موسم البطيخ على كوكب عطارد!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم شحدة هديب
    أديب وكاتب
    • 17-02-2010
    • 352

    موسم البطيخ على كوكب عطارد!!

    موسم البطيخ على كوكب عطارد!!





    إنه موسم البطيخ على كوكب الأرض، وما أرخصه في هذا العام، يباع بالحبة، وليس كما كان يحدث بالأمس.. فعندماكنت تدخل (صالة عرض البطيخ) أو (المعرش) لتسأل عن سعره، يجيبك البائع: الكيلو بدينار، هنا تعلن أنت شروطك للشراء فتقول: أريد بطيخة لا تتجاوز الثلاثة دنانير أو الكيلوهات، وأريدها طيبة وحلوة وحمراء، فأنك ستدفع ثمنا يجب أن يوازيه بطيخ أخضر يخفي كل اللون الأحمر..
    لو أن صاحب البطيخ قال لك: إن بطيخنا اليوم موحد السعر، ثلاثة دنانير للواحدة، ستغير شروطك (البطيخية) مباشرة، وتقول له بسرعة: (أعطني أكبر ما عندك، أوليست البطيخة بثلاثة دنانير؟، إني أريدها كبيرة فحسب)... لن تسأل عن لونها من الداخل ولا عن طعمها، ولا عن مائها من أين استقته.. كل ما سيعني لك لحظتها أن تحصل على أكبر بطيخة..
    هي صورة الفكرة في عيوننا التي تدفعنا لممارسة الكفر بصورة أخرى قد تكون صاحبة طعم أحلى لكنها مختبئة بحجمها الصغير، يحدث هذا الابتعاد (الإرادي) عن المذاق الحلو لأن كل الأفكار تُعرض علينا بنفس الثمن، بالحبة، وبنفس التسعيرة التي لا تدفعنا للسؤال عن لونها أحمر كان أم أبيض، ولا تدفعنا كذلك لتذوق البندق بحجمه البائس أمام البطيخ وقد يكون (أجمل) لكن.. لا مكان لهذا الجمال في موسم البطيخ!!
    يحل هذا الموسم على كوكب يسمى كوكب الأرض، وفي الصيف لا في الشتاء، يجتمع البطيخ عند بائعه، تتهم كل بطيخة أختها بأنها ليست إلا حبة بندق، حفل تنكري لا يحتاج مرتادوه إلى أقنعة، فالكل قناعه على عينيه، عدسة تشوه الصورة النافذة لها تقعيرا أو تحديبا، وبعد هذا التشويه، يشيد كل البطيخ بصاحب صالة العرض –عرض البطيخ- لإتاحته لهم فسحة تبادل الاتهام بالبندقة، فتغيب هنا الحقيقة البطيخية وتسقط في قلب بائعه (اللئيم)، وهو فقط الذي يعلم جيدا أن الكل بطيخ، وأن الواحدة فقط بثلاثة دنانير، لكنه يجاور الصمت ما استمرت عملية توالي الدنانير الثلاثية إلى كيسه..
    كان يحتمل هذا الموسم .. هذا الحفل التنكري في فصل الصيف، أما أن يمتد موسم البطيخ على طول السنة، فهذا لا يحدث إلا على كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الحقيقة .. إلى الشمس، وأكثرها سخونة كذلك، جو ملائم جدا للبطيخ بكل أنواعه دون أي تدخل بندقي أو برتقالي أو حتى شمامي..
    على كوكبنا الأرضي الثمين .. كان يحتمل الاختلاف على السلام إذا ما كان خطأ يفتدى بالمقاومة، أم التشبث به لآخر قطرة دبلوماسية..
    كان يحتمل الاختلاف إذا كانت المقاومة في غزة هي نتاج لاحتلال فلسطين أم لتدخل أجندات خارجية..
    كان يحتمل الاختلاف حول توصيف الجدار الفولاذي إذا كان لقتل الغزيين أم لحمايتهم من اللصوص!!
    كان يحتمل أيام كوكبنا الأرضي العزيز.. أن نسمع الشعراء يكتبون الشعر بالشهيد، وعندما يصحو هذا الشهيد من أجل شاعره شاكرا له على ما كتبته فيه يداه، يقوم الأخير بطرده لأنه أزعج قريحته التي كانت ستنجب شعرا أفضلا به.. وإن بعد حين..
    كان يحتمل في زمن الأرض .. أن تفسح للذي كتب على صدره كلمة (مثقف).. ليمارس اتزانه الوطني على حبل رفيع بخشبة زانة، يقفز بها من جدار إلى جدار، ومن حبل إلى حبل .. حتى يثبت في عينيك.. ثم يصفعك بزانته ذاتها إذا ما نظرت إلى شيء آخر بدأ يتحرك..
    كان يحتمل أيام كوكبنا الحبيب (الكرة الأرضية - قضاء المجموعة الشمسية- محافظة درب التبانة) الاشتباه حول لون وطعم الفسفور الأبيض، إذا ما كان لحرق جلود الغزيين وقطع أوصالهم .. أم لقتل الناموس فيحفل أهل غزة بليل هانيء دافىء آمن من كل ناموس!!..
    هذا ما كنا نستطيع الاختلاف حوله وعليه، هذا ما كنا -وبرغم هذا الاختلاف- لا ننسى فضل صاحب صالة عرض البطيخ إتاحته لنا فرصة الاختلاف رغم إرهاب الوقت لنا بالمداهمة .. كل هذا كان مقبولا زمن كوكبي الحبيب (كرتي الأرضية) .. وهو نفسه نفسه لم يعد مقبولا أبدا على كوكبنا (الحُرّ؟) عطارد!!!
    كوكب يغلي، ويدور حول محوره ببطء وحول الشمس بسرعة فيكون يومه أطول من سنته.. وتحديدا سنتين، فإذا احتمل البطيخ وقت التساؤل فهل سيحتمل وقت انتظار الإجابات؟!!.
    كان السؤال عن إعمار غزة ..
    وجاء الجواب عن تفهّم أسباب إعمار الجدار؟!! وأن السلام سيعم علينا في الأيام القادمة لا محالة بعد تثبيت برنامج الوحدة الوطنية ويندوز ٢٠١٠.. وأن كل الأمر لا يحتاج إلا لأيام؟؟؟؟ ..
    يا رجل..
    لقد داهمنا الوقت جدا!!
    نحن على كوكب عطارد يومنا بسنتين، وفلسطين تحت الاحتلال تصور منذ متى؟ منذ شهر!! فهل لازال في الجعبة أيام جديدة؟!!!!


    حامل الجركن
    هيثم شحدة هديب
    من الماء الى الماء
    أجلسُ خلفي تماماً..
    آكل الفوشارَ الأبيض..
    وأتابع المشهد الأحمر..
  • هيثم شحدة هديب
    أديب وكاتب
    • 17-02-2010
    • 352

    #2
    اخواني الأحبة في ملتقى الإبداع ..
    أعتقد أنا هذا المقال ليس ساخرا!!
    أجلسُ خلفي تماماً..
    آكل الفوشارَ الأبيض..
    وأتابع المشهد الأحمر..

    تعليق

    • حامد السحلي
      عضو أساسي
      • 17-11-2009
      • 544

      #3
      الأخ هيثم أهلا بك أولا
      في الصالون الأدبي نحن نناقش قضايا واضحة وبأسلوب لا لبس فيه
      والقضية التي تطرحها هنا تحتمل تأويلات كثيرة وطرحك لها بقالب رمزي يجعلها غير قابلة للنقاش بعيدا عن الرمزية
      ربما إن تمكنت من صياغة رؤيتك بأسلوب أكثر وضوحا يمكن نقلها إلى قضايا وآراء للحوار

      تعليق

      • هيثم شحدة هديب
        أديب وكاتب
        • 17-02-2010
        • 352

        #4
        بوركت اخي حامد السحلي ..
        لكني أزعم أني لا أتحدث في أي شيء .. إلا عن غزة ..
        ما أتحفظ عليه هو تصنيف الكتابة إلى خانات .. ساخر وماكر .. وأعتقد أن التصنيف يكون للأفكار، فما يتحدث عن غزة هو في خانة غزة كان مبكيا أم مضحكا ..
        كذلك
        أشعر أن نصوصي متهمة بالسخرية في حين أنني أتحدث عن أشياء محددة قد يتطاول عليها التهكم في سياق شرح الفكرة وليس الذهاب إلى التنكيت!!
        أتحدث عن المثقفين .. مثقفي السلام
        أتحدث عن درويش وعن سلالة مخصبة من الدراويش لا تستطيع حوارهم لأنهم سيفاجؤونك بعبارة : إنت بتحكي عن درويش؟!!
        وأتحدث عن إدوارد سعيد ..
        وأتحدث عن غزة .. وعن استوديوهات الطرب والفن والأدب والتي لا تبعد عن غزة أكثر من عشرات الكيلومترات ..
        أتحدث عن دم يسيل وماء يغلي حول خاصرتنا ولا زال في الفم .. نُكت على طريقة عادل إمام .. أو حث للتصويت في سوبر ستار لإنجاح فلسطيني على طريقة محمود درويش ..
        هذا ما أتحدث عنه اخي حامد السحلي ..
        اتحدث عن صورتين .. واحدة لجلد غزي اذابه الفسفور ..
        وأخرى وفي نفس التليفزيون لجلد مطرب أو مطربة .. غطته (طبقات الفاونديشن) ..
        وأتحدث عن البطيخ .. وهو كل صاحب فكرة يظن نفسه بطيخ وما سواه بندق ...
        عزيزي حامد ..
        أنا سيد الكلمات .. حال تحرك فسفور أبيض في عيني .. وزهري بالحد الأقصى .. وما يحتاجه النص.. نصي، ليس صياغة جديدة .. وإنما قراءة جديدة ..
        دمت بعز كالذي ينتاب الغزيين .. اخي حامد السحلي
        التعديل الأخير تم بواسطة هيثم شحدة هديب; الساعة 16-03-2010, 13:02.
        أجلسُ خلفي تماماً..
        آكل الفوشارَ الأبيض..
        وأتابع المشهد الأحمر..

        تعليق

        • مصطفى شرقاوي
          أديب وكاتب
          • 09-05-2009
          • 2499

          #5
          وما إن تشققت بطيختك وقام بتوزيعها مشتريها على غرار مقايضة صاحب الدار شٌقه مقابل شَقه .... والكل يتمنى ان ينهش جزءاً من بطيخة غيره لكن دون درايته هذا لأن بطيخته صيفيه عطارديه من الحجم المتقلص .
          ولكن ألا ترى معي أنه في ظل سرطنة الفواكه والثمار وانتشار العنكبيات أصبح الكل منتفخ ومنتفش والكل يروج مزجاة بضاعته تحت شعار " لاحقني تلحقني " ومن روج أكثر في سوق البطيخ الحرفي نال جائزته الشمامه للمعنى اللفظي .

          متألق كالذهب الخالصِ نصك

          تعليق

          • هيثم شحدة هديب
            أديب وكاتب
            • 17-02-2010
            • 352

            #6
            بوركت أخي الطيب والجميل مصطفى شرقاوي
            انتم الكرماء لدرجة أنكم عزمتم (الأطر) القطار مرة .. هكذا أخبرني شرقاوي
            نعم .. هو عصر البطيخة .. وهو موسم ممتد على طول السنة .. هي الأفكار التي يتحفنا بها البطيخ في حين أن الكل يلعب في نفس الخيمة، أو المعرش .. كل الأفكار متهمة عندي حتى تبرؤها غزة .. غزة فقط نعم ..

            تحياتي اخي مصطفى
            التعديل الأخير تم بواسطة هيثم شحدة هديب; الساعة 16-03-2010, 15:24.
            أجلسُ خلفي تماماً..
            آكل الفوشارَ الأبيض..
            وأتابع المشهد الأحمر..

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              [align=center]
              أولا يا أخي هيثم . إذا لم يكن هذا النص ساخرا ، فماذا يكون ؟
              إنه ساخر ، وساخر بقوة .
              له حلاوة البطيخ ، لكن طعمة حرّاق كالفلفل الغزاوي
              أخي هديب
              تحياتي لك
              فوزي بيترو
              [/align]

              تعليق

              • مصطفى شرقاوي
                أديب وكاتب
                • 09-05-2009
                • 2499

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة هيثم شحدة هديب مشاهدة المشاركة
                بوركت أخي الطيب والجميل مصطفى شرقاوي
                انتم الكرماء لدرجة أنكم عزمتم (الأطر) القطار مرة .. هكذا أخبرني شرقاوي
                نعم .. هو عصر البطيخة .. وهو موسم ممتد على طول السنة .. هي الأفكار التي يتحفنا بها البطيخ في حين أن الكل يلعب في نفس الخيمة، أو المعرش .. كل الأفكار متهمة عندي حتى تبرؤها غزة .. غزة فقط نعم ..

                تحياتي اخي مصطفى
                ربما أخبرك شرقاوي عن عزومة العائله للقطار ولكن ملحوظه : يوجد أكثر من شرقاوي فعن أى شرقاوي منهم تتحدث ؟
                الأفكار متهمه حتى تبرؤها فلسطين .. فلسطين كلها نعم ..

                تعليق

                • هيثم شحدة هديب
                  أديب وكاتب
                  • 17-02-2010
                  • 352

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                  ربما أخبرك شرقاوي عن عزومة العائله للقطار ولكن ملحوظه : يوجد أكثر من شرقاوي فعن أى شرقاوي منهم تتحدث ؟
                  الأفكار متهمه حتى تبرؤها فلسطين .. فلسطين كلها نعم ..
                  ======
                  أخبرني الشرقاوي أن القطار تعطل ذات رمضان ، فقام الشرقاويون بعزيمته .. اخي الكريم انت مصري؟
                  وأنا من عشاق مصر على مستوى الإنساني .. في مصر لكل شيء نكهة حتى التعب والحزن يتم تدويره فيستحيل الى نكتة
                  بوركت اخي الشرقاوي
                  أجلسُ خلفي تماماً..
                  آكل الفوشارَ الأبيض..
                  وأتابع المشهد الأحمر..

                  تعليق

                  • هيثم شحدة هديب
                    أديب وكاتب
                    • 17-02-2010
                    • 352

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                    [align=center]
                    أولا يا أخي هيثم . إذا لم يكن هذا النص ساخرا ، فماذا يكون ؟
                    إنه ساخر ، وساخر بقوة .
                    له حلاوة البطيخ ، لكن طعمة حرّاق كالفلفل الغزاوي
                    أخي هديب
                    تحياتي لك
                    فوزي بيترو
                    [/align]
                    =====
                    اخي فوزي الحبيب .. أصدقك القول لا أدري ما معنى ساخر بالضبط!!
                    لكني أزعم أن الكتابة بلا هدف في نهايتها تُحيلنا إلى خبراء نص .. فمنتجي النصوص
                    قد أستخدم السخرية .. فقط لمعادلة المرارة التي في العين ..وإن توضيح الواضحات أحيانا هو إشابة لها لا أكثر ..
                    وإن تذكير القاتل بجريمته .. قد يأتي في سياق العتاب وليس التوكيد على فعلته .
                    لذلك أخي فوزي ..
                    من باب السخرية أم من غيره ..
                    يجب التذكير بكل الطرق أن الذي يحدث في غزة يحدث معه كل شيء بالتوازي فكيف نفهم برامج الرابح الأكبر وفي غزة خاسرون
                    كيف نفهم برنامج من سيربح المليون وفي غزة أكثر من مليون محاصرون؟
                    كيف نفهم شاعر المليون .. ربح المليون وفي غزة أكثر من مليون ربحوا العزة؟!!
                    كيف نفهم رقم المليون هذا .. في زمن أصبح تداوله سهلا على اللسان نقدا .. لا بشرا؟
                    بوركت اخي فوزي
                    أجلسُ خلفي تماماً..
                    آكل الفوشارَ الأبيض..
                    وأتابع المشهد الأحمر..

                    تعليق

                    • فوزي سليم بيترو
                      مستشار أدبي
                      • 03-06-2009
                      • 10949

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة هيثم شحدة هديب مشاهدة المشاركة
                      =====
                      اخي فوزي الحبيب .. أصدقك القول لا أدري ما معنى ساخر بالضبط!!
                      لكني أزعم أن الكتابة بلا هدف في نهايتها تُحيلنا إلى خبراء نص .. فمنتجي النصوص
                      قد أستخدم السخرية .. فقط لمعادلة المرارة التي في العين ..وإن توضيح الواضحات أحيانا هو إشابة لها لا أكثر ..
                      وإن تذكير القاتل بجريمته .. قد يأتي في سياق العتاب وليس التوكيد على فعلته .
                      لذلك أخي فوزي ..
                      من باب السخرية أم من غيره ..
                      يجب التذكير بكل الطرق أن الذي يحدث في غزة يحدث معه كل شيء بالتوازي فكيف نفهم برامج الرابح الأكبر وفي غزة خاسرون
                      كيف نفهم برنامج من سيربح المليون وفي غزة أكثر من مليون محاصرون؟
                      كيف نفهم شاعر المليون .. ربح المليون وفي غزة أكثر من مليون ربحوا العزة؟!!
                      كيف نفهم رقم المليون هذا .. في زمن أصبح تداوله سهلا على اللسان نقدا .. لا بشرا؟
                      بوركت اخي فوزي
                      على مهلك يا صديقي الحبيب هيثم
                      إذا أردت للحياة أن تتوقف من أجل زلازال هايتي
                      أو غزة أو تشيلي !
                      فأنت تعيش وهما يا صديقي .
                      دع رابحوا المليون يلعبون . ودع الشعراء يحلمون
                      لكن لا توهمني أن خسارة البعض ، هي بسبب ربحية الطرف الآخر .
                      جميعهم خاسرون ، ما لم يلتئم جرحهم .

                      وسلامي لك
                      فوزي بيترو

                      تعليق

                      يعمل...
                      X