتهام بالبندقة، فتغيب هنا الحقيقة البطيخية وتسقط في قلب بائعه (اللئيم)، وهو فقط الذي يعلم جيدا أن الكل بطيخ، وأن الواحدة فقط بثلاثة دنانير، لكنه يجاور الصمت ما استمرت عملية توالي الدنانير الثلاثية إلى كيسه..
كان يحتمل هذا الموسم .. هذا الحفل التنكري في فصل الصيف، أما أن يمتد موسم البطيخ على طول السنة، فهذا لا يحدث إلا على كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الحقيقة .. إلى الشمس، وأكثرها سخونة كذلك، جو ملائم جدا للبطيخ بكل أنواعه دون أي تدخل بندقي أو برتقالي أو حتى شمامي..
على كوكبنا الأرضي الثمين .. كان يحتمل الاختلاف على السلام إذا ما كان خطأ يفتدى بالمقاومة، أم التشبث به لآخر قطرة دبلوماسية..
كان يحتمل الاختلاف إذا كانت المقاومة في غزة هي نتاج لاحتلال فلسطين أم لتدخل أجندات خارجية..
كان يحتمل الاختلاف حول توصيف الجدار الفولاذي إذا كان لقتل الغزيين أم لحمايتهم من اللصوص!!
كان يحتمل أيام كوكبنا الأرضي العزيز.. أن نسمع الشعراء يكتبون الشعر بالشهيد، وعندما يصحو هذا الشهيد من أجل شاعره شاكرا له على ما كتبته فيه يداه، يقوم الأخير بطرده لأنه أزعج قريحته التي كانت ستنجب شعرا أفضلا به.. وإن بعد حين..
كان يحتمل في زمن الأرض .. أن تفسح للذي كتب على صدره كلمة (مثقف).. ليمارس اتزانه الوطني على حبل رفيع بخشبة زانة، يقفز بها من جدار إلى جدار، ومن حبل إلى حبل .. حتى يثبت في عينيك.. ثم يصفعك بزانته ذاتها إذا ما نظرت إلى شيء آخر بدأ يتحرك..
كان يحتمل أيام كوكبنا الحبيب (الكرة الأرضية - قضاء المجموعة الشمسية- محافظة درب التبانة) الاشتباه حول لون وطعم الفسفور الأبيض، إذا ما كان لحرق جلود الغزيين وقطع أوصالهم .. أم لقتل الناموس فيحفل أهل غزة بليل هانيء دافىء آمن من كل ناموس!!..
هذا ما كنا نستطيع الاختلاف حوله وعليه، هذا ما كنا -وبرغم هذا الاختلاف- لا ننسى فضل صاحب صالة عرض البطيخ إتاحته لنا فرصة الاختلاف رغم إرهاب الوقت لنا بالمداهمة .. كل هذا كان مقبولا زمن كوكبي الحبيب (كرتي الأرضية) .. وهو نفسه نفسه لم يعد مقبولا أبدا على كوكبنا (الحُرّ؟) عطارد!!!
كوكب يغلي، ويدور حول محوره ببطء وحول الشمس بسرعة فيكون يومه أطول من سنته.. وتحديدا سنتين، فإذا احتمل البطيخ وقت التساؤل فهل سيحتمل وقت انتظار الإجابات؟!!.
كان السؤال عن إعمار غزة ..
وجاء الجواب عن تفهّم أسباب إعمار الجدار؟!! وأن السلام سيعم علينا في الأيام القادمة لا محالة بعد تثبيت برنامج الوحدة الوطنية ويندوز ٢٠١٠.. وأن كل الأمر لا يحتاج إلا لأيام؟؟؟؟ ..
يا رجل..
لقد داهمنا الوقت جدا!!
نحن على كوكب عطارد يومنا بسنتين، وفلسطين تحت الاحتلال تصور منذ متى؟ منذ شهر!! فهل لازال في الجعبة أيام جديدة؟!!!!

حامل الجركن
هيثم شحدة هديب
من الماء الى الماء
تعليق